كيف تستخدم أوكرانيا تكتيكات الموساد لملاحقة الروس؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
مع وجود جروح وكدمات على وجهه تشير إلى أن اعترافه قد تم تحت الإكراه، أوضح أحمد قربانوف، وهو أوزبكي، يبلغ من العمر 29 عاماً، كيف قام لزرع قنبلة في قلب موسكو، قتلت أعلى جنرال مستهدف من قبل المخابرات الأوكرانية.
وفقاً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، قال كوربانوف إنه قد وُعد بمبلغ 100 ألف دولار وجواز سفر أوروبي، مقابل زرع 300 غرام من المتفجرات في سكوتر كهربائي أوقفه خارج منزل اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، رئيس قوات الحماية من الإشعاع والبيولوجية والكيميائية في روسيا.وقد نفذ جهاز أمن الدولة الأوكراني، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم، والمخابرات العسكرية الأوكرانية، بالفعل عدداً من عمليات القتل خارج نطاق القضاء لضباط روس ومسؤولين في الكرملين ومتعاونين معه.
ومع ذلك، فإن مقتل الجنرال، صباح أحد أيام الأسبوع في عاصمة الرئيس فلاديمير بوتين، يمثل أكثر الاغتيالات جرأة حتى الآن، وفقاً لصحيفة "تايمز". "الموساد الجديد" وقالت مصادر استخباراتية للصحيفة يوم الجمعة إن الاغتيال يعد جزءاً من حملة لمطاردة وقتل مجرمي الحرب في الكرملين أينما كانوا في العالم. وقال ضابط في القوات الخاصة الأوكرانية متورط في استهداف ضباط روس خلف خطوط العدو: "نحن الموساد الجديد.. بغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، أو كم من الوقت يستغرق، سنحقق العدالة".
الموساد، وكالة الاستخبارات الوطنية الإسرائيلية، لها الفضل في عشرات الاغتيالات في الخارج على مدى العقود الستة الماضية، مما أسفر عن مقتل خبراء أسلحة يساعدون القوى المعادية المشتبه في ارتكابهم فظائع، من البرازيل إلى بلجيكا، بحسب الصحيفة.
So that's how Ukraine carries out its assassinations:
???????????????? An SBU agent pretended to be disabled in order to bomb a car in the Zaporozhye region without suspicion. But he did not know that the security forces were already monitoring him and he would not be able to commit a… pic.twitter.com/quVJ1TRtoD
يستخدم الأوكرانيون قنوات "تليغرام" المناهضة لبوتين لتنمية المتابعين، ثم يتم التواصل عبر الإنترنت مع الذين يشاركون بشكل خاص في وعود بالمال لمهام بسيطة، مثل رش رسومات مناهضة لبوتين على المباني الحكومية. وغالباً ما يتم الإعلان عن هذه القنوات على مواقع المقامرة.
العملات المشفرة وتتم المدفوعات باستخدام العملات المشفرة وتنمو مع زيادة المخاطر التي يطلب من الوكيل تحملها، فيمكن للعملاء أن يتخرجوا من الكتابة على الجدران إلى اكتشاف المدفعية أو الهجمات الصاروخية، ثم إلى أنشطة أكثر جرأة، مثل هجوم الحرق العمد على مركز تجنيد للجيش، أو صب الرمل في خزان الوقود في مركبة عسكرية روسية أو تخريب تقاطع للسكك الحديدية.
وبمرور الوقت، يتم تكوين علاقة بين "الموساد الجديد" والوكيل ويمكن أن يطلب من الأخير القيام بمهام أكثر تعقيداً وعالية الخطورة، مثل توصيل المتفجرات.
‘We wiped them out and walked away.’
Elite Ukrainian scouts reveal how they destroyed a rare Podlet radar in Crimea and prepared the invasion of Russia’s Kursk region.
Also — what’s it like to fight Wagner mercenaries?
????Watch the full story: https://t.co/j33Y5shad9 pic.twitter.com/HV4k9NhNc8
في مناسبات أخرى، مثل هجوم إدارة أمن الدولة على جسر كيرتش في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يتم خداع الشخص الذي يسلم القنبلة في النهاية للاعتقاد بأنه ينقل عنصراً غير ضار إلى الهدف. وقتل سائق الشاحنة المفخخة التي ألحقت أضراراً بالغة بالجسر في الانفجار. عمليات خارجية كما تم تكليف القوات الخاصة الأوكرانية بقتل ضباط روس ومسؤولين في الكرملين خلف خطوط العدو. وفي العام الماضي، كشفت كتيبة "شامان"، التي تشرف عليها المخابرات الأوكرانية، لصحيفة "تايمز" أنها نصبت كميناً وقتلت سلسلة من كبار الضباط الروس، وتسللت إلى الأراضي الروسية عن طريق التحليق على ارتفاع منخفض فوق الحدود في فرق مكونة من ستة رجال باستخدام طائرة هليكوبتر من طراز "بلاك هوك".
RUSSIA ????????
The FSB has arrested 29-year-old Uzbek national Kurbonov Akhmajon for allegedly bombing and assassinating Lt. Gen. Igor Kirillov, head of Russia’s CBR Defense Unit. The FSB claims Ukraine’s SBU offered him $100,000 and a European passport for the attack. https://t.co/WtFd2s2GhH pic.twitter.com/F2Er65Rag5
وقطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع كييف بعد أن اعترف جهاز المخابرات بأنه ساعد الانفصاليين بقيادة الطوارق في نصب كمين وقتل العشرات من مقاتلي النظام والمرتزقة الروس. وقال الطوارق في أعقاب الهجوم إنهم قتلوا 84 من مرتزقة فاغنر و47 جندياً مالياً.
وقال مصدر في إدارة أمن الدولة إن مقتل كيريلوف، الذي نفذ بعد يوم من اتهامه بارتكاب جرائم حرب تتعلق بهجمات بالأسلحة الكيماوية على القوات الأوكرانية، وحقيقة أن إدارة أمن الدولة ادعت ذلك على الفور، كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى الروس.
يقول المصدر: "كان كيريلوف مجرم حرب له هدف مشروع تماماً، بعد أن أصدر أوامر بالدفاع الكيميائي ضد الجيش الأوكراني. مثل هذه النهاية المزعجة تنتظر كل من يقتل الأوكرانيين. الدفع مقابل فظائع الحرب أمر لا مفر منه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات روسيا الحرب الأوكرانية روسيا أوكرانيا أمن الدولة
إقرأ أيضاً:
وقف الحرب الأوكرانية فرصة لإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الروسية
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف النار بين روسيا وأوكرانيا، بدأت موسكو وواشنطن مناقشات حول العلاقات الاقتصادية في المستقبل. ولطالما كانت العقوبات الاقتصادية من أقوى أدوات السياسة الخارجية الأمريكية طيلة عقود.
عقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أفراداً بعينهم ومؤسسات
وكتب أليكس ليتل في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أن القيود على الوصول إلى الشبكات المالية العالمية والتقنيات المتقدمة، والأسواق المربحة، أدت إلى عقوبات اقتصادية فعّالة على الدول المستهدفة. كما استخدمت هذه الإجراءات ضد شخصيات، ما أدى إلى تعطيل الأنشطة المهنية، بينما أضعفت العقوبات المفروضة على الشركات أو الحكومات، قدرتها التنافسية.
وعدلت الولايات المتحدة استخدامها للعقوبات مع مرور الزمن. وعقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أسماء بعينها ومؤسسات، بينما تقلل الضرر على اقتصادات أمريكا والحلفاء، بحيث تعزل العوامل السيئة، وتتجنب التسبب في أزمات انسانية غير مقصودة.
The U.S. placed 16,000 sanctions on Russia to isolate its economy.
It fueled war in Ukraine to isolate Russia politically and militarily.
Yet Putin is now more embraced than ever by the Global South.
The BRICS Summit is proof. Not even the Western media can deny it anymore. pic.twitter.com/hY8bfiEzUb
ومع ذلك، ورغم تعقيداتها، فإن العقوبات تخفق أحياناً في تحقيق غرضها الرئيسي، فرض تغييرات في السياسات الخارجية للدول المُستهدفة، والسبب واضح، فالسياسة الخارجية لا تعمل في فراغ، وهي تعكس أساساً الطموحات والإيديولوجيات والمصالح وديناميات السياسة الداخلية، لزعماء الدول. وتُفرض العقوبات عادة على دول مستبدة، يكون هدفها الأساسي الحفاظ على النظام السياسي. وعندما تستهدف أمة بالعقوبات، فإن الولايات المتحدة تضع نفسها عدواً وجودياً لتلك الأمة، ما يقوي هيكلية السلطة التي ترمي إلى إضعافها وإرغامها على الدخول في مواجهة.
سردية قويةوعندما تفرض واشنطن عقوبات، فإنها تسلّم هذه الأنظمة سردية قوية مفادها أن الدولة المُستهدفة، المُهددة من قوة أجنبية معادية، يجب أن تتكاتف حول قيادتها. في حالة روسيا، أتاحت العقوبات لنظام الرئيس فلاديمير بوتين التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية وسوء إدارته، بدل أن تكون شكلاً من أشكال الإكراه. وهذا لا يسهم إلا في تعزيز التماسك الداخلي، وإطالة أمد النظام، وتقليل احتمال أي إصلاح ذي معنى.
وإذا ثبّت أن العقوبات غير فعّالة في عكس مسار الحرب أو انضاج تغيير ديموقراطي، فما الذي يجب أن يكملها أو يحل محلها؟ إن الجواب معقد ويختلف باختلاف الطيف الجيوسياسي. وفي حالة روسيا، فإن العقوبات الغربية لم تغير سياستها الخارجية. وفي واقع الأمر، فإن الولايات المتحدة تتحول في مقاربتها لموسكو.
US expands sanctions against Russia
The new measures target companies in countries such as China in a bid to 'discourage' trade with Moscowhttps://t.co/04MCiKwNR3 pic.twitter.com/6XGWnf1xPG
إن روسيا المثالية، من منظور الولايات المتحدة، دولة مستقرة وديموقراطية وبناءة، تعيش في سلام مع جيرانها، وتحافظ على توازن القوى في أوراسيا، خاصةً مع الصين. وبصفتها "عامل توازن"، يمكن لروسيا نظرياً مواجهة طموحات الصين المتنامية، والمساعدة في معالجة التحديات الاقتصادية والديموغرافية التي تواجه أوروبا، وإعادة توجيه نفسها نحو التنمية الاقتصادية بدل الانخراط في المواجهة الجيوسياسية. لم تقترب عزلة روسيا الاقتصادية والمالية والسياسية من تحقيق هذه الأهداف، رغم أنها بعيدة المنال. بل عززت المصالح الراسخة والمجمع العسكري الصناعي، الذي يستفيد من الصراع الدائر.
المصالح الأمريكيةوبعد أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، فإن رفع العقوبات وتعزيز التنمية الاقتصادية في روسيا، من شأنهما خدمة المصالح الأمريكية على نحوٍ أفضل، مع الإجراءات العقابية الحالية. وبطبيعة الحال، لن ترحب كل الأطراف الموجودة في روسيا بمثل هذا التحول. إذ أن العقوبات أفضت إلى بروز "اقتصاد ظل".
إن بعض المنتفعين مثل ميخائيل شيلكوف، الذي يملك غالبية الأسهم في شركة "فسمبو-أفيسما" الرائدة في إنتاج التيتانيوم، وطاهر غارييف، الذي يسهل صادرات النفط الروسي، انتفعا إلى حد كبير من اقتصاد الحرب، الذي فكك بفاعلية أي رمز للرأسمالية المنافسة.
إن احتمال وضع حد للحرب في أوكرانيا، يوفر فرصة جديدة لإعادة انتاج العلاقات الروسية الأمريكية. إن مساراً جديداً يمنح الأولوية للانخراط الاقتصادي على حساب سياسة الإكراه، من شأنه تمهيد الطريق لروسيا مستقرة وقادرة على التعاون مع الغرب.
إن مثل هذه السياسة لن تكون خالية من المخاطر، لأن التغيير لن يحصل فوراً. ورغم ذلك، فإن التاريخ أثبت أن الأمم القوية لا تتجاوب مع محاولات الإذلال، وأن الانخراط المستدام يبنى على الاحترام المتبادل بدل فرض الطاعة. ويبدو أن ترامب راغب في تعديل السياسة الأمريكية. ويمكن أن يجد أن الشراكة الاقتصادية مع موسكو، مفيدة للشركات الأمريكية، ولجعل أوروبا أكثر سلمية.