يمانيون ـ تقرير

في ليلة باردة من ليالي ديسمبر، استيقظ العالم على حدث غير مسبوق. قوة عسكرية غير متوقعة قادمة من اليمن: أطلقت القوات المسلحة اليمنية صاروخاً فرط صوتي اخترق العمق الإسرائيلي.

وفي عملية نوعية أذهلت العالم، تجاوز الصاروخ اليمني (فلسطين2) منظومات الدفاع الإسرائيلية المتطورة محققًا هدفه بدقة.

هذه العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بقدر ما مثلت رسالة قوية أربكت الحسابات الإسرائيلية وخلطت الأوراق، مبشرة بآمال واسعة في أفق الانتصار للمظلومية الفلسطينية.

الصاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه بدقة متناهية في مدينة يافا المحتلة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد ضربة عسكرية، وإنما تعبيرا عن رمز لقوة الإرادة والتصميم. فرغم التهديدات والتحذيرات، قررت القيادة اليمنية أن ترد على المجازر التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة وعلى العدوان على اليمن.

لم يكن اليمن وحيدا في مشهد المقاومة، إذ توافد الإسناد من قوى المقاومة في العراق، مؤكدين وحدة الصف في مواجهة العدو المشترك. ففي كل ضربة يوجهها الكيان تأتي الردود لتزلزل الأرض تحت أقدامه، ما يعزز الوحدة والتضامن بين الشعوب الحرة.

في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من الحصار والدمار، كانت هذه العملية بمثابة أمل جديد. اليمنيون أظهروا للعالم أن التضامن والتكاتف يمكن أن يقلب موازين القوى، وأن دعم الشعب الفلسطيني ليس مجرد كلام بل أفعال ملموسة.

المستقبل لا يزال مليئاً بالتحديات، لكن اليمنيين أثبتوا مرارا أنهم قادرون على مواجهتها بفضل الله وبالإرادة القوية والتضامن. يستمر اليمن في دعم فلسطين والمقاومة، مؤكداً أن الوحدة هي السبيل الوحيد للنصر.

هذه العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل كانت رمزاً للإرادة والتصميم اليمني في مواجهة العدوان، وفي دعم القضية الفلسطينية. اليمن العظيم يقف شامخاً، متحدياً كل الصعاب، ومؤكدًا أن الشعوب الحرة قادرة على تحقيق النصر وتغيير موازين القوى.

 

بووز القيادة في الواقع الصعب

 اليمن (بلد التاريخ والحضارة) واجه موجات من الصراع والتدخلات الأجنبية التي هدفت إلى كسر إرادة شعبه لعقود من الزمن. في ظل هذا الواقع الصعب، برز قائد حكيم هو السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ليوجه شعبه نحو استغلال الإمكانيات المتاحة لدعم المظلومية الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي.

في تصعيد غير مسبوق، أظهرت القوات المسلحة اليمنية تقنيات وتكتيكات متطورة، ما مكّنها من تنفيذ ضربات صاروخية تضرب العمق الإسرائيلي، متجاوزة أنظمة الدفاع المستخدمة. تلك العمليات المتتالية تأتي في وقت تعاني فيه “إسرائيل” من فشل ذريع في تصديها لهذه التهديدات، ما أفضى إلى حالة من الهلع والتخبط داخل أروقتها الأمنية.

العمليات اليمنية الهادفة لنصرة إخواننا في غزة، تأتي رداً مباشراً على الجرائم التي يرتكبها الكيان المؤقت ضد الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والنساء، والتي بلغت حد الإبادة الجماعية.

أحدثت الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية تأثيراً كبيراً، حيث ذكرت وسائط الإعلام الإسرائيلية أن صاروخاً يمنياً سقط في منطقة يافا “تل أبيب”، ما أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصاً، وأضافت أنه -في ظل التقنيات الحالية- تمكن اليمن من اختراق كل دفاعات الاحتلال بسهولة غير مسبوقة. وقد عكست الإذاعة الإسرائيلية الصدمة حين أكدت أن “الجيش” كان يحقق في سبب الفشل في اعتراض هذا الصاروخ.

الصحف الإسرائيلية -بما فيها هآرتس ويديعوت أحرونوت- سلطت الضوء على خسائر الاحتلال، حيث ذكرت أن قوات اليمن أطلقت أكثر من 200 صاروخ، و170 طائرة مسيرة منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر من العام الماضي، بالرغم من اعتراض بعض هذه الهجمات من قبل القوات الأمريكية والطيران الإسرائيلي. لكن الأرقام المتزايدة للإصابات لدى الاحتلال تكشف عن مشكلة واضحة في فاعلية أنظمته الدفاعية.

ما يؤكد وجود ثغرات خطيرة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، حيث إن تضييق القدرة على اعتراض الصواريخ -خاصة في المراحل الأخيرة قبل إصابتها- يعطي دليلاً إضافياً على أن القبة الحديدية ومنظومة آرو ليستا محكمتين بالقدر المطلوب. تشير التقارير إلى أن الصاروخ الذي سقط في “تل أبيب” قد يكون اتخذ مساراً مخادعا أدى إلى تجاهل أنظمة الإنذار.

هذا الانتصار النوعي للقوات اليمنية قد لقي ترحيباً كبيراً من الفصائل الفلسطينية، حيث وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذا الهجوم بكونه اختراقا نوعيا يؤكد قدرة اليمن على دعم فلسطين. إن ما حدث يمثل تحولاً خطيراً في معادلة الصراع، ويؤكد أن الاحتلال -على الرغم من ترسانته المهيمنة- يواجه تحدياً صعباً من قبل قوات لم تكن حساباتها في الحسبان.

إن العواقب المترتبة على هذه الضربات قد تعيد رسم الخرائط الجيوسياسية في المنطقة، ما يدفع جميع الأطراف إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم وتعزيز قدراتهم الدفاعية، في لحظة تدل على أن الحرب على فلسطين لن تقتصر على حدود معينة، بل ستخرج إلى أبعاد جديدة لم يتوقعها أحد.

 

تفاصيل العملية

 أعلنت القوات المسلحة اليمنية السبت تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف عسكري في “تل أبيب” بصاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه بدقة عالية ، وقبل بيوم أعلنت القوات المسلحة، عن تنفيذ عمليتين عسكريتين بعدد من الطائرات المسيّرة ضد “أهداف حيوية” جنوب فلسطين المحتلة ووسطها، إحداهما بالاشتراك مع المقاومة العراقية. وفي يوم الخميس، نفذت القوات المسلحة اليمنية ثلاث عمليات عسكرية على مواقع للعدو الإسرائيلي بالتزامن مع غارات إسرائيلية على صنعاء والحديدة. المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية يحيى سريع أكد أن القوة الصاروخية اليمنية قصفت هدفاً عسكرياً في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي رداً على مجازر الاحتلال في غزة والعدوان الإسرائيلي على اليمن. القصف الصاروخي اليمني الجديد جاء رغم التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عنيف على اليمن.

منذ نوفمبر 2023، باشرت اليمن استهداف سفن شحن مرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، تضامنا مع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع. كما يشن اليمنيون بين الحين والآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على الكيان، بعضها استهدف “تل أبيب”، مشترطين لوقف هجماتهم إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.

 

تصاعد بحجم القوة النارية

اليوم، القدرات المتطورة التي وصلت إلى تطوير صاروخ (فلسطين2) ليصل إلى سرعة (16 ماخ) تعني تجاوز كل المنظومات الدفاعية القائمة، ناهيك عن منظومات الإنذار المبكر الممتدة من السعودية إلى مصر إلى الأردن. على مدى وتيرة زمنية متقاربة جدا تتصاعد العمليات اليمنية في العمق الإسرائيلي كل 48 ساعة. ومن المتوقع أن تشهد العمليات تصاعدا بحجم القوة النارية والضربات المركزة نحو أهداف حساسة. وقد تمتد الأمور ليشاهد الكيان الصهيوني ألسنة الدخان تتصاعد ربما في منشآت نفطية، منشآت غازية، أو منشآت اقتصادية. كل تصعيد إسرائيلي سيقابل بتصعيد أكبر من قبل القوات المسلحة اليمنية.

جاء ذلك عن الخبير العسكري اليمني العقيد مجيب شمسان في مقابلة له مع قناة الجزيرة، مشيرا إلى إن سرعة صاروخ (فلسطين 2) الذي جرى تطويره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة تصل إلى 16 ماخ، ما يجعل كل المنظومات الاعتراضية في المنطقة عاجزة عن التصدي له. وأضاف شمسان أن تطور القدرات الصاروخية لليمن يعني امتلاكها معادلات القوة الكفيلة بقلب الموازين في المنطقة.

ويواصل الخبير العسكري شمسان “هذا التطور النوعي واللافت للقدرات اليمنية يعد سابقة على مستوى المنطقة، حيث تمتلك دولة نامية قدرات فرط صوتية، ما يعني امتلاكها معادلات القوة التي تتنافس عليها القوى العظمى اليوم. وهذا -لا شك- سيقلب معادلات المواجهة في المنطقة.

الحديث مؤخرا عن استهداف البنية التحتية في الهجوم الصهيوني الأخير على اليمن بما يشير إلى أنه سيكون هناك رد. ما يعني أننا لم نتحدث فقط عن جبهة إسناد، بل عن تحول في الموقف العسكري وقواعد الاشتباك. وإطلاق صاروخ لم يتم اعتراضه يعكس هذا التحول.

الحقيقة أن هناك عدة نقاط يجب الانتباه إليها: النقطة الأولى هي أن الكيان تأكد أن جبهة اليمن الجبهة الأساسية ويجب التعامل معها بمعطيات ومنحنيات مختلفة. النقطة الثانية هي أن اليمنيين يشيرون بشكل أو بآخر إلى أن جبهة الإسناد ستزيد من وتيرتها وفاعليتها ضد الاحتلال حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة.

نحن نتحدث عن معادلة حقيقية تتسع وتتعقد بالنسبة للاحتلال. حجم الصواريخ التي تطلق من اليمن باتجاه الأراضي المحتلة يربك الحسابات الإسرائيلية الداخلية. دعنا نتذكر أن هذا الصاروخ أدخل فجر اليوم ما يقارب 3 ملايين مستوطن إلى الملاجئ. هذه القضية تضغط على الجانب الإسرائيلي بشكل كبير على المستويين السياسي والعسكري. الـ”جيش” الإسرائيلي صرح بأنه لم يستطع اعتراض هذا الصاروخ.

 

ردود الفعل من المقاومة الفلسطينية

 في إطار تطور الأوضاع في المنطقة جاءت ردود الفعل من الفصائل الفلسطينية مشجعة وملهمة بعد الضربات اليمنية التي استهدفت العمق الإسرائيلي.

وبارك الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الهجوم الصاروخي الذي نفذه إخوان الصدق أنصار الله في اليمن باتجاه قلب الكيان الصهيوني. وأشاد أبو عبيدة في تصريح عبر “تيليجرام،” بوقوف اليمن الصلب إلى جانب غزة، داعياً إلى تصعيد هجماتهم حتى يرضخ كيان العدو ويوقف حرب الإبادة.

وأدان “الهجمات الإرهابية التي نفذها الكيان الصهيوني على أهلنا في اليمن والتي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنه عدوٌ للأمة أجمع”؛ ما يحتم على كل مكوناتها التصدي لإجرامه ودعم صمود الفلسطينيين خط الدفاع الأول عن الأمة”.

وعبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس ، عن تثمينها عالياً الموقف الأصيل للإخوة “أنصار الله” في اليمن الشقيق الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني، والانتصار لمظلوميته.وأكدت الحركة في بيان لها، العلاقة المتينة والقوية التي تربط الشعبين الفلسطيني واليمني.

وعبرت حماس عن مباركتها وتقديرها للإخوة في “أنصار الله” على مواصلة ضرباتهم في قلب الكيان الصهيوني، تضامناً وإسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يتعرض لها.

سرايا القدس الجناح العسكري لحركة  الجهاد الإسلامي باركت باسم كل الشعب الفلسطيني الضربة الصاروخية المباركة لحركة أنصار الله اليمنية التي دكت بها عمق كيان العدو بكل جرأة وشجاعة، مؤكدة أن الضربة الصاروخية في “تل أبيب” والدمار الكبير الذي أدت إليه تؤكد البأس اليمني الحر المقدام في مجابهة كيان العدو الصهيوني.

وقال بيان سرايا القدس: “المقاومة اليمنية تضرب من جديد مثالا للأمة العربية والإسلامية كلها بأن الخيرية لن تعدم وأن الشعب الفلسطيني ليس لوحده”، وأضاف: “إلى إخواننا مجاهدي حركة أنصار الله، نقبل رؤوسكم وأنتم تواصلون انتماءكم الصادق لقضيتكم فلسطين ونرسل إلى إخواننا مجاهدي حركة أنصار الله تقدير وتحيات مقاومينا في فلسطين وخارجها وكافة أذرع المقاومة”.

أثنت حركة الجهاد الإسلامي على الجهود اليمنية وقالت: “إن الضربات التي ينفذها أبطال اليمن هي مدعاة فخر واعتزاز لكل أحرار العالم. نعبر عن شكرنا الكبير للشجاعة والثبات الذي يبديه اليمنيون في نصرة شعبنا الفلسطيني. هذه الضربات تؤكد على وحدة الصف والمصير المشترك بين الشعبين اليمني والفلسطيني”.

في السياق ذاته، عبرت حركة المجاهدين عن دعمها وقالت: “القصف الصاروخي النوعي يعكس إصرار وتصميم الشعب اليمني وقيادته المجاهدة على مواصلة إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. تحيتنا لأبطال اليمن وقواته المسلحة وللسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي. هذه العملية البطولية تؤكد على قدرة اليمن على مواجهة التحديات وتحقيق الانتصارات”.

من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية على الدعم القوي لليمن قائلة: “اليمن العظيم يسجل اختراقاً نوعياً جديداً لقلب العدو الصهيوني ويؤكد قدرته على قلب الموازين. هذه العملية هي صفعة مدوية للعدو وأذرع الاستكبار الغربية. نحيي اليمن وشعبه الصامد الذي يثبت -يوما بعد يوم- أنه قادر على تحقيق الانتصارات ودعم القضية الفلسطينية بكل قوة وثبات”.

 

 ارتباك وتناقض تصريحات لدى مسؤولي العدو

 وسائل اعلام  العدو في اتجاهات متعددة بدورها، علقت في المجمل بما يفيد: “نتحدث هنا عن أن هذا الصاروخ هو الثامن منذ نوفمبر وحتى الآن، بالإضافة إلى خمس مسيرات أُطلقت من اليمن، ما يجعل جبهة اليمن الوحيدة حاليا التي تطلق الصواريخ والمسيرات على إسرائيل.”

وأشارت تلك الوسائل إلى رد فعل جاء من فيكتور ليبرمان، الذي قال إنه يجب مهاجمة كل البنى التحتية التابعة لـ”الحوثيين” (اليمن) بدلا من انتظار الصواريخ القادمة من اليمن. بعض تلك الوسائل أتْبعت الإشارة بتعليق مفاده أن “هذا يناقض ما جاء في بيانات الـ”جيش” والمنظومة العسكرية، وحتى تصريحات كاتس و”رئاسة وزراء” الكيان التي قالت “إن الهجوم الذي نُفذ على اليمن في اليومين الماضيين كان قاسيا وربما الأكبر من بين الهجمات التي نفذناها على اليمن منذ بداية الحرب”

وأضافت بعض تلك الوسائل في تعليقاتها “استهدفت الهجمات الإسرائيلية -حسب تصريحات جنرالات اسرائيلين- بنى تحتية استراتيجية وعسكرية تابعة لمن اسمتهم بالحوثيين وأخرى تابعة للطاقة”. وتابعت “رغم الترويج الإسرائيلي لهذه الهجمات التي نُفذت بعشرات الطائرات، إلا أن الصاروخ الأخير شكل إحراجا لمنظومة الدفاع الإسرائيلية.”

وفقا ليديعوت أحرونوت، كان هناك إطلاق عدد من الاعتراضات من منظومة “حيتس” التي تعترض خارج المجال الجوي، ومع ذلك فشلت في اعتراض هذا الصاروخ الذي وصل إلى وسط الأراضي المحتلة، وهي منطقة حساسة جدا. مؤكدة أن “جبهة اليمن هي الوحيدة التي تطلق نحو إسرائيل حتى الآن.”

البيان الأكثر أهمية كان بيان تحقيقات “جيش” العدو بشأن الصاروخ الذي سقط في مدينة يافا المحتلة، حيث أفاد البيان بأنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها منيت بالفشل.

وفي تحقيق أولي، قال “سلاح الجو” الإسرائيلي إنه بعد رصد الصاروخ الباليستي تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى. وأضاف “تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل”. وتابع “في وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، وهذه المرة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، والتي أخطأت الهدف أيضا”.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يعمل نظام الدفاع الجوي في إسرائيل على شكل طبقات ويسمى “نظام الدفاع متعدد الطبقات”.

وأشارت إلى أنه في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا “آرو 2 وآرو 3″، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة “مقلاع داود”، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة “القبة الحديدية”. وأضافت “قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو”.

 

السبت للتمويه والتخفي

الصهاينة يختبئون وراء السبت ليصمتوا في هذه الحالات، وهذا يدل على الإحراج الكبير الذي أصاب المنظومة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. هذا الصاروخ -حينما نقرأ الآن التقارير التي بدأت تصل إلى الصحافة، حينما دخل إلى الأجواء الإسرائيلية- لم تستطع حتى اكتشافه هذه المنظومات العسكرية الإسرائيلية. وحسب شهادات الصهاينة الذين سقط بجوارهم هذا الصاروخ، يقولون إنه لم يكن إلا ثوانٍ عديدة ما بين إطلاق صفارة الإنذار والصاروخ الذي سقط. معنى ذلك أنه دليل على فشل حقيقي كبير للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة منظومة “حيتس” التي لم تستطع حتى التعرف على أن هناك صاروخا قد وصل إلى المنطقة قبل أن يصل.

كما أنه واضح جدا -وحسب محللين- أن الجبهة اليمنية هي جبهة إسناد، ومنذ اليوم الأول أعلنت ذلك. ولذلك هي تربط مصير الضربات العسكرية بالوضع في قطاع غزة. فإذا ما توقفت الحرب الصهيونية على قطاع غزة، واضح جدا أن اليمنيين سيوقفون صواريخهم تجاه الكيان المؤقت.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العمق الإسرائیلی الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی الصاروخ الذی حرب الإبادة هذه العملیة هذا الصاروخ أنصار الله جبهة الیمن فی المنطقة على الیمن فی مواجهة فی الطبقة فرط صوتی قطاع غزة من الیمن تل أبیب فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوجلان يدعو لإلقاء السلاح.. شرخ في صفوف الحزب

"لكل حرب سلامها"، هكذا قيل، وهكذا جرت العادة مع كل أزمة تتطور إلى مواجهات عسكرية، أنه سيأتي يوم يجلس فيه المتحاربون إلى الطاولة، لإسدال الستار على وقائع الحرب، بحسب ما انتهت إليه المدافع.

فقد شهدت تركيا مواجهات مسلحة وتهديدات أمنية على مدار أكثر من أربعة عقود مصدرها حزب العمال الكردستاني "PKK"، وامتداداته في سوريا والعراق.

إذ انطلقت في أغسطس/ آب 1984، أولى هجمات التنظيم ضد قوات الأمن التركية في ولايتي سيرت وهكاري، لتحصد سنوات المواجهة الطويلة أكثر من 50 ألف قتيل، وتؤدي إلى تعطل عملية التنمية في ولايات جنوب شرق تركيا؛ بسبب حالة الطوارئ الممتدة، والمواجهات التي لا تنقطع.

وعلى مدار عقود المواجهات كانت هناك محاولتان لحل الأزمة، الأولى عام 1993، والثانية امتدت من عام 2013 إلى 2015، لكنّ المحاولتين باءتا بالفشل.

أما محاولة "الحل" الأحدث فكانت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما أشار رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في كلمته أمام الكتلة النيابية لحزبه، إلى إمكانية إطلاق سراح زعيم حزب العمال، عبدالله أوجلان، المسجون منذ عام 1999، والمحكوم بالسجن مدى الحياة، إذا دعا أتباعه إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح.

إعلان

وعقب كلمة بهتشلي، جرت تحت الجسر مياه كثيرة، إذ تم تشكيل وفد من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب DEM الكردي، برئاسة النائبة برفين بولدان، حيث قام بجولات مكوكية بين سجن إمرالي الموجود فيه أوجلان، وإقليم كردستان العراق، للقاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود البارزاني في أربيل، إضافة إلى زعيم الاتحاد الكردستاني، بافل طالباني في السليمانية.

هذه الجهود أسفرت عن البيان المهم الذي أصدره أوجلان من محبسه، وتمت قراءته بواسطة وفد حزب DEM في أحد فنادق إسطنبول، وذلك عقب تعذر تسجيل أوجلان الكلمة بالصوت والصورة من داخل السجن لموانع قانونية.

ماذا قال أوجلان؟

إن القراءة المتأنية في البيان، تلحظ -إضافة إلى الدعوة المهمة – تطورًا فكريًا وسياسيًا واجتماعيًا واضحًا لدى أوجلان، بعيدًا عن الأفكار اليسارية الماركسية التي شكلت رؤيته ونظرته خلال العقود الماضية، وقضايا أخرى يمكن رصدها في النقاط التالية:

أولًا: لم يكن البيان موجهًا إلى الدولة، بأي شكل من الأشكال، إذ خلا تمامًا من أي مطالبات سياسية، بل كان موجهًا بشكل أساسي وصريح لحزب العمال. ثانيًا: دعا أوجلان جميع المجموعات "المرتبطة بحزب العمال" إلى إلقاء السلاح، وطالب الحزب بعقد مؤتمره العام وإعلانه حل التنظيم، والاندماج في الدولة والمجتمع، مؤكدًا تحمله "المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة". ثالثًا: شدد أوجلان على انتفاء الأسباب التي أدت إلى تأسيس التنظيم، وذلك عقب انهيار المعسكر الشيوعي، وانتهاء حقبة التمييز ضد الأكراد، واتساع نطاق حرية التعبير في تركيا. ما أدى إلى إكمال الحزب دورة حياته و"جعل حله ضروريًا". رابعًا: تخلى أوجلان عن أفكاره السابقة بشأن تأسيس كيان انفصالي للأكراد، مؤكدًا أن "العواقب الضرورية للحركة القومية المتطرفة؛ الدولة القومية المنفصلة، ​​والاتحاد الفدرالي، والاستقلال الإداري والحلول الثقافية لا يمكن أن تكون إجابة على علم الاجتماع التاريخي للمجتمع"، وهذه العبارات تضعنا بصراحة أمام نسخة معدلة من أوجلان، متسقة مع الواقعية السياسية، بعيدًا عن سجن الأيديولوجيا. خامسًا: تذكيره بأنه "على مدار أكثر من 1000 عام من التاريخ، وجد الأتراك والأكراد دائمًا أنه من الضروري البقاء في تحالف، مع سيطرة الجانب الطوعي" متهمًا "الحداثة الرأسمالية" بالسعي لتفكيك هذا التحالف، ومطالبًا بضرورة إعادة اللُّحمة بين الطرفين مرة أخرى. سادسًا: إشادة أوجلان بكل من الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي. إعلان

فأوجلان الذي عاش في كنف "تركيا القديمة" يدرك حجم الإصلاحات التي قام بها أردوغان لصالح الأكراد، على جميع الأصعدة الحقوقية والسياسية والثقافية والتنموية، وكيف عززت تلك الإصلاحات من وجود الهوية الكردية، وجودة الحياة في ولايات الجنوب الشرقي، حيث يقطن أغلب الأكراد.

ماذا بعد البيان؟

تعامل المجتمع الكردي مع البيان بإيجابية واضحة، حيث تم إقامة شاشات عملاقة في ولايتي ديار بكر وفان، لمشاهدة إعلان البيان، وطغت الأجواء الاحتفالية على تلك التجمعات، فرحًا بقرب طي صفحات تلك الحقبة تمامًا.

على المستوى السياسي، أتى أول رد فعل من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، أفقان آلا "الذي كان وزيرًا للداخلية أثناء محاولة الحل عام 2013″، حيث أشار إلى أن البيان ليس موجهًا للسلطة الحاكمة، فجوهر الدعوة "هو إلقاء السلاح وحل المنظمة الإرهابية"، وأضاف: "نحن ننظر إلى النتيجة، إذا استجابت المنظمة الإرهابية لهذا النداء وألقت سلاحها وحلت نفسها فإن تركيا ستتحرر من قيودها".

بعبارة أخرى، فإن نائب رئيس الحزب الحاكم، ألقى بالكرة في ملعب حزب العمال، مشيرًا إلى أن بيان أوجلان ليس سوى البداية، وأن الحكومة لن تتحرك الآن إلا بعد أن يأخذ حزب العمال زمام المبادرة ويحول دعوة أوجلان إلى إجراءات ملموسة.

عمليًا فإن دعوات إلقاء السلاح داخل تركيا، لم تعد مثل الماضي، إذ نجحت العمليات الأمنية المتعاقبة منذ عام 2015 في شلّ قدرات التنظيم، وإجباره على إخلاء معاقله التقليدية في ولايات الجنوب الشرقي، وفي المناطق الجبلية، والتي كان ينطلق منها لشنّ العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والمدنيين على حد سواء.

حتى إن الهجوم الإرهابي الذي استهدف شركة الصناعات الجوية والفضائية "توساش" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم التخطيط له في شمال سوريا، كما أن الدفع بالمنفذين تم من هناك إلى داخل تركيا.

إعلان

أيضًا فإن نجاح "عملية الحل" سيؤدي إلى تعزيز شعبية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، باعتبارهما شريكين في ذلك الإنجاز، الذي حاول من قبل زعماء أتراك إنجازه دون جدوى، بل إن أردوغان نفسه كاد أن يدفع ثمن تصديه لعملية الحل عام 2013-2015 من مستقبله السياسي.

فملف الحل كان معقدًا جدًا بشكل تتداخل فيه الحقائق بالأساطير في المخيال العام التركي، ولم يكن من السهل على الزعماء السابقين الاقتراب منه إلا بقدر محدود، قبل أن نقف اليوم على أعتاب غلق ملف حزب العمال برمته.

ماذا عن سوريا؟

كان أوجلان واضحًا في دعوته "جميع المجموعات" إلى إلقاء السلاح، ومن المعروف أن الهيكل الإداري للتنظيم يضم جميع الوحدات العاملة في سوريا، مثل وحدات الحماية الكردية "YPG"، والفرع النسائي لوحدات الحماية "YPJ"، وحزب الاتحاد الديمقراطي "PYD".

لكن في أول تصريح لرئيس حزب الاتحاد السابق، صالح مسلم، بدا وكأنه يتهرب من استحقاقات الدعوة، إذ قال: "لن تكون هناك حاجة للسلاح إذا سُمح لنا بالعمل السياسي. وإذا اختفت أسباب حمل السلاح فسوف نتخلى عنه". وهي عبارات فضفاضة ومشروطة تفتح الباب أمام مزيد من الابتزاز للسلطة الجديدة في سوريا، خاصة في ظل سيطرة وحدات الحماية، على عين العرب "كوباني" وحيي الأشرفية، والشيخ مقصود في حلب.

أما قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تسيطر على شمال شرق سوريا، وتتألف من مقاتلين عرب وأكراد، فمن المعروف أنها واحدة من أقنعة حزب العمال في سوريا مثلها مثل وحدات الحماية، وتعمل تحت إشراف القوات الأميركية بزعم محاربة تنظيم الدولة، فقد سارع قائدها مظلوم عبدي إلى غسل يديه من الدعوة بقوله: "إن إعلان أوجلان يتعلق بحزب العمال الكردستاني، ولا علاقة له بنا في سوريا".

تصريح عبدي يؤشر إلى إصراره على الاحتفاظ بقواته، ومواصلة السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا بشكل غير قانوني، ومع فشل الحوار بينه وبين دمشق في التوصل إلى رؤية تحفظ للدولة تماسكها واستقلالها، وتواصله وتنسيقه مع مجموعات أخرى مثل الدروز والعلويين لدعم اللامركزية، فإنه يبدو أن خيار الحسم العسكري بات هو الأقرب حتى الآن.

إعلان

وأخيرًا:

إن بيان أوجلان، سيحدث حالة من النقاش الواسع داخل الحالة الكردية، خاصة في سوريا والعراق، ولن يكون الامتثال لمفرداته أمرًا سهلًا، حتى مع الرمزية التاريخية لأوجلان، إذ لا يزال في معسكرات التنظيم في جبال قنديل، قيادات أخرى لها رمزيتها مثل جميل بايق، ومراد كارايلان، وغيرهما.

لكن الدعوة بمضامينها الفكرية التأصيلية، ستحدث شرخًا داخل الحواضن الشعبية للتنظيم، وستتآكل القناعات العنيفة، لصالح الإيمان بضرورة التسويات السياسية السلمية، بعيدًا عن لغة السلاح.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • سبايس اكس تستأنف رحلات صاروخها العملاق ستارشيب
  • مئات الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باستكمال صفقة التبادل
  • اهالي الأسرى الصهاينة يتظاهرون للمطالبة باتمام الصفقة غزة
  • توقيف مروّجا “الصاروخ” ببرج الكيفان.. النيابة تلمس 10 سنوات حبسا لهما
  • ضبط 164 مهاجراً إفريقياً قبالة السواحل اليمنية
  • أهالي الأسرى الصهاينة يطالبون ترامب بمنع نتنياهو من تخريب اتفاق وقف النار
  • الولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدراتها بأسلحة فرط صوتية.. ماذا نعرف عنها؟
  • كريمة أبو العينين تكتب: فئران الغلابة و الصهاينة
  • جدول امتحانات شهر مارس 2025 للمراحل التعليمية الثلاث
  • أوجلان يدعو لإلقاء السلاح.. شرخ في صفوف الحزب