المجر تستقبل أكبر حدث رياضي | النفوذ الشرقي يحرّك مطامع الدولة الأوروبية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
بينما يركز ملايين المشاهدين حول العالم على المجر لاستضافتها أكبر حدث رياضي دولي لهذا العام، سيستقبل رئيس وزرائها القومي زعماء تركيا وصربيا وقطر ومجموعة من دول آسيا الوسطى في إشارة إلى استمرار انجراف الدولة الأوروبية نحو مجال النفوذ الشرقي.
وفقا لما نشرته أسوشيتد برس، يخطط رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي نصب نفسه من دعاة "الديمقراطية غير الليبرالية" والذي يتميز بموقف عدواني تجاه شركائه الغربيين، لعقد اجتماعات ثنائية عديدة في الأيام المقبلة حيث تستضيف العاصمة بودابست بطولة العالم لألعاب القوى لعام 2023.
سيكون الحدث الرياضي الذي يستمر تسعة أيام بمثابة خلفية للمحادثات مع أمير قطر ورؤساء تركيا وأذربيجان وقيرغيزستان وأوزبكستان وتركمانستان، فضلاً عن قادة دول البلقان في صربيا والبوسنة.
في مقابلة يوم الجمعة مع الإذاعة الحكومية، وصف أوربان القادة بأنهم "أصدقاء المجر السياسيون"، وقال إن بطولات ألعاب القوى ستوفر منتدى للاجتماعات الثنائية بالإضافة إلى المحادثات مع رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين.
قال أوربان يوم الجمعة: "إذا كان هناك حدث عالمي كبير، فإن البلد المعني يدعو أصدقاءه"، مضيفًا أن مثل هذه الأحداث هي "سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية السرية إلى حد ما".
تعكس تشكيلة الضيوف، الخالية من أي قادة من حلفاء المجر في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، دفع أوربان لزيادة التعاون الدبلوماسي والسياسي مع الأنظمة في البلقان وآسيا. في السلطة منذ عام 2010، نفذ أوربان إستراتيجية دبلوماسية "الانفتاح الشرقي"، والتي تعتمد بشكل كبير على الشراكات والصفقات التجارية مع دول مثل روسيا والصين.
بشكل فريد بين جيرانها في وسط وشرق أوروبا، حافظت المجر على علاقات وثيقة مع موسكو منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022، مما زاد شحنات الغاز والنفط الروسي ورفض دعم أوكرانيا بالأسلحة أو السماح بنقلها عبر حدودها المشتركة.
هذا الموقف - بالإضافة إلى سنوات من الانتهاكات المزعومة لسيادة القانون والتراجع الديمقراطي - أدى إلى عزل المجر إلى حد كبير بين شركائها الأوروبيين والأمريكيين، مما أدى إلى تجميد المليارات من أموال الاتحاد الأوروبي والعقوبات المفروضة من واشنطن.
لذلك، حظيت الشراكات مع دول خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي باهتمام متزايد. في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، قال وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو إن موضوع معظم اجتماعات أوربان هذا الأسبوع سيركز على تأمين إمدادات الغاز الطبيعي إلى المجر من قطر وأذربيجان وعدة دول في آسيا الوسطى.
لكن أبرز اجتماع لأوربان سيكون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيناقش معه التعاون الأمني والدفاعي والاقتصادي، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه.
تظل تركيا والمجر العضوين الوحيدين في الناتو الذين لم يصادقا على محاولة السويد للانضمام إلى التحالف العسكري، حيث إن التأخير لأكثر من عام قد أحبط العديد من حلفاء الناتو. وقالت الحكومة المجرية إنها ستعيد النظر في القضية خلال الجلسة البرلمانية القادمة المقرر عقدها في نهاية سبتمبر.
لم تقدم الحكومة المجرية أي معلومات إضافية حول المحتويات المتوقعة لمحادثات أوربان القادمة، ولم ترد على طلب للتعليق.كما سيلتقي أوربان مع ميلوراد دوديك، الزعيم الموالي لروسيا لجمهورية صربسكا، وهي كيان صربي داخل البوسنة والهرسك.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أردوغان عن الاتحاد الأوروبي: لن يتمكن من عكس تراجع نفوذه دون عضوية تركيا
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عدم إمكانية وضع حد لتراجع نفوذ الاتحاد الأوروبي دون العضوية الكاملة لبلادها في التكتل، موضحا أن أنقرة تتمتع بمكانة لا غنى عنها في مستقبل البنية الأمنية الأوروبية.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بالمجمع الرئاسي في أنقرة، الأربعاء، "أود أن أؤكد مجددا اليوم، إذا أراد الاتحاد الأوروبي منع أو حتى عكس تراجع نفوذه ومكانته، فلن يتمكن من تحقيق ذلك إلا من خلال العضوية الكاملة لتركيا".
وأضاف "نُبلغ باستمرار محاورينا برغبتنا في تعزيز تعاوننا مع الاتحاد الأوروبي على أساس المنفعة والاحترام المتبادلين"، مؤكدا أن العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي هدف استراتيجي لتركيا، حسب وكالة الأناضول.
ومنذ أواخر الشهر الماضي، لوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة برغبة بلاده بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن تركيا الوحيدة القادرة على إنقاذ التكتل من المأزق الذي وقع فيه بدءا من الاقتصاد والدفاع وصولا إلى السياسة والسمعة الدولية.
وبحسب أردوغان، فإن "تركيا، وعضويتها الكاملة، هي التي ستمنح الحياة لأوروبا، التي يعاني اقتصادها وبنيتها الديموغرافية من الشيخوخة السريعة".
وشدد الرئيس التركي في وقت سابق على أنه "كلما أسرع الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الحقائق، كان ذلك أفضل له"، مشيرا إلى رغبة بلاده في "المضي قدما في مسار عضويتها، كما كان الحال دائما، من خلال نهج بنّاء يقوم على المنفعة والاحترام المتبادلين".
والأسبوع الماضي، شدد أردوغان على عدم إمكانية تصور أمن أوروبا دون تركيا، لافتا إلى أنه "أصبح من الصعب على أوروبا أن تستمر كفاعل عالمي دون أن تمنح تركيا مكانتها التي تستحقها".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا تسعى منذ عقود إلى الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه المساعي التركية واجهت العديد من العقبات ما دفع أنقرة في كثير من الأحيان للعمل على بناء شراكات مع الشرق بهدف بناء تحالفات جديدة بعيدا عن حلفائها الغربيين التقليديين.
وعام 2023، لوح الرئيس التركي بضرورة إعادة إحياء مسار انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أن مساعي تركيا الممتدة منذ نحو نصف قرن لعبور بوابة التكتل الأوروبي، اصطدمت بتقرير الاتحاد عن "تركيا 2022"، الذي وجه انتقادات لاذعة إلى أنقرة على صعيد الحريات والديمقراطية واستقلال القضاء وملف المثليين ومزدوجي الميول الجنسية وغير ذلك.
وأقر البرلمان الأوروبي التقرير، الذي خلص من خلاله إلى نتيجة مفادها أنه "لا يمكن إحياء مسار مفاوضات عضوية تركيا للاتحاد الأوروبي في الظروف الموجودة"، بأغلبية 434 صوتا مقابل 18 فيما امتنع 152 نائبا عن التصويت.