مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «8»
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
استمرارا لما ورد فـي الحلقة السابقة، وفـي إطار الحديث عن التمثيلات بينية الأجناس (cross-generic representations) فإن شخصية «الشيخ» تظهر فـي جنس أفلام المغامرات الرومانسية الصحراوية [romantic desert adventure films] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «الشيخ» [The Sheik]، من إخراج جورج ملفرد George Melford،1921) (1).
وتظهر شخصية «الشيخ» فـي جنس أفلام «الآكشن» (action films) (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «مرتدون عن القانون» [Renegades]، من إخراج فكتر فلمنغ Victor Fleming، 1930) (2).
وتعاود شخصية «الشيخ» الظهور هذه المرة فـي جنس الأفلام العائلية [family films] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «الرجل الأسد» [The Lion Man]، من إخراج جي بي مكارثي J. P. McCarthy، 1937). ثم تأتي شخصية «الشيخ» فـي جنس أفلام الأطفال [children films] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «بومبا والمدينة المخفـية» [Bomba and the Hidden City] من إخراج فورد آي بيبي Ford I. Beebe، 1950). وتعاود شخصية «الشيخ» الظهور فـي جنس الأفلام الموسيقية [musicals] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «تن بان آلي» [Tin Pan Alley]، من إخراج وولتر لانغ Walter Lang، 1940) (3). وتأوب شخصية «الشيخ» إلى الشاشة فـي جنس أفلام الغرب الأمريكي (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «الخارجون على القانون فـي الصحراء» [Outlaws of the Desert]، من إخراج هورد بي بريثرتن Howard B. Bretherton، 1941) (4). وتندس شخصية «الشيخ» فـي أفلام الكوميديا الرومانسية [romantic comedies] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «طريق إلى المغرب» [Road to Morocco]، من إخراج ديفد بتلر David Butler، 1941). ونجد شخصية «الشيخ» أيضا فـي أفلام كوميديا المقرعة (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «آبت وكاستلو فـي الفـيلق الأجنبي» [Abbott and Castello in the Foreign Legion]، من إخراج تشارلز لامنت Charles Lamont، 1950) (5). ولا تكف شخصية «الشيخ» عن الحضور فـي أفلام النوع السينمائي المعروف بالفـيلق الأجنبي الفرنسي [French Foreign Legion films] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «حصن الجزائر» [Fort Algiers] من إخراج لسلي سالندر Leslie Selander، 1935 (6). وتجد شخصية «الشيخ» مكانا فسيحا لها فـي أفلام الجاسوسية [spy films]، وكيف لا والشيخ متقلب وخؤون (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «بحثا عن الخطر» [Looking for Danger] من إخراج أوستن جول Austin Jewell، 1957). وفـي سياق آخر، ليست شخصية «الشيخ» غريبة عن أفلام المطاردة [chase films] ومناخاتها الإجرامية والبوليسية والإثارية اللازمة (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «الهرب من زاهرين» [Escape from Zahrain] من إخراج رونلد نيامي Ronald Neame). وشخصية «الشيخ» لا تتوانى، علاوة على ذلك، عن أن تكون موجودة فـي أفلام السيرة الذاتية [biopics] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «لورنس العرب» [Lawrence of Arabia]، من إخراج ديفد لين David Lean، 1962). ولا تمانع شخصية «الشيخ»، من ناحية أخرى، الظهور فـي أفلام المريدين مثلية الجنسانية [gay cult films]، كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «نرسيسوس الوردي» [Pink Narcissus] (من إخراج جم بدجد Jim Bidgood، 1971). وعلى الرغم من وجودها فـي غيرها كما أوضحت، فإن شخصية «الشيخ» كثيرا ما تقترن بأفلام الدراما [drama films] (كما، على سبيل المثال لا الحصر، فـي فـيلم «الريح والأسد» [The Wind and the Lion]، من إخراج جون ميليس John Milius، 1975).
--------------------------------------
(1): تعيينات أجناس الأفلام السينمائية الواردة فـي هذا الجرد ليست مطلقة، وإنما تعتمد على قناعات ذاتية وموضوعية مبنية على محاججات أكاديمية معمدة، وإن كانت تتحلى بالمطواعية والمرونة، وهكذا فإن هذا التجنيس أو ذاك لا يعني بالضرورة عدم الاتفاق مع ورود الجنس السينمائي لنفس الفـيلم بتصنيفات أخرى فـي أدبيات واجتهادات أخرى، كما أن بعض هذه الأفلام يمكن أن يكون مشترك التجنيس.
(2): مع حرصي واهتمامي بأن تكون هناك مقابلات عربية دقيقة للمصطلحات السينمائية الأجنبية، فإني أرى اعتماد «فـيلم الآكشن» كما هو مقابلا لـ “action film”، عوضا عن «فـيلم الحركة»، خاصة مع التطورات الجديدة المنبثقة فـي مفهوم «الحركة» السينمائية كما فـي حالة «فـيلم التحريك» (animation film) ومشتقاته.
(3): كثيرا ما تعرف «الأفلام الموسيقية» فـي الأدبيات السينمائية العربية بـ«الأفلام الاستعراضية» (وهذا غير دقيق).
(4): تعرف «أفلام الغرب الأمريكي» (westerns) فـي سائد الأدبيات السينمائية العربية بـ«أفلام الكاوبوي» أو «أفلام رعاة البقر».
(5): أفلام «كوميديا المقرعة» (slapstick comedy): ضرب من الكوميديا الحركية التي تسعى إلى إضحاك الجمهور من خلال الاعتماد على التهريج الجسدي المبالغ فـيه، وكذلك العنف البدني غير المؤذي. تاريخيا، انتقلت هذه الكوميديا إلى السينما من السيرك والمسرح، وتعود تسميتها إلى المقرعة التي كانت تدق إيذانا ببدء المشاهدة. ومع أن الفترة الذهبية لهذا النوع من الكوميديا قد ارتبطت بالسينما الصامتة، إلا أن أصداءها (وأحيانا، محاكاتها الساخرة) لا تزال موجودة فـي بعض من السينما المنتجة اليوم. للاستزادة فـي هذا الشأن، انظر:
إسماعيل بهاء الدين سليمان، موسوعة الشاشة الكبيرة، 1278 (مصدر سبق اقتباسه).
(6): يجدر بي أن أذكر هنا أن المس والهوس اللذين أصابت بهما شخصية «الشيخ» العربي السينما الأمريكية قد جعلها ملكية أكثر من الملك» بحيث أنها أنتجت من أفلام الفـيلق الأجنبي الفرنسي -- التي تصور فـي معظمها النضال الذي خاضته شعوب بلدان المغرب العربي فـي صراعها ضد الاستعمار الفرنسي فـي شمال إفريقيا من وجهة نظر كولونيالية -- والتي تتضمن حضور شخصية «الشيخ» بصورة نموذجية -- بأكثر مما فعلته السينما الفرنسية نفسها. انظر فـي هذا الصدد:
Richard Abel, French Cinema: The First Waves 1915-1929 (Princeton: Princeton University Press, 1984), 151.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فـی أفلام فـی فـیلم من إخراج
إقرأ أيضاً:
ما بعد الفلسطيني يفتتح منافسة أفلام مهرجان كليرمون بفرنسا
يفتتح الفيلم الفلسطيني القصير ما بعد للمخرجة مها حاج رحلته السينمائية في العام الجديد بالمنافسة في المسابقة الدولية بالدورة السابعة وأربعين من مهرجان كليرمون فيران السينمائي الدولي بفرنسا (31 يناير - 8 فبراير) وذلك بحضور مخرجة الفيلم، ببرنامج I1 ويُعرض لمدة 8 أيام بشكل يومي خلال فترة المهرجان من السبت 1 فبراير وحتى السبت 8 فبراير.
افتتح الفيلم مؤخرًا مهرجان أيام قرطاج السينمائية كختام لجولته في عام 2024 التي بدأت بعرضه العالمي الأول بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا، وفاز بجائزة Pardino d’Oro Swiss Life (جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير) وجائزة لجنة التحكيم الشباب المستقلة، كما شارك في عدة مهرجانات دولية وفاز بعدة جوائز منها جائزة أفضل فيلم بمهرجان الشارقة السينمائي، وجائزة الجمهور بمهرجان FrontDoc السينمائي بإيطاليا، وجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم قصير في عرضه الأول بالعالم العربي في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان الجونة السينمائي.
تدور أحداث الفيلم حول سليمان ولبنى، وهما زوجان منعزلان، يتعرض خيالهما المصون بعناية للتهديد عندما يستحضر شخص غريب غير مدعو حقيقة مؤلمة. يعيش سليمان ولبنى في مزرعة منعزلة. يهتمون بالأشجار، ويُجرون مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة. وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف لنا حقيقة مروعة.
عقب عرضه في عدة مهرجانات، انهالت الإشادات النقدية على الفيلم من مختلف النقاد حول العالم، حيث كتب شفيق طبارة لـ فاصلة "ما بعد بارد كالغابات، رطب، رقيق، يدخل بين الجلد واللحم بمشاهده الصامتة في معظم الوقت، بينما المشاعر تتدفّق من عيون شخصياته".
الفيلم من تأليف وإخراج مها حاج وبطولة محمد بكري الذي حصل على العديد من الجوائز عن أعماله، منها جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي، ويشاركه البطولة عرين العمري وعامر حليحل ومدير تصوير أوغستين بونيه ومونتاج فيرونيك لانج ومهندس الديكور ساهر دويري وموسيقى منذر عودة وصوت محمد أبو حمد.
الفيلم من إنتاج شركة أوغست للأفلام وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وإيطاليا وفرنسا للمنتجين حنا عطالله ورونزا كامل.