نازحو أبو زريقة في دارفور يعانون من أزمة إنسانية متفاقمة
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
الفاشر– يواجه نازحون فرّوا من الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على منطقة "أبو زريقة" قرب مخيم زمزم للنازحين في شمالي دارفور غرب السودان، ظروفا إنسانية قاسية تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية.
ويُعتبر مخيم زمزم، الذي يواجه تهديدات بالقصف، الملاذ الوحيد للفارين من أبو زريقة بسبب ندرة المياه في المناطق الأخرى، ومع ذلك، فإن النازحين يواجهون ظروفا معيشية قاسية جراء النقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة كبيرة في تقديم المساعدة نتيجة الوضع الأمني المتقلب، مما يزيد من معاناة النازحين. ودعا العديد من المنظمات والناشطين المجتمع الدولي إلى وقف العنف في المنطقة، ورفع الحصار المفروض والتحرك السريع لإنقاذ هؤلاء الأشخاص الذين حُرموا من حقوقهم الأساسية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المتحدث الرسمي باسم النازحين في مخيم زمزم محمد خميس دودة إن المخيم استقبل حوالي 20 ألف نازح هربوا من هجوم أبو زريقة، وإنهم يعيشون في ظروف مأساوية، ويعانون من نقص حاد في الطعام والمأوى، إضافة إلى تدهور أوضاعهم الصحية.
وأضاف دودة "نحن بحاجة ماسة إلى المساعدة العاجلة. الأطفال والنساء هم الأكثر تضررا، ونعاني من انتشار الأمراض بسبب قلة المياه النظيفة"، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا، قائلا "نحن نناشد المنظمات الإنسانية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء النازحين، فالوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، ويجب أن يكون هناك تدخل فوري".
إعلانوأشار إلى أن النازحين يعبّرون عن قلقهم بشأن مستقبلهم، حيث قال "لا نعرف إلى أين نتجه. كل ما نريده هو الأمان والكرامة".
وشهدت قرية أبو زريقة، الواقعة على بعد 20 كلم جنوب مخيم زمزم للنازحين، الأسبوع الماضي، هجوما مروّعا نُسب لقوات الدعم السريع، أدى إلى مقتل 37 مدنيا وإصابة آخرين، مما تسبب في نزوح جماعي للسكان.
شتاء قاسٍ وقصف مدفعي يهدد نازحي زمزم بدارفور (الجزيرة) تهجير قسريوروى الفاضل إبراهيم، أحد سكان المنطقة، للجزيرة نت، أن الهجوم الذي تعرضت له القرية هو الثاني من نوعه خلال شهر واحد، وأوضح أن القرية تشهد تهجيرا قسريا للسكان الأصليين، حيث فقد العديد من السكان منازلهم وأمنهم.
وأضاف أن "قوات الدعم السريع قامت بقتل نحو 37 مواطنا، واختطاف آخرين ونقلهم إلى مكان غير معلوم". وتابع "نحن نعيش في حالة من الرعب المستمر، وبحاجة إلى الأمان ونرغب في العودة إلى حياتنا الطبيعية".
وسلط ناشطون محليون الضوء على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها مئات النازحين من أبو زريقة في مخيم زمزم، وناشدوا السلطات والمنظمات الدولية بالضغط لإدخال المياه والأدوية والمعدات الطبية إلى المنطقة.
وخلال زيارة وفد من الناشطين للنازحين، تمكنوا من توثيق هذه الأوضاع، وجمع شهادات مباشرة من العائلات المتضررة، يمكن أن تُشكل دافعا قويا لزيادة الاهتمام بهذه القضية، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة المتضررين.
وقال عضو الوفد، محمد أبكر، للجزيرة نت "تعرضت القرية لما يُوصف بمجزرة، حيث تم استهداف المدنيين بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل العديد من الأبرياء وإصابة آخرين بجروح خطيرة".
وأضاف "هذه المجزرة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي جرس إنذار للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتأمين المساعدات الإنسانية".
واجب إنسانيومن جانبها، قالت ممثلة الوفد سعاد عبد الله، للجزيرة نت، "يجب علينا أن نتذكر أن هؤلاء النازحين هم أناس لديهم قصص وأحلام، وقد فقدوا كل شيء. إن دعمهم ليس خيارا، بل واجب إنساني علينا جميعا. نحتاج إلى تحركات عاجلة من الحكومات والمنظمات الإنسانية لتوفير ملاذ آمن لهم، ومساعدتهم على استعادة كرامتهم".
إعلانوكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد قال، في تغريدة على صفحته في فيسبوك، إن قرية أبو زريقة تعرضت لمأساة إنسانية مروعة، حيث قُتل عشرات المواطنين العزل على يد مليشيات الدعم السريع لأسباب عرقية وإثنية.
وأوضح أن هذه الانتهاكات الخطيرة لا تقتصر على ذلك، بل تشمل استهداف الأطفال والنساء من خلال عمليات القصف الوحشية، وحرق معسكرات النازحين وسكان مدينة الفاشر. وأكد أن "ما يحدث من انتهاكات جسيمة يستدعي منا جميعا، كأبناء الشعب السوداني وكقيادات عسكرية وسياسية في إقليم دارفور، أن نتحلى بالشجاعة ونصحح ضميرنا، ونعمل معا لوقف هذه الانتهاكات وحماية أرواح الأبرياء".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان أزمة إنسانية متفاقمة في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، وجعل الملايين يضطرون للنزوح من منازلهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدعم السریع للجزیرة نت العدید من مخیم زمزم
إقرأ أيضاً:
تطورات الحرب على غزة في يومها الـ 442.. تصعيد مستمر ومعاناة إنسانية متفاقمة
تواصلت العمليات العسكرية في قطاع غزة لليوم الـ 442 على التوالي، حيث صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها الجوية والبرية، مستهدفة مناطق متفرقة في القطاع المكتظ بالسكان.
وأسفرت هذه العمليات عن سقوط مزيد من الشهداء والجرحى، بينما تستمر الجهود الدولية لتحقيق هدنة أو التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
استمرار القصف وسقوط الشهداءنفّذت طائرات الاحتلال غارات مكثفة على أحياء عدة في شمال ووسط القطاع، وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في شمال شرق غزة، بالإضافة إلى استهداف خيام للنازحين في خان يونس جنوب القطاع.
كما أفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة الشهداء في غارة أخرى استهدفت مدرسة الماجدة وسيلة غرب غزة إلى خمسة شهداء، بينهم أطفال ونساء.
تفاقم الأزمة الإنسانيةشهدت الأوضاع الإنسانية في غزة مزيدًا من التدهور مع استمرار الحصار الإسرائيلي وقطع الإمدادات الأساسية، ونفدت المواد الغذائية والطبية في العديد من المرافق الصحية، بينما يعاني النازحون في المخيمات من نقص حاد في المياه والكهرباء.
تصعيد عسكري متبادلأعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف عسقلان وعدد من مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية، ردًا على العدوان الإسرائيلي.
وأكدت المقاومة الفلسطينية استعدادها لمواصلة التصدي للعدوان، مشيرة إلى أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد.
جهود دولية للتوصل إلى هدنةأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل أسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وأكد أن هناك تقدمًا ملموسًا في المفاوضات، مشيرًا إلى دور الوساطة الإقليمية والدولية في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
آفاق المرحلة المقبلةتستمر المعاناة في قطاع غزة وسط غياب أفق واضح لإنهاء العدوان، ومع استمرار التصعيد، تبقى الأنظار متجهة نحو الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وسط دعوات حقوقية لتدخل عاجل لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.