وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة: الأديان كلها قائمة على الرحمة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، إن الأديان كلها قائمة على الرحمة ومبنية عليها، والإنسانية اليوم في أمس الحاجة إلى التراحم بين أبنائها جميعًا، دون تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق، ولا شك أن الدين أحد أهم ركائز صمام الأمان وإحياء الحس الإنساني.
وأكد وزير الأوقاف، أننا نحتاج إلى التراحم الأسري، وتراحم الأب بأبنائه والأبناء بآبائهم والأزواج فيما بينهم، ونحتاج إلى رحمة الطبيب بمرضاه، والمعلم بطلابه، ورب العمل بعماله، والناس جميعًا فيما بينهم، موضحا أنه إن لم نتراحم وقت الشدائد فمتى نتراحم؟ لأن الرحمة تقتضي الإيثار لا الأثرة والسخاء لا البخل ولا الأنانية.
وأشار «جمعة»، إلى أننا نحتاج إلى التراحم على المستوى الأسري والمجتمعي والدولي، إن الرحمة لا تنزع إلا من شقى ومن لا رحمة في قلبه فلا دين ولا إنسانية له، وإن الإنسان السوي لا يمكن إلا أن يكون رحيمًا لأنه فطرة الله التي فطر الناس عليها.
القيم الإيمانية والوطنية الصحيحةجاء ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، وفي ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بعمارة بيوت الله «عز وجل» مبنى ومعنى، إذ ألقى وزير الأوقاف اليوم، خطبة الجمعة بمسجد الإمام الحسين «رضي الله عنه» بالقاهرة، تحت عنوان: «اسم الله الرحيم .. ودعوة للتراحم»، بحضور الأستاذ الدكتور محمد أبو هاشم أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ أحمد محمد مدير إدارة أوقاف وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي خطبته، أكد أن من أسماء الله «عز وجل» الحسنى الرحيم، سمى نفسه الرحمن وسمى نفسه الرحيم، فهو الرحمن الرحيم، وهو البر وهو الودود وهو الغفار وهو المنان وهو الرؤوف الرحيم بخلقه وعباده، يقول سبحانه: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ»، وقد جمع الله سبحانه اسمي «الرحمن»، و«الرحيم» في سورة الفاتحة، التي يقرؤها المسلم سبع عشرة مرة كل يوم وليلة في صلاة الفريضة وحدها، حيث يقول سبحانه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، فربنا رب رحيم، ونبينا هو نبي الرحمة، حيث يقول سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، ويقول سبحانه: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ».
ويقول سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، فيجب علينا أن نقتبس وأن نهتدي من آيات الرحمة وأحاديث الرحمة، يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ، يرحمْكم مَن في السماءِ»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «لا تُنزَعُ الرَّحمةُ إلَّا من شقيٍّ»، فالأديان كلها قائمة على الرحمة، ومبنية عليها، فإذا وجدت إنسانًا بلا رحمة فلا دين له ولا خلق له ولا إنسانية له، لأن الرحمة من الصفات الفطرية التي فطر الله الناس عليها.
يقول الحق سبحانه: «فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ»، فإذا رأيت إنسانًا فظًا غليظًا قاسيًا لا يرحم أحدًا تعلوه الأنانية، فليس هذا من الأديان ولا من الإنسانية في شيء، فقد جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ «صلَّى اللهُ عليه وسلَّم» فوجده يقبِّل الحسن والحسين «رضي الله عنهما»، فقال: أتُقبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقبِّلُهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك»، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه».
وأكد أن رحمة النبي «صلى الله عليه وسلم» تعدت الإنسان إلى الحيوان وإلى الجماد أيضًا، فنهى «صلى الله عليه وسلم» أصحابه أن يقطعوا شجرًا أو يحرقوا ثمرًا، ودخل يومًا حائطًا «بستانًا» من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، فلما رأى النبيَّ «صلى الله عليه وسلم» حَنَّ وذرفت عيناه، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال «صلى الله عليه وسلم»: أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه، فمن كان تحت يده عامل أو خادم أو أجير فليرحمه، ويقول «صلى الله عليه وسلم»: «هُم إخوانُكم خَوَلُكم، جَعَلَهم اللهُ تحت أيْديكم، فمَن كان أخُوه تحت يَدِه فلْيُطعِمْه ممَّا يَأكُلُ، ويُلبِسْه ممَّا يَلبَسُ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم، فإنْ كَلَّفتُموهم فأعينُوهم، ومَن لم يُلائِمْكم منهم فبِيعوهم، ولا تُعذِّبوا خَلْقَ اللهِ».
الدين صمام الأمان للبشرية جمعاءكما أكد وزير الأوقاف، أن الدين صمام الأمان للبشرية جمعاء، ففهم صحيح الدين والعمل به صمام أمان للبشرية جمعاء، فشتان بين من يخاف الله ويتقي الله «عز وجل» في خلقه، وبين من غرته الحياة الدنيا، فغلبته النفعية والأنانية والأثرة، فالرحمة تقتضي الإيثار لا الأثرة.. والسخاء لا البخل ولا الأنانية، فديننا دين الرحمة، نحتاج إلى التراحم بين الآباء والأبناء، خاصة إذا بلغ الآباء من الكبر عتيًا، والرحمة بين الأزواج، نحتاج إلى رحمة الطبيب بمرضاه، ورحمة المعلم بطلابه، ورحمة الاغنياء بالفقراء، ورحمة أرباب الأعمال بالعمال.
يقول «صلى الله عليه وسلم»: «مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ»، وإياك أن تنظر إلى الضعيف من زاوية ضعفه، فالضعيف وليه الله، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم، يقول رب العزة في الحديث القدسي: إنَّ اللَّهَ «عزَّ وجلَّ» يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أعُودُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ، وكيفَ أُطْعِمُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أسْقِيكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أمَا إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي.
نحتاج إلى تحقيق الرحمة على المستوى الأسري والمستوى المجتمعي وعلى المستوى الدولي، وأن نتعامل من منطلق الإنسان الذي كرمه الله، حيث يقول سبحانه: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا»، بغض النظر عن دينه أو لونه أو عرقه، فإذا كانت الرحمة مستوجبة للحيوان والجماد، فهي أوجب للإنسان، أيًا كان دينه أو جنسه أو لونه، نحتاج إلى العودة الصادقة إلى دين الله «عز وجل»، وإلى الإيمان بالله «عز وجل»، فهو الركن الركين والصمام الأمين والحارس الأمين على سلوكيات الناس وأخلاقهم، إن لم نتراحم وقت الشدائد والأزمات فمتى يكون التراحم: جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍعرفتُ بها عدوّي من صديقي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزير الاوقاف وزير الأوقاف وزارة الأوقاف صلى الله علیه وسلم وزیر الأوقاف یقول سبحانه نحتاج إلى
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تعلن افتتاح 34 مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة
تواصل وزارة الأوقاف جهودها لإعمار بيوت الله -عز وجل- بافتتاح ٣٤ مسجدًا جديدًا يوم الجمعة القادمة ٢٥ من جمادى الآخرة ١٤٤٦ من الهجرة، الموافق ٢٧ من ديسمبر ٢٠٢٤م، في مختلف المحافظات، ١٧ مسجدًا منها بنظام الإحلال والتجديد، و١٧ مسجدًا صيانة وتطوير.
وأعلنت الوزارة وصول إجمالي المساجد المفتتحة منذ أول يوليو ٢٠٢٤م حتى الآن إلى ٥٥٠ مسجدًا، من بينها ٣٩٤ مسجدًا إحلالًا وتجديدًا، و١٥٦ مسجدًا صيانة وتطويرًا، وأكدت أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو ٢٠١٤ م بلغ ١٢٦٣١ مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو ٢٠ مليارًا و٣١٠ ملايين جنيه.
وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًا واسعًا:
ففي محافظة بني سويف، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الحاج علي، قرية زاوية الناوية - مركز ببا.
وفي سوهاج، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الرحمة إسماعيل يونس، قرية الحريدية - مركز المراغة؛ وصيانة مسجد آل عبد الرحمن، قرية العلاونة برديس - مركز البلينا.
وفي القليوبية، تضمنت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الوحيد، كفر الحبشي - قرية برقطا - مركز كفر شكر.
وفي كفر الشيخ، تم إحلال وتجديد مسجد المرحوم هاشم، قرية الحلمية - مركز الحامول؛ ومسجد عبده، قرية المتيني - صندلا - كفر الشيخ؛ وصيانة المسجد الغربي، قرية الخادمية - مركز كفر الشيخ شرق؛ ومسجد جابر البحري الجديد، قرية كوم الدهب - مركز سيدي سالم.
وفي البحيرة، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الرحمن، قرية السادسة جناكليس - مركز أبو المطامير؛ ومسجد أبو الخذر البحري، قرية أبو الخذر - مركز أبو حمص؛ ومسجد علي بن أبي طالب، كوبري العتر - قرية النمرية - مركز أبو المطامير؛ ومسجد شرف الدين، قرية شرنوب - مركز دمنهور ؛وصيانة مسجد الرضوان، عزبة حلمي - قرية منية عطية - مركز دمنهور؛ ومسجد منشية التقوى، قرية برج رشيد - مركز رشيد.
وفي الأقصر، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الشهيد إبراهيم العضايمة، النمسا؛ وإنشاء مسجد آل البيت، المذناب، الحليلة - مركز إسنا؛ وصيانة مسجد عمر بن الخطاب، عزبة أبو جراب - أرمنت؛ ومسجد الزهراء، البعيرات نجع العزبة.
وفي مطروح، تضمنت الأعمال إحلال وتجديد مسجد وضحة بنت علي بن جابر الحنزاب، الغفران سابقًا - علم الروم.
وفي أسيوط، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد أولاد مدكور، قرية خارفة - مركز ديروط؛ وصيانة مسجد جاد الرب، قرية باقور - مركز أبو تيج؛ ومسجد الإمام علي بن أبي طالب، الحوشة - قرية بني رافع - مركز منفلوط.
وفي الإسماعيلية، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الإدريسي، قرية الواصفية - مركز ومدينة أبو صوير؛ ومسجد التوبة، عزبة هويشيل - مركز ومدينة أبو صوير.
وفي السويس، تضمنت الأعمال إحلال وتجديد مسجد نمرة، الصباح - حي فيصل.
وفي قنا، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد عبد المنعم جلال، قرية الشرقي بهجورة - مركز نجع حمادي؛ وصيانة مسجد عباد الرحمن، عزبة أبو عايد - مركز أبو تشت؛ ومسجد التوبة، البريج - قرية العسيرات - مركز فرشوط؛ ومسجد الرحمن، نجع العفي - قرية القبيبة - مركز فرشوط؛ ومسجد علي محمد يس، الدومة - أبو عموري - غرب بهجورة - مركز نجع حمادي؛ ومسجد التقوى، قرية خزام - مركز قوص.
وفي الإسكندرية، تضمنت الأعمال صيانة مسجد أبي بكر الصديق، العصافرة قبلي شارع المعهد الديني - المنتزه.
وفي الشرقية، تضمنت الأعمال صيانة المسجد الكبير، قرية أبو ياسين - مركز أبو كبير.
وفي الدقهلية، تضمنت الأعمال صيانة مسجد أبو بكر الصديق، قرية الجعافرة - مركز ميت سلسيل.
وتؤكد هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير دور العبادة وتحديثها لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله -عز وجل- ماديًّا وروحيًّا وفكريًّا.