صرح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، أن مفهوم "الفوضى" لا يجب أن يُفهم بمعناه السلبي فقط، بل يمكن إعادة النظر فيه باعتباره محفزًا للإبداع ومصدرًا للابتكار، مشيرًا إلى أن الفوضى ليست دائمًا مرادفة للارتباك والضياع، بل قد تكون حالة تسبق النظام والإبداع.

الفوضى في سياق الفلسفة والدين

واستشهد جمعة بما ذكره الكاتب الأمريكي تشاك بولانيك، الذي يرى أن ما يُسمى بالفوضى هو نظام جديد لم نتمكن بعد من فك شفراته، وكذلك بما قاله كيري ويندل ثورنلي، مؤسس ديانة الفوضى، الذي اعتبر أن النظام السائد ما هو إلا نوع من الفوضى.

وأكد  جمعة أن غياب التوحيد والإيمان بأن العالم مخلوق بتقدير إلهي دقيق، أدى إلى التناقض في تفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية. وأضاف: "السؤال هنا: هل ما نراه حولنا هو تنوع خلاق أم فوضى عشوائية؟"

الفوضى والإبداع

وأشار جمعة إلى رأي الأب ديف فليمنج الذي يرى أن الفوضى ليست بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل قد تكون خطوة أساسية في الإبداع والخلق. وأوضح الدكتور جمعة: "الإنجيل يؤكد أن الكون خُلق من فوضى، وهذا يتفق مع ما نفهمه في الإسلام عن القدرة الإلهية التي خلقت الكون من عدم."

وأضاف: "المشكلة ليست في الفوضى بحد ذاتها، بل في ردود فعل البشر تجاهها، سواء كانوا حكامًا أو محكومين. الفوضى قد تكون مصدرًا للإبداع إذا أحسنّا التعامل معها، لكن إذا اعتبرناها خطرًا يجب القضاء عليه دون تفكير، فإننا نفقد فرصة ثمينة للإبداع."

الفوضى والاستقرار

وأكد جمعة أن محاولة القضاء التام على الفوضى والسيطرة المطلقة على المجتمع قد تؤدي إلى تقييد الإبداع الإنساني.

 وقال: "الاستقرار الحقيقي لا ينبع من فرض النظام فقط، بل من التوازن بين الإبداع والنظام، وهو ما يُمكن أن يتحقق من خلال فهمنا العميق للفوضى كجزء من دورة الخلق والإبداع."

دعوة للتفكر

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بدعوة الجميع إلى التأمل في المفهوم الحقيقي للفوضى وإعادة النظر في ردود أفعالنا تجاهها. وأكد أن الإسلام، كدين شامل، يدعو إلى التوازن بين النظام والإبداع، ويحثنا على التعامل مع التحديات بروح منفتحة تؤمن بأن كل شيء في هذا الكون يسير بتقدير إلهي حكيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الفوضى والإبداع الدكتور علي جمعة

إقرأ أيضاً:

التنسيقية تعقد ندوة عن الفن والإبداع ودعم القضية الفلسطينية.. الجمعة

تعقد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الجمعة، ندوة بعنوان " الفن والإبداع.. معركة بناء الوعي ودعم القضية الفلسطينية"، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب. 

ومن المقرر أن تناقش الندوة دور الفن المسرحي في تقديم رؤية مختلفة لدعم القضايا المصيرية مثل حق الشعب الفلسطيني، وأبرز التجارب المسرحية والسينمائية والدرامية والأعمال المؤثرة التي تم إنتاجها في مصر وتناولت القضية الفلسطينية، وكيفية استغلال المسرح في الوقت الحالي لطرح قضايا إقليمية تعزز الانتماء القومي. 

وتطرق المناقشات إلى تأثير المنصات التكنولوجية لعرض المسلسلات مثل (وتش ات) في المساعدة في دخول شرائح أخرى وعرض قضايا مجتمعية تتعلق بالوعي، وكذلك كيفية دعم الفنون وحرية الإبداع كأداة لبناء الوعي المجتمعي والتفاعل مع القضايا الوطنية والإقليمية من خلال التشريعات، والسياسات الثقافية التي تراها ضرورية لدعم الفنون والإبداع بشكل أفضل في مصر، كيفية تحسين الإطار التشريعي لحماية حقوق المبدعين وتشجيعهم على تقديم أعمال هادفة، ودور المجالس النيابية في صياغة رؤية ثقافية تدعم القضايا القومية مثل القضية الفلسطينية، وكيفية تعزيز دور الشباب في المجالات الثقافية والفنية من خلال التشريعات. 

تدير الندوة النائبة نشوى الشريف، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، ويشارك في النقاش الفنانة حنان مطاوع، والنائب رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ عن التنسيقية، د.أيمن الشيوي، عميد معهد الفنون المسرحية ومدير المسرح القومي، والفنان الشاب عزوز عادل، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

مقالات مشابهة

  • التنسيقية تعقد ندوة عن الفن والإبداع ودعم القضية الفلسطينية.. الجمعة
  • ريال مدريد يصرف النظر عن أرنولد في «الشتاء»
  • معرض القاهرة للكتاب يناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
  • مراسم استقبال رسمية لرئيس كينيا بقصر الاتحادية
  • لقاء توعوي لدعم الإبداع والابتكار في جنوب الباطنة
  • شواطئ.. القصة القصيرة في مصر.. تحولات النقد والإبداع
  • الحرية للإبداع ينظم معرض نحت خردة سبيد للفنان كمال السماك
  • الشارقة ترسخ مكانتها الثقافية والإبداعية وتعلن عن «حي الشارقة للإبداع»
  • انتفاخ البطن..كيف يمكن التخلص من هذه الحالة وعلاجها؟
  • الفكر المركّب لإدغار موران .. ما الذي يمكن أن يضيفه في حقل التعليم؟