لفت كتاب "القربان البديل.. طقوس المصالحات الثأرية في صعيد مصر" الصادر مؤخرا عن سلسلة الدراسات الشعبية الهيئة العامة لقصور الثقافة للكاتب فتحي عبد السميع الانتباه منذ صدوره، واعتبرته مؤسسة جائزة الشيخ زايد للكتاب من أفضل ثلاثة كتب في العالم العربي في مجال الأنثربولوجيا، وتم منح المؤلف جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية دون أن يتقدم للجائزة.

أما أهمية الكتاب فبلغت حدا غير مسبوق في مجال تأثيره على الواقع، فمنذ صدوره يعتبر المرجع الأساسي لرجال المصالحات الثأرية في جنوب الصعيد، وبعضهم يحمله في سيارته بشكل دائم ـ في صعيد مصر ـ، لأنه يحتوي على خبرات كبيرة قام الكاتب بجمعها من أفواه كبار قضاة الدم على مدار سنوات طويلة، كما قام بتحليلها، وبيان أبعادها الرمزية و قيمة كل خطوة من خطوات المصالحات الثأرية، وأهميتها، ومعناها. 

والكتاب يقوم برصد وتحليل منهج اللاعنف فى الثقافة الشعبية، كما يتجلى فى فض الخصومات الثأرية في صعيد مصر، والذى يَشتهر باتخاذِ العنف المضاد كوسيلة وحيدةٍ للتصدي لمشكلة العنف، تلك الشهرة التي تتجاهل منهجا آخرَ يقوم على التصدي للعنف مِن خلال اللاعنف، وهو منهج فعّال، يعبِّر عن الحِكمة والعقلانية، وقد تحققتْ مِن خلاله إنجازاتٌ ضخمة جدا، لأنها فَضَّتْ خصوماتٍ وتناحرات كثيرةً، حافظتْ علي أرواح، وأوقفتْ سيلانَ دماء غزيرة. 

 

ويُطلَق على ذلك المنهج اسم "ردم حفرة الدم"، أو "القودة" ، وقام المؤلف بدراسة المنهج باعتباره طقسا، وهو المدخل الذي يراه المؤلف بالغ الأهمية لفهم السلوك الشعبي وقوته ورسوخه وأعماقه الحضارية الكبيرة. ويَكتسب طقس "القودة" أهميةً مِن خلال ترسيخ منهج " اللاعنف" في التصدي لمشكلة العنف، وتأكيد قدرته على حلها بدون سفك الدماء، فالحِكمة الشعبية في الطقس تُعلي مِن شأن الحفاظ على الحياة مهما كانت المبررات، وتَرفع مِن قِيَم العفو، والتسامح، والحوار إلى أعلى درجة ، تلك القيم التي تُعَد الشغلَ الشاغل لدعاة الإصلاح في وقتنا الحالي، في ظل ما نعانيه مِن شيوع النوازع الانتقامية، وانهيارِ جسور الحوار العقلاني فى كثير من الأماكن. 

وطقس القودة يقدم لنا ملامح مهمة لهذا المنهج، فهو لا يتم بشكل عشوائي، بل يعتمد على استخدام العقل والوجدان معا بفاعلية كبيرة، فالأسلوب العلمي في الطقس بالغ الأهمية، رغم ظهوره بشكل تلقائي، فكل حالة ثأرية تُدرَس جيدا، كما تُجمَع المعلومات حول أطرافها بشكل دقيق، ويتم تحديد العناصر التي يمكن أن تشكل صعوبة في إجراء المصالحات الثأرية، واختيار المداخل المناسبة لها، والشخصيات التي تستطيع التأثير فيها، إلى آخره.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الثار

إقرأ أيضاً:

حركة الصادر من البضائع العامة بميناء دمياط تصل إلى 34 ألفا و370 طنا

استقبل ميناء دمياط خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 8 سفن، بينما غادرت 7 اخرى، ليصل إجمالي عدد السفن الموجودة بالميناء إلى 33 سفينة، فيما بلغت حركة الصادر من البضائع العامة 34 ألفا و370 طنا تشمل: «8893 طن يوريا و2049 طن رمل زجاجى و5700 طن جبس معبأ و17 ألفا و728 طن بضائع متنوعة».

حركة الوارد من البضائع العامة

وأشار بيان صادر عن ميناء دمياط، اليوم الأربعاء، إلى أن حركة الوارد من البضائع العامة بلغت نحو 50 ألف طن تشمل: «26 ألف طن ذرة و16 ألفا و618 طن فول صويا و4546 طن أبلاكاش و2246 طن حديد و1910 رؤوس ماشية (عجول تسمين) بإجمالي وزن 600 طن.

بينما بلغت حركة الصادر من الحاويات 952 حاوية مكافئة وعدد الحاويات الوارد 305 حاويات مكافئة، في حين بلغ عدد الحاويات الترانزيت 3178 حاوية مكافئة، ووصل رصيد صومعة الحبوب والغلال للقطاع العام بالميناء من القمح 43 ألفا طن، بينما بلغ رصيده في مخازن القطاع الخاص 80 ألفا و711 طنا.

كما غادر قطار بعد تفريغ عدد 25 حاوية 40 قدما قادم من السخنة، بينما بلغت حركة الشاحنات دخولا وخروجا عدد 5564 حركة.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: نعمل على تقديم رؤية وسطية تعكس المنهج الأصيل للأزهر الشريف
  • مؤتمر بنواكشوط يوصي بإطلاق شبكة إفريقية للحوار والمصالحة
  • مع صدور كتابه "في قلب اللحظة" جمال الكشكي يؤكد: العرب لم يخرجوا من التاريخ
  • هنو: لست ضد قصور الثقافة.. ولكن أي مؤسسة تحتاج إعادة تطوير الرؤية
  • مع صدور كتابه "في قلب اللحظة".. جمال الكشكي يؤكد: العرب لم يخرجوا من التاريخ
  • تضم 10 أئمة.. انطلاق قافلة دعوية إلى الواحات البحرية لترسيخ المنهج الأزهري الوسطي
  • قبل إقرار البكالوريا.. «البوابة نيوز» تتساءل.. هل هى البديل الأمثل للثانوية العامة؟
  • عدلي القيعي: عندي عدة ملاحظات على كولر وأدائه مع الأهلي مؤخرا
  • "رأيت العالم من الجانبين" للدكتور رامي جلال في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • حركة الصادر من البضائع العامة بميناء دمياط تصل إلى 34 ألفا و370 طنا