إلى الحب غير المشروط.. 5 نصائح لكيفية تعزيز الأهل لصورة طفلهم الذاتية
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
ملاحظة المحرّرة: فيليس إل فاجيل، مستشارة سريرية محترفة مرخصة ومستشار مدرسية محترفة، مؤلفة كتاب "شؤون المدرسة المتوسطة".
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ليس سهلًا على طلاب المدارس الإعدادية مواجهة توقعات أقرانهم وأفراد أسرتهم، والثقافة، وأنفسهم، غير الواقعية أحيانًا، لهذا السبب خصّصتُ فصلاً في كتابي الجديد، "القوى الخارقة في المدارس المتوسطة: تربية المراهقين المرنين في الأوقات المضطربة"، حول اكتساب "الأمن الفائق"، والقدرة على تطوير هوية ذاتية صحية.
عندما لا يبالي طلاب المدارس المتوسّطة بالرسائل الخارجية غير المفيدة، ويخفّفون من إجراء نقد ذاتي لأنفسهم، فإنهم يتعافون بشكل أسرع من النكسات، ويكونون أكثر استعدادًا لتحمل مخاطر تعرف بالذكية، مثل توجيه الدعوات إلى أصدقاء جدد محتملين.
وأشارت عالمة النفس التربوية ميشيل بوربا إلى أنّ هذا النوع من المجازفة الاجتماعية مهم بشكل خاص اليوم "عندما نشهد على انتشار وباء الشعور بالوحدة بالإضافة إلى الشعور بعدم الاستقرار المجتمعي".
وأفاد الباحثون في "تحليل تلوي 2022" نشر في المجلة الطبية البريطانية، أن معدلات الشعور بالوحدة تطال المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا من 9.2٪ إلى 14.4٪، اعتمادًا على المنطقة الجغرافية.
الخبر السار، أنه يمكنك مساعدة طفلك على تحقيق الأمان الفائق. قال إيرلانغر تورنر، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة Pepperdine بلوس أنجلوس: "سواء كان طالب المدرسة المتوسطة مُحرَجًا اجتماعيًا، أو يعاني من صورة الجسد، أو أحد جوانب هويته، فإنه يتطلّع إلى والديه من أجل الحصول على الطمأنينة والتصديق والقبول".
بالإضافة إلى تقديم الحب غير المشروط الذي يحتاج كل طفل إليه للشعور بالأمان، يمكن للوالدين القيام بأمور عملية لدعم صورة أطفالهم الذاتية. تاليًا خمسة نصائح مهمة.
تحدث إلى نفسك بصيغة الغائببرأي جيسون موسر، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيغان، الذي يبحث في كيفية التحدث إلى نفسك كما لو كنت شخصًا آخر، يمكن أن يساعدك ذلك على الشعور بالهدوء. إن الإشارة إلى نفسك بضمير المخاطب تُعد طريقة قوية للحصول على منظور مختلف لأفكارك ومشاعرك.
إذا قال طفلك مثلًا: "أنا غبي حقًا، وأنّ الجميع يتساءل لماذا لا يمكنني حل المشكلة"، ساعده ليقول إنّ "سالي (مثلًا) تشعر حقًا بالغباء، والجميع مرتبكون بشأن سبب عدم قدرتها على حل هذه المشكلة". يمكن للطفل بعد ذلك أن يسأل، "لماذا تشعر سالي بالغباء؟"
وأوضح موسر أنه "عندما تتجنب قول الكلمات" التي تدل على نفسك مثل أنا، فإن ذلك يجعل مشاعرك السلبية أقل قوة، وعندما تتلاعب بها، فإنك تقدم لنفسك النصيحة بالطريقة التي تفضلها من صديق".
راقب ما تشعر به بعد البدء بتصفّح الإنترنتفي استطلاع أجرته مؤسسة ParentsTogether عام 2021، وجد الباحثون أن 87٪ من المراهقين استخدموا مرشحًا على وسائل التواصل الاجتماعي،ما يعني أنّ أطفالك على الأرجح يقارنون أنفسهم بمعيار مستحيل.
في هذا الصدد كان لديفوراه هيتنر، مؤلفة كتاب "النمو في الأماكن العامة" رأي بأن الأهل يحتاجون إلى إخبار أطفالهم بأن هذا ليس إلا أداءً، مضيفةً "أنّ الأشخاص ينظرون إلى الأمر كأنه حقيقي".
Credit: EMS-Forster-Productions/Digital Vision/Getty Imagesحث أطفالك على تقييم شعورهم عندما ينتهون من تقليب الصفحات، قالت هيتنر.
يمكن للأطفال أن يسألوا أنفسهم أسئلة مثل: "هل أشعر بتحسّن؟ هل من شخص عليّ التوقف عن متابعته لأن محتواه لا يجعلني أشعر بالرضا؟ هل أتابع عددًا كافيًا من الأشخاص الذين يجعلونني أشعر بالرضا، سواء كان ذلك مؤثرًا إيجابيًا للجسم أو شخصًا يفتخر بهوية نشاركها؟ هل أتفاعل مع الأصدقاء الذين يشاركونني بطرق تجعلني أشعر بالإيجابية والتواصل؟".
حدد نقاط قوتكلتحسين مفهوم أطفالك عن أنفسهم، ساعدهم على فهم نقاط قوّتهم والاستفادة منها.
قالت جينيفر برييني والاس، الصحفية ومؤلفة كتاب "Never Enough: When Achievement Culture Becomes Toxic — and What We Can Do About It": "أن تثني على الذات لا يمدّها بالقوة الأكبر المستمدة من كونها (الذات) محبوبة ومعروفة". وتعتبر أنّ دورها يتماثل وأحد الوالدين تمامًا مثل"الحصول على درجة الدكتوراه باختصاص أطفالي".
وأوصت والاس بجعل الأطفال يأخذون الاستبيان من خلال البحث عن نقاط القوة في شخصيتهم. الاستطلاع المجاني الذي يتم التحقق من صحته، والذي أنشأه علماء النفس مارتن سيليغمان وكريستوفر بيترسون، يحتوي على إصدارات للبالغين والأطفال، ويسلّط الضوء على فضائل مثل الإبداع والفضول والصدق واللطف.
وقال والاس: "لقد فعلنا ذلك كعائلة"، "الكثير من البالغين لا يعرفون حتى ما هي نقاط قوتهم".
تدريب يمنح الشجاعةقد يكون الأمر مخالفًا للحدس بالنسبة لطلاب المدارس المتوسطة، لكن المغامرة خارج منطقة الراحة الخاصة بهم يعد أمرًا وقائيًا.
قالت المعالجة النفسية آمي مورين، مضيفة برنامج"Mentally Stronger"، إنه "عندما يجرب الأطفال ويقومون بمهام صعبة، فإنهم يكتشفون أنفسهم، وهذا الوعي بالذات يمكن أن يحافظ على صورتهم الذاتية".
Credit: SDI Productions/E+/Getty Imagesفي هذا الصدد، قالت عالمة النفس ماري ألفورد، المؤلفة المشاركة لكتاب "The Action Mindset Workbook for Teen" أنت (أيضًا) تشعر بتحسن وتبني احترامًا لذاتك عندما تواجه أمورًا صعبة".
إذا كان أطفالك يفتقرون إلى الثقة شجّعهم على التصرّف "كما لو" أنهم يمتلكونها.
ابتكر عبارات "أنا" الإيجابيةشجع أطفالك على فحص المصطلحات التي يستخدمونها لوصف أنفسهم، كما قال روبين سيلفرمان، اختصاصي تنمية الأطفال والمراهقين ومؤلف كتاب "كيفية التحدث إلى الأطفال حول أي أمر: نصائح ونصوص وقصص وخطوات لجعل المحادثات الصعبة أسهل".
وسأل: "هل يقولون، ’أنا سيئ في الرياضيات؟‘ أم ’أنا كسول؟‘"
ساعدهم على ابتكار عبارات جديدة يستخدمون فيها "أنا". كما أوضح سيلفرمان، "إذا تم إخبارك بأنك متسلّط، فهل يمكنك أن تأخذ" أنا "وتعيد تسميتها بـ’أنا قائد‘ أو ’أنا أحفز الناس‘؟ وإذا كان طفلك ينتقد نفسه، فاسأله، "صوت من هذا؟ هل هذا مدرس، مدرب، زميل في الفصل؟".
صحة الأطفالصحة نفسيةنصائحنشر الجمعة، 18 اغسطس / آب 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صحة الأطفال صحة نفسية نصائح
إقرأ أيضاً:
النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيل
يقول الطبيب النفسي النمساوي سيجموند فرويد: «الضمير هو دائمًا أشبه بالرجل اليقظ تحدوه الحكمة والروية، أما النفس -والنفس أمارة بالسوء- فميّالة دائمًا إلى التهور وتذوق الجيفة دون تفكير في النتائج السيئة».
بعض الأمور نتجه إليها بسذاجة رغم أننا ندرك خطورتها، ولا يجوز لنا الاقتراب منها، ولكن عامل الشد النفسي هو من يدفعنا نحو هذه المناطق السوداء، كلما تزدحم أدمغتنا بالتفكير في النصف الممتلئ من الكأس نجد خطوتنا تتسارع أكثر نحو الاقتراب من المحظور.
وما أن تلمس حرقة الخطأ جلدتنا، ولظى الاختيار الخاطئ أجسادنا، نشعر بتأنيب الضمير، ومع الوقت يصبح البكاء لزامًا على الأطلال خاصة عندما لا نجد طريقا للعودة أو تلاشي الوقوع في الخطأ مهما كانت جسامته وشدته على مصير حياتنا المقبلة.
لذا أصبح من الواجب أني يعي كل إنسان منا حدود إمكانياته التي بين يديه، فالأرزاق مقسمة بين الناس ما بين فقير وغني، بمعنى أن بعض الأمور نتجاوز حدودها بسبب أهواء شخصية، وبعض الأماكن نرتادها ونقبل على الدخول فيها ثم نجد أنفسنا ندفع ثمنا باهظًا من حياتنا وقوت يومنا، فنصاب بالندم الذي لا يجدي.
لكل إنسان منا له طاقة محددة وقدر محدود من الإمكانيات التي منحها الله له ولعل أبرزها هي الجوانب المادية، وهذا الأمر هو الذي يجعلنا نلهث وراء الرزق والمال من أجل التمتع بالحياة والتأقلم والتعايش مع الأوضاع المعيشية، فمثلا هناك أماكن متواضعة يمكن للإنسان البسيط أن يدخل إليها، ويطلب ما يريد؛ لأنه قادر على دفع فاتورته بنفسه دون الحاجة إلى مساعدة من الآخرين.
وبالمقابل، ثمة أماكن أخرى لا تناسبه؛ لأن إمكانياته محدودة لا تتناسب من المتطلبات التي يرغب القيام بها، وليس الأكل والشرب واللبس وغيرها من الضروريات هي المشكلة ولكن أصبح موضوع «السفر» والتنقل من مكان إلى آخر معضلة تلقي بظلالها على بعض الحالمين بالعيش فوق المستوى الذي هم فيه.
وكما قال فرويد: «إن النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيل.. وإن الكثيرين الذين يعيشون في أوهام إذا لم تنقذهم العناية الإلهية من أوهامهم ينحدر بهم الطريق إلى الجريمة والجنون».
بعض العائلات تحمّل عائلها الكثير من الأعباء المالية رغم معرفتها التامة بعدم مقدرته على توفير نفس الخيارات المتاحة أمام الآخرين سواء وجهات السفر في كل مكان أو أماكن السكن ذات الرفاهية العالية، وحتى في أمور الإعاشة وغيرها.
المشكلة لدى «العائل» ليست في عدم رغبته في إدخال السرور في قلوبهم، لكن هناك حدود معنية للإمكانيات المادية، فهو ينظر إلى أبعد من قدميه، ويرى ما لا يراه غيره من صعوبات قد يترتب عليها آثار مدمرة تزلزل كيان الأسرة وتجعلها تعيش في ضائقة مادية ونفسية صعبة.
بعض الناس لا يجد مفرا من الهروب، ولذا يلجأ إلى «الاقتراض» كحل أخير لتحقيق رغبات أسرته، والبعض الآخر يضحّي ببعض ما يملكه من أشياء فيبيعها بثمن بخس فقط لأنه يريد أن يرفه عن عائلته، ولا يجعلهم أقل مستوى من غيرهم.
من الناحية العقلية، الحسابات لا تكون بهذه الطريقة أبدا، فـ«رحم الله عبدًا عرف قدر نفسه»، فلكل منا سعة من الرزق يستطيع من خلالها توفير الأشياء ويعجز عن الحصول على أشياء أخرى، والبعض لديه مجال ضيق يتحرك فيه، وفي أغلب الأحيان لا يستطيع أن يتجاوزه فقط من أجل مجاراة من أعطاهم الله الخير والرزق الوفير.
لو ذهبنا إلى الجانب المظلم لما ترغبه النفس وتشتهيه لوصلنا إلى حافة الإفلاس، ومن ثم الدخول في دوامة المطالبات، وربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك بكثير، فكم من أشخاص وصل بهم الأمر إلى ساحة القضاء ثم إلى السجن بسبب عدم مقدرته على الوفاء بما اقترضه سواء من البنوك أو من الأفراد.
إذن، «النفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع»، نحن بشر ولسنا بملائكة لكي لا نخطئ، ولكن علينا أن نزن الأمور وأن نعي العواقب، فليس من المعقول أن نسعد أنفسنا شهرا ونعيش في تعاسة دائمة دهرا.