سواليف:
2025-01-22@20:07:29 GMT

بلا مجاملة

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

#بلا_مجاملة

د. #هاشم_غرايبه

يخطر ببالي أحيانا تساؤل غريب: ترى كم دفعنا من كلف ودماء وعنت في العصر الحديث ثمنا لوجود جماعة الإخوان المسلمين؟.
ليس مبعث سؤالي استنكارا لوجودهم أو تحميلهم مسؤولية الكوارث التي أحاقت بالأمة، بل هو لتبيان مدى كره الجهات المعادية لهم، لدرجة أن ألحقت بالأمة كل هذا الويل والدمار في سبيل التخلص منهم.


لعل السبب في تركز الهجوم عليهم، ليس لأن منهجهم قد يفضي الى نشوء دولة إسلامية، بل لمجرد أنه أحد التنظيمين السياسيين اللذين ينفردان بإعلان السعي لذلك، والتنظيم الآخر الذي يتبنى الفكرة هو حزب التحرير، لكنه محاصر بشكل محكم بشكل يقيد انتشاره وتأثيره، فيما باقي التنظيمات العديدة لا تجد لها عداء، ولا تسمع لها هجاء.
منذ نجاح الغرب بالقضاء على آخر صورة للدولة الإسلامية ممثلة بالدولة العثمانية، كان همُّ الإستعمار الأوروبي منع توحد الأمة ونهضتها من جديد، ولأنه يعلم أن ذلك لن يتم إلا تحت عنوان إسلامي، فقد سعى الى تشجيع تكوين حركات لا تنتهج الإسلام، فَرَعى ثورة الشريف حسين، ودعمها عسكريا، لأنها كانت ترفع شعارات قومية عروبية، كما قامت البعثات التبشيرية برعاية حركات القومية العربية، فترعرعت الأحزاب العربية التي ترفع شعارات قومية في كنف الجامعة الأمريكية، ومن ناحية أخرى حاولت القوى الإستعمارية السيطرة على حركة الإخوان المسلمين من خلال الأنظمة العربية بالضغط لتحويل المنهج السياسي الى دعوي.
في مصر كانت الحركة الإسلامية هي الأقوى، لذلك لم يكن لدى عبد الناصر من خيار سوى استيعابهم في مجلس قيادة الثورة، فسكت عن ترؤس “محمد نجيب” الإخواني مؤقتاً الى حين تمكنه من الانقلاب عليه بعد سنة، تماما كما حدث مع مرسي الإخواني بعد ستين عاما، لكن عبد الناصر عندما عجز عن محاصرة فكر “سيد قطب” الرامي لاستعادة نموذج الدولة الإسلامية أعدمه، ثم أعلن حظر العمل السياسي للحركات الإسلامية، وحافظ كل من خلفه على نهجه هذا.
في سوريا، ظل القاسم المشترك لأنظمة الحكم المتغيرة هو منع الإسلام السياسي، وما كان انتهاج العلمانية بمفهوم حرية الرأي والمعتقد، بل بجزئية ضيقة، وهي ما يتعلق باستئصال الفكر الإسلامي فقط.
لم يختلف الوضع في العراق عن ذلك ولا في كافة أقطار العربية الآسيوية والإفريقية، فرغم التباينات بين ملكية وجمهورية، تقدمية ورجعية، وأنظمة تعلن ولاءها للغرب أو تخفيه، كان الثابت الوحيد الذي لا يتغير هو حظر الفكر الإسلامي.
بالطبع، ولأن ولي أمر كل الأنظمة في الأقطار الإسلامية هو ذاته، فقد مورس ذلك التضييق أيضا في الأقطار الإسلامية غير العربية :تركيا وإيران والباكستان ..الخ، وحتى تلك التي كانت في الاتحاد السوفياتي، سمح لجميعها بالاستقلال ما عدا الإسلامية منها.
هذا يثبت أمرين: أولهما أن القرار بالعداء للإسلام الحركي (يسمونه الإسلام السياسي) خارجي مفروض وليس من اجتهادات محلية، والثاني أن الصراع بين الأحزاب اليسارية والإسلامية مصنوع، وليس بين العروبيين والإسلاميين.
حاولت الأنظمة إيجاد وعاء منافس لحركة الإخوان بتشجيع تنظيمات صوفية بهدف تحويل التدين الى الطقوسية بدل السياسي، وتنظيمات سلفية تدعو الى التبتل والتنسك وطاعة الحاكم بدلا من العمل الحركي، والإنكباب على الصلاح الفردي بديلا عن إصلاح المجتمعات، فأنشأت المخابرات المصرية حزبا سلفيا ما زال الى اليوم مرتبطا بأحد مكاتب الداخلية، والبريطانية- السعودية أسست السلفية الوهابية، وفي بلاد الشام حركة الأحباش والصوفية.
هكذا نتوصل الى فهم أساس أزمات المنطقة، فهنالك صراع دائم، يسخن أو يبرد بحسب إقتراب الفكر الإسلامي من الوصول الى السلطة، فعندها تستنفر كل شياطين الإنس، حتى لو استدعى الأمر من مدّعي حماة الديمقراطية (الغرب) التدخل السافر عسكريا أو تدبير إنقلاب.
في التقييم العام نجد أن تجربة جماعة الإخوان المسلمين لم تكن ناجحة، إذ أنها لم تحقق ولو جزءا يسيرا من الهدف، لذلك ينبغي على مفكريهم المراجعة وإعادة تقييم المسار، لأن في التجمد عند رؤية حسن البنا قبل قرن خسارة وإعاقة للمشروع الإسلامي برمته.
وأعتقد أن هذه المراجعة ضرورية، وأهم العناصر المستهدفة الخروج من ضيق الأنانيات التنظيمية الى رحابة الإتساع الجبهوي، بالإنفتاح على كفاءات وأفكار كل العناصر المخلصة للهدف الجليل، وتأسيس تحالف عريض، يتجاوز التجمد عند إرث البنا، بل يجمع كل الساعين الى نهضة الأمة.

مقالات ذات صلة الإجابة على سؤال شخصيّ 2024/12/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

"صحار الدولي" و"الإسلامي" يشاركان في "منتدى المال والتأمين"

 

 

صحار- الرؤية

شارك صحار الدولي وصحار الإسلامي كرعاة استراتيجيين في النسخة الثانية من منتدى المال والتأمين، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عُمان فرع محافظة شمال الباطنة، يومي 20 و21 يناير 2025، حيث انعقد المنتدى تحت رعاية سعادة الشيخ عبدالله بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال، وبحضور نُخبة من الأسماء القيادية في القطاع المالي وقطاع التأمين.

وتناولت جلسات النقاش التي تضمنها المؤتمر التحديات الراهنة وسُبل الاستفادة من الفرص الناشئة لتطوير القطاعين بما ينسجم مع رؤية عُمان لتحقيق الاستدامة الاقتصادية الشاملة. كما شهد المنتدى نقاشات تناولت قضايا محورية في قطاعي المال والتأمين مقدمةً رؤى عملية لتعزيز هذه القطاعات الحيوية.

 ومن خلال دعمه لهذه المبادرات، يؤكد صحار الدولي التزامه بتعزيز الحوارات البنّاءة، وتطوير الأطر التنظيمية، وتشجيع الابتكار في القطاع المالي، بما يعكس دوره الريادي في دعم النمو الاقتصادي المستدام.

وبالإضافة إلى رعاية المنتدى، شارك عبد الواحد بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي بالوكالة لصحار الدولي، كأحد المتحدثين الرئيسيين، في جلسة متميزة بعنوان "البيئة التشريعية للنظام المالي ودورها في تمكين مؤسسات القطاع الخاص".

وحول مشاركته في المنتدى، قال عبد الواحد بن محمد المرشدي: "ندرك في صحار الدولي أن الحوار الفعّال يمثل حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة، وتأتي مشاركتنا في هذا المنتدى تأكيدًا على التزامنا بتعزيز الابتكار ودعم رؤية عُمان الهادفة إلى تنويع الاقتصاد، حيث تُعد مثل هذه المنتديات والبرامج منصة قيّمة لمواجهة التحديات واستكشاف حلول مبتكرة، مع توحيد وجهات النظر بين الأطراف ذات الصلة في قطاعي المال والتأمين، ومن خلال المشاركة في هذه النقاشات المحورية، نعيد التأكيد على دورنا كشريك استراتيجي يسهم بفعالية في صياغة مستقبل اقتصادي مستدام ومزدهر لسلطنة عُمان، حيث تسهم هذه النقاشات في اكتساب رؤى متميزة تعزز قدرتنا على تحسين خدماتنا وتقديم حلول مبتكرة تلبي تطلعات الشركات ورواد الأعمال والأفراد، كما يتيح لنا تبادل الأفكار فهمًا أعمق لاحتياجات القطاع المتطورة، مما يمكننا من الاستجابة بمرونة وفعالية للمتطلبات والمتغيرات المتنامية في السوق."

وخلال المنتدى، استعرض البنك موضوعات تمحورت حول تأثير السياسات المالية في تعزيز أداء القطاع الخاص، ودور الخدمات المالية في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى الأساليب المبتكرة للتغلب على التحديات التمويلية التي تواجه المؤسسات التجارية، حيث تنسجم هذه النقاشات مع الهدف الأساسي للمنتدى، الذي يتمثل في توحيد وجهات النظر المختلفة لمعالجة القضايا الرئيسية التي تواجه القطاع المالي. كما تضمّن المنتدى جلسات حوارية مميزة تناولت موضوعات مثل "آفاق التحول الرقمي في قطاع التأمين: الفرص والتحديات" و"دور التمويل المبتكر في دعم الشركات الناشئة"، وقد قدمت هذه النقاشات لمحات حول الاتجاهات الناشئة والفرص الواعدة لتحقيق النمو، كما ساهمت ورش العمل المتخصصة في إثراء جدول أعمال المنتدى، من خلال تقديم برامج متنوعة ركزت على تلبية احتياجات القطاع.

مقالات مشابهة

  • "حكماء المسلمين" يشارك بـ 250 إصداراً في "القاهرة للكتاب"
  • «حكماء المسلمين» يشارك بـ 250 إصداراً في «القاهرة للكتاب»
  • الجهاد الإسلامي تؤكد أنها لن تسمح لـ “نتنياهو” بمواصلة مجازره في الضفة
  • البعريني: إمّا أن تتمثّل القوى السياسيّة كافة في الحكومة أو نخرج جميعًا
  • "صحار الدولي" و"الإسلامي" يشاركان في "منتدى المال والتأمين"
  • أنواع الشائعات التي يروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.. «وهمية وعنيفة»
  • الحكيم يتغيب عن اجتماع الإطار: ممتعض لـكسرهم التوافق السياسي
  • الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
  • كاتب صحفي: المشهد السياسي في قطاع غزة بات غير واضح
  • أمين عام علماء المسلمين: المقاومة انتصرت وأوصلت صوت الفلسطينيين للعالم