ورشة عمل لطلاب الجامعات عن «دور الجهاز الحكومي في مواجهة مخططات إسقاط الدولة»
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
نظمت أكاديمية الشرطة ممثلة في مركز بحوث الشرطة بمقر مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، ورشة عمل تدريبية موجهة لطلبة الجامعات المصرية «الحكومية - الخاصة» خلال الفترة من 15 حتى 19 ديسمبر، تحت عنوان «دور الجهاز الحكومي في مواجهة مخططات إسقاط الدولة»، بمشاركة نخبة متميزة من الأساتذة والخبراء الأمنيين والمتخصصين.
استهدفت ورشة العمل عددا من الموضوعات ذات الصلة بالأمن القومي المصري، أبرزها: تطور مفهوم الحرب وحروب الجيل الرابع ومشروعات تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وحرب اللاعنف وصناعة الدولة الفاشلة، وآليات وأدوات هدم الدول من الداخل، الإرهاب والشائعات والحروب النفسية، وتخريب الاقتصاد والتدخلات الخارجية والتمويل الأجنبي للأنشطة الهدامة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي وإثارة الرأي العام، والإعلام الموجه ودوره في إسقاط الدول من الداخل، وجهود الدولة المصرية فث المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية لإحباط مخططات إسقاط الدولة.
وفى إطار حرص وزارة الداخلية على إطلاع المشاركين بجهود الوزارة في التصدي للشائعات، جرى تنظيم زيارة لهم لمقر قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية للتعرف على إمكانياته ودوره في رصد الشائعات والرد الفوري عليها بالحقائق وإعداده مواد وتقارير صحفية وإذاعية وتلفزيونية حول جهود قطاعات الوزارة لتنشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأثمرت المناقشات الثرية التي تناولتها الورش عن الخروج بعدد من النتائج والتوصيات شديدة الأهمية، أبرزها «نجاح جهود الدولة المصرية في مواجهة مخططات هدمها وإسقاطها من الداخل واحتواء الآثار السلبية لتلك المخططات من خلال الاهتمام برفع الوعي لدى المواطنين بعدم الوقوع كأداة في يد القوى المناوئة والاحتشاد خلف القوى الوطنية، وأنّ القيادة السياسية للدولة انتهجت في إحباط تلك المخططات منهجا فريدا تمثل في حشد الجهود كافة من مختلف مؤسسات الدولة وكياناتها، وإلغاء الحواجز بين الأجهزة كافة لتعمل كلها بتناسق وتناغم من أجل احتواء مخططات الهدم والتحول نحو التعافي، ومن ثم الانطلاق صوب التطوير الشامل ومناخ الاستقرار الذي تشهده الدولة حاليا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أكاديمية الشرطة مخاطر الشائعات وزارة الداخلية توعية الشباب الدراسات الأمنية والإستراتيجية
إقرأ أيضاً:
القوى المدنية ودورها في صنع طريق السلام في السودان
في إطار سعيها المتواصل للتنوير بأهداف الثورة السودانية، قامت الجبهة الديمقراطية للمحامين الجبهة النقابية في أواخر شهر ديسمبر المنصرم، باستضافة تجمع المهنيين السودانيين، لجنة المعلمين السودانية، والتجمع الديمقراطي للصحفيين علي ’’ منبر وعي‘‘ علي صفحته في الفيسبوك.
إن القوى المدنية السودانية منذ 15 أبريل 2023، ترزح تحت نيران طرفي الصراع، والقتل الذي يطال الشعب من قصف بالطيران، وقتل، والعديد من الانتهاكات التي تمثل جرائم حرب وجرائم في حق الانسانية.
ثورة ديسمبر محطات النضال الشعبي
يقول بشري الفكي المتحدث باسم تجمع المهنيين أن جماهير الشعب السوداني في الفترة الراهنة تواجه القتل والتنكيل واللجوء والنزوح، أن ثورة ديسمبر المجيدة 2018، هي من أبرز محطات النضال الشعبي في التاريخ السوداني الحديث، هي قمة سلام نضالات الشعب السوداني من اجل الحرية والسلام والعدالة، والثورة في حقيقة الأمر، عمل غير مسبوق، جاءت متفردة وأبرزت أن أي تغيير جذري، لا يمكن أن يحدث فجأة، بل هو نتيجة لتراكم نضالي سنوات من النضال والمقاومة.
يضيف بشري أن الثورة السودانية ليست لحظة بسقوط نظام الرئيس السابق عمر حسن احمد البشير، بل هي عملية مستمرة تهدف إلى إحداث تحول جذري في بنية الدولة والمجتمع، واثبتت الثورة أن التنوع كان قوة بالنسبة لها، حيث توحد الشعب السوداني بمختلف المكونات العرقية والجغرافية، حول هدف مشترك، هو إسقاط النظام، وتأسيس الدولة التي يطمح لها كل جماهير الشعب السوداني، ما يميز هذه الثورة، هي بروز لجان المقاومة التي تعتبر العمود الفقري للثورة، ووفرت الغطاء الشعبي والحراك الثوري.
نضج الحركة الجماهيرية
يقول بشري ان هذه الثورة انطلقت من هامش السوداني، وبعدها انتقلت إلى المدن والحضر، هذا الواقع الجديد يوضح نضج الحركة الجماهيرية، ووضوح رؤيتها، وتنامي الوعي الجماهيري باهمية المشاركة لكل المجتمع السوداني، وذكر ان التحدي الذي كان امام ثورة ديسمبر المجيدة، كانت تواجه في نظام أيديولوجي، سعى إلى اعادة صياغة الانسان السوداني، ويهدم في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، ويحاول أن يقيم علي إطارها، نظام يتماهي مع الإسلام السياسي، والرأسمالية الطفيلية، والتبعية للخارج.
أوضح بشري ان نظام الحركة الاسلامية مارس نظام التمكين في الدولة، طور الالة القمعية، وأصبحت الدولة بوليسية بامتياز، وتمسك الثورة بالسلمية، هي ما اكسبها شرعية داخلية، دون الانزلاق إلى العنف، وتجمع المهنيين قدم نموذج متفرد، كانت قادرة علي توجيه الثورة، وعزز ثقة الجماهير في الثورة، ويجب الاستفادة من التجربة المدنية وتطويرها، والثورة لم تنتهي هي عملية تراكم، والتحدي الآن امام الجماهيري، يتمثل في كيفية إنهاء الحرب، وتنتهي مسبباتها، ويجب بناء الدولة السودانية التي تلبي طموحات الشعب السوداني.
دور النقابات في الثورة
بينما اضاف سامي الباقر العضو والمسؤول الاعلامي للجنة المعلمين السودانيين اهمية دور النقابات في ثورة ديسمبر المجيدة، وهي أورثت الشعب السوداني، كيفية التعامل مع الانظمة القمعية، واقتلاع الديكتاتوريات، أن النقابات هي إحدى الأضلع التي قامت عليها، ودورها كان معروف في الثورات السابقة، هذا الجسم استطاع قيادة الثورة، ووحد الشتات السياسي والمدني، تحت راية واحدة، واستطاع من خلالها، مع بقية المكونات إسقاط رأس النظام 2019.
واستطاعت قوة الردة باستخدام العديد من الأساليب لعرقلة الفترة الانتقالية، وانقلاب 25 أكتوبر 2021، وحرب 15 أبريل 2023، وهذا الواقع الجديد، يجعل القوى المدنية أن تستعيد الثورة بطريقة وفهم جديد، كي يقود إلى تأسيس الدولة المدنية، وأن التعليم، هو أحد القطاعات المهمة جدا في السودان، والهدف من الدولة المنشودة هو خدمة المواطن السوداني، وهذه النقابات تسعى إلى تكوين الدولة المدنية، ومصالحها مرتبطة مع الدولة القائمة علي العدالة، وهذا نقيض الدولة الاستبدادية القائمة علي الشمولية.
يضيف سامي أن لجنة المعلمين تعمل في قطاع مهم يخدم طيف واسع من الشعب السوداني، ومنتشرين في كل بقاع البلاد، وهي من الأجسام القائدة في تجمع المهنيين السودانيين، أثناء تكوينه في 2012 و2013، و2016 في اعادة تكوينه من جديد، وفي 2018 في قيادته لثورة ديسمبر، والحرب الدائرة هي ضد الثورة السودانية، وليس صراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
يؤكد سامي أن وحدة القوى المدنية يبدأ بتوحيد النقابات، بحكم تكوينها هي تخدم طيف واسع، هناك قاسم مشترك يجمع كل هذه القوى النقابية، وتصبح هذه العملية معقدة، عندما يضاف إليها البعد السياسي، في حال توحدت القوى النقابية، يسهل توحيد القوى السياسية، وبقية منظمات المجتمع المدني، وعندما ترتفع أصوات البنادق، لا تستطيع هذه الأجسام القيام باي شئ، وليست هناك مساحة لممارسة أي نوع من العمل المدني، في مناطق سيطرة الجيش والدعم السريع.
ثورة ديسمبر لم تأتي من فراغ
في ذات السياق يضيف عمرو شعبان صالح التجمع الديمقراطي للصحفيين إن ثورة ديسمبر المجيدة عندما جاءت شعاراتها لم تأتي من فراغ، هي بنيت علي إرث نضالي طويل من القوى المدنية والسياسية، والقوى النقابية ذات الإرث التليد، في مواجهة الشموليات في السودان، وتجاوزت هذه القوى طرفي الصراع الجيش والدعم السريع، وتمسكت بشعارات السلام، أن القوى المدنية والمهنية والأجسام النقابية ظلت في مقاومة واصطفاف منذ اندلاع انقلاب الجبهة القومية الاسلامية 1989.
أوضح عمرو عندما جاءت ثورة ديسمبر المجيدة بشعاراتها المعروفة، حرية، سلام، وعدالة، والان، كل الاجسام المهنية والنقابات، والأجسام المدنية تعرضت لانتهاكات، والصحفيين في إطار تغطية دورهم المهني، والصحفيين كانوا أكثر حرصا علي تجاوز ثنائية الاستقطاب، وحاولوا الابتعاد عن الارتماء في معسكر الحرب، يجب ان تكون عمليات الحوار بين هذه الأجسام شاملة حتى تقود إلى الطريق الذي تريده.
الاتفاق علي المصلحة الوطنية لقوى الثورة
يوضح الأمين صديق من الجبهة النقابية أن الجبهة عبارة عن اتفاق نقابي لمجموعة كبيرة من النقابات واللجان التسييرية علي ميثاق واعلان سياسي، تم في بداية 2024، مبني علي اتفاق مبادئ، مكون من 5 مبادئ، اتفقت عليها مجموعة النقابات المكونة للجبهة النقابية، وديباجة تشكل رؤية الجبهة النقابية، وتحليها للواقع الراهن، اضافة الى الاعلان السياسي الذي يشكل محور المواضيع والحدود الدنيا، وعبرها يمكن توسيع الجبهة النقابية، والاتصال مع المجموعات والأجسام الأخرى، والأحزاب، وهي منفتحة علي الجميع.
أضاف الأمين في الوقت الراهن علي قوى الثورة الاتفاق علي المصلحة الوطنية، والسياسية والفئوية، والنقابية تتمثل في الاتفاق علي توحيد الرسالة الإعلامية، في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية.
تقرير : حسن اسحق
ishaghassan13@gmail.com