الهيدروجين الأخضر.. دول الخليج تبدأ الاستثمار في وقود المستقبل
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
بعد أن حققت أرباحا هائلة من الوقود الأحفوري على مدى عقود، تضع دول الخليج حاليا نصب عينيها الهيدروجين الأخضر، في إطار رغبتها المعلنة في جعل اقتصاداتها صديقة للبيئة.
وتستثمر السعودية والإمارات وسلطنة عمان كثيرا في هذا الوقود، في وقت تبحث فيه عن مصادر عائدات بديلة عن النفط والغاز.
ويقول الخبير، كريم الجندي، من معهد "تشاتام هاوس" للدراسات الذي يتخذ من لندن مقرا: "دول الخليج تطمح إلى ريادة سوق الهيدروجين العالمية".
ويضيف لوكالة "فرانس برس": "تنظر (دول الخليج) إلى الهيدروجين الأخضر على أنه أساسي، لأنه يسمح لها بالبقاء كقوى كبرى في مجال الطاقة، والاحتفاظ بنفوذها مع تراجع الطلب على الوقود الأحفوري".
وبخلاف الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من الوقود الأحفوري الملوث ولا يزال مستخدما على نطاق واسع، يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من المياه، باستخدام الطاقات المتجددة، على غرار الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية.
اقرأ أيضاً
على بساط الهيدروجين الأخضر.. اليابان والخليج "زواج في طور التكوين"
إلا أن هذا الوقود النظيف الذي يمثل حاليا أقل من 1% من مجمل إنتاج الهيدروجين، ليس قابلا للحياة بعد تجاريا، ويحتاج إلى زيادة هائلة في مصادر الطاقة المتجددة، وهي عملية قد تستغرق سنوات.
وفي حين أن الوقود الأحفوري ينتج غازات الدفيئة، فإنه لا ينبعث من الهيدروجين الأخضر سوى بخار المياه، ويتمّ الترويج لاستخدامه في القطاعات الأكثر تلويثًا، مثل النقل والشحن وصناعة الصلب.
رائدة في التصديروبفضل رأس مالها الاستثماري الهائل، تقوم السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ببناء أكبر محطة لإنتاج للهيدروجين الأخضر في العالم بمدينة نيوم المستقبلية الضخمة شمال غربي المملكة، التي ستبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
وستضم المحطة، التي بلغت تكلفتها 8.4 مليار دولار، طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 600 طن من الهيدروجين الأخضر في اليوم، بحلول أواخر عام 2026، بحسب السلطات.
وفي يوليو/تموز الماضي، أقرت الإمارات التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف حول المناخ (كوب28) أواخر العام الحالي، استراتيجية للهيدروجين تهدف إلى إنتاج 1.4 مليون طن متري من الهيدروجين سنويا بحلول عام 2031، مما سيجعلها واحدة من أكبر الدول العشر المنتجة للهيدروجين.
اقرأ أيضاً
الإمارات والسعودية تخططان للسيطرة على سوق الهيدروجين الأخضر (أويل برايس)
وترى نائبة رئيس شركة "أدنوك" الإماراتية النفطية العملاقة، حنان بالعلا، أن "الهيدروجين سيكون وقودا أساسيا للانتقال إلى الطاقة النظيفة"، واصفة إياه بأنه "امتداد طبيعي" للشركة.
وتقول لفرانس برس: "الإمارات في وضع جيد للاستفادة منه".
غير أن سلطنة عُمان التي تحل في مرتبة متأخرة لجهة إنتاج الوقود الأحفوري مقارنة بجيرانها، تبدو مستعدة لقيادة سباق الهيدروجين النظيف في الخليج. إذ إنها ستصبح بحلول نهاية العقد الحالي سادس أكبر مصدر للهيدروجين الأخضر في العالم والأوّل في الشرق الأوسط، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الطاقة الدولية نُشر في يونيو.
وتطمح السلطنة إلى إنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2030، وما يصل إلى 8.5 مليون طن بحلول 2050، "ما سيكون أكبر من مجمل الطلب الحالي على الهيدروجين في أوروبا"، وفق الوكالة.
وبحسب شركة "ديلويت" للتدقيق المالي العملاقة، فإن "دول الشرق الأوسط وفي المقام الأول دول الخليج، ستقود تجارة الهيدروجين عالميا على المدى القصير، عبر تصدير نصف إنتاجها المحلي بحلول 2030".
و"بحلول 2050، يتُوقع أن تصبح دول شمال إفريقيا وأستراليا الأكثر قدرة على الإنتاج، رغم أن دول الخليج ستبقى رائدة في التصدير"، بحسب ما جاء في تقرير للشركة صدر في يونيو/حزيران.
الطريق لا يزال طويلاولم يحل الاستثمار في الهيدروجين الأخضر دون توسيع مشاريع النفط والغاز، إذ لدى كل من الإمارات والسعودية خطط لتطوير صناعاتهما الهيدروكربونية.
اقرأ أيضاً
عُمان توقع 6 اتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 20 مليار دولار (صور)
ويتوقع خبراء أن تحتاج دول الخليج إلى سنوات لتتمكن من إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منافسة للوقود الأحفوري.
وفي حين أن كلفة الطاقة المتجددة انخفضت بفضل التقدم التكنولوجي، إلا أنه لا يمكن بعد إنتاج الهيدروجين الأخضر منه بشكل مربح.
وتقول الباحثة المشاركة في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، عائشة السريحي: "دول الخليج ستركّز على زيادة إلى أقصى حد مبيعات الهيدروكربونات، لأطول فترة ممكنة".
وتضيف: "سيستغرق الأمر سنوات من التجارب والأخطاء حتى يصبح الهيدروجين الأخضر سلعة يتم تداولها تجاريا"، مشيرة إلى أنه "يمكن أن يكون الوقود الجديد للمستقبل ما إن تنضج التكنولوجيا وتنخفض التكاليف".
ولا يزال الطلب على الهيدروجين أيضا غير واضح، إلا أن دول الخليج تزود منذ زمن دولا آسيوية تعتمد على الاستيراد لتأمين حاجاتها من الطاقة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، التي تخطط لاستخدام الهيدروجين الأخضر في استراتيجياتها لإزالة الكربون.
اقرأ أيضاً
الإمارات تتفق مع شركات هولندية على تصدير الهيدروجين الأخضر لأوروبا
ويحذر وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، عبدالله النعيمي، من أن "البنية التحتية الحالية لنقل الهيدروجين ليست كافية، وستتطلب استثمارات ضخمة لتعديلها".
ويقول لـ"فرانس برس": "الوقت اللازم لرفع التحديات التي يواجهها الهيدروجين (الأخضر) طويل جدا".
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الهيدروجين الأخضر دول الخليج استثمارات خليجية الطاقة النظيفة إنتاج الهیدروجین الأخضر الوقود الأحفوری من الهیدروجین دول الخلیج اقرأ أیضا الأخضر فی
إقرأ أيضاً:
الشنيف : استبعاد عدة أسماء عن قائمة الأخضر من منافسات كأس الخليج .. فيديو
ماجد محمد
كشف الإعلامي الرياضي خالد الشنيف عن استبعاد عدة أسماء من قائمة الأخضر من منافسات كأس الخليج القادمة.
وقال الشنيف في حديثه على دورينا غير :” حسب ما وصلني فيه أسماء كثيرة سيتم استبعادها من قائمة المنتخب وسيتم إحلال أسماء جديدة.”
من جانبه، علّق مدرب للمنتخب الأولمبي السابق سعد الشهري على الخبر قائلاً:” ليس طبيعي لأن اللعيبة المميزين والجيدين يعدوا على الأصابع، وأشوف إن كأس الخليج حاليًا مهمة للشعب السعودي .”
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/11/ssstwitter.com_1732139060610.mp4