قبل ساعات قليلة من سقوط دمشق ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، استعد الموظفون في القصر الرئاسي لخطاب سيلقيه «الأسد» في أمل أن يؤدي إلى نهاية سلمية للحرب في سوريا والمستمرة منذ أكثر من 13 عامًا.

هكذا كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تفاصيل الساعات الأخيرة داخل القصر الرئاسي بالعاصمة السورية دمشق قبل سقوط نظام الأسد، وفقًا لـ3 أشخاص شاركوا في إعداد الخطاب.

تبادل الأفكار وتركيب الكاميرات

كان مساعدو الرئيس السوري بشار الأسد يتبادلون الأفكار حول تفاصيل الخطاب، وتولى العاملون تركيب الكاميرات والأضواء في مكان قريب، وكانت محطة التلفزيون السورية مستعدة لبث خطاب «الأسد» يعلن فيه عن خطة لتقاسم السلطة مع أعضاء المعارضة السياسية.

وبحسب أحد المطلعين على التفاصيل، فإن مساعدو «الأسد»، أخبروه أنَّ دفاعات العاصمة دمشق قد تعززت، بما في ذلك الفرقة المدرعة الرابعة القوية في الجيش السوري، بقيادة شقيقه ماهر الأسد.

وبعد دخول العاصمة، سافر «الأسد» إلى قاعدة عسكرية روسية في شمال سوريا، ومنها إلى العاصمة الروسية موسكو.

سقوط دمشق

وعاشت سوريا أحداث عديدة خلال الأيام الماضية من شهر ديسمبر الجاري، إذ شنت الفصائل السورية المسلحة هجومًا مباغتًا أدى إلى سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

أول بيان لبشار الأسد بعد سقوط دمشق

وقال «الأسد» في بيان منسوب إليه منذ أيام، نقلًا عن وكالة «رويترز»، إنَّه لم يغادر سوريا بشكل مخطط له كما أشيع، ولم يغادرها في الساعات الأخيرة من المعارك، مؤكّدًا أنّه ظل في دمشق يتابع مسؤولياته حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر 2024.

وأضاف: «مع تمدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحا تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا روسيا دمشق الحرب السورية

إقرأ أيضاً:

بين وفاة بابا وانتخاب آخر ماذا يفعل مليارا مسلم؟

عقب وفاة الزعيم الروحي للعالم الكاثوليكي الذي يتجاوز عدد اتباعه مليار نسمة، البابا فرانسيس، صباح الاثنين الماضي عن عمر يناهز 88 عامًا، اتجهت الأنظار تلقائيًا إلى مسألة "القيادة الروحية" أو فاعلية منصب "الزعيم الديني" على نطاق عالمي. وتعد الفاتيكان، التي لا تتجاوز مساحتها حيًا صغيرًا داخل العاصمة الإيطالية روما، دولة مستقلة، بيد أنها تتمتع بنفوذ عميق على أكثر من مليار نسمة من سكان العالم بفضل البابوية. ولا شك أن لإيطاليا نصيبها من هذا النفوذ. الكاثوليكي.

وخلال المرحلة، التي تسبق انتخاب بابا جديد، تعيش الكنيسة حالة غير طبيعية؛ وكأن عجلة الحياة قد توقفت في هذا العالم، فثمة جسد حاضر قادر على التفاعل مع ما يجري في العالم والتعامل معه، لكنه بلا رأس يقوده، مما يؤدي إلى تعليق الكثير من المهام والأنشطة. إلا أن هذا التعليق مؤقت بطبيعته، ومآله العودة إلى الوضع الطبيعي. ولكن هذه المرحلة رغم قصرها، تمثل نوعًا من الشلل والانقطاع، ولهذا تُحاط عملية الانتخاب بإجراءات بالغة الجدية، وتُحبس الأنفاس حتى يُستكمل انتخاب الزعيم الجديد، ويشتد الترقب لدى الجميع لمعرفة هويته.

ويُستدعى الكرادلة المسؤولون عن الانتخابات من جميع أنحاء العالم الكاثوليكي إلى روما للمشاركة في العملية الانتخابية، التي تتم عبر آلية تُعرف باسم "الكونكلاف"، وهي كلمة لاتينية تعني "مغلق بالمفتاح"، في إشارة إلى إغلاق أبواب كنيسة سيستينا بالفاتيكان على الكرادلة المشاركين في الاقتراع، وعزلهم عن العالم الخارجي حتى ينجزوا مهمتهم. ويهدف هذا الإغلاق إلى حماية عملية الانتخاب من أي تأثيرات خارجية، وهو إجراء احترازي يلزمهم بعدم مغادرة المكان قبل اختيار البابا الجديد. وقد تستغرق عملية الانتخاب أيامًا، أو أسابيع، أو حتى أشهر، كما حدث في حالات استثنائية جدًا عبر التاريخ. غير أن المبدأ الأساسي الذي لا يُمسّ هو عدم فتح الأبواب حتى يتم انتخاب البابا.
إن ترك المسلمين بلا قائد أو خليفة هو نتيجة لسياسة الاستعمار الإمبريالي
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، قد اختير كل واحد منهم بطرق مختلفة، ولكن كما هو معلوم فإن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كلف لجنة من سبعة أشخاص لاختيار الخليفة الثالث بأسلوب مماثل لطريقة الانتخاب هذه.

ينبغي ألا نقول: "وما شأننا بهذا؟"، فالكاثوليكية دينٌ ومذهبٌ يعتنقه واحدٌ من كل ثمانية أشخاصٍ في العالم، وقد حافظت عبر قرون مديدة دون انقطاع على وحدة قيادتها ، مما جعل لها دورًا محوريًا في تشكيل ملامح عالمنا المعاصر.

وهذا الدور في الواقع النتيجة الطبيعية للأمر، فوجود قائد لهذا العالم يعني أنه منظم وقادر على تشكيل كيان سياسي. فإذا أردت تأثيرًا في العالم، فلن تحققه إلا بهذا الأداء التنظيمي، ولا سبيل آخر لذلك. وكما كان البابا الراحل، سيكون البابا القادم حاملًا لأجندات سياسية بالغة الأهمية للعالم الكاثوليكي، وسيستمر في صياغة السياسات من هذا المركز لجميع الدول والكنائس والمجتمعات والمؤسسات التابعة له، سعيًا لتحقيق المثل الكاثوليكية.


ونحن المسلمين، تعلمنا عبر كل مأساة عشناها خلال المائة عام الماضية، وبمرارةٍ ممزوجة بالحسرة، مدى أهمية هذا الأمر. أليست الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل الصهيونية في غزة بدم بارد، رغم وجود ما يقارب ملياري مسلم حول العالم، إهانةً صريحة لهؤلاء المسلمين جميعا؟ والصراخ الغاضب الذي نسمعه في وجه هذه المجازر: "أين الملياران من المسلمين؟"، لا معنى له ما لم ندرك جوهر المشكلة. فالمسلمون رغم غضبهم العارم وحنقهم المتأجج، يفتقرون إلى كيانٍ سياسي يجسد هذا الغضب ويترجمه إلى فعل مؤثر ومواجهة فاعلة. ولسنا في موضع يسمح لنا بالتباهي بكثرة العدد؛ ففي ظل غياب هذه القيادة لن يتغير الوضع أبدا ولو بلغ عدد المسلمين عشرة مليارات.

وليست الكاثوليكية وحدها من تمتلك كيانًا سياسيًا. فالعالم البروتستانتي، والعالم الأرثوذكسي، والعالم الهندوسي، والعالم البوذي، والمجتمع اليهودي، بل وحتى طائفة المورمون الصغيرة والتي لا يتجاوز عدد أفرادها 13أو 14 مليونًا في أمريكا، كلهم يمتلكون كيانات سياسية تنظم وجودهم ويتبعون سياسات واضحة لتعزيز وجودهم على الساحة الدولية وحماية مصالحهم، وجعل دينهم دينًا عالميًا. ووسط هذا المشهد العالمي وحدهم المسلمون فقط من يفتقرون إلى تمثيل موحد. ولا يخفى على أحد أن ما نعيشه من مآسٍ وما نعانيه من ظلم وألم هو النتيجة الحتمية لهذا الغياب.
لقد تفوه القاتل نتنياهو مؤخرًا بعبارة مفادها "لن نسمح بإقامة خلافة إسلامية لا في الشمال ولا في الجنوب". وهذا ما نعرفه بالفعل. إن عدم وجود قيادة للمسلمين، أو حرمانهم من القيادة، هو أهم جزء في سياسة إخضاع المسلمين، خاصة لصالح المشروع الصهيوني.

إن ترك المسلمين بلا قائد أو خليفة هو نتيجة لسياسة الاستعمار الإمبريالي، الساعية لإبقائهم تحت نير الهيمنة والاستغلال.

واليوم لا أحد يدرك أكثر من نتنياهو أن المسلمين لو كان لهم قائد لما استطاعوا فعل ما يفعلونه، ولما استطاعوا احتلال أوطانهم بهذه الوقاحة. وهو في الواقع، يشير بهذه الكلمات إلى أن السياسة السورية والتركية في الآونة الأخيرة تتحركان مؤخرًا لتمثيل المسلمين. إنه يدرك جيدًا أن النظام في سوريا ليس صديقًا له، بل يتمتع بإرادة مستقلة، ولذلك يتحدث عن اتخاذ إجراءات احترازية ضده. وكما أنه لا يرى في أي شخص أو دولة تمثل الإسلام الحقيقي إلا عدوًا، فإنه يعتبر أي تطور إيجابي في العالم الإسلامي تهديدًا وجوديًا له لا محالة.

ومن أي جانب نظرنا إليه فإن وجود ملياري مسلم يشكلون قوة هائلة كامنة في العالم، يمكنها أن تمنح القوة والحماية والفائدة لكل من يتمسك بها. ولكن الغريب أنه لم يتساءل أحد حتى الآن عن ذلك الفكر الذي يحتفل باجتثاث هذه القوة وكأنه انتصار عظيم أو ثورة كبرى؟ هل يُعقل أن يحتفل المرء بضرر ألحقه بنفسه! هل يفرح أحد إذا تسبب لنفسه بفقدان قوته ورأسه وعينيه وأذنيه وذراعيه وقدميه؟

وهذا بالضبط ما حدث. فكيف يعقل أن يفرح أحد منا بقطع رأسه؟
فهل نحن أذكى من العالم الكاثوليكي والبروتستانتي والأرثوذكسي والبوذي والهندوسي واليهودي؟ لماذا لم يخطر ببالهم أن يدمروا كياناتهم الروحية؟ هل طرحنا هذا السؤال على أنفسنا بجدية؟ وهل نحن مستعدون حقًا للتفكير في إجابته؟

المصدر: يني شفق

مقالات مشابهة

  • مفاجآت من دمشق.. ستاتزمان يكشف أسرار لقاءه مع الشرع وفرص التحول في سوريا
  • اعتقال جودت شحادة أحد شبيحة نظام الأسد
  • عودة 200 ألف سوري من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط النظام
  • الرئيس البولندي يستقبل البابا تواضروس الثاني في القصر الرئاسي بـ وارسو
  • ماذا وراء إفراج دمشق عن مسؤولين بنظام الأسد؟
  • رامي مخلوف يعلن تشكيل “قوات النخبة” ويتهم الأسد بـ”سقوط سوريا”
  • بين وفاة بابا وانتخاب آخر ماذا يفعل مليارا مسلم؟
  • اليمن يعيد افتتاح سفارته في العاصمة السورية دمشق وسط مراسم رسمية
  • الأمم المتحدة تكشف تقرير خطير عن وسط الخرطوم وأم درمان وتحذر من مخاطر قرب القصر الرئاسي والمطار وتوجه موظفيها بالعودة في هذا التوقيت
  • دمشق.. وفد عراقي يبحث مع الرئيس السوري التعاون الأمني والاقتصادي