هذا ما سيواجهه الرئيس العتيد من تحديات
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
بحسب منطق المتريثين في تأييد ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية فإن انتخابه بالذات أو أي مرشح آخر لن يأتي بالحلول المطلوبة إن لم تواكبه سلسلة من الخطوات المكمّلة. فعملية الانتخاب بحدّ ذاتها هي انجاز لا جدال فيه، وإن لم يكن كافيًا لوحده. وقد يكون من بين أهداف معطّلي إتمام هذا الاستحقاق تصوير اجرائه على أنه "انجاز" فيما هو أمر أكثر من طبيعي في بلاد العالم قاطبة، حيث الشعوب تحترم استحقاقاتها الدستورية.
فرئيس الجمهورية، أيًّا يكن، لن يأتي وفي يده عصًا سحرية. فالمشاكل التي سيواجهها هذا الرئيس لا تعدّ ولا تُحصى، وهي تحتاج إلى تضافر جهود كل القوى. فالرئيس المختار لن يستطيع القيام بأي شيء لوحده، بل يحتاج إلى حكومة متجانسة مع رؤية هذا الرئيس عن كيفية الخروج من النفق المظلم، بعيدًا عن سياسة المحاور والمناكفات والمناكدات.
ومن هذه الزاوية بالذات يمكن الحديث عن سلة متكاملة من الاستحقاقات، التي يُفترض أن تكون جاهزة، وتتطابق مع رؤية الرئيس الجديد وتوجهاته الوطنية.
فالبلاد مقبلة على مرحلة هي من أصعب المراحل التي مرّ بها لبنان منذ اليوم الأول لإعلانه "كبيرًا". ولأن هذه المرحلة هي استثنائية فإن التعاطي معها لن يكون سهلًا. وعملية انتخاب رئيس جديد لن تكون نهاية النهايات لأزمات "عمرها من عمر الخبز"، بل هي بداية البدايات لمجموعة من الحلول، التي لن تبصر النور إن لم تكن إلى جانب الرئيس المختار من بين مرشحين كثر حكومة فاعلة وقادرة على العمل بمرونة وحكمة وإقدام. وهذا الأمر، وإن توافرت له ظروف طبيعية تحكم العلاقة السوية بين رئيسي الجمهورية والحكومة، لن يؤتى الثمار المرجوة ما لم يكن مجلس النواب على استعداد لتفعيل عمله في المجالات الإصلاحية المطلوبة بإلحاح من قِبل المجتمع الدولي.
وبالتوازي فإن توحيد الرؤية بين المكونات السياسية، وإن بحدّها الأدنى، على الكثير من القضايا العالقة، التي لا يمكن معالجتها ما لم يجلس الجميع إلى طاولة حوار يدعو إليها الرئيس الجديد، وتوضع عليها كل الهواجس، وتتم مناقشتها بانفتاح وشفافية وصراحة. فزمن التداوي بالأعشاب والمسكنات قد ولى ويتمنى الجميع أن يكون "روحة بلا رجعة"، بدءًا بطرح موضوع سلاح "حزب الله" وليس بالطبع "الاستراتيجية الدفاعية"، إضافة إلى مواضيع أخرى في حاجة إلى توافق وطني عليها، وقد يكون من أهمّها الخروج من المركزية إلى اللامركزية وفق ما هو منصوص عنه في اتفاق الطائف، الذي يحتاج حكمًا إلى مراجعة عصرية وتطويره بحيث يأتي على قدر طموحات اللبنانيين، وبالأخص الشباب منهم، وإدخال بعض التعديلات علية لكي يكون متطابقًا مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، وبالتالي سد الفجوات الدستورية عبر تعديل بعض مواده التي شكّلت في المرحلة السابقة أكثر من إشكالية دستورية.
إلاّ أن دون الوصول إلى التاسع من كانون الثاني المقبل بتوافق رئاسي صعوبات ومطبات كثيرة من شأنها أن تجعل الجلسة الانتخابية مشابهة لما قبلها من جلسات عقيمة لم ينتج عنها سوى المزيد من التشرذم. وهذا الواقع يدركه الرئيس بري أكثر من غيره لأنه على تواصل يومي مع الجميع من كلا الطرفين، ويعرف خفايا الأمور ربما أكثر من غيره. ولكنه يحرص في الوقت عينه على التعويل كثيرًا على ما يمكن التوصّل إليه من تفاهمات داخلية وبغطاء خارجي عربي ودولي قبل موعد الجلسة، وذلك من خلال إرساله بعض إشارات التطمين إلى "حزب الله" من أن لا أحد من اللبنانيين يستهدفه بالمباشر، وأن المواقف التي تعلنها قوى "المعارضة" لا تتخطّى مجال التعبير السياسي عن رفض بقاء قرار "الحرب والسلم" في يد "الحزب"، بل في يد القوى الشرعية.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
ترامب يفاجئ الجميع: لن أسمح لنتنياهو بجرّي لحرب مع إيران.. ومستعد للقاء المرشد!
شمسان بوست / متابعات:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن ينجر إلى حرب مع إيران بسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معربا عن انفتاحه على لقاء مرشد إيران علي خامنئي أو الرئيس مسعود بزشكيان.
وفي مقابلة مع مجلة “تايم” الأمريكية قال ترامب إن نتنياهو قد يقود إسرائيل نحو مواجهة عسكرية مع إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية.
وأكد ترامب أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستُجر إلى هذا الصراع من دون إرادتها، لكنه شدد على أنه في حال تعثرت المساعي الدبلوماسية، فإنه على استعداد لاتخاذ الخطوة بنفسه وقيادة المواجهة، قائلا: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق — فسأنضم بكل سرور. سأقوده”.
وأضاف: “آمل أن نتمكن من الوصول إلى حل من دون اللجوء إلى العمل العسكري، لكن قد نضطر لذلك إذا استمرت إيران في سعيها النووي”.
ونفى ترامب التقارير التي تحدثت عن قيامه بمنع إسرائيل من تنفيذ ضربة عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية خلال فترة رئاسته، قائلا: “هذا غير صحيح. لم أوقفهم، لكنني لم أُسهل عليهم الأمر أيضا. كنت أفضل التوصل إلى اتفاق بدلا من القصف، وقلت إنني لا أمانع، لكنني كنت سأترك القرار النهائي لهم”.
وعند سؤاله عمّا إذا كان نتنياهو قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب، أجاب ترامب: “بالمناسبة، قد يدخل في حرب. لكننا لن نجر إليها رغما عنا”. وأضاف: “لكن، إذا لم نبرم اتفاقا مع إيران، فقد أشارك طوعا. بل قد أقود الصفوف”.
وأشار إلى انفتاحه على الحوار المباشر مع إيران، بما في ذلك لقاء محتمل مع المرشد. ولدى سؤاله عمّا إذا كان مستعدا للاجتماع بخامنئي، أجاب بكلمة واحدة: “بكل تأكيد”.
المصدر: TIMES