الوطن:
2024-12-22@11:33:44 GMT

علي الفاتح يكتب: المشروع الأكثر نزاهة في سوريا

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

علي الفاتح يكتب: المشروع الأكثر نزاهة في سوريا

وسط كل التدخلات الدولية والإقليمية في شؤون سوريا، ومساعي لعب الدور الحاسم فى صناعة مستقبلها السياسي، يبقى الدور العربي، الأكثر نزاهة، والأقدر على النأي ببوابة أمنه القومي بعيدا عن سيناريوهات الفوضى والاقتتال الأهلي.

على مدار أكثر من خمسة عقود ترك العرب منطقة الشرق الأوسط ساحة خالية تتصارع فيها المشاريع الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها، وقد آن الأوان أن تعمل القوى العربية الرئيسة من العراق والسعودية ومصر شرقا إلى الجزائر غربا على صياغة مشروع عربي مشترك يحقق مصالح أبناء المنطقة، ويدافع عن أمنها القومي.

العرب قبل سوريا، التي تمشي على حبل دقيق تخشى السقوط على يمناه فتغرق في أتون حرب أهلية، أو الوقوع على يسراه فيحرقها جحيم صراعات عرقية، أحوج ما يكون إلى هذا المشروع، ذلك أن سعير الفتن المذهبية والعرقية سرعان ما سينتقل إلى باقى المنطقة، كما أن شظايا الإرهاب والتطرف الديني ستنطلق بسرعة الضوء لتهدد الجميع.

لم يمضِ أسبوع على قمة العقبة، التي جمعت أغلب الأطراف الدولية والإقليمية لبحث مستقبل سوريا، حتى سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إرسال وفد دبلوماسي رفيع المستوى إلى دمشق للتحدث مع حكامها الجدد من أعضاء هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية، وباقي القوى السياسية، وممثلي الطوائف المختلفة، فضلا عن النشطاء الحقوقيين وقادة المجتمع المدني.

من الناحية الموضوعية لا يمكن الرهان على دور حيادي ونزيه لطرف يفرض سيطرته على الأرض عبر وجود عسكري قوي، كما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة وأطراف إقليمية أخرى.

الخلفية الأيديولوجية لـ«الشرع» ومكونات هيئة تحرير الشام من جماعات وفصائل مسلحة، أو مكونات الجيش السوري الحر، وما يسمى بفيلق الشام في الشمال السورى ليست المصدر الوحيد لتهديد أمن المنطقة، فأغلب تلك الفصائل خاضت حروبا فيما بينها، في سياق صراعها على مناطق النفوذ، أو حتى خلافاتها حول بعض التفسيرات الفقهية.

أي أنّ الاقتتال بين مكونات هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل المتطرفة الموجودة في الشمال السورى وارد، بل من المحتمل انقلابها على أحمد الشرع نفسه إذا اتخذ خطوات جادة نحو الدولة المدنية كما يدّعى حتى الآن.

من الوارد أيضا اندلاع صراع مسلح بين تلك الجماعات وبعض المجموعات المسلحة الموجودة في مدن الساحل السوري، معقل العلويين، وهناك بعض الحوادث، التي وقعت وتؤشر بقوة إلى ذلك.

ومن تعقيدات المشهد السوري وجود عناصر أجنبية تنتمي إلى الجماعات الإرهابية المسلحة على اختلاف توجهاتها، وبحسب تصريحات الشرع قد يعمل على منحهم الجنسية السورية.

وفوق ذلك كله تحتفظ واشنطن بنحو أحد عشر ألف مقاتل داعشى داخل صفوف الأكراد، ولا أحد يعرف متى وكيف وأين وضد من ستستخدمهم؟!

فى هذا السياق كله يتعين استرجاع التجربة الأمريكية فى أفغانستان والعراق، ففي الأولى سمحت لقوات طالبان ببسط سيطرتها على كامل المدن الأفغانية خلال شهر واحد، في مشهد مشابه لما جرى في سوريا عبر أحد عشر يوما فقط، وتركت أفغانستان لتقيم فيها طالبان دولة دينية رجعية.

وبعد احتلال العراق، عملت على صناعة نظام قائم على المحاصصة الطائفية، وسمحت بحكم ذاتي مستقل، فيما يُعرف بكردستان العراق.

كلا السيناريوهين وارد بشدة في سوريا لتدفن أحلام السوريين في دولة مدنية ديمقراطية عمادها مبادئ المواطنة والمساواة والهوية السورية الوطنية بعيدا عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والعرقية.

صياغة مشروع عربي مشترك، تحت مظلة جامعة الدول العربية، من شأنه تقوية أدوات عمل الجامعة، وحماية سوريا من سيناريوهات الانفلات.

وظني أنّ الدبلوماسية العربية تستطيع تشكيل مجموعة عمل تتوجه سريعا إلى دمشق بعقل منفتح يحاور رموز وقيادات جميع القوى السياسية والطوائف والمذاهب والعرقيات، ويجمع بينهم وبين حكام دمشق الجدد لإيجاد صيغة توافقية بشأن مستقبل سوريا.

هذا المشروع العربي سيكون له دور في حل أزمة الوجود العسكري الأجنبي، وإيجاد ضمانات لوحدة سوريا، والأمن القومي لتركيا، ومساعدة الدولة السورية الجديدة لمواجهة ممارسات الاحتلال الصهيوني.

بدون ذلك ستظل سوريا مستباحة للمشاريع الدولية والإقليمية الاستعمارية وجماعات الإرهاب الديني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا العراق السعودية مصر

إقرأ أيضاً:

كيف سيحكم الثوار سوريا؟

في كل خريف، عندما يحصد المزارعون عبر التلال الحمراء المتموجة في محافظة إدلب في شمال سوريا محاصيلهم من الزيتون، فإنهم عادة ما يجدون ممثلاً واحدًا على الأقل من سلطة الضرائب المحلية متمركزًا في أي معصرة زيتون.

ويأخذ جامع الضرائب ما لا يقل عن 5% من الزيت. ويشكو المزارعون من عدم وجود استثناءات، حتى في سنوات الحصاد الضعيف.

ويعمل جامعو الضرائب لصالح الحكومة المدنية التي تأسست تحت قيادة هيئة تحرير الشام، وهي الحركة التي قادت الإطاحة السريعة بعائلة الأسد التي استمر حكمها 54 عامًا. وتدير الجماعة الإسلامية جزءًا كبيرًا من محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2017.

وقد أدت إجراءات مثل ضريبة زيت الزيتون، التي فرضت في عام 2019، إلى اندلاع احتجاجات وحتى اشتباكات مسلحة واعتقالات في بعض الأحيان.

ومع ذلك، استمرت حكومة الإنقاذ السورية في إدلب في فرض الضرائب على السلع التي تدخل أراضيها، والحصول على الإيرادات من خلال بيع الوقود وإدارة شركة اتصالات. كما سيطرت على الاقتصاد المحلي من خلال برامج تنظيم التراخيص، التي بدت أشبه كثيرًا ببرامج الحكومة التقليدية. وأثبتت أنها بارعة إلى حد ما في إدارة تلك الموارد المالية لبناء عملياتها العسكرية وتوفير الخدمات المدنية.

في هذا المقال، سنقدم صورة تفصيلية للجماعة الثائرة من خلال مقابلات مع خبراء وممثلي المنظمات الإنسانية أو غيرها من المنظمات العاملة في الأراضي الخاضعة لسيطرتها، والسكان المحليين وتقارير الأمم المتحدة أو مراكز الدراسات.

منذ عام 2017، نجحت هيئة تحرير الشام والجماعات التابعة لها، مدفوعة بتعطشها إلى توسيع سلطتها، في إيجاد مستوى معين من الاستقرار في إدلب، وحكمت ببراجماتية وانضباط. وفي حين احتفظت المجموعة بالسيطرة الشاملة، فقد حكمت من خلال سلطة مدنية تضم 11 وزارة، مما سمح لها بالتركيز على إعادة بناء ميليشياتها كقوة أكثر تنظيماً.

وفي إدلب، حافظت هيئة تحرير الشام على قوة أمنية داخلية قوية لمواجهة الفصائل العسكرية الأخرى والمنتقدين المحليين، مما دفع إلى اندلاع احتجاجات منتظمة ضد ما اعتبر أساليب استبدادية وضد ظروف السجن القاسية.

والسؤال الأساسي هو ما إذا كان هؤلاء الثوار، الذين يحاولون الآن تشكيل حكومة وطنية، قادرين على توسيع نطاق ما حققوه في إدلب، وهي منطقة زراعية فقيرة ذات عدد سكان صغير نسبيا.

وفي إدلب، لم يتمكن الوزراء الذين يتعاملون مع منظمات الإغاثة الخارجية من اتخاذ قرار على الفور، بل كان عليهم دائمًا التشاور أولاً مع قادة هيئة تحرير الشام، وفقًا لممثل إحدى المنظمات الإنسانية الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية عمليات الإغاثة في المنطقة. وقد تنجح مثل هذه السيطرة الصارمة في محافظة صغيرة، ولكنها قد تكون صعبة في بلد كبير.

بعيدا عن جذورها في تنظيمي داعش والقاعدة، قامت هيئة تحرير الشام بتعديل توجهاتها الخاصة بدءًا من عام 2016 تقريبًا. وفي حين أنها فرضت بعض الممارسات الإسلامية المحافظة، إلا أنها لم تلجأ إلى القيود التي فرضها تنظيم داعش الإرهابي عندما حكم أجزاء من سوريا.

ومع ذلك، لا تزال هيئة تحرير الشام مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة وتركيا وغيرها من الدول. ولأن هذا التصنيف منعها من الحصول على الدعم الخارجي الصريح، فقد وجدت الجماعة طرقًا جديدة لدعم نفسها ماليًا وعسكريًا.

فرضت المجموعة رسوماً على كافة أنواع السلع والمشاريع، بما في ذلك المحاصيل، ومعابر الحدود، والبناء، والتجارة، والمتاجر، والأعمال الحرفية. فضلاً عن ذلك، تمتعت الشركات المرتبطة بالمجموعة باحتكار توفير الوقود والكهرباء والمياه وجمع القمامة.

وقال مارك نخلة، كبير مسؤولي الأبحاث في شركة "خارون"، وهي شركة تحليلات مفتوحة المصدر تقدم المشورة للشركات بشأن الامتثال للعقوبات ضد الجماعات المسلحة والجهات الفاعلة المعادية الأخرى، قال: "إن هيئة تحرير الشام تجسد القدرة على التكيف في الاقتصاد الناشئ عن الصّراع".

لقد كان يتابع هيئة تحرير الشام منذ أيامها الأولى، وشاهدها وهي تمر بما أسماه "إعادة تشكيل هويّة استراتيجية" وتحولها من الاعتماد مالياً على المانحين الأثرياء إلى دعم العمليات العسكرية والمدنية من خلال الضرائب والحوكمة المحلية.

يقول أوروا عجوب، وهو طالب دكتوراه في جامعة مالمو في السويد ويدرس هيئة تحرير الشام، يقول: "إن الجماعة تخلت أيضا عن بعض الأساليب المتطرفة التي كانت تستخدمها سابقا، مثل التفجيرات الانتحارية ضد الأهداف العسكرية".

على مدى تاريخها، كانت المجموعة تعاني من التنافر بين العناصر المعتدلة والعناصر الأكثر تشدداً في صفوفها، وهو التوتر الذي من المرجح أن يستمر مع توسع حكمها.

يقول عجوب: "لقد همشت العناصر المتشددة في الجماعة. المعتدلون يريدون الحكم بالرغم من أنهم إسلاميون، لكنهم عمليون للغاية ومستعدون حقًا للتفاعل مع المجتمعات المحلية".

وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إنه بينما كان الثوار يتجهون جنوبا نحو العاصمة السوريّة دمشق، في هجومهم الذي أطاح بالرئيس الأسد، كان قادتهم يقدمون لهم خطابات حماسية حول استعادة سوريا، وليس حول إنشاء دولة إسلامية.

يقول آرون زيلين، الخبير في شؤون الجماعات المتشددة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤلف كتاب عن هيئة تحرير الشام: "بالنسبة لهم، يشكل الانضباط والاحترام جزءًا أساسيًا من نظرتهم للعالم".

يجمعون الأموال كأنهم حكومة

ولأن الحكومة الوطنية في دمشق حاولت عزل المناطق التي يسيطر عليها الثوار في الشمال، فقد اضطرت تلك المناطق إلى الاعتماد على تركيا للحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والاتصالات الخلوية. وأنشأت هيئة تحرير الشام شركات توزيع خاصة ظاهريًا، لكن أصحابها كانوا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالمنظمة، وفقًا لمجموعات الإغاثة والخبراء.

لكن المصدر الرئيسي لإيراداتهم كان على الأرجح الرسوم الجمركية وغيرها من الرسوم التي يتم تحصيلها عند معبر باب الهوى الحدودي، البوابة الرئيسية إلى شمال غرب سوريا من تركيا. ولم تنشر المجموعة أرقامًا، لكن المنظمات الإنسانية العاملة في إدلب وغيرها تقدر أنها ربما حققت 15 مليون دولار أو أكثر شهريًا.

وفي بعض الحالات، شجعت هيئة تحرير الشام السكان المحليين على إنشاء مشاريع تجارية، بما في ذلك بعض المشاريع التي تنافس شركات الاتصالات والطاقة التابعة لها.

يقول حسام تويلو، وهو رجل أعمال من إدلب، لصحيفة نيويورك تايمز إنه أسس شركة "سيريانا إل تي إي" في عام 2016 وبدأ في تركيب أبراج خلوية في المناطق التي لم تحصل على تغطية من شركات راسخة. وقال في مقابلة هاتفية إنه بعد أن تولت هيئة تحرير الشام السلطة، منحت شركة "سيريانا" ترخيصًا للعمل.

يضيف تويلو أن شركة سيريانا تتنافس الآن مع شركة الاتصالات "سيريا فون" التابعة لهيئة تحرير الشام، دون أي خلاف بينهما.

وقال "إن عقلية الثوار تتلخص في دعم القطاع الخاص". ومع ذلك، قال إنه يستعد لتغييرات كبرى، بما في ذلك فرض المزيد من الضرائب، بمجرد أن تبدأ الجماعة في ممارسة سيطرتها على مستوى البلاد.

شيء أشبه بالجيش النظامي

وعندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية العسكرية، تخلى أحمد حسين الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، الذي كان يُعرف في السابق باسم أبو محمد الجولاني، عن الأيديولوجية التي تقول إن مجموعته يجب أن تركز على تحريض الجهاد العالمي ضد الغرب.

وبدلا من ذلك، ركز على تحرير سوريا من عائلة الأسد، وهو الهدف الذي بدأ في عام 2011 مع الانتفاضات المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد والتي سرعان ما سيطرت عليها الجماعات المتشددة.

في عام 2021، قام أحمد الشرع بواحدة من أهم خطواته بتأسيس ما يسمى ببساطة بالكلية العسكرية. ساعد الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري في تشكيل مقاتليه ومجموعات أخرى من رجال الميليشيات من جميع أنحاء سوريا إلى شيء أشبه بجيش نظامي بسلسلة قيادة ثابتة.

يقول جيروم دريفون، المحلل البارز في شؤون الجهاد والصراع الحديث في مجموعة الأزمات الدولية: "لقد أصبحوا أقرب كثيراً إلى كونهم جيشاً وليس مجرد مجموعة من الجماعات المسلحة".

وقال إنهم درسوا كتيبات العقيدة العسكرية الغربية المنشورة على الإنترنت من قبل مختلف القوات المسلحة وحاولوا إلى حد كبير اتباع النموذج البريطاني.

وقال خبراء إن المصدر الرئيسي للأسلحة التي حصلوا عليها كان ما استولوا عليه من قواعد عسكرية سورية أو في معارك مع ميليشيات أخرى، وعلى مر السنين، شكل هذا جوهر ترسانتهم. كما باع لهم ضباط فاسدون من نظام الأسد أسلحة، بينما قدمت تركيا شاحنات وأسلحة خفيفة للميليشيات المتحالفة في شمال سوريا.

انضمت بعض الميليشيات المدعومة من تركيا إلى هيئة تحرير الشام في الهجوم الذي أطاح بالحكومة. وقال السيد دريفون إن من المعتقد أن تركيا كانت تتمتع بقدر معين من النفوذ على الحملات العسكرية للجماعة مع ما لا يقل عن 10 آلاف جندي في محافظة إدلب والعديد من القوات الأخرى القريبة.

والآن أصبحت تركيا أحد المستفيدين الرئيسيين من الإطاحة بالأسد على الساحة الدولية.

وكما هي الحال مع أي حركة حرب عصابات، كانت الحاجة الرئيسية للمجموعة هي الأسلحة الخفيفة أو المدفعية فضلاً عن مركبات النقل. يقول السيد ليستر من معهد الشرق الأوسط إن المجموعة قامت حتى بتصنيع مركباتها المدرعة البدائية بنفسها.

وقدر الخبراء أن إجمالي أعداد مقاتلي هيئة تحرير الشام يتراوح بين 10 آلاف و60 ألف مقاتل. لكن النواة الأساسية ربما كانت تتألف من نحو 10 آلاف إلى 15 ألف مقاتل، إلى جانب عدد مماثل تقريبا من جنود الاحتياط.

يقول السيد دريفون "لقد قرروا إعادة هيكلة تنظيمهم بالكامل. لقد تم تشكيل ألويتهم كوحدات متخصصة ذات وظائف مختلفة مثل المشاة وقذائف الهاون وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، كانت أكثر مركزية".

وكان التطور الأبرز الذي حققته الجماعة هو تجميع وحدة طائرات بدون طيار. وقال الثوار إنهم حصلوا على بعض الطائرات بدون طيار وقاموا بتصنيع طائرات أخرى بأنفسهم.

كيف حكم الثوار في إدلب؟

ومن حيث أساليب السيطرة، كانت الجماعة تترك في كثير من الأحيان السلطات المحلية في مكانها، وخاصة في القرى التي تسيطر عليها الأقليات الدينية.

سوريا عبارة عن خليط معقد من القرى المتنوعة. وهي دولة ذات أغلبية سنية يبلغ عدد سكانها أكثر من 23 مليون نسمة، ولديها أقليات كبيرة من المسلمين الشيعة والمسيحيين والدروز، فضلاً عن الطائفة العلوية التي هيمنت على سوريا في عهد الأسد. وفي إدلب، تضخم عدد سكانها قبل الحرب من 1.5 مليون نسمة إلى 3.5 مليون نسمة، حيث يعيش معظم النازحين من جميع أنحاء سوريا في مخيمات خيام، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

ولم تستخدم هيئة تحرير الشام الأساليب الوحشية التي تستخدمها الجماعات الأكثر تطرفاً لفرض الممارسة الإسلامية.

كان بيع وشراء الكحول محظوراً، لكن السكان قالوا إن الجماعة لم تحاول مضايقة شاربي الكحول، وكان يُسمح للناس بالتدخين في الأماكن العامة. ولم تنشر الجماعة شرطة أخلاقية لفرض قواعد اجتماعية صارمة.

وفي مجتمع محافظ، حافظوا على المدارس الابتدائية التي تفصل بين الجنسين. كما أنشأ الثوار سلسلة من المدارس القرآنية المجانية تسمى "بيت الوحي"، والتي تدرس العقيدة والمواد الأخرى مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية.

في مرحلة ما، اعترض المتشددون على بناء مركز تسوق جديد تحت رعاية هيئة تحرير الشام باعتباره خطيئة لأنه يسمح للرجال والنساء بالاختلاط في الأماكن العامة، كما يقول السيد عجوب، الذي يدري للدكتوراه. لكن زعماء إدلب رفضوا ذلك.

*شاركت رجا عبد الرحيم في إعداد التقرير من محافظة إدلب، سوريا.

*نيل ماكفاركوهار هو مراسل لصحيفة نيويورك تايمز منذ عام 1995، ويكتب عن مجموعة واسعة من المواضيع بدءًا من الحرب إلى السياسة إلى الفنون، سواء على المستوى الدولي أو في الولايات المتحدة.

*جوستين شيك هو مراسل لصحيفة التايمز ومقره لندن.

مقالات مشابهة

  • سوريا إلى أين؟!!
  • أحمد ياسر يكتب: سوريا.. نداء للوحدة والاستقرار
  • محللون: واشنطن تختبر إدارة الشرع وسوريا لا تتحمل الشروط الدولية
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. يا مال الشام!.. سوريا الحضارة.. الفكر.. الإبداع.. «وعليك عينى يا دمشق»
  • عادل الضوي يكتب: بين «الأحلام» و«الواقع».. سوريا إلى أين؟
  • منير أديب يكتب: سوريا المستقبل من بين رحم المؤامرة
  • محمود حامد يكتب: سلامٌ على سوريا الماضى والحاضر والأمل
  • كيف سيحكم الثوار سوريا؟
  • وكيل الشيوخ: مصر صوت العقل ولاعب مهم علي مسرح السياسة الدولية والإقليمية