في صباحٍ ملبد برائحة الجريمة والقصاص، عُلِّقت أسماء "ريا وسكينة" في دفاتر التاريخ كأول سيدتين مصريتين تُنفَّذ فيهما عقوبة الإعدام.

تلك الحبال التي لفت أعناقهما لم تكن مجرد أداة عقاب، بل كانت شريطاً يربط بين صفحات حكاية سوداء سُطرت بدماء الضحايا في أزقة الإسكندرية الضيقة.

كانت ريا وسكينة، الأختان اللتان حملتا اسميهما بريقاً قاتماً، أشبه بعاصفة هوجاء اجتاحت نساء المدينة في مطلع القرن العشرين.

مظهرٌ عادي وقلبٌ يخبئ شيطاناً بلا رحمة، منازل تحوّلت إلى أفخاخ، وضحايا دخلن بأقدامهن إلى موت محكم، لا يسمع أنينه سوى الأرض المبتلة بالخيانة.

إعدامهما لم يكن مجرد نهاية لاثنتين من أشهر القتلة في التاريخ المصري، بل كان إعلاناً لانتصار العدالة، حبال المشنقة، التي لفّت أعناقهما، بدت وكأنها تلتمس الغفران نيابة عن أرواح لا حصر لها أُزهقت بلا ذنب، لكن، خلف مشهد العقاب، يظل سؤال يطارد الذاكرة: كيف يتحول الإنسان إلى وحشٍ ينهش بني جنسه؟ هل هو الجهل، أم تلك الظروف القاسية التي نسجت حولهما عالماً بلا ملامح سوى القسوة؟ بين شهقات الضحايا وصرخات العدالة، لم تكن النهاية أقل درامية.

مشهد الإعدام كان استراحة أخيرة لمسرحية من الرعب، انتهت بسقوط الستار على جثتين، لكن ذكراهما بقيت حيّة، تُروى بحذر وتُقرأ بعبرة.

إعدام ريا وسكينة ليس فقط صفحة في دفتر القضاء المصري، بل درس عميق في أن يد العدالة، قادرة على إطفاء نيران الجريمة، ولو بعد حين.

وثيقة إعدام رايا وسكينة


 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: ريا وسكينة قتل النساء جرائم ريا وسكينة ریا وسکینة

إقرأ أيضاً:

23 إصابة في حريق مبنى المحاكم بمصراتة

ليبيا – مركز مصراتة الطبي يستقبل 23 حالة جراء حريق مبنى المحاكم

أعلن محمد النيهوم، الناطق باسم مركز مصراتة الطبي، عن استقبال 23 حالة إصابة متفاوتة جراء حريق مبنى المحاكم في مصراتة، مشيرًا إلى أن الدفعة الأولى من المصابين وصلت في الساعات الأولى من الصباح.

حالات متفاوتة بين الحرجة والمتوسطة

وفي تصريح لقناة “ليبيا الأحرار“، التي تبث من تركيا، وتابعته صحيفة المرصد، أوضح النيهوم أن المركز بدأ باستقبال 4 حالات مبدئيًا، لكن العدد ارتفع لاحقًا إلى 23 حالة، توزعت على النحو التالي:

حالتان حرجتان تم إيواؤهما في قسم العناية المركزة. 4 حالات تم إدخالها إلى قسم الباطنة. باقي المصابين بين حالات تحت الملاحظة وأخرى تلقت العلاج وغادرت المستشفى. رفع حالة الطوارئ واستدعاء الطواقم الطبية

وأضاف النيهوم أنه فور ورود المعلومات عن اندلاع الحريق، قام قسم الطوارئ في مركز مصراتة الطبي برفع حالة الاستعداد، واستدعاء الفرق الطبية والطبية المساعدة لدعم ومساندة الطواقم في قسم الطوارئ والإنعاش.

أعراض المصابين وتأثير الدخان

وأشار إلى أن أغلب الحالات عانت من الاختناق بسبب استنشاق الدخان الكثيف، مما أدى إلى قصور في وظائف الرئة وصعوبة في التنفس والاحتقان في الشعب الهوائية.

لا حاجة لنقل المصابين للخارج

وأكد النيهوم أن الحالتين الحرجتين داخل العناية المركزة تتماثلان للشفاء، مستبعدًا الحاجة لنقل أي من المصابين إلى الخارج، موضحًا أن مركز مصراتة الطبي قادر على تلبية جميع الاحتياجات الطبية اللازمة.

تحذير للمواطنين المتأثرين بالدخان

ووجه النيهوم رسالة إلى المواطنين الذين تعرضوا لاستنشاق الدخان خلال الحريق، مؤكدًا ضرورة مراجعة الطبيب حتى في حال عدم ظهور أعراض فورية، لأن بعض التأثيرات قد تظهر متأخرة وتسبب مضاعفات صحية.

مقالات مشابهة

  • نافاس بين قفازات المرمى وأوراق المحاكم مشاكل قانونية تُهدد مسيرته
  • 23 إصابة في حريق مبنى المحاكم بمصراتة
  • لماذا يعرف مسرح الجريمة بـ«الشاهد الصامت»؟.. خبير يوضح في بودكاست «أول الخيط»
  • رئيس الوزراء: الهيئة القضائية المصرية لها تاريخ عميق تأصلت فيه العدالة
  • مدبولي: الهيئة القضائية المصرية لها تاريخ عميق تأصلت فيه العدالة
  • أسرة الضحية الثالثة لسفاح الإسكندرية تكشف تفاصيل جديدة بعد القبض مالك معرض سيارات متورط في الجريمة
  • بن صالح: حريق مجمع المحاكم في مصراتة مجرد اشتعال النيران في الخردة و”الكنايس”
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟
  • الحُكم الذاتي لكُرد سوريا بانت ملامحه: السياسة والضغوط الأمريكية ستفرض نفسها في النهاية
  • الحُكم الذاتي لكُرد سوريا بانت ملامحه: السياسة والضغوط الأمريكية ستفرض نفسها في النهاية - عاجل