الجزيرة:
2025-01-22@10:05:57 GMT

كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟

الفاشر- لم تكن النازحة عرفة آدم تدرك ما ينتظرها عندما قررت الفرار من القصف المدفعي العنيف الذي تشنه قوات الدعم السريع على المدنيين في مدينة الفاشر غرب السودان. كانت تعيش في أحد مراكز الإيواء، حيث تدهورت الأوضاع بشكل مقلق، مما زاد من شعورها بالخوف والقلق مع كل دوي قذائف متبادل.

في خضم هذه الظروف الصعبة، فكرت عرفة في مستقبلها ومستقبل طفلتها.

ورغم الفوضى والدمار، أخذت نفسا عميقا، مُصممة على حماية طفلتها فاطمة (7 أشهر). كانت تحتضنها بقوة، وكأنها تحاول منحها الأمان في خضم المعاناة.

ومع تصاعد الأصوات حولها، زادت عزيمة النازحة عرفة على الوصول إلى منطقة جبل مرة، التي سمعت أنها واحدة من أكثر المناطق أمانًا في دارفور.

عرفة نزحت من الفاشر إلى بلدة روكرو في جبل مرة بحثا عن الأمان (الجزيرة) رحلة نحو الأمل

تقول عرفه للجزيرة نت "بعد أن قضينا يومين على ظهر شاحنة مكتظة بالنازحين، تمكنا من الوصول إلى بلدة روكرو بجبل مرة" وتضيف "الرحلة لم تكن سهلة، فقد واجهتنا تحديات عدة، منها قلة الطعام والماء، مما جعلنا نشعر بالقلق على صحتنا وأطفالنا".

وأوضحت أن "الحياة هنا جيدة للغاية، حيث الطبيعة الجبلية وأشجار متنوعة وشلالات المياه، لكن ذكرياتي عن منزلي لا تفارقني".

وأشارت إلى أن المنطقة أصبحت ملاذا للنازحين، حيث توفر لهم بعض الأمان بعيدا عن الحرب المستعرة. وقالت "منذ وصولنا إلى روكرو، استقبلتنا المنطقة بكل حفاوة، صحيح أن الأمان متوفر، ولكن لا وجود لمساعدات إنسانية كافية، حيث تمت استضافتنا في إحدى المدارس كمراكز لإيواء النازحين".

إعلان

ومن جانبها، قالت النازحة ابتسام عمر، التي فرت من كبكابية، للجزيرة نت "لقد فقدت كل شيء، ولكن الأمل لا يزال يعيش في قلبي"، وأكدت أن "الأطفال هنا بحاجة إلى التعليم والرعاية الصحية، ونأمل أن تصل المساعدات قريبا".

وفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد آدم، مسؤول شبابي في المنطقة، إن من واجبهم الأخلاقي استضافة النازحين الذين شردتهم الحرب، مشيرا إلى أن النازحين يشعرون بالراحة ويتلقون معاملة جيدة، لكنهم لا يزالون في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وأوضح أن بعض الشباب يعملون على تنظيم حملات لجمع التبرعات وتوزيع المواد الأساسية مثل الغذاء والملابس، مشددا على أهمية توفير التعليم للأطفال النازحين لضمان مستقبلهم، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية، وأكد أن الوضع لا يمكن أن يستمر على حاله.

صعوبات تنقل

وفقا للنازح سليمان إبراهيم، يمثل التنقل بين المناطق الجبلية المختلفة للوصول إلى جبل مرة تحديا كبيرا. وقال للجزيرة نت "تضطر العائلات إلى السير لأيام في ظروف قاسية، حيث يواجهون شتاء قاسيا، مما يزيد من صعوبة الرحلة".

وأشار سليمان إلى أن بعض النازحين يفضلون الانتقال بواسطة الشاحنات، حيث توفر لهم بعض الراحة والسرعة، بينما يختار آخرون السير على الأقدام بسبب نقص وسائل النقل، مما يزيد من معاناتهم.

وأضاف "يعاني الكثير من الأطفال والنساء من التعب والجوع، ويضطر البعض للتخلي عن متعلقاتهم أو حتى عن بعض أفراد الأسرة". واختتم سليمان حديثه قائلا "نبحث عن حياة أفضل، ونأمل أن تعود أيام السلام إلى منطقتنا، حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا".

وبحسب آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، أصبحت المنطقة ملاذا لأكثر من 7.5 ملايين نازح، وفقا للإحصائيات الأخيرة. وأوضح للجزيرة نت أن معظم هؤلاء النازحين قدموا من مدن الفاشر ونيالا وزالنجي وكبكابية، ويواجهون ظروفا إنسانية صعبة، أبرزها نقص المساعدات الإنسانية وغياب فرص التعليم.

إعلان

وقال رجال، إن النازحين استقروا في مناطق طويلة وروكرو وقولو، بينما لجأ آخرون إلى الجبال. كما لفت إلى أن عملية النزوح لا تزال مستمرة، حيث يصل أسبوعيا نحو 500 أسرة في حاجة ماسة لمساعدات عاجلة.

وتشير الإحصائيات التي نشرتها منظمة الهجرة الدولية إلى أن عدد النازحين داخليا في السودان تجاوز 10 ملايين شخص، بينهم 1.5 مليون في دارفور وحدها.

ويقيم معظم هؤلاء النازحين في مراكز إيواء غير رسمية ويعيشون في ظروف صعبة، بينما يقيم آخرون مع عائلات مضيفة. وتواجه الأسر المضيفة تحديات كبيرة في توفير الغذاء والمياه والإيواء لهؤلاء النازحين.

وجهة سياحية

وتعتبر منطقة جبل مرة واحدة من الوجهات السياحية في السودان، حيث تتميز بتضاريسها الجبلية الخلابة وتنوعها البيولوجي. وتحتوي المنطقة على شلالات مياه جميلة وغابات كثيفة، مما يجعلها ملاذا مثاليا لعشاق الطبيعة. بالإضافة إلى ذلك، تُعد موطنا للعديد من الأنواع النادرة من النباتات والحيوانات.

ويمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية في جبل مرة، مثل الرحلات الجبلية ومشاهدة المناظر الطبيعية. كما يمكنهم زيارة القرى المحلية للتعرف على ثقافة قبيلة الفور، التي تسكن المنطقة.

ويتمتع الزوار بإطلالات رائعة على المناظر المحيطة، وتشتهر المنطقة بتراثها الثقافي الغني من الرقصات التقليدية والموسيقى. وتعكس الفنون الشعبية في جبل مرة تاريخ وثقافة قبيلة الفور.

وعلى الصعيد السياسي، تسيطر حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور، على المنطقة. وقد أعلنت الحركة موقفها بالحياد وعدم الانخراط في الصراع الحالي في السودان، مما يعكس سعيها للحفاظ على الاستقرار وضمان سلامة السكان.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يعاني السودان من أزمة إنسانية بالتوازي مع صراع مستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأسفر هذا النزاع العنيف عن مقتل العديد من الأشخاص وأجبر الملايين على النزوح من منازلهم.

إعلان

وقد تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على جميع ولايات دارفور باستثناء شمالها وبعض محليات روكرو وقولو ونيرتيتي في وسط الإقليم، بالإضافة إلى شرق جبل مرة، الذي يقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت فی دارفور جبل مرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مشاعر الأمل والألم تجتاح المنصات مع قرب عودة النازحين في غزة

 

وأظهرت المقاطع المتداولة حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمناطق السكنية، خاصة في مخيم جباليا الذي بدت مشاهده مرعبة.

ووفقا للاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال، فإن آلية عودة النازحين تختلف حسب اتجاه الحركة، فبينما يستطيع نازحو شمال القطاع العودة من مدينة غزة دون عوائق وكذلك التوجه إلى مدينة رفح فإن العودة من جنوب القطاع إلى شماله تخضع لشروط محددة.

ويتعين على الراغبين في العودة الانتظار حتى اليوم السابع من سريان الاتفاق، مع اشتراط عدم حمل السلاح والالتزام بالمرور عبر شارع الرشيد، كما سيتم فحص المركبات من قبل شركة خاصة قبل السماح بعودتها.

وفي هذا السياق، حذر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه من العودة قبل اليوم السابع من وقف إطلاق النار حرصا على سلامتهم، كما شدد على ضرورة تجنب الاقتراب من منطقة نتساريم أو دوار الكويت على شارع صلاح الدين.

وبحسب الجدول الزمني المتفق عليه، سيتم فتح ممر شارع صلاح الدين في اليوم الـ22 من بدء سريان الاتفاق، مما سيسمح بعودة النازحين في الاتجاهين شمالا وجنوبا، وذلك بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم ودوار الكويت.

إعلان

من جانبه، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة حذر فيها الفلسطينيين من الاقتراب من مناطق انتشار قواته، مؤكدا عبر متحدثه الرسمي أن قواته ستبقى منتشرة في مناطق محددة من القطاع، محذرا من أن الاقتراب من هذه القوات سيعرّض حياة المدنيين للخطر.

وضع كارثي

وأبرزت حلقة 2025/1/19 من برنامج "شبكات" آراء مغردين متباينة بشأن عودة النازحين إلى مناطقهم في قطاع غزة، إذ أشار بعضهم إلى أن هذه العودة تحمل في طياتها مشاعر متناقضة من الحزن والأمل، في حين لفت آخرون إلى واقع وصفوه بالكارثي على كافة المستويات.

وفي تقييم للوضع الميداني، يشير المغرد يحيى إلى أن العائدين سيواجهون مدن أشباح، وغرد يقول "في حال عودة النازحين إلى ديارهم في مدينة غزة وشمالها فالواقع كارثي على كافة الصعد، فلا بيوت ولا بنية تحتية ولا مساحات وأراض فارغة لتتسع لكل هذه العائلات".

وفي السياق نفسه، عبرت الناشطة كلثوم عن مشاعر مختلطة تجاه هذه العودة، وكتبت تقول "خوف من الأخبار والصور الآتية مع عودة النازحين للشمال، حزن أبدي على الفقدان، راحة على مرور النهار والليل بلا زنانة ولا تساؤل من عليه الدور ليرحل ويهدم، سرور لبساطة فرحة الصابرين، ماذا بعد؟ السؤال الذي يجب ألا يُنسى".

ومن زاوية أخرى، أشاد صاحب الحساب عامر بصمود النازحين الأسطوري، وغرد يقول "عودة النازحين بعد أكثر من 15 شهرا من الصبر والصمود الأسطوري وبعد الجوع والحرمان وبعدما ذاقوا الحر الشديد والبرد القارس يعودون إلى بيوتهم وأماكن سكناهم"، وأكمل موضحا فكرته "مثل هؤلاء لن يرهبهم بعد اليوم أحد".

من جهته، عبر المغرد محمد عن وجهة نظر مستقبلية متفائلة، وغرد "سيدرك الإسرائيلي أنه مستحيل يستمر في احتلال فلسطين فهو راحل لا محالة، ومسألة بقائه مجرد وقت فقط"، وواصل مشيرا إلى أنه "قتل الكثير والكثير، وهدمت معظم المباني هنا وهناك، لكنهم عادوا بكل عز وفخر، وجاهزون للإعمار".

إعلان

من ناحيته، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن نشر آلاف من قوات الشرطة لحفظ الأمن بالقطاع، وقال "ندعو إلى الابتعاد عن المناطق المدمرة، وتجنب المنازل المقصوفة لتفادي الانهيارات المفاجئة، والابتعاد عن الصواريخ والأجسام المشبوهة".

19/1/2025

مقالات مشابهة

  • هل يقبل الحلو والنور يد الجنجا المخضبة بدماء دارفور ودار مساليت؟
  • حماس تؤكد نجاح جهود إعادة النازحين شمال غزة
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • جيش الاحتلال يتحدث عن موعد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة
  • هيئتان طبيتان: 20 قتيلا و21 جريحا برصاص “الدعم السريع” في ولايتي شمال دارفور (غرب) والجزيرة (وسط)، فيما لم تعقب على الفور قوات الدعم السريع
  • مشاعر الأمل والألم تجتاح المنصات مع قرب عودة النازحين في غزة
  • السودان.. مقتل 88 من قوات «الدعم السريع» شمال دارفور
  • غزة .. آلاف النازحين الفلسطينيين يعودون لمنازلهم
  • متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب
  • قائد ثاني قوات الدعم السريع يشارك في معارك محور الصحراء