بوابة الوفد:
2025-04-28@04:56:22 GMT

سيرة أمير العمرى المُدهشة (1-3)

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

أنا واحد مَمن يُفضلون قراءة التاريخ من مسارات مُغايرة للمسار السياسى التقليدي، لذا فإن كُتب السير الذاتية للمُثقفين تُعد فى رأيى رافدا مُهما وحياديا للاطلال على تاريخنا المُعاصر. ومما كان لافتا ومشوقا فى الأيام الأخيرة، تلك السيرة العجيبة للناقد السينمائى الكبير أمير العمري، والتى صدرت مؤخرا عن دار نظر للمعارف بالقاهرة وحملت عنوان « الحياة كما عشتها».

وأمير العمرى واحد من أفضل النقاد السينمائيين العرب، إذ قضى نحو خمسة عقود مُتنقلا بين مهرجانات السينما العالمية، مُحللا، ومفككا، ومُطلعا، ومتابعا لحركات الفن العالمية، مُتخذا من العاصمة البريطانية لندن مستقرا.

وقد عرفناه صحفيا عتيدا فى كبرى وسائل الإعلام بدءا من هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سي» مرورا بالحياة اللندنية، والقدس العربي، وصحيفة العرب، وغيرها، فضلا عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى.

والمثير أن سيرته تتجاوز سيرة ناقد سينمائى لترصد تحولات كبرى فى عالم الصحافة والاعلام العربي، وتقدم حكايات مشوقة وحصرية عن شخصيات سياسية، وفنية، وإعلامية معروفة، تتسم بنبرة الصراحة التامة.

إن أول ما يلفت نظرنا فى حكاية الناقد المولود فى 1950 بمدينة المنصورة، هو ذلك التنوع العجيب الذى شكل شخصيته، بدءا من والده مهندس المساحة الوفدي، الذى تنقل من مدينة إلى مدينة ليتعرف على محيطات مجتمعية مختلفة، ودراسته العميقة للطب وتفوقه فيه ثم تعيينه طبيبا فى أقاصى الصعيد، وانتقاله لاحقا من قرية إلى قرية، وصولا إلى صداقاته وعلاقاته الوطيدة بالمثقفين والمبدعين ومجانين الكتابة فى مصر الستينات والسبعينات.

كانت المنصورة وقتها مميزة بوجود جالية أجنبية كبيرة يغلب عليها الطليان، الذين أسسوا دور سينما عديدة واهتموا بعرض أحدث الأفلام. وهُنا أحب الفتى الصغير، السينما وارتبط بها، وسعى للالتحاق بمعهد السينما بعد إتمامه الثانوية، لكن رضخ لرغبة والده وإلحاحه بدراسة الطب. كان يشعر بأنه يُسدد دينا لوالديه، وظل طوال سنوات الدراسة متعلقا بالسينما ومديرا لنادى ثقافى أسسه مع بعض الشباب لمتابعتها. وبعد أن جرب حظه فى العمل طبيبا فى أسيوط والقاهرة، ثم عمل طبيبا فى الجزائر بمدينة بسكرة، وجد أن مهنة الطب لا تُرضى طموحه، فغادرها تماما بعد وفاة والديه حيث رحلت أمه فى 1971، ووالده فى مطلع الثمانينات، وأنهى عمله بالجزائر وسافر إلى لندن ليبدأ حياة جديدة.

فى لندن كان هناك عالم جديد للصحافة والاعلام يتشكل مع تحولات السياسة العربية فى ذلك الوقت. كان ألمع عقول العالم العربى الفكرية يعملون فى صحف ممولة من العراق وليبيا والسعودية وغيرها، وتعرف أمير بكثير من النجوم اللامعين كان منهم عماد أديب، هالة سرحان، عمرو عبد السميع، أمجد ناصر، صبرى حافظ، عثمان عمير، منى غباشي، أحمد الهوني، مجدى نصيف، وجميل مروة، وغيرهم.

وهو يقدم لنا حكايات عجيبة جدا عن هؤلاء وغيرهم ممن شهد بداياتهم وهم مفلسون، حالمون، أنقياء، ثُم تحولوا فى زحام لندن وسحرها إلى ملوك وسماسرة ومليارديرات. يتذكر أمير جيدا وجه الشاب الطموح الذى طُرد من إحدى مجلات «الحياة اللندنية» لاتهامه بمخالفات مالية، ثُم رآه بعد سنوات معروفا بالملياردير إيهاب طلعت.

كما يتذكر كيف كان هناك صحفى فلسطينى متواضع الحال، ومتخصص فى الصحافة الرياضية واسمه عبد البارى عطوان، تعرض للبطالة فجأة بعد استغناء الشرق الأوسط عنه، وظل شهورا بلا عمل حتى عرف باعتزام منظمة التحرير الفلسطينية اصدار صحيفة فى لندن، فساق كل علاقاته توسطا ليتولى إدارتها. ثم يذكر كيف قرر الناشر الفلسطينى إقالة عبد البارى عطوان بسبب موقف الصحيفة المناصر لصدام حسين خلال احتلاله الكويت، لكن «عطوان» تمكن بفضل تهديد عدد من أنصاره بالانسحاب من العودة مرة أخرى، وظل فى موقعه حنى 2013.

وللحكايات بقية..

والله أعلم

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد قراءة التاريخ أمير العمري

إقرأ أيضاً:

كريستال بالاس إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

لندن (أ ف ب)

أخبار ذات صلة مدرب نوتنجهام سعيد بإعادة ذكريات «ويمبلي» تشيلسي ينعش «أمل التأهل» إلى «أبطال أوروبا»


قاد المهاجم الدولي السنغالي إسماعيلا سار فريقه كريستال بالاس إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه، بمساهمته الفعالة في الفوز على أستون فيلا 3-0 على ملعب ويمبلي في لندن وأمام 90 ألف متفرج في نصف نهائي النسخة 144.
وصنع سار الهدف الأول لإيبيريتشي إيزي (31)، قبل أن يسجل الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 58 والرابعة من الدقائق السبع التي احتسبت وقتاً بدل ضائع.
ويلتقي كريستال بالاس في المباراة النهائية على الملعب ذاته في 17 مايو المقبل مع نوتنجهام فوريست أو مانشستر سيتي اللذين يلتقيان الأحد.
وقدّم كريستال بالاس مباراة رائعة، وصمد أمام الاندفاع الهجومي لأستون فيلا، واستحق بطاقته عن جدارة إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخه، بعد عامي 1990 و2016 عندما حلّ وصيفا فيهما معاً.
في المقابل، تبخر حلم أستون فيلا في بلوغ المباراة النهائية للمرة الثانية عشرة، في سعيه للتتويج بلقبه الأول في الكأس منذ 1957، عندما ظفر به للمرة السابعة الأخيرة، والأول محلياً منذ كأس الرابطة 1996.

مقالات مشابهة

  • دنقلا.. 2267 طبيبا وطبيبة يجلسون لاداء إمتحان الجزء الأول لمجلس التخصصات الطبية
  • ماراثون لندن يعيد تدوير التوتر.. كيف سيتحول بول العدائين إلى قمح؟
  • يزيد الراجحي يقترح فرض رسوم على المحال الفاضية.. فيديو
  • بريطانيا تتطلع لاستضافة مونديال ألعاب القوى
  • ملحم زين يُضيء سماء لندن بحفل غنائي مميز في 29 أبريل
  • كريستال بالاس إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي
  • بن شرقي دكة ليه.. حالة دهشة من أحمد موسى بعد خروج الأهلي من أبطال أفريقيا
  • أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم
  • وزير الأوقاف يكتب: البابا فرنسيس سيرة قلب أحبّ كلَّ البشر
  • فلكي يمني يكشف أسرار الهالة الشمسية القوسية التي أثارت دهشة الجميع