بحث العراق وسلطنة عمان، الأحد، النزاعات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، والتطورات السورية إضافة إلى العلاقات الثنائية.

 

جاء ذلك ضمن اجتماعات اللجنة المشتركة العراقية العُمانية في دورتها التاسعة ببغداد، وترأسها وزيرا الخارجية العراقي فؤاد حسين والعماني بدر البوسعيدي.

 

وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن اجتماعات اللجنة بحثت النزاعات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على غزة، والتطورات السورية إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وأثنى البوسعيدي وفق البيان على جهود العراق في دعم الاستقرار الإقليمي، مشيداً بدوره "الفاعل" في القضايا الأمنية بالمنطقة.

 

كما لفت إلى الدور العراقي في دعم الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في تخفيف معاناة المدنيين، في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية.

 

واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، بالإضافة إلى تسهيل التبادل الأكاديمي والعلمي بين البلدين.

 

كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال الطاقة والبيئة، بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة لكلا البلدين، وفق بيان الخارجية.

 

وفي تصريحات للوزيرين عقب اجتماعات اللجنة المشتركة، نشرتها وكالة الأنباء العراقية "واع"، قال حسين إن "العلاقات مع سلطنة عمان تاريخية، ووقعنا عدداً من مذكرات التفاهم مع عُمان"، دون تحديد مجالات تلك المذكرات.

 

وأشار إلى وجود عمل مشترك لإلغاء تأشيرة الدخول بين العراق وسلطنة عُمان.

 

وتابع حسين: "ندعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة، وندرس الوضع السوري (..)".

 

ومضى قائلا: "نتمنى أن تكون العملية السياسية في سوريا شاملة وتؤدي إلى استقرارها".

 

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

فيما أكد وزير الخارجية العماني على تكثيفهم الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات، وفق "واع".

 

وكان البوسعيدي قد وصل إلى العراق، السبت، في زيارة رسمية غير معلنة المدة، والتقى خلالها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وسلمه دعوة من سلطان عمان هيثم بن طارق، لزيارة السلطنة.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

قيمة الانتماء في مجموعة بنكهة البرزخ للشاعر يونس البوسعيدي

يُعدُّ الانتماء حالة وجودية عميقة ترتبط بهويته وثقافته وتاريخه. الشاعر يعيش الانتماء كجزء أساسي من تكوينه الإبداعي، حيث يصبح هذا الانتماء مصدر إلهامه وقوة تعبيره. الانتماء أيضًا يخلق لدى الشاعر مسؤولية تجاه مجتمعه، فهو لا يكتب لنفسه فقط، بل يصبح صوتًا يعبر عن آمال وآلام الجماعة التي ينتمي إليها. من خلال شعره، يمكن أن يعبر عن قضايا وطنه، يدافع عن قيمه، أو حتى ينتقد ما يراه معيقًا لتقدمه. هو الجسر الذي يربطه بماضيه وحاضره، وهو البوصلة التي توجه إبداعه نحو المستقبل. يُعدُّ الشاعر صاحب قضية، كما يُعدُّ الثائر بطبيعة الحال؛ فهو يعكس حال وواقع مجتمعه وأمته وظواهر هذا المجتمع وما فيه وما يعاني، وهو بصورة تامّة يرسم بوعيه الجمالي صورة واضحة المعاني الجمال، ويكون ذلك عفواً؛ أي من خلال إيمانه بقضيته التي يتحدث عنها، ولا يلبث الشاعر إلا أن يتبنى من ضمن هذه القيم الجمالية قيمةَ الانتماء؛ فهو لا يغفل عن هذه القيمة لما لها من أثر جمالي يصنع كينونته الشعرية وتفاعله الإنساني مع مجتمعه ووطنه؛ فهو عندما يخلّد هذا الانتماء –ونعني الانتماء الوطني – يعكس صورة جمالية لذاته بوعي مختلف عن القيم الأخرى، ولعلَّ هذه القيمة من أهمّ القيم لما تعنيه في فكر الشاعر وهويته ويمه الأخرى؛ فالشاعر عندما يبرز انتماءه لوطنه، فهو يجمع أغلب القيم الثانية: (الحزن والحب والألم والحياة والموت والسعادة)، ويمكننا أن نشاهد هذه القيمة في الشعر العماني المعاصر الذي عزّز هذه القيمة من خلال شعرائه الذين أولوها كلّ أهمية؛ فالشاعر يونس البوسعيدي يُعدُّ مثالاً ممتازاً جسَّد هذه القيمة بصورة حداثية جمالية جديدة بعيداً عن الاستعمال العادي المستهلك، إنَّما بقالب تتداخل فيه نكهات العام والخاص، فنجده يقول في قصيدة "أحجية في مرآة امرأة هولندية" من مجموعه بنكهة البرزخ:

"مسقطُ أحجيةٌ في مرآة امرأة هولندية

قالت:

((مسقطُ أمُّ الناسِ

الناسُ بمسقط مرجُ زهور يُسقى من حبٍ واحدْ

في مقهى في ((شطّ القرم)) و ((سوق السيب))

كما أسنان المشطِ

هنا الإنسانُ هو الميزانْ"

مسقطُ بنت الحبِّ، وبنت الحصنِ، وبنت النخل، وبنت البحر، وتلبس خنجر كالتنورْ

و (المريول) كأقفاصٍ من ذهبٍ لعصافير الفستانْ

مسقط يرمقها الحصنُ

ولكن يغفو في شاطئها الحورْ

مسقطُ بنت السمت الذهبي المتلألئ ...

وهي العذراءُ التختلس الرقص الشرقيَّ إذا سدرتْ في الخلوةِ والألحانْ

كالصوفيّ ينادمُ في محبسه السّجّانْ".

يظهر في هذا النصّ قيمة الانتماء بصورة سامية وذكية، يستخدم فيها الشاعر شيفرات سيمائية تقرّب القيمة الجمالية إلى النصّ، وتسبغ عليها طابعاً دلالياً جديداً محمّلاً بالحوار والدهشة والرمز؛ إننا نلحظ هذا منذ العنوان الذي كان حداثياً جداً، الأحجية هي السرُّ الذي يدور حوله موضوع الانتماء الذي يديره على لسان امرأة (هولندية )، ولعلّ اختياره لكونها هولندية ينبع من رغبته في أن يكون الحديث على لسان غريب، فهو لم يقل عمانيّة، ليكون الحديث أصدق، وليدلل على أنَّ الجميع يحبّون عمان ليس فقط أولادها، وأنَّ الحديث على لسان امرأة يعطي النص عاطفةً أصدق، فالشاعر بدأ الحديث بلسان المرأة ليعطي النص صدقه وعاطفته. في قوله (مسقط أم الناس) إشارة إلى أنّ مسقط وطنٌ جامع، يلمّ شمل الإنسانية جمعاء، يكتمل المشهد في حديثها فترى الإنسان في عمان حراً والناس جميعاً سواسيةً لا يفرق أحدهم عن الآخر في شيء، يسود العدل في النظر إليهم بشراً في وطن يحترم إنسانيتهم، وذكر الأماكن في النص دليل على قوة هذه الفكرة؛ المقهى والسوق أهم مكانين يجتمع بهما الناس من كل لون ، لا يلبث الشاعر العماني يطرح فكرة انتمائه لوطنه، ولا ينسى أن يصور محيطه ومكانته في داخل هذا الانتماء الاجتماعي والثقافي الذي يكوّنه ويتعايش معه وقد يختلف عنه أحياناً؛ فهو مع إبراز عاطفته التي تظهر في اعتزازه بهذا الانتماء، يظهر كينونته الاجتماعية داخل مجتمعه وما يعكس داخل هذا المجتمع، وأيضاً يصور حاله فيه وما يجابهه، وما يحاوله في رسمه الذي يستخدم فيه الكلمات:

"مسقط يشجر فيها الرعدُ بصوت النهّام

يصعد فيها المخيال لأعلى من نخلة فرضٍ بسمائلْ

والشاعرُ يطفو كبلادٍ بمدار السرطانِ

على أصداءِ قبائلْ

ويكسّر أسر الكلماتِ ليحيي سربَ أيائلْ

والمعنى جرحٌ خمريٌّ سائلْ

والرؤيا جوهرةٌ

تظهر دلالات قيمة الانتماء الجمالية في النص من خلال لمحات بلاغية بيانية، فعلى صعيد المعنى نجد فكرة الانتماء حاضرة بقالب بياني يؤكد فيه الشاعر على ذكر ضمير الـ (نا) أي نحن، ليؤكد فكرة الاتحاد والانصهار مع الجماعة، وهذا التوكيد مهم جداً، لا سيّما أن الانتماء الذي يتطرق إليه الشاعر انتماءٌ وطني يمثل هوية الشاعر ونزعاته وعواطفه:

"شرفات الحصن أمّي أثّثتها

بالحكايات: (ألا ياما.. وياما)

أفقها القاني كما التاريخ سرٌّ

دمُنا للأفق قد كان مُقاما

والسماوات لنا قد أرسلتنا

للطواغيت قياماتٍ ضراما

نحن معنى قولهم (ذات عمادٍ)

بالعمانيين دين الحبِّ قاما

ويظهر الشاعر متحدثاً باسمه المنصهر مع اسم الجماعة التي ينتمي إليها وهم أبناء وطنه، يصفهم ويفصل في صفاتهم وعاداتهم ومواقفهم وأيامهم، ولا ننسى أنَّ العلاقة بين الإنسان والانتماء علاقةٌ تلازمية، يتنوّع فيها التلازم (الانتماء) بتنوّع العلاقات الإنسانية في مكان وزمان محددين، فهو ظاهرة إنسانية قُدمى يرقى تاريخها إلى بداية تاريخ الوجود الإنساني نفسه. وإنَّ الرابط الأولى الذي يربط بين المرء وانتمائه هو الحب؛ فبتجربة الشاعر الإنسان لا بد من ظهور العاطفة التي تعدّ ركيزة من ركائز الانتماء الذي يمثّل جملةً من العواطف.

* فاطمة حيدر العطاالله شاعرة وروائية سورية

مقالات مشابهة

  • وزير الطيران والسفير الياباني يبحثان سبل تنشيط الحركة الجوية بين البلدين
  • رئيس الدولة ورئيس وزراء ألبانيا يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
  • تعزيز التعاون بين البلدين.. «الباعور» يستقبل وزير الخارجية الصومالي
  • وزير الخارجية الفرنسي بعد مباحثات مع أخنوش: العلاقات بين البلدين تعيش فصلا جديدا
  • قيمة الانتماء في مجموعة بنكهة البرزخ للشاعر يونس البوسعيدي
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الصيني العلاقات الثنائية وتطورات الشرق الأوسط
  • الإعلام الحكومي بغزة: 365 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال
  • لإسعاد نازحين بغزة.. ريهان تحول كراتين مساعدات لفوانيس رمضان
  • العراق والأمم المتحدة يبحثان آليات التعاون الدولية لاسترداد الأموال المهربة
  • الخارجية تستدعي السفير.. السودان يجدد مطالبته للرئاسة الكينية بالتراجع عن تشجيع واحتضان مؤامرة تأسيس حكومة لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها