مخرجة قلوب صغيرة لـ«الوفد»: براءتهم تحمل صوتًا لا يستطيع أحد تجاهله في ظل المعاناة
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
حصد فيلم "قلوب صغيرة" جائزة البرج الذهبي، في مسابقة الفيلم التسجيلي بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، وهو عمل وثائقي مميز من إخراج مروة الشرقاوي، يسلط الضوء على تساؤلات ومشاعر الأطفال المصريين تجاه ما يحدث في غزة.
مروة شرقاوي مخرجة فيلم قلوب صغيرة: براءة الأطفال التي تتخطى حدود الألم"قلوب صغيرة" هو فيلم يعبر عن براءة الأطفال ومشاعرهم الطاهرة التي تتخطى الحدود، ليؤكد أن الصراعات والآلام لا تعرف العمر، وأن التعاطف والإنسانية هما اللغة الوحيدة التي يتحدث بها الجميع، بغض النظر عن المكان أو الزمان.
وأكدت مروة الشرقاوي، مخرجة الفيلم الوثائقي "قلوب صغيرة" في تصريحات خاصة لـ «بوابة الوفد» والذي يتناول التساؤلات والمشاعر التي يشعر بها الأطفال المصريون تجاه الأحداث الجارية في غزة، الفيلم يسلط الضوء على تفاعل الأطفال مع معاناة نظرائهم في فلسطين، من خلال تساؤلاتهم البريئة والمحملة بالحزن والاستفهام.
انطلقت فكرة الفيلم من مشاهدات المخرجة لأطفال شقيقاتها وهم يطرحون أسئلة عن الوضع في فلسطين، مثل "لماذا يحدث هذا؟ ولماذا يموت الأطفال هناك؟"، هذه الأسئلة البريئة حملت معها مشاعر صادقة تعكس مدى التأثر والتعاطف الذي يشعر به الأطفال في مصر تجاه معاناة أقرانهم في غزة، وكان من الضروري توثيق هذه المشاعر ومشاركتها مع العالم، لتكون نافذة تنقل أحاسيس الأطفال المصريين وتعبيرهم عن تضامنهم مع الأطفال في فلسطين.
وأشارت مروة الشرقاوي إلى أنها شعرت بأن هناك حاجة لتوثيق تلك المشاعر والرد على أسئلتهم بطريقة تلامس وجدانهم، وخاصة أن الأطفال في مصر لا يقتصر اهتمامهم على ما يحدث في محيطهم، بل يمتد أيضًا إلى ما يعايشه الأطفال في فلسطين.
قررت المخرجة أن تنقل مشاعر هؤلاء الأطفال في مصر إلى نظرائهم في غزة، من خلال فيلم يسجل براءتهم ويعبر عن مشاعرهم تجاه الأحداث الجارية.
"قلوب صغيرة" هو محاولة لفهم تأثير الصراعات على الأطفال، وكيف يمكن لتلك البراعم الصغيرة أن تعبر عن تضامنهم ومشاعرهم تجاه الأطفال الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والمعاناة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسطين غزة الأطفال فی فی فلسطین فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
نشرت مجلة نيتشر العلمية تقريراً حديثاً يستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في مكافحة الفقر حول العالم، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد المستحقين للمساعدات بطرق أكثر دقة وسرعة من الأساليب التقليدية.
في أواخر عام 2020، خلال جائحة كوفيد-19، تلقى عشرات الآلاف من القرويين الفقراء في توغو مساعدات مالية مباشرة عبر هواتفهم المحمولة، بفضل نظام ذكاء اصطناعي مبتكر. تم تحويل حوالي 10 دولارات كل أسبوعين إلى حساباتهم الرقمية، وهي مبالغ قد تبدو صغيرة، لكنها ساعدت العديد منهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية وتجنب الجوع.
اقرأ أيضاً.. هل يشيخ الذكاء الاصطناعي كالبشر؟ خفايا التقادم الرقمي
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في تحديد الفقراء؟
اعتمدت حكومة توغو، بالتعاون مع علماء من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومنظمة GiveDirectly غير الربحية، على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات شبكات الهواتف المحمولة لتقدير مستوى الدخل والفقر في مناطق مختلفة. وبدلاً من استخدام المسوحات الميدانية التقليدية التي تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى موارد ضخمة، استطاع النظام الجديد تحديد الأشخاص الأكثر حاجة بسرعة ودقة أكبر.
وفقاً للمجلة، فإن هذا النهج ساعد في التغلب على تحديات مثل عدم توفر بيانات دقيقة عن الفقراء، وهي مشكلة تواجه الحكومات والمنظمات الإنسانية عند توزيع المساعدات.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الطرق التقليدية؟
حالياً، يعيش نحو 700 مليون شخص حول العالم في فقر مدقع، حيث يحصلون على أقل من 2.15 دولار يومياً وفقاً للبنك الدولي. ومع ذلك، يواجه قياس الفقر وتوزيع المساعدات مشكلات عديدة، منها التكاليف العالية لجمع البيانات وعدم شمول بعض الفئات مثل المشردين أو الأشخاص الذين لا يملكون هواتف محمولة.
يقول الباحث جوشوا بلومنستوك، المتخصص في علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في التغلب على هذه المشكلات عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة، مما يجعل عملية تحديد المستفيدين من المساعدات أكثر كفاءة.
من جهة أخرى، يُحذر خبراء مثل أولا هال، الباحث في جامعة لوند في السويد، من أن الذكاء الاصطناعي ليس مثالياً، فقد تعاني بعض النماذج من التحيز أو عدم الدقة، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض الأشخاص المستحقين للمساعدة.
كيف تطور قياس الفقر عبر الزمن؟
تاريخياً، حاول الباحثون تطوير معايير لقياس الفقر منذ أواخر القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، في عام 1901، أجرى عالم الاجتماع البريطاني سيبوم راونتري دراسة ميدانية حول الفقر في مدينة يورك بالمملكة المتحدة، حيث تم تحديد الفقر بناءً على قدرة الأسر على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.
لاحقاً، في عام 1964، اعتمدت الولايات المتحدة مقياس الفقر الرسمي الذي حدد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتغطية الطعام والمسكن والنفقات الأساسية، وهو ما تبنته أيضاً دول مثل الهند.
لكن هذه المقاييس لم تعكس الواقع المعقد للفقر، حيث إن امتلاك دخل معين لا يعني بالضرورة القدرة على تأمين الصحة، التعليم، أو المياه النظيفة. ولهذا السبب، طورت الباحثة سابينا ألكاير بالتعاون مع جيمس فوستر ما يُعرف بمؤشر الفقر متعدد الأبعاد MPI عام 2008، والذي يقيس الفقر بناءً على عشرة عوامل مختلفة، مثل التغذية، التعليم، وسهولة الوصول إلى مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. عندما تتحدث الأرض.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
هل الذكاء الاصطناعي هو الحل؟
مع التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ الباحثون في استخدام صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات الرقمية لتحديد الفقر بشكل أكثر دقة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2016 أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بمعدلات الفقر بدقة مماثلة للمسوحات الميدانية التقليدية، ولكن بتكلفة أقل وبسرعة أكبر.
تتوسع هذه التجارب حالياً، حيث يتم تحليل بيانات الهاتف المحمول، حركة المرور، والإضاءة الليلية لتحديد المناطق الأكثر فقراً، ما يسمح للحكومات والمنظمات الإنسانية بتوجيه المساعدات بشكل أكثر كفاءة.
هل نحن مستعدون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي بالكامل؟
رغم الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر، إلا أن هناك تحديات يجب معالجتها، مثل ضمان العدالة في توزيع المساعدات، حماية البيانات الشخصية، وتجنب التحيزات الخوارزمية التي قد تؤثر على دقة التحديد.
في نهاية التقرير، تشير مجلة نيتشر إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفقر لا يزال في مراحله الأولى، لكن التجارب مثل مشروع توغو تثبت أنه يمكن أن يكون أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بطريقة مدروسة ومنصفة.
إسلام العبادي(أبوظبي)