كتبت محمد شقير في "الشرق الاوسط":   يتبين من خلال التدقيق الأولي في توزّع النواب على المرشحين لرئاسة الجمهورية، أن اسم قائد الجيش العماد جوزف عون لا يزال يتقدم على منافسيه، ويحظى بتأييد وازن من النواب السنة، ويلقى معارضة لتعديل الدستور يتزعمها الثنائي الشيعي، مع أن الجدل القانوني أخذ يتصاعد بين فريق يدعو لتعديله، وآخر يؤكد انتفاء الضرورة له، باعتبار أن الشغور الرئاسي مستمر منذ أكثر من سنتين، ما أدى إلى إسقاط المُهَل التي تفرض على المرشحين ممن يتولون مناصب الفئة الأولى الاستقالة قبل سنتين من الترشح للرئاسة الأولى.


والجدل الدستوري يبقى قائماً إلى أن تحسمه الهيئة العامة للبرلمان، بعد أن أنيط بها تفسير الدستور، بخلاف ما نصت عليه "وثيقة الوفاق الوطني" المنبثقة عن الطائف التي كانت قد أوكلت التفسير إلى المجلس الدستوري.
وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر نيابية، بأن الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، كان قد استمزج رأي حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل أن يبادر "اللقاء الديمقراطي" إلى دعم ترشيح العماد عون؛ لكنه لم يلقَ التجاوب المطلوب بذريعة أنه في حاجة لتعديل الدستور، وهذا ما لا يؤيده.   وأكدت المصادر النيابية أن تأييد "اللقاء الديمقراطي" للعماد عون، جاء على خلفية الأجواء التي سادت اجتماعه ونجله رئيس "التقدمي" تيمور جنبلاط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بصورة غير رسمية، وبعيداً عن الأضواء. وقالت بأن ترشيحه له يأتي من خلال قراءته للموجة الدولية المؤيدة له، ليأخذ على عاتقه تطبيق القرار 1701 فور تثبيت وقف النار في الجنوب. ولفتت إلى أن جنبلاط الأب أوفد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور للقاء الرئيس بري، ووضعه في أجواء القرار الذي اتخذه "اللقاء" بتأييده العماد عون، وقالت إنه بقي متمسكاً بموقفه بأنه في حاجة إلى تعديل الدستور، وهو من جانبه لا يؤيده مع احترامه لخياره في تأييده لقائد الجيش.   وفي هذا السياق، أكد مصدر بارز في الثنائي الشيعي أن لا مجال لإعادة النظر في موقفه بامتناعه عن تأييد تعديل الدستور لانتخاب العماد عون رئيساً، وقال لـ"الشرق الأوسط": "إننا نسمع كثيراً عن وجود ضغط دولي مؤيِّد لانتخابه، وهذا ما تروج له بعض الكتل النيابية، ونحن من جانبنا لم نتلقَّ إشارة في هذا الخصوص". ورأى المصدر نفسه أن الفريق الآخر "يأخذ علينا تمسكنا بترشيح زعيم تيار (المردة) سليمان فرنجية، ويتهمنا بأننا لا نريد التوافق على رئيس يجمع ولا يفرّق، ولا يشكل تحدياً لأحد، بخلاف ما ينادي به الرئيس بري"، وقال بأن "دعوتنا للتوافق تعني –حكماً- استبعاده، وهذا يفترض أن ينسحب على الفريق الآخر الدخول في حوار ينتج التوافق على اسم الرئيس".   وكشف عن أن اجتماع المعاون السياسي لرئيس البرلمان النائب علي حسن خليل بفرنجية، لم ينتهِ إلى خلاف كما أشيع، وقال إنه جاء في إطار التشاور معه، انطلاقاً من أن الثنائي الشيعي لم يتخلَّ حتى الساعة عن دعمه له؛ لكن الظروف السياسية تبدلت في لبنان من دون أن تتغير موازين القوى، ولم تعد تسمح بتأمين عدد النواب لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي لا بد من التوافق معه على مرشح يحظى بتأييد نيابي بالتفاهم مع المعارضة.   وأكد المصدر أن فرنجية أبدى تفهماً لوجهة نظر النائب خليل، وقال إنه يتعاطى بواقعية مع انتخاب الرئيس، و"نحن على تواصل معه رغم أنه أعلن مضيَّه بالترشح"، وأوحى المصدر بأن لا مشكلة في ترشحه، وقد يكون ضرورياً لقطع الطريق على احتمال ترشح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.   لكن المصدر نفسه لا يتطرق للأسباب التي أملت على الثنائي الشيعي الوقوف ضد تعديل الدستور لمصلحة ترشح العماد عون، مع أن انتخابه من وجهة نظر المعارضة والقوى الدولية الداعمة لترشحه يشكل ضمانة لتطبيق القرار 1701، وتثبيت وقف النار في ظل إصرار إسرائيل على تثبيته، من وجهة نظرها، بالنار، بمواصلة خروقها وتدميرها للمنازل على مرأى من لجنة الرقابة الدولية المشرفة على تثبيته.   وبالمناسبة، يتصرف الثنائي الشيعي -حسب المصدر- بأن الامتناع عن تعديل الدستور يكون جامعاً بين "حزب الله" وحركة "أمل"، مع أن الغموض لا يزال يكتنف الخطة "ب" في حال أن دورة الانتخاب الأولى لم تؤدِّ لانتخاب رئيس بأكثرية 86 صوتاً، والأمر نفسه بالنسبة للثانية بتعذر انتخابه بـ65 نائباً، ما يفتح الباب أمام رفع الجلسة إفساحاً في المجال للتوافق على رئيس بالتفاهم مع المعارضة التي يمكن أن تتمسك بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بخلاف رهان خصومها على أن هناك استحالة أمام أي طرف لتأمين الأكثرية المطلوبة لإيصاله إلى "بعبدا"، وبالتالي لا خيار سوى التوافق على مرشح يحظى بحيثية مسيحية، ويرضى عنه الثنائي الشيعي، ولا يشكل استفزازاً له.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الثنائی الشیعی تعدیل الدستور العماد عون

إقرأ أيضاً:

استعراض أوجه التعاون الثنائي بين عُمان وبوتان.. والتكنولوجيا والطاقة المتجددة بالصدارة

تيمفو- العُمانية

استقبل جلالة الملك جيغمي خيسار نامجيل وانغشوك ملك مملكة بوتان، مساء أمس، معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، في القصر الملكي بالعاصمة تيمفو.

ونقل معالي السّيد وزير الخارجية تحياتِ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى جلالة الملك، وتمنيات جلالته له بموفور الصحة والعافية، وللشعب البوتاني الصديق بمزيد من التقدم والازدهار، وللعلاقات العُمانية البوتانية اطراد النمو والتعاون المثمر.


 

من جانبه، حمّل جلالة الملك معالي السّيد وزير الخارجية نقل تحياته وتقديره لجلالة السُّلطان المُعظّم، متمنيًا لجلالته دوام التوفيق والسداد، وللشعب العُماني الشقيق استمرار الرخاء والرفعة، وللعلاقات بين البلدين الصديقين مزيدًا من التطور والازدهار.

حضر المقابلة معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الهنائي السفير المتجول، وسعادة السفير عيسى بن صالح الشيباني، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية الهند والمعيّن لدى مملكة بوتان، إلى جانب عدد من المسؤولين من وزارة الخارجية.

من جهة ثانية، التقى معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، بمعالي داشو تشيرينغ توبغاي، رئيس وزراء مملكة بوتان، في إطار زيارته الرسمية إلى مملكة بوتان.


 

جرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين سلطنة عُمان ومملكة بوتان، وسُبل الارتقاء بها في مختلف المجالات، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وأكّد الجانبان أهمية تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والمستثمرين، بما يُعزز فرص الشراكة الاقتصادية ويُسهم في فتح آفاق أوسع للتعاون البنّاء بين البلدين الصديقين. وبحث الجانبان إمكانية التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، مع التركيز على تبادل الخبرات والتجارب في هذه القطاعات الحيوية، بما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين.


 

كما التقى معالي السّيد وزير الخارجية، بمعالي ليونبو دي. إن. دونغييل، وزير الخارجية والتجارة الخارجية في مملكة بوتان. وبحث الوزيران خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون الدبلوماسي بين سلطنة عُمان ومملكة بوتان، وتبادل الدعم في القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي. وتناول الجانبان آفاق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والسياحة، وسبل تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين البلدين، بما يُسهم في توطيد العلاقات الثنائية وترسيخ جسور التواصل بين الشعبين الصديقين.


 

حضر اللقاءين معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وسعادة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الهنائي السفير المتجول، وسعادة السفير عيسى بن صالح الشيباني، سفير سلطنة عُمان المُعتمد لدى جمهورية الهند والمعيّن لدى مملكة بوتان، وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية.

مقالات مشابهة

  • ولي العهد السعودي يبحث مع رئيس الوزراء البريطاني هاتفيا تعزيز التعاون الثنائي
  • رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا يبحث مع المبعوثة الأممية مستجدات الأوضاع في بلاده
  • العراق.. تظاهرتان للحشد والوقف الشيعي (صور)
  • النيجر تقرر استخدام اللغة الفرنسية في العمل فقط ولم تعد اللغة الرسمية بالبلاد
  • إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
  • استعراض أوجه التعاون الثنائي بين عُمان وبوتان.. والتكنولوجيا والطاقة المتجددة بالصدارة
  • وقفة يوم غد.. مدراس الوقف الشيعي تنضم للحركة الاحتجاجية
  • الرئيس السيسي وماكرون يطلعان على التجهيزات والخدمات التي ستفيد ملايين المصريين
  • مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لـ سانا: تعديل الوضع القانوني لبعثة سوريا في نيويورك إجراء تقني وإداري بحت
  • زيارة ماكرون إلى مصر.. تعزيز التعاون الثنائي وتوقيع اتفاقيات استراتيجية