تواجه تجارة تحف حجر اليشم في تايوان، مجموعة من الصعاب الاقتصادية والسياسية التي تهدد بقاءها، إضافة لانتشار عدد لا بأس به من التحف المقلدة التي لا يميزها إلا الخبراء.

ويعتبر حجر اليشم، من الأحجار الكريمة ويتخذ للزينة، وعادة ما يكون لونه أخضر، لكنه يوجد بجميع الألوان عدا الأزرق، ويكثر استعماله في الصين حيث تُعتبر الأيقونات والتمائم والحلي المصنوعة منه جالبةً للحظ والسعادة.

ووفق جمعية تجار اليشم في تايوان، فإن مبيعات التحف المصنوعة من هذا الحجر اقتربت من 16 مليون دولار قبل الجائحة بعام.

لكنّ التجّار يحذرون من أن القطاع يسجل تراجعاً راهناً وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وأصبح المشترون أكثر حذراً في سوق غارقة في المنتجات المقلدة.

ومع تدهور العلاقات بين تايبيه وبكين منذ انتخاب الرئيسة التايوانية "تساي إنغ ون" في عام 2016، ظل أكبر المشترين من البر الصيني الرئيسي غائبين بسبب قيود السفر.

ويقول "ليو سان بيان"، الذي يدير متجراً في "متروبوليتان جولري أند أنتيكويتيز إمبوريوم"، إنه قبل سبع سنوات، "كان الوضع جيداً جداً للتايوانيين الذين يتاجرون في التحف أو اليشم".

ويضيف "حصل تراجع لأن السياسة أثّرت ببطء على السفر عبر المضيق"، ملخصاً الوضع الحالي بمعضلة "يصعب الشراء، ويصعب البيع".

ويوضح ليو "توقف الصينيون عن المجيء ولم يعد الأثرياء في تايوان يشترون. لا يوجد عرض من السوق (...) وهواة الجمع هنا ليسوا مستعدين لعرض قطعهم للبيع".

قبل وقت طويل من اكتساب تايوان سمعتها كجهة أساسية في تصنيع أشباه الموصلات عالية التقنية، كانت مكاناً مفضلاً لعشاق التحف الصينية التي جُلبت في الغالب من البر الرئيسي للصين خلال الثورة الثقافية ونُقلت إلى تايوان ومنطقة هونغ كونغ.

وتعتبر الحكومة الصينية عموماً أن التجارة في الآثار التاريخية غير قانونية إذا لم تكن القطع موروثة أو مشتراة من أماكن مرخصة، بينها متاجر الآثار الثقافية.

ولكن هناك ثغرات يستغلها البعض في هذا المجال في تايوان، حيث يدّعي الهواة بأنهم حصلوا على القطع بوسائل مشروعة، خصوصاً إذا كانت قطعاً شخصية.

ويقول تشانغ جوبين، رئيس جمعية تايوان لجامعي اليشم، لوكالة فرانس برس "بدأ هواة جمع التحف التايوانيون بعملهم عندما أدركوا أنهم يتعاملون مع كنوز وطنية ثمينة".

ويضيف "في المجتمع الصيني الواسع، سمعة تايوان هي أنه يمكن للمرء أن يزورها ليرى ويلمس ويشتري اليشم عالي الجودة".

وشهدت سوق اليشم القديم زخماً كبيراً اعتباراً من عام 2011 تقريباً عندما كان ما يينغ جيو، صديق بكين، رئيساً، "وكان عندها المشترون من الصين ودول أخرى يتدفقون بلا توقف"، على ما يستذكر تشانغ.

وتبلغ قيمة السوق التايوانية حاليا حوالى ربع قيمتها السنوية، نحو 9,4 ملايين دولار إلى 15,7 مليون دولار خلال سنوات الازدهار، ومن السهل الوقوع على قطع غير أصلية.

ويقول تشانغ "يعتمد السوق على عنصر التواتر الشفهي"، مضيفاً "عليك أن تعرف إلى أين تذهب وتجد الجهة المناسبة".

معظم الجامعين ذوي السمعة الطيبة "يحمون" كنوزهم ولا يكشفون عن قطعهم المختارة لأول الوافدين الذين قد لا يدركون جودتها، ولا للمضاربين.

على بعد ساعتين بالطائرة، ثمة قصة مختلفة تماماً في هونغ كونغ، وهي مركز للآثار الصينية التي تباع في متاهات الأسواق وفي دور المزادات الراقية.

وتقول بولا أنتيبي، نائبة رئيس دار كريستيز في هونغ كونغ، إنها ترى اتجاهاً نحو تخلي جامعي التحف عن مجموعات تتراوح أعمارها بين 30 و50 عاماً.

على الرغم من التباطؤ في النشاط في تايوان، لا يزال تجّار اليشم في الجزيرة مقتنعين بأن التجارة "ستستمر مهما كانت الظروف".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين تايوان الصينيون أشباه الموصلات الصين تايوان الصينيون أشباه الموصلات أسواق فی تایوان

إقرأ أيضاً:

حزب الله يرفض خطة إسرائيل للبقاء في لبنان مع اقتراب موعد الانسحاب

(CNN)-- حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، من أن الخطط الإسرائيلية للاحتفاظ بقوات في خمس نقاط في جنوب لبنان بعد 18 فبراير/شباط من شأنها أن تنتهك الموعد النهائي المتفق عليه لمغادرة جميع القوات الإسرائيلية وحزب الله المنطقة.

وقال قاسم، في خطاب ألقاه الأحد: "يجب على إسرائيل الانسحاب بالكامل بحلول 18 فبراير - لا توجد أعذار، ولا "خمس نقاط"، ولا تفاصيل إضافية، ولا مبررات تحت أي ذريعة أو عنوان. هذا هو الاتفاق. يجب على الدولة اللبنانية أن تتخذ موقفًا حازمًا وتقول لا - لأنه إذا بقيت إسرائيل في أي منطقة محتلة بعد ذلك التاريخ، فسوف تكون مخالفة للاتفاق".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، الاثنين، إن "مجموعة صغيرة" من القوات الإسرائيلية ستبقى في "خمس نقاط استراتيجية" في جنوب لبنان بعد الموعد النهائي المتفق عليه. وأضاف أن هذا "إجراء مؤقت" وزعم أن "حزب الله كان يبني معاقل عسكرية".

ويبدو أن تحذير زعيم حزب الله جاء ردًا على تعليقات الأسبوع الماضي من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في مقابلة مع بلومبرغ نيوز بأن إسرائيل تخطط للبقاء في خمسة مواقع رئيسية في لبنان بعد الموعد النهائي للانسحاب، مضيفا أن إسرائيل ستحتفظ بهذه المواقع "حتى ينفذ لبنان التزاماته بموجب المعاهدة".

وردًا على ذلك، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يرأس أيضًا حزب حركة أمل المتحالف مع حزب الله، في بيان الخميس، إن الولايات المتحدة أبلغته بخطة إسرائيل، التي رفضها نيابة عن لبنان.

مقالات مشابهة

  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • كيف يكافح أصحاب الأعمال في غزة للبقاء؟
  • تراث بعقوبة في خطر.. محلة المنجرة تكافح للبقاء وسط تهالك المباني (صور)
  • سعودية تتحدى الصعوبات في دراسة الأمن السيبراني بفلوريدا .. فيديو
  • الغزيري يوضح التحديات التي تواجه شركات تأجير الطائرات .. فيديو
  • الأخت الكبرى والأخ الصغير.. طوابير لمشاهدة أول توأم باندا في هونغ كونغ
  • حزب الله يرفض خطة إسرائيل للبقاء في لبنان مع اقتراب موعد الانسحاب
  • اجتماع بصعدة يناقش أنشطة الوحدة التنفيذية للمشاريع بالمحافظة
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • مصور يلتقط استحواذ ملاعب كرة السلة على مساحة هونغ كونغ