مقالات:
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
يواصل التحالف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على بلادنا قصف المقصوف، وتدمير المدمر، واستهداف المستهدف، في سياق عدوانهم الإجرامي المتواصل والذي يمثل ردا على عمليات الدعم والإسناد اليمنية البحرية والصاروخية والجوية لإخواننا في قطاع غزة، ظنا منهم بأن تلكم الاعتداءات ستؤثر في الموقف اليمني وستدفع القيادة الثورية والسياسية نحو التراجع والتوقف عن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني في الدعم والإسناد لنساء وأطفال غزة، ولمجاهديها الأبطال الذين يواصلون رسم ملحمة الصمود الفريدة من نوعها أمام آلة القتل والإجرام والتوحش والإرهاب الصهيو أمريكي الذي أوشك على تجاوز شهره الثاني من عامه الثاني .
يقصفون الموانئ ومحطات الكهرباء ومخازن الوقود وكل ما يتعلق باقتصاد ومعيشة المواطنين في استهداف ممنهج للشعب اليمني الصابر الصامد الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والصمود، وكل ذلك لأن اليمن لم يخنع، لأن اليمن لم يخضع، لأن اليمن لم يركع للبيت الأبيض، ولم يتوقف عن دعم وإسناد غزة والضفة وكل فلسطين ولبنان في معركة الحرية التي تخوضانها مع كيان العدو الإسرائيلي ، لأن اليمن لم يطبع مع المطبعين، ولم يتفرج مع المتفرجين، ولم يتآمر مع المتآمرين، ولم يجبن مع الجبناء، ولم يقف إلى صف الجلاد على حساب الضحية، لأن اليمن قالها على لسان قائده الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لأهالي غزة الصمود نحن معكم وثقوا بأنكم لستم وحدكم، لن نخذلكم كما فعل العربان من حولكم، لن نكون شركاء في حصاركم وتضييق الخناق عليكم لمصلحة الكيان الصهيوني .
سنواصل نصرتكم بالمال في زمن الضيق والشدة، وبصواريخنا ومسيراتنا وبكل ما نمتلك من قوة في زمن الخذلان، وسنواصل فرض الحصار على الكيان الصهيوني كما فرضه عليكم، لن تتوقف عملياتنا البحرية والصاروخية والجوية إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض عليكم، هذا هو العهد والوعد الذي قطعناه على أنفسنا، بقناعة تامة، وبإيمان مطلق بصوابية ومشروعية ما ذهبنا إليه، وكلنا عزيمة وإصرارا على المضي في هذا المسار مهما كان الثمن، نحن لا نلعب بالنار كما يصور ذلك الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، بل على العكس من ذلك تماما نحن نسعى لإطفاء النيران المشتعلة التي تحرق أجساد أطفال ونساء غزة وتحيلها إلى أكوام من اللحوم البشرية المتفحمة، نحن من نسعى لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني الذي يراق ويسفك بكل توحش وصلف على يد الصهاينة بدم بارد على مرأى ومسمع العالم قاطبة .
ومهما أغرق البغاة المعتدون في غيهم وإجرامهم وقصفهم وعدوانهم على يمن الإيمان والحكمة، يمن النصرة والدعم والإسناد والمدد لغزة فلن تزيدنا غاراتهم إلا ثباتا وصمودا وعزيمة وإصرارا على نصرة غزة ولبنان، ولن نقبل بأي مقايضة أو مساومة على ذلك، فمواقفنا كانت وما تزال وستظل ثابتة وراسخة رسوخ جبال عطان ونقم والنهدين التي أشبعوها قصفا واستهدافا ولكنها لم تنحني أو تنكسر وما تزال شامخة، ومهما استخدموا من أوراق، ومهما مارسوا من ضغوطات، ومهما شنوا من غارات، فلن توهن عزائمنا، ولن تنل من إرادتنا، ولن تغير من مواقفنا .
بالمختصر المفيد، حاضرون في كل ساح، وممسكون بالسلاح، لنحيل أفراح الصهاينة إلى أتراح، ونسقيهم السم الزعاف بالأقداح، وهيهات منا الذل والتراجع والانبطاح، واثقون بعون الله ونصره وتأييده بكل طمأنينة وانشراح.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟
النشأة والتكوينوُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.
دوره في الثورة السورية الكبرىمع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.
لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.
معاركه ضد الفرنسييناشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.
ما بعد الثورة: استمرار النضالبعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.
رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن