الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية بين الكونغرس والسينما
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
فاز فيلم "إي.تي" بأربع جوائز أوسكار عام 1982
شهد الأسبوع الماضي عقد الكونغرس الأمريكي جلسة استماع عامة تناولت قضية قد يراها البعض غريبة؛ إذ ناقش النواب الأمريكيون قضية "الأجسام الطائرة المجهولة" وذلك لأول مرة في التاريخ وسط تنامي المخاوف بشأن التهديدات التي تكون مصدرها هذه الأجسام على قطاع السفر وعلى الأمن القومي.
مليوني شخص عبروا عن استعدادهم للانطلاق في رحلة قريبا للبحث عن كائنات فضائية بقاعدة عسكرية مصنفة سرية، فهل أصاب هؤلاء الجنون؟ أم أن هناك احتمال حقيقي لوجود حياة خارج نطاق كوكب الأرض؟ وماذا سيحدث إن كان هذا الأمر صحيحاً؟
ظواهر غامضة ـ هل الأرض مراقبة من قبل حضارات فضائية؟أجج تقرير مثير لوزارة الدفاع الأمريكية الجدل بشأن ظواهر جوية غامضة وعلاقتها المحتملة بكائنات ذكية غير أرضية. التقرير اعترف بعجز القوة العظمى الأولى في العالم بتفسير هذه الظاهر، تاركة الباب مفتوحا لجميع الاحتمالات.
استطلاع: غالبية الألمان يؤمنون بوجود كائنات فضائيةعثر العلماء على كواكب شبيهة بالأرض خارج نظامنا الشمسي، والبحث عن شكل من أشكال الحياة خارج الأرض لم يكلل بالنجاح حتى الآن، لكن أكثر من نصف الألمان يعتقدون بوجود كائنات فضائية التي لا يمكن التواصل معها بسبب بعدها عن الأرض.
وتناولت الجلسة كذلك قضية تستر محتمل لبرامج تمولها الحكومة الأمريكية بهدف التحقيق في الأجسام الطائرة غير البشرية.
وفي برلين قام المسؤولون عن معرض يحمل اسم "A UFO in 1665" أو "جسم طائر مجهول عام 1665" في مكتبة برلين للفنون "Kunstbibliothek"، إلى تنظيم زيارة مجانية قبل أيام لمناقشة قضية الكائنات الفضائية المثيرة للجدل.
ويعود اسم المعرض إلى مزاعم بوجود جسم طائر مجهول في ألمانيا قبل 350 عاماً، إذ قِيل في الثامن من أبريل / نيسان من ذاك العام إن "ستة صيادين رصدوا ظاهرة سماوية غير مفهومة تمثلت بنشوب معركة جوية فوق بحر البلطيق بالقرب من مدينة شترالسوند الألمانية"، بحسب موقع "المتاحف الوطنية في برلين".
وعلى مر السنين، ظلت الأجسام الطائرة المجهولة وما تحمله من كائنات فضائية مزعومة تزور الأرض محور كتب ومقالات وأفلام حتى باتت جزءاً من الثقافة الشعبية رغم عدم إثبات ذلك علمياً.
وقد ساعدت هوليود في زيادة الزخم بشأن الأجسام الطائرة المجهولة حيث أنتجت أعمالاً أبرزها المسلسل التلفزيوني "مورك وميندي" في السبعينيات من القرن الماضي وفيلم "إكس فايلز" (الملفات الغامضة) وفيلم "إي.تي" وفيلم "من إن بلاك" (رجال في ملابس سوداء).
ولم يتوقف الأمر على الأفلام بل ألهمت الأجسام الطائرة المجهولة بعض الفرق الموسيقية مثل فرقتي "الكاربنترز" و"راديوهيد" في بريطانيا.
تقرير DW التالي يرصد كيف أصبحت الأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية التي يُزعم أنها تقصد الأرض وتتفاعل مع البشر جزءاً من ثقافتنا.
لعب الفنان الكوميدي الراحل روبين ويليامز دور الكائن الفضائي "مورك" الذي جاء إلى الأرض لدراسة سلوك البشر
"مورك وميندي"
يدور مسلسل "مورك وميندي" الذي أنتج في سبعينيات القرن الماضي حول الكائن الفضائي "مورك" الذي لعب دوره الفنان الكوميدي الراحل روبين ويليامز. وجاء مورك من كوكب "أورك" إلى الأرض لدراسة سلوك البشر وهبط في مدينة بولدر بولاية كولورادو حيث التقى بميندي وهي صحافية شابة لعبت دورها الممثلة الأمريكية باميلا دوبر.
"إكس فايلز"
كانت البطولة في الفيلم من نصيب جيليان أندرسون وديفيد دوشوفني. كان البطلان في الفيلم عميلين خاصين لمكتب التحقيقات الفيدرالي هما دانا سكالي وفوكس مولدر. عرض الفيلم لأول مرة في عام 1993. واشتهرت موسيقى الفيلم بشكل كبير في أنحاء العالم إذ باتت تدل على الإثارة والمغامرة والغموض.
"إي.تي"
يعد فيلم الخيال العلمي "إي.تي" والذي اُنتج عام 1982 من أكثر الأفلام التي تدور حول الكائنات الفضائية رواجاً في العالم من بطولة هنري توماس ودرو باريمور وإخراج ستيفن سبيلبرغ وتأليف ميليسا ماثيسون.
ويسرد الفيلم قصة الكائن الفضائي "إي.تي" الذي يهبط على الأرض ويرغب في العودة إلى وطنه بعدما تقطعت به السبل في إحدى ضواحي ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث يلتقي بالطفل إليوت الذي يساعده في العودة إلى الفضاء.
فاز الفيلم بأربع جوائز أوسكار عام 1982 ورسخ اسم ستيفن سبيلبرغ في عالم السينما.
حققت النسخة الأولى من الفيلم "من إن بلاك" نجاحاً كبيراً بأرباح تجاوزت 600 مليون دولار في جميع أنحاء العالم
"من إن بلاك"
يعد الفيلم، وهو من بطولة ويل سميث وتومي لي جونز، من أشهر أفلام الخيال العلمي الكوميدية الأمريكية. وتدور أحداثه حول كاي وجاي اللذين يعملان في وكالة تمولها الحكومة بشكل سري لمراقبة نشاط الكائنات الفضائية على كوكب الأرض.
وفي العمل يحقق البطلان في محاولة قاتل فضائي محترف حط رحاله في الأرض اغتيال اثنين من سفراء المجرات المعارضة يقيمان في مدينة نيويورك.
حققت النسخة الأولى من الفيلم في عام 1997 نجاحاً كبيراً بأرباح تجاوزت 600 مليون دولار في جميع أنحاء العالم فيما بلغت ميزانية الفيلم أكثر من 90 مليون دولار.
توم يورك من فرقة "راديوهيد" البريطانية التي حققت شهرة بفضل تناولها موضوعة الكائنات الفضائية
من السينما إلى الموسيقى
حققت فرقة "راديوهيد" البريطانية نجاحاً كبيراً في عالم موسيقى الروك عام 1997 مع إصدارها ألبوم "OK Computer" ، ثم تلى ذلك نجاح أغنية "Subterranean Homesick Alien" التي تسرد رغبة شخص من أن يُختطف من قبل كائنات فضائية للهروب من حياته البائسة على الأرض.
في عام 1977، أصدر فريق "الكاربتنرز" أغنية "Calling Occupants of Interplanetary Craft" التي حققت نجحت بشكل كبير، رغم أن الأغنية صدرت قبل ذلك بعام لفرقة كندية. تدعو الأغنية المستمعين إلى التواصل مع كائنات فضائية عن طريق العقل.
جون سيلك /م.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الكائنات الفضائية الكونغرس الأمريكي الثقافة الشعبية السينما أخبار ألمانيا المخابرات الأمريكية الحرب الباردة الاتحاد السوفياتي الكائنات الفضائية الكونغرس الأمريكي الثقافة الشعبية السينما أخبار ألمانيا المخابرات الأمريكية الحرب الباردة الاتحاد السوفياتي الکائنات الفضائیة کائنات فضائیة
إقرأ أيضاً:
وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
"الحق الديني القومي اليهودي في جبل الهيكل"؛ تحت هذا العنوان وقّع مجموعة من الوزراء وأعضاء الكنيست الحاليين والسابقين رسالتهم التي وجهوها قبل أيام للكونغرس الأميركي بمجلسيه "الشيوخ والنواب" من أجل المضي قدما لإعلان في الكونغرس "للاعتراف بالحق الأبدي وغير القابل للجدل للشعب اليهودي" في المسجد الأقصى.
وفي رسالتهم يدّعي الموقعون أنه تقع في هذا المسجد معابدهم التي دمرتها الإمبراطوريتان البابلية والرومانية منذ حوالي 2500 و1900 عام، ويزعمون أنه "بينما تضمن دولة إسرائيل ذات السيادة الوصول إلى الأماكن المقدسة لجميع الأديان، فإن الشعب اليهودي على وجه التحديد هو الذي يُحرم من الوصول الحر الكامل إلى مكانه المقدس بسبب الضغوطات الدولية الشديدة".
وبالتالي -وفق نص الرسالة- فإن "الاعتراف الرسمي من جانب الدولة الرائدة في العالم والصديقة الكبرى لإسرائيل من الممكن أن يساعد في تحييد هذه الضغوط".
وفي ذيل الرسالة وقّع 16 شخصا من المطالبين بهذا الإعلان الرسمي، بينهم وزير الاتصالات الإسرائيلي ووزير الثقافة والرياضة وكلاهما من حزب الليكود، بالإضافة لأعضاء كنيست حاليين بينهم يهودا غليك، وعضو الكنيست السابق موشيه فيغلين، كما وقع على العريضة نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أرييه كينغ.
يقول خالد العويسي، الأستاذ المشارك بدراسات بيت المقدس ورئيس قسم التاريخ الإسلامي جامعة أنقرة للعلوم الاجتماعية إن ما تصبو إليه هذه الجماعات هو اتخاذ خطوات عملية لتغيير الوضع في المسجد الأقصى، والمباركة الأميركية حجر أساس للتقدم في إنجاح هذه التغييرات.
إعلانوأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى نصت على جعل الأقصى مكان عبادة لجميع الأديان، وكان ذلك نقطة تحول في سياسة الاحتلال للسماح لليهود بالقيام بطقوس داخل المسجد كالسجود الملحمي، بعد أن كان ممنوعا ويتم إخراج من يحاول القيام بأي طقوس يهودية.
"والآن بعد عودة ترامب وتشكيلته الصهيومسيحية وسياسة الكاوبوي، تحاول جماعات الهيكل الاستفادة قدر المستطاع لتحقيق أهدافها بالأقصى والتي تتقاطع مع الصهيونية المسيحية في فكرة بناء هيكل يهودي على أنقاض المسجد" وفق الأكاديمي العويسي.
وقطعت إدارة ترامب الجديدة -وفقا للأكاديمي عويسي- شوطا في تغيير المصطلحات، كاستخدام "يهودا والسامرة" بدل الضفة الغربية، وهذا أغرى الجماعات المتطرفة ودفعها للتقدم بمثل هذه العريضة لمطالبة مجلس الشيوخ الأميركي للاعتراف بالحق اليهودي في أولى القبلتين.
ورجّح العويسي أنه مع إدارة ترامب وسياساته غير المتوقعة تستطيع هذه الجماعات الحصول على أكثر مما تسعى إليه، "وبما أن إسرائيل مرتبطة بالغرب ارتباطا عضويا من بداية تاريخها إلى اليوم لا تستطيع أن تأخذ أي قرار بمفردها باعتبارها ممثل الغرب في المنطقة، رغم أنهم يحاولون الخروج من هذه البوتقة.
"إذا أخذوا اعترافا رسميا من أميركا بخصوص الحق اليهودي في الأقصى فسيلقون بالضغوطات الدولية الأخرى في سلة المهملات، وسيشرعون بتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه حتى الآن كحلم بناء كنيس داخل المسجد والهيكل الثالث".
أما الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف فاستهل حديثه للجزيرة نت بالقول إنه رغم ما يظهر فعليا على السطح بأن جماعات المعبد المتطرفة وحكومة الاحتلال تملك سيطرة من نوع ما على الأقصى والأراضي المحتلة، فإن الحقيقة أنها تشعر بعدم إحكام سيطرتها بالكامل حتى اللحظة، وبالتالي تسعى لتحصيل الحماية الأميركية لأي تحرك دراماتيكي متطرف يتعلق بمسألة في غاية الحساسية مثل قضية الأقصى.
إعلان"تشعر الجماعات المتطرفة بأنها بحاجة لدعم غير مشروط من الإدارة الأميركية الحالية في الملفات الحيوية والحساسة كضم الضفة الغربية وتحقيق مشروع القدس الكبرى، بالإضافة للاعتراف بحقوق الصلاة والعبادة لليهود داخل الأقصى وهو الأمر الذي يوصلها إلى تحقيق هدفها المرحلي الأساسي بإقامة كنيس داخل المسجد".
وتخشى هذه الجماعات -وفقا لمعروف- من تبعات هذا التحرك في حال قامت به من دون غطاء أميركي، لأنها ترى فيها غطاء دوليا باعتبار أن الإدارة الحالية يمكن أن تفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وأن تسكت أي أصوات دولية معارضة لأي تحركات إسرائيلية تتعلق بهذه القضية الحساسة.
وأضاف: "تسعى الجماعات المتطرفة الآن للحصول على اعتراف التيار المسيحي الصهيوني المحافظ الذي يسيطر على الحزب الجمهوري والكونغرس الأميركي بغرفتيه النواب الشيوخ، ومن خلال هذا الاعتراف تريد الحصول على الدعم الكامل من إدارة ترامب، فهي تظن أنها بذلك تستطيع تجاوز الرفض الدولي المتوقع".
وفي قراءته لهذه الخطوة الجديدة يرى معروف أن هذه الجماعات مخطئة بشكل كبير في تقديراتها لقوة إدارة ترامب وقدرته على فرض رؤيتها على العالم كله، وأكبر دليل على ذلك أنه عندما اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال عام 2017 فشل في إقناع دول العالم الأخرى بذلك وبنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس كما فعل.
ولم يتعد الأمر مجموعة صغيرة جدا من الدول غير المؤثرة، وهذ الأمر يدل على ضيق الأفق والفشل الإستراتيجي بالنظر إلى الحراك والتغيرات العالمية التي أنتجتها الأحداث الأخيرة في قطاع غزة من تأثير على الرأي العام العالمي، وبالمقابل "ما تزال هذه الجماعات تظن أن إدارة ترامب بأسلوبها الاعتباطي يمكنها أن تفرض على المجتمع الدولي بالقوة ما لا تستطيع أن تفرضه بسلطة القانون" يضيف معروف.