وليد جنبلاط يلتقي الشرع في أول زيارة لدمشق منذ 2011
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
وصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إلى العاصمة السورية دمشق على رأس وفد من نواب كتلة اللقاء الديمقراطي ورجال الدين الدروز لتهنئة القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع، بعد سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد.
ويضم الوفد اللبناني: وليد جنبلاط، ووائل أبو فاعور، وسامي أبي المنى، وتيمور جنبلاط.
وتأتي زيارة جنبلاط لتكون لأول شخصية سياسية لبنانية تصل دمشق للقاء الشرع، بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم".
والجمعة، أعلن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، أنه سيتوجه إلى دمشق في زيارة هي الأولى لشخصية لبنانية بارزة، وذلك خلال لقائه عبر الإنترنت، مع ممثلين عن مجلس العلاقات العربية-الأمريكية، وفق وكالة أنباء لبنان الرسمية.
عاجل ????????????
وصول وليد جنبلاط الى قصر الشعب في #دمشق للقاء #أحمد_الشرع #سوريا pic.twitter.com/htZ7hGyZW9 — الاحداث الشامية (@activist6681) December 22, 2024
وقال جنبلاط، إن "الاستقرار في سوريا ضروري للاستقرار في لبنان، وهي تحتاج إلى فرصة ومساعدة".
وتابع: "سأزور سوريا الأحد مع أعضاء من الحزب التقدمي الاشتراكي (الذي كان يتزعمه)، وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبو المنى".
والسبت، أجرى جنبلاط اتصالا هاتفيا بالشرع، مهنئاً إياه "والشعب والسوري بالانتصار على نظام القمع"، وفق الوكالة.
يذكر أن كمال جنبلاط (والد وليد)، كان من أبرز معارضي التدخل السوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990)، حيث إنه انتقد بشدة النظام السوري بقيادة رئيس النظام الراحل حافظ الأسد.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها على مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
في مشهد سيبقى محفورًا في صفحات التاريخ، زيارة تاريخية للزعيم الوطني وليد بيك جنبلاط إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد، مُجسدًا رؤية القادة الذين يصنعون التحولات الكبرى في مصير الشعوب @walidjoumblatt الله يحميك pic.twitter.com/KVL3PxIvPM — Karim Bou Shakra (@karimboushakra) December 22, 2024
وعن هذه الزيارة يقول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نقولا ناصيف، إن "جنبلاط يزور دمشق للمرة الأولى، منذ آخر زيارة له عام 2011، في مطلع الحرب السورية، بعدما انقطع عنها ووقف إلى جانب المعارضة السورية لإسقاط نظام بشار الأسد".
وقال إن "زيارة اليوم ترمي إلى بعد مزدوج في اللقاء الذي يعتزم عقده مع القيادة الجديدة لسوريا برئاسة أحمد الشرع، علما بأنه أول شخصية لبنانية حزبية تزور سوريا، منذ سقوط نظام الأسد"، بحسب ما نقلت إذاعة "مونت كارلو".
وذكر أن "البعد الأول للزيارة، هو فتح صفحة جديدة في علاقاته بسوريا، بعد سنوات من التأرجح مع نظام الأسد، بدأت عام 2005، بقطيعة بسبب اتهام سوريا باغتيال رفيق الحريري، ثم مصالحته مع الأسد، أي جنبلاط، بواسطة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عام 2009، وسرعان ما نشب العداء مجددا مع اندلاع الحرب السورية".
وأضاف: "أما البعد الثاني للزيارة، فهو علاقته بالقيادة السياسية الجديدة، وعلاقة هذه القيادة مع دروز سوريا، وتوفير أوسع مظلة أمان لمجتمعهم وانخراطهم في الدولة الجديدة، في ظل تحريض إسرائيلي لهم على الانضواء مع الاحتلال، في مشابهة دروز سوريا في خلال الحرب السورية انقسام بين من استمر مواليا للأسد ومن عارضه ووقف إلى جانب الثورة، إلى أن دخلوا عشية سقوط دمشق في المواجهة، بإسقاط السويداء، وذلك إيذانا بالتحاق الدروز بالقيادة الجديدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية وليد جنبلاط دمشق الشرع اللبناني سوريا سوريا لبنان دمشق الشرع وليد جنبلاط المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ولید جنبلاط أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
دمشق- لم تعد العاصمة السورية كما كانت؛ تغيّر إيقاعها، واختلفت تفاصيل يومياتها، وصارت الحياة فيها تتدفق بوتيرة جديدة. في شوارع دمشق المتشابكة وأزقتها العتيقة، يتداخل صوت محركات السيارات مع صخب الأسواق، وتمتزج رائحة المازوت بدخان المقاهي، بينما تتردد في الأرجاء نقاشات سياسية بلا تحفظ أو مواربة، فـ"الحيطان لم تعد لها آذان" كما كان يقول السوريون.
لم يعد شيء على حاله، فالاختناق المروري تضاعف بعد سقوط النظام، وأعداد السيارات في الشوارع زادت بشكل ملحوظ. الصرافون الجوالون صاروا جزءا من المشهد اليومي، يتنقلون بأوراق نقدية مكدسة، يعرضون خدماتهم علنا دون خوف من الملاحقة. أما الجدران التي لطالما حملت صور حافظ وبشار الأسد، فقد أضحت فارغة، إيذانا بدخول حقبة جديدة.
شوارع دمشق تعيش اختناقا مروريافي قلب العاصمة السورية، لا تكاد السيارات تتحرك، لا سيما في مناطق وسط البلد. يشكو سكان دمشق من ازدحام غير مسبوق، وهو ما يؤكده سائقو التاكسي الذين يقضون ساعات في الطرقات. يقول أحدهم إنه بدأ يشكو من ألم في ركبتيه من كثرة التنقّل بين دواستي الوقود والدبرياج.
يرجع البعض السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات، إذ باتت تلك التي كانت تُباع قبل أشهر بـ15 ألف دولار، تُعرض الآن بـ3 آلاف فقط. ومع هذا التراجع المفاجئ، اندفع كثيرون نحو الشراء، خشية أن تعاود الأسعار ارتفاعها في أي لحظة.
لكن ليس هذا العامل الوحيد لتفاقم المشكلة، فقد توافد إلى دمشق عدد كبير من السوريين القادمين من المحافظات الأخرى بسياراتهم الخاصة، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق حينما كانت البلاد مقطّعة الأوصال. كما اختار بعض المغتربين القدوم إلى سوريا بسياراتهم، ليضيفوا عبئا جديدا على الشوارع التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد من المركبات.
إعلاناللافت أن الاختناقات المرورية لم تعد مصحوبة بالتوتر المعتاد، بل اختفت الشتائم التي كانت تُطلق في أثناء الزحام -حسب سائق التاكسي المسن الحاج أبو طارق- الذي قال إن "الكفريات" (الألفاظ الكفرية) لم تعد تُسمع أيضا.
بورصة مفتوحة على الأرصفةفي ساحات المدينة وعلى أرصفتها، باتت تجارة العملات مشهدا مألوفا؛ عشرات الصرافين الجوالين ينتشرون في الشوارع، يحملون رزما ضخمة من الأوراق النقدية، ينادون على المارة، ويعرضون أسعار الصرف التي تتغير كل لحظة.
حتى وقت قريب، كان التعامل بالدولار في السوق السوداء جريمة قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون. أما اليوم، فقد أصبح الأمر علنيا تماما. بعض هؤلاء الصرافين يستخدمون عدادات نقدية لإضفاء طابع الاحترافية، بينما يعمد آخرون إلى استغلال الزحام والضجيج لخداع الزبائن، حيث يقومون بإنقاص ورقة أو اثنتين من المبلغ المتفق عليه من دون أن يلاحظوا ذلك.
المفارقة أن الأوراق النقدية القديمة من الدولار لم تعد تحظى بالقيمة نفسها، إذ يرفض الصرافون قبولها بالسعر نفسه الذي تُصرف به الأوراق الجديدة، بل يفرضون عليها خصما عند التصريف.
كما بات موضوع الصرافة أشبه بالبورصة، إذ يتغير سعر الصرف كل بضع دقائق، ويجد المواطنون أنفسهم مضطرين لمتابعة هذه التقلبات عن كثب، خشية أن تفقد أموالهم جزءا من قيمتها بين لحظة وأخرى.
حقيبة الأموال ضرورة يوميةفي ظل غياب أنظمة الدفع الإلكتروني العالمي، بات حمل كميات كبيرة من النقود أمرا لا مفر منه، إذ لا وجود لبطاقات ائتمانية دولية، ولا مجال للتحويلات المصرفية، فالأموال تتنقل مباشرة من يد إلى يد في اقتصاد يعتمد على التعامل النقدي بالكامل.
ومع تضخم الأسعار، أصبحت المبالغ المطلوبة للمعاملات اليومية ضخمة إلى الحد الذي لم تعد معه المحافظ التقليدية أو الجيوب كافية لرزم النقود السميكة، وهو ما يضطر كثيرين إلى حمل حقائب صغيرة مخصصة للنقود.
إعلان بائعو البنزين المتجولونلم تعد العملات وحدها السلعة الغريبة التي تباع على الأرصفة، فالبنزين أيضا أصبح سلعة متاحة على قارعة الطريق، حيث تصطف عبوات الوقود بانتظار الزبائن الذين بات بعضهم يعتمدون على المهربين بدلا من محطات الوقود.
يزعم البعض أن هذا البنزين مصدره لبنان، حيث يُشترى من هناك بأسعار أقل، ثم يُهرب إلى دمشق ليباع مقابل هامش ربح جيد. أما آخرون، فيقولون إن جودته (95) أفضل من ذاك المتاح في محطات الوقود (91).
الجدران بلا صور آل الأسدوفي شوارع العاصمة السورية، لم يعد هناك أثر للصور الضخمة التي لطالما غطت الجدران لعقود، فاختفت صور الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه المخلوع بشار تماما، من دون أن تحل محلها صور للرئيس الجديد أحمد الشرع، كما اختفت الأقوال "المأثورة للقائد الخالد" حسبما يطلق عليه محبوه.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقدام البعض على طباعة أعلام تحمل صورة الرئيس الشرع، سرعان ما صدرت تعليمات رسمية بإزالتها ومنع طباعتها مجددا.
في المقابل، لا تزال بقايا العلم السوري القديم موجودة وإن بخجل، خصوصا على الأبواب الحديدية لبعض المحال التجارية.
أما في محلات التحف والمقتنيات القريبة من الجامع الأموي، فلا تزال بعض التذكارات تحمل رموز العهد السابق، لكن كثيرا منها خضع لتعديلات سريعة، كما قال أحد التجار مبتسما، "في يوم سقوط النظام، أمسكت القلم وبدأت أعدل على بعضها. أجريت عملية ’تكويع‘ سريعة لبعض التحف والتذكارات".
في مقاهي العاصمة السورية، لم تعد السياسة موضوعا محظورا، بل باتت هي الموضوع الأكثر تداولا بين الجالسين. بعد أن كانت هذه النقاشات تتم في الماضي همسا وبصوت منخفض -هذا إن تجرأ أحدهم على خوضها- أصبح الجميع يتحدثون اليوم بلا قيود، يذكرون أسماء السياسيين الجدد ويناقشون مستقبل البلاد بصوت مرتفع وبلا خوف.
الأمر اللافت أن بعض المقاهي، مثل مقهى الروضة الشهير، لم تكتفِ بذلك، بل بثت أغاني ساخرة عن النظام السابق، وسط تفاعل كبير من رواد المكان، الذين لم يعتادوا مثل هذا الانفتاح من قبل.
إعلاندمشق التي تغيرت ملامحها، بات فيها كل شيء مختلفا، من حركة المرور إلى التداول العلني للعملات الصعبة، وصولا إلى خوض الناس في السياسة بلا خوف. ومع ذلك، تحتفظ هذه المدينة العريقة بروحها الفريدة، حيث يمتزج القديم بالجديد في مشهد لا تراه في كثير من المدن.