مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
باغت الهجوم الخاطف الذي شنه تحالف من فصائل المعارضة الزمرة الحاكمة في سوريا وفي مقدمتها الرئيس بشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، متخليا عن معاونيه الذين لجأ عدد منهم إلى دول مجاورة.
لم يصطحب الرئيس المخلوع الذي سافر إلى موسكو عبر قاعدة حميميم العسكرية الروسية في غرب سوريا، سوى بضعة أشخاص، من بينهم أقرب معاونيه منصور عزام، الأمين العام لشؤون رئاسة الجمهورية، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدرين.
كما رافقه مستشاره الاقتصادي يسار إبراهيم الذي يدير الإمبراطورية المالية للأسد وزوجته أسماء، بحسب مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته. وأضاف المصدر ساخرا "لقد غادر مع معاونه وأمين صندوقه".
ولم يخبر الأسد شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة المكلفة بحماية دمشق، بهروبه إلى روسيا.
وتوجه الشقيق الأصغر بمروحية إلى العراق ومنه إلى روسيا تاركا خلفه جنوده، بحسب مصدر عسكري سوري.
وقال مسؤول أمني عراقي لوكالة الصحافة الفرنسية إن ماهر الأسد وصل بطائرة في السابع من ديسمبر/كانون الأول إلى بغداد حيث مكث نحو 5 أيام.
ودخلت زوجة ماهر، منال جدعان، وابنها لبنان وغادراه عبر المطار، على ما أفاد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي.
إعلانوأكد مسؤول عسكري في النظام السابق أن اللواء علي مملوك الذي كان يتمتع بنفوذ أمني كبير، وصل أيضا إلى روسيا عبر العراق، في حين دخل نجله لبنان ثم غادره إلى الخارج، بحسب مصدر أمني لبناني.
مطلوبون للقضاء
ونفت بغداد الاثنين الماضي وجود ماهر الأسد أو علي مملوك على الأراضي العراقية.
ويشتبه بتورط شقيق الأسد في جرائم ضد الإنسانية بسبب الهجمات الكيميائية التي ارتكبت في سوريا في أغسطس/آب 2013، وقد أصدر القضاء الفرنسي مذكرة توقيف دولية بحقه.
والجمعة، تلقى القضاء اللبناني برقية أميركية من الشرطة الدولية (الإنتربول) "طلبت توقيف جميل الحسن إذا ما كان موجودا على الأراضي اللبنانية، أو إن دخل لبنان، وتسليمه إلى السلطات الأميركية".
وتتهم البرقية الحسن، مدير المخابرات الجوية السورية السابق، بـ"ارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، وتحمله المسؤولية المباشرة عن إلقاء آلاف الأطنان من البراميل المتفجرة على الشعب السوري وقتل آلاف المدنيين الأبرياء بمساعدة مسؤولين عسكريين وأمنيين".
وأفاد مصدر قضائي لبناني بأنه ليست لديه أي معلومات عن وجود الحسن على الأراضي اللبنانية، لكنه أكد أنه سيتم اعتقاله إن ثبت وجوده.
وقضت محاكم فرنسية غيابيا بسجن مملوك وحسن مدى الحياة بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
هروب في اللحظة الأخيرةومن الشخصيات البارزة الأخرى التي هربت في اللحظة الأخيرة بثينة شعبان، المترجمة السابقة لحافظ الأسد والمستشارة السياسية لابنه بشار.
وتوجهت شعبان إلى لبنان ليل 7 إلى 8 ديسمبر/كانون الأول، وغادرت عبر مطاره إلى أبو ظبي، بحسب أحد أصدقائها في بيروت.
كما فر كفاح مجاهد، قائد كتائب حزب البعث، الذراع العسكرية للحزب الحاكم السابق، على متن قارب إلى لبنان، بحسب مصدر في الحزب.
ولجأ مسؤولون آخرون إلى بلداتهم وقراهم في المناطق العلوية بسوريا، على ما أفاد البعض منهم.
إعلانمن ناحية أخرى، قضى رجل الأعمال إيهاب مخلوف، ابن خال بشار الأسد، في السابع من ديسمبر/كانون الأول، أثناء محاولته الفرار من دمشق، وأصيب شقيقه التوأم إياد، بحسب مسؤول عسكري في النظام السابق.
وتردد أن شقيقهم الأكبر رامي مخلوف -الذي يُعد أغنى رجل في سوريا ورمز الفساد فيها والذي تم تقليص نفوذه خلال السنوات الأخيرة- موجود حاليا في الإمارات.
ومن بين الشخصيات السورية الأخرى التي دخلت الأراضي اللبنانية، بحسب مصدر أمني وآخر في أوساط الأعمال، غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد، ورجلا الأعمال محمد حمشو وخالد قدور المقربان من ماهر الأسد، وكذلك أيضا سامر الدبس وسمير حسن.
واستفاد جميعهم من مزايا حصلوا عليها بسبب قربهم من النظام.
وذكر وزير لبناني سابق كان مقربا من السلطات السورية أن العديد من كبار الضباط حصلوا على عبور آمن من الروس للوصول إلى قاعدة حميميم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دیسمبر کانون الأول ماهر الأسد إلى روسیا بحسب مصدر
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة تواصل بشار الأسد مع استخبارات بريطانيا بأمر من والده؟
أثارت وثائق متداولة عن تورط زوجة الرئيس السوري المخلوع أسماء الأسد في علاقة مع الاستخبارات البريطانية قبل زواجها ببشار الأسد، بينما شكك مقربون من المجتمع السوري في لندن في دقة هذه الوثائق.
وقدم مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي البريطاني (كابو) في لندن، كريس دويل، قراءة جديدة لهذه الوثائق، مستندًا إلى خبرته الطويلة في شؤون الشرق الأوسط وعلاقاته المتشعبة بالمجتمع السوري في بريطانيا.
وبحسب صحيفة النهار اللبنانية أبدى دويل تحفظه بشأن مصداقية الوثيقتين، حيث أكد أنه من الصعب تصديق أن علي دوبا، رئيس المؤسسة الاستخبارية السورية في ذلك الوقت، لم يكن على علم بتواصل بشار الأسد مع البريطانيين، إذا كان ذلك قد حدث بالفعل.
وأضاف أن الأسد الأب، المعروف بصرامته ودهائه، لم يكن ليسمح بتواصل من هذا النوع دون علمه، ولو كان التواصل قد تم دون موافقته لكان ردّ فعله عنيفًا تجاه ابنه وعائلة الأخرس.
وفقًا لأحد التقارير المتداولة، فإن بشار التقى أسماء الأسد ووالدتها بالإضافة إلى إليزا ماننغهام-بورل، المسؤولة الرفيعة في الاستخبارات الداخلية البريطانية، في لقاء دام ثلاث ساعات عام 1992. إذا صحت هذه المعلومات، فمن غير المرجح أن يكون حافظ الأسد قد ترك الأمر يمر مرور الكرام، خاصة أن تقريرًا آخر يشير إلى أن أسماء تلقت مساعدة من الاستخبارات البريطانية للحصول على وظيفة في لندن.
الملفت في هذه القضية هو غياب أي رد فعل عقابي من حافظ الأسد تجاه بشار أو عائلة الأخرس، مما يفتح الباب أمام احتمال أن يكون التواصل قد تم بتوجيه من الأسد الأب نفسه.
يرى دويل أن دمشق ربما سعت إلى استخدام بشار كقناة اتصال غير رسمية مع البريطانيين، خاصة أن بريطانيا كانت مهتمة بفهم توجهات النظام السوري بشكل أعمق. وفي المقابل، قد يكون النظام السوري رأى في هذا التواصل وسيلة لإرسال رسائل إلى الغرب عبر ابنه الذي لم يكن حينها ضمن الدائرة الرسمية للسلطة.
أما فيما يخص عائلة أسماء الأسد، فقد أشار دويل إلى أن معرفته بهم كانت محدودة، إذ التقى أسماء مرة واحدة في دمشق عام 2006، حيث بدت له ودودة لكنها لم تقدم دعمًا ماليًا لمشروع خيري كان يعمل عليه. أما والدها، الدكتور فواز الأخرس، فقد وصفه بأنه شخص جاد ورسمياً للغاية، مضيفًا أن الجمعية السورية البريطانية التي أسسها الأخرس عام 2003 لم تكن تعمل على تعزيز العلاقات السورية البريطانية بقدر ما كانت تروّج للنظام السوري.
من جانبه، ذكر طبيب سوري مقيم في بريطانيا منذ عقود أن الأخرس كان معروفًا بصرامته، مستذكرًا محاضرة طويلة ألقاها خلال تكريمه من قبل الجمعية الطبية السورية في لندن قبل نحو عشرين عامًا. ورغم الدور الذي لعبته هذه الجمعية في التواصل بين السوريين في بريطانيا، فإنها كانت تخدم بشكل رئيسي مصالح النظام السوري.
في ظل هذه المعطيات، تبقى التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين بشار الأسد والاستخبارات البريطانية مفتوحة، وإن كانت الوثائق المتداولة قد أُثيرت حولها شكوك قوية. يبقى الاحتمال الأقرب إلى المنطق أن الأسد الأب كان على علم بالتواصل، وربما كان هو من أمر به في إطار محاولاته لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الغرب، حتى وإن كان ذلك بطرق غير مباشرة.