أحمد فؤاد سليم: مسرحة المناهج كانت أهم أولويات المسرح المدرسي بالسعودية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال الفنان أحمد فؤاد سليم، عشقت عالم الفن منذ الصغر، وكان المرحلة الإبتدائية بمثابة نقطة الإنطلاقة نحو عالم التمثيل، فعندما كنت في المدرسة الإبتدائية كان أستاذ مادة التاريخ مولعا بالتمثل، فيأتي الينا في حصة التاريخ حاملا معه أدوات المكياج، والإكسسوار، والملابس التي تناسب الشخصية التاريخية التي سيحكي عنها، منها على سبيل المثال شخصية محمد علي باشا، ورفاعة الطهطاوي، وغيرهما.
وأضاف “سليم” في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" قائلا: ومن هنا أحببت التشخيص والتاريخ معا، فبدأت ممارسة هواية التمثيل المسرحي، وحصلت خلالها على جوائز عدة، ثم تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٧٨، ضمن دفعة مميزة ضمت عددا من الفنانين الذين تخصصوا بعد ذلك في مجال الإخراج من بينهم: فاروق زكي، وسمير فهمي، ومنصور مهدي، وعادل القشيري، ومحمد ريحان، وكمال إسماعيل، وسعيد رضوان، وعبدالله حفني، والدكتورة منى صادق، والمؤلف محمد عبدالقوي الغلبان، وغيرهم، وبدأت مرحلة الاحتراف لعالم التمثيل.
وأوضح أنه سافر إلى المملكة العربية السعودية، وعمل بالمسرح المدرسي، وكانوا يحاولون مسرحة المناهج لتقديم مواد علمية، وتاريخية، وغيرها بالمراحل التعليمية المختلفة، بهدف إيصال المعلومة بسهولة ويسر للدارسين، فهذه المرحلة كانت عقب الزواج مباشرة، ونظرا لأن بعض السعوديين كان ينظر للفن بصورة سيئة، فقدم رواية مسرحية بعنوان "التوحيد"، المستلهمة من التاريخ، ثم يقف خلف المقاعد حتى يتحدث الطلاب المشاركون فيها بالحديث في حرية شديدة، ولم يتحدثوا أمامه، لكن هذه التجربة لم تكن مرضية إلى حد ما.
وكان المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته السادسة عشرة، قد كرم الفنان أحمد فؤاد سليم، ضمن مكرمين هذه الدورة، التي أقيمت في الفترة من 29 يوليو حتى 14 أغسطس 2023، بمشاركة 37 عرضا مسرحيا، وحصلت مسرحية "سيدتي أنا" لفرقة المسرح القومي، على أفضل عرض في هذه الدورة كمركز أول، ثم لاحقتها مسرحية "ياسين وبهية" لفرقة مسرح الشباب، والتابعيين للبيت لفرق البيت الفني للمسرح.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد فؤاد سليم المرحلة الابتدائية محمد علي باشا رفاعة الطهطاوي التشخيص التاريخ التمثيل المسرحي المملكة العربية السعودية المهرجان القومي للمسرح المصري
إقرأ أيضاً:
يعتقدون رمضان أحد الملائكة.. نعمات أحمد فؤاد تروي ذكرياتها مع الشهر الكريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أجواء رمضان المليئة بالروحانية والفرح، كانت القاهرة ومدن مصر وقراها تحتفل بقدوم الشهر الكريم بطرق تحمل طابعا فريدا يدمج بين التراث الشعبي والروح الدينية.
الكاتبة الراحلة نعمات أحمد فؤاد تصف ذلك في كتابها "القاهرة في حياتي" فترصد مشاهد من هذه الاحتفالات، حيث كان الناس يترقبون رؤية هلال رمضان بلهفة، وما إن يثبت ظهوره حتى تنطلق المواكب الاحتفالية في الشوارع.
تقول فؤاد: لم يكن استقبال رمضان يقتصر على الأضواء والفوانيس، بل كان للحرفيين دور بارز في رسم مشهد الاحتفالات. فقد اعتاد أرباب الحرف على تسيير مواكب مبهجة، كل حرفة ممثلة بعربة مزينة بأدواتها ومنتجاتها، في مشهد يعكس الفخر بالمهنة والاحتفاء بالشهر الفضيل. كانت هذه المواكب تبدأ من الحارات والأزقة حتى تصل إلى دار المحافظة في القاهرة أو إلى المديريات في الأقاليم، في موكب استعراضي يوحد بين الفن والصنعة والاحتفال.
وسط هذه الأجواء، ساد اعتقاد شعبي بأن بركة رمضان لا تقتصر على العبادة والصيام، بل تمتد إلى حماية الناس من العفاريت والجن. فقد كان الناس يؤمنون بأن رمضان "ملك من الملائكة"، وبحلوله تُقيد العفاريت وتُحبس في قماقم نحاسية، ما يجعل الطرق أكثر أمنًا، حتى في ظلمة الليل. بفضل هذه البركة، كان أهل القرى يخرجون لزيارة أقاربهم دون خوف من كائنات الليل المجهولة التي كانوا يتوهمون أنها تترصد بهم على الطرق المهجورة.
أما المسحراتي، فكان أكثر من مجرد رجل يوقظ الناس للسحور، بل كان جزءًا من الروح الرمضانية، يحمل في دقات طبلته إحساسًا حميميًا يجعل الناس يشعرون بالقرب من هذا الشهر الكريم. كان يطوف في الحارات، يضرب على طبلته بإيقاع مميز، وينادي أهل البيوت بأسمائهم، مرددًا: "أسعد الله لياليك", فيفتح بذلك مغاليق الإصغاء، إذ لا شيء أحب إلى الإنسان من سماع اسمه مقرونًا بتحية لطيفة.
لكن اللافت أن المسحراتي كان ينادي على الرجال فقط، متجنبًا ذكر أسماء النساء، ربما بدافع الاحتشام، باستثناء الفتيات الصغيرات. لم يكن يكتفي بالنداء، بل أحيانًا كان يروي قصصًا من الإسراء والمعراج أو ينشد أهازيج رمضانية، حيث لا تتوقف طبلته عن الإيقاع بين كل جملة وأخرى، وكأنها تروي قصة بحد ذاتها.
هكذا كان رمضان في حي مصر القديمة، ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل مناسبة اجتماعية تتداخل فيها الطقوس الدينية مع العادات الشعبية، لترسم صورة نابضة بالحياة عن زمن كانت فيه البساطة عنوانًا لكل شيء.