بوابة الفجر:
2024-12-31@15:18:22 GMT

رسالة إلى «عبداللطيف»: لا تعليم في جسد مريض

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

رسالة جماعية يمكن أن تكون (شكوى) أحملها إلى وزير التربية والتعليم، محمد عبداللطيف، عبدُ اللهِ -وكلنا (عِباد)- الذي من أسمائه (اللطيف، الرحيم) من أولياء أمور وأنا واحد من بينهم، فحواها (رجاء) بضرورة إعادة النظر في قرار إجبار التلاميذ في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، على الحضور اليومي في المدرسة، حتى انتهاء الامتحان الذي قررته الوزارة في أول يناير، في ظل البرد القارس الذي يؤذي الكبير قبل الصغير.

رسالتنا للوزير الذي يعبد الله (اللطيف)، جاءت من قلوبٍ مثقلة بالخوف، وأعيُنٍ تراقب أطفالنا وهم يغادرون نحو مدارسهم وسط لفحات البرد القارس، في خضم أنباءٍ لا تنتهي عن انتشار النزلات المعوية وأمراض الشتاء التي تتربص بهم في كل زاوية.

ونسأل الوزير: هل فكرت، ولو للحظة، في معاناة ذلك الصغير الذي يرتجف تحت معطفه الثقيل، أو في القلق الذي يثقل قلوبنا ونحن نعلم أنهم يجلسون في فصولٍ قد تكون باردة، مزدحمة، تنتظر فيها العدوى فرصتها للانتقال بلا رحمة؟

نعلم، أن التعليم ضرورة، وأن بناء العقول لا يتوقف، ولكن ألا تستحق صحة أبنائنا التفاتة؟ أليس من حقنا أن نرى خططًا استباقية تُوازن بين حقهم في التعليم وحاجتهم إلى الأمان الصحي؟

إن نزلات البرد ليست مجرد أمر عابر، فهي تُضعف الأجساد الصغيرة، وتمهد الطريق لأمراضٍ أشد قسوة، والعدوى التي تبدأ من مقاعد الدراسة قد تمتد إلى البيوت، حيث تنتقل إلى إخوتهم الصغار وكبار السن من حولهم، فهل يُعقل أن نضحي بسلامتهم في سبيل جدولٍ صارمٍ للحضور؟

رسالتنا ليست اعتراضًا على أهمية التعليم، بل على غياب المرونة التي تأخذ في الاعتبار الظروف الاستثنائية، لماذا لا يُتاح استخدام التعليم عن بُعد في أيام البرد الشديد؟ لماذا لا تُخفض ساعات الحضور، أو تُفعل خطط تضمن تقليل الاختلاط؟

إن مسؤوليتك، أيها الوزير ليست فقط في تعليم أبنائنا، بل في حمايتهم ورعايتهم، فالتعليم لا يزدهر في أجسادٍ مريضة ولا في عقولٍ ينهكها الخوف من المرض.

رجاء أعد -أيها الوزير- النظر، ليس فقط بعقولك، بل بقلبك، كما لو كنت تُقرر لأبنك أنت، فسلامة أبنائنا هي واجبنا جميعًا، وعليك تقع المسؤولية الأولى في هذا الفصل القاسي من العام.

لا أستطيع وغيري، منع أنفسنا من القلق، فالبرد لا يرحم، والشتاء يزداد قسوة يومًا بعد يوم، نفكر في الأطفال وهم يجلسون إلى جوار بعضهم البعض في الفصول، ربما بجانب نافذة مفتوحة لتهوية المكان، محاطًين ببعضهم البعض، وجوههم في وجوه بعضهم البعض، فيهم من يصاب بنزلة معوية أو إنفلونزا ويعطس في وجه الآخر، لتنتشر بينهم كالنار في الهشيم، بلا هوادة، وهذا ما نراه يوميا، وابني واحد منهم حيث أصيب بنزلة برد بسبب زميل له عطس في وجهه -(بغير قصد) بالطبع-.

كلما غادر أولادنا إلى المدرسة، ندعو الله أن يعودوا سالمين كما غادروا وهذا جل همنا -لا ما يتعلموه في يوميهم-.

أتمنى من القائمين على المنظومة أخذ الأمر بعين الاعتبار، وسرعة التدخل لحماية الأولاد، بخاصة الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، التي كانت من دون امتحانات حتى الصف الثالث الابتدائي كما قال الوزير في بداية توليه الوزراء، لكننا فؤجئنا أنه يفرض امتحانات منتصف العام للصف الأول والثاني والثالث، فضلا عن امتحنات أسبوعية (تقييم) وشهرية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التربية والتعليم وزير التربية والتعليم التعليم محمد عبداللطيف الصفوف الاولى المرحلة الابتدائية البرد القارس

إقرأ أيضاً:

رسالة إلى الساقطين في مستنقع العمالة

حسن محمد طه

إلى من سلبهم الله الرشد والحكمة في أفعالهم وأقوالهم ومواقفهم.

إلى من زرعت الحزبية في قلوبهم نيران الحقد والكراهية.

إلى من يسيل لعابهم وراء مال الخيانة والارتزاق المدنس فتاهت عقولهم حتى ارتموا في أحضان أعداء الأُمَّــة.

إلى من تركوا ضمائرهم وأفئدتَهم تتغذَّى على أحقاد الانتماءات والولاءات الخارجية وتستقي من كؤوس التآمُرِ على شعوبهم وأوطانهم.

إلى من أعمت العصبيةُ المذهبيةُ أبصارَهم فلا يستطيعون التمييزَ بين الحَقِّ والباطل.

إلى حُرَّاسِ وخُدَّامِ السعوديّة والإمارات والمتسترين على استباحة سقطرى وسرقة ونهب غاز بلحاف ونفط حضرموت ومأرب.

إلى أصوات النشاز التي لم تكف لحظة عن المطالبة بإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة وتشديد الحصار على أكثر من عشرين مليون يمني.

إلى من يجاهرون بزغاريدهم فرحًا بقصف الميناء والمطار ومنشآت الكهرباء بطائرات العدوان الصهيوأمريكي.

إلى من أغمضوا عيونهم عن وحشية وإجرام الكيان الصهيوني الغاصب بحق أهلنا في فلسطين ولبنان كُـلّ ساعة لأكثرَ من 15 شهرًا فصارت تلك المجازرُ مألوفةً لديهم فلم تتحَرّك ضمائرهم حتى للحظة واحدة من آلاف المجازر التي عرضتها شاشات الإعلام وضحاياها من الأطفال والنساء بمئات الآلاف.

إلى من ينتظرون ساعة القضاء والتخلص من إخوانهم في الدين والعروبة الرافضين للمشاريع الاستعمارية والمدافعين عن مقدسات الأُمَّــة وأرضهم الموروثة من آبائهم واجدادهم بأرواحهم ودمائهم الزكية.

إلى المتسببين بالقتل والحصار والآلام والدمار لليمن واليمنيين لعشر سنوات نفذتها عمدًا وعدوانًا 17 دولة متحالفة؛ مِن أجلِ تركيع وإذلال أحرار اليمن ولكنهم خسروا رهانهم وبفضل الله فشلت كُـلّ مخطّطاتهم أمام صمود الأحرار وتضحياتهم وبسالة جيشنا المجاهد واصطفاف القبيلة وكل الشعب حول قائد الثورة صادق الوعد وسيد القول والفعل.

إلى من أصابهم اليأس بعد أن عجزوا عن تحقيق أهداف العدوان الاستعمارية في بلدنا اليمن ولم تشبع غريزتهم الوحشية من سفك الدم اليمني الطاهر فهرعت نفوسهم المدمنة على سفك الدم البريء وتمتعت أنظارهم بمشاهد السيول من الدماء المسفوكة ظلمًا وعدوانا في غزة ولبنان؛ لتبعث في تلك الأرواح النتنة والأصوات النشاز والأقلام المأجورة الحياة من جديد للتحريض على تدمير صنعاء والمحافظات الحرة بأسلحة الصهيوني والأمريكي.

إلى من يتربصون كالكلاب المسعورة وسلطوا أعينهم وأصواتهم وكل تحَرّكاتهم المؤيدة للعدوان.

وبكل دناءة وحقارة يترجون عدونا الصهيوني والأمريكي لسرعة تنفيذ (مخطّطاته) والبدء بعدوان أكبر مما سبق ضد صنعاء وبقية المحافظات؛ مِن أجلِ قتل وهلاك وزوال إخوانهم وأبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ اشباع غرائزهم الشيطانية.

إلى الشامتين باستشهاد قادة الكرامة والإنسانية والجهاد الذين تقدموا صفوف المعركة وضحوا بأرواحهم لحماية الأُمَّــة من دنس اليهود الغاصبين.

إلى أُولئك جميعًا من الضروري أن تدركوا واقعكم المتلخِّص بالآتي:-

أيها الحمقى أنتم جعلتم من أنفسكم العدة والعتادَ والسلاحَ والدعم والسند والمدد والجيش الفعلي الذي يقاتل به العدوّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني.

وصرتم بعمالتكم الطائرات والقنابل والصواريخ وكل الأسلحة التي يحرقُ ويدمّـر المدن وَيقتل بها إخوانَكم في مختلف الدول التي ترفض الخنوع والاستسلام والذل والاستعباد.

فوالله لولا وقوفُكم ضد إخوانكم ومساندتُكم للعدو الصهيوأمريكي لما كان له أن يتجرَّأَ على تدمير منزل واحد ولا يتمادى بقتل الأطفال والنساء في أية أرض عربية.

ولولاكم لما استطاع الحصول على أية معلومة ولا يحقّق أي منجز.

لقد جعل منكم العدوُّ القوةَ الحقيقية الفاعلة والمؤثرة التي يقاتلنا بها.

هذه هي الحقيقة مهما حاولتم تقديمَ المبرّرات ونشر الشائعات والتضليل والتشويه والتحريض على (الأحرار المجاهدين المقاومين) من تصفونهم بأعدائكم وهم في الحقيقة إخوانكم.

ولكنكم انقلبتم على دين ِالله ومنهجِ الإيمان فتوليتم وأحببتم الذين أمركم الله بمعاداتهم.

وعاديتم إخوانكم في الدين والنسب.

فلا أسوأَ ولا أقبحَ مما أنتم فيه من سقوط.

ويا لها من خسارةٍ في الدنيا وخزي في الآخرة.

والله المستعان.

* عضو مجلس الشورى

مقالات مشابهة

  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: الغارات على صنعاء ليست إسرائيلية
  • الغارديان: بلير قدم النصح لبوش الذي آمن بأنه يقوم بمهمة من الله في العراق
  • الوزير الميداوي يعين لطيفة أحرار عضوا بمجلس إدارة وكالة تقييم وضمان جودة التعليم العالي
  • مجلس النواب ينفي صحة «المستند» الذي تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي
  • كامل الوزير: البنية الأساسية التي تم تنفيذها في مصر ليست كباري فقط
  • بسبب البرد .. وفاة توأم الطفل الذي استشهد متجمدا في غزة
  • وفاة توأم الطفل الذي فقد حياته أمس جراء البرد في غزة
  • الربيع الذي ما يزال شامخا
  • رسالة إلى الساقطين في مستنقع العمالة
  • "تطوير البرامج ونظام الجدارات ودورها في تحسين التعليم الفني".. رسالة دكتوراة للباحثة شيرين فرج بجامعة القاهرة