قال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، إن القرآن الكريم يُعتبر معجزة لغوية خالدة، حيث تناول مفردات مختلفة لكل ما يتعلق بالنوم، مع إبراز دقيق لمعانيها وتوظيفها في سياقاتها الخاصة.

 

وأضاف جمعة أن هذه الكلمات لا يمكن استبدال واحدة منها بالأخرى، فقد اختيرت بعناية لتناسب المقام.

السِّنة والنوم: تدرُّج بلاغي فريد
صرح جمعة بأن السِّنة وردت في قوله تعالى: "اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" [البقرة: 255]، مشيرًا إلى أن السِّنة هي المرحلة التي تسبق النعاس، وهي خفيفة جدًا ولا تُفقد الإنسان إدراكه.

وأضاف أن ذكر السِّنة قبل النوم في الآية يعكس التدرج الطبيعي للمراحل، ويؤكد تنزيه الله عن أي شكل من أشكال النقص البشري.

النعاس: راحة خفيفة في مواقف دقيقة
وأوضح جمعة أن النعاس ورد في قوله تعالى: "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ" [الأنفال: 11]، وهو بداية النوم دون فقدان كامل للإدراك. وصرح بأن هذا التعبير يناسب الموقف في غزوة بدر، حيث غشي النعاس المسلمين ليهدئ نفوسهم ويعيد لهم النشاط والحيوية استعدادًا للقتال.

الهجوع: نوم الليل الخفيف


وأضاف جمعة أن الهجوع يعني النوم المتقطع والخفيف أثناء الليل، وقد ورد في قوله تعالى: "كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" [الذاريات: 17]. وأكد أن هذا الأسلوب يناسب أهل العبادة الذين يقضون أغلب الليل في الصلاة والذكر، مع نوم متقطع لتجديد النشاط.

القيلولة: استراحة النهار


وأشار جمعة إلى أن القيلولة وردت في قوله تعالى: "وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ" [الأعراف: 4]، موضحًا أنها نوم منتصف النهار. وأضاف أن استخدام هذه الكلمة يعبر عن حالة الغفلة والاسترخاء التي تفاجئها الأحداث الكبرى.

الرقاد: النوم العميق الطويل


وأكد جمعة أن الرقاد ورد في قوله تعالى: "وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ" [الكهف: 18]، وهو نوم عميق وطويل يناسب وصف أهل الكهف الذين لبثوا في نومهم ثلاثمائة وتسع سنوات.

بلاغة لا تضاهي


وختم جمعة حديثه بأن كل كلمة استخدمت في موضعها بدقة بالغة، بحيث لا يمكن استبدالها بمرادف آخر دون الإخلال بالمعنى والمقام، مما يعكس روعة بلاغة القرآن الكريم وإعجازه اللغوي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الرقاد القيلولة قال الدكتور وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة مختار القران الكريم النوم فی قوله تعالى جمعة أن

إقرأ أيضاً:

إيه الدليل على عدم تحريف القرآن؟.. علي جمعة يطمئن قلب فتاة

وجهت إحدى الفتيات سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، تقول فيه: "ما هو الدليل على عدم تحريف القرآن الكريم ولماذا لم يمنع الله عدم تحريف الإنجيل والتوراه؟".

وقال علي جمعة، في برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن الله سبحانه وتعالى كان يرسل الأنبياء والرسل ويصححوا ما يحرف من الكتب السماوية لأن الوحي كان مستمرا، أما الآن انقطع الوحي.

وأضاف علي جمعة، أن الله تعالى حفظ القرآن الكريم لأنه قد انقطع الوحي ولم يأت رسول يصحح ما يتم تحريفه من القرآن بعد ذلك.

واستشهد بقوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9]، منوها بأن الدليل على أن القرآن لا يحرف، هو السند، وهو الحفظ والقراءة عن شيخ عن شيخ عن شيخ عن شيخ حتى رسول الله.

وأوضح أن الأمر الثاني هو أن القرآن كيف يحرف وهو محفوظ كتابة وسماعا فالقرآن محفوظ عشر مرات لأن القراءات القرآنية عشر قراءات، والطفل الذي يحفظ القرآن يصحح له شيخه الخطأ ولا يتجاوزه حتى يتقن الطفل مخارج الحروف والآيات.

وأكد أن السند والتلقي والاتفاق، هي أدلة واضحة على عدم تحريف القرآن الكريم سواء قديما أو بعد ذلك في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • 30 كلمة في القرآن يفهمها الناس خطأ.. اعرف معناها الصحيح
  • فتاة: ليه ربنا فضل الإسلام على باقي الأديان اللي خلقها؟ علي جمعة يجيب
  • مين الصح بين المسلمين والمسيحيين؟ علي جمعة يرد على فتاة
  • فتاة: لو ليا صديقة مش مسلمة هل يمكن تهنئتها في أعيادهم؟ علي جمعة يجيب
  • إيه الدليل على عدم تحريف القرآن؟.. علي جمعة يطمئن قلب فتاة
  • بالفيديو.. محمد مختار جمعة: ثمرة العبادات في الأخلاق
  • وزير الأوقاف: التدبر في النعم يولّد بالقلب وعيا للسير في طريق الله
  • ازاي ربنا هيحاسب غير المسلمين على أعمالهم الصالحة؟.. علي جمعة يجيب
  • النعاس المستمر أثناء النهار.. حالة مقلقة تهدد حياة الملايين
  • النعاس المستمر نهارُا.. علامة لحالة صحية مقلقة