338 مقبرة غامضة في منطقة أبيدوس.. لماذا بناها المصريون وكيف كان شكلها؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
في صعيد مصر، حيث تقف شواهد الحضارة المصرية دليلا على عظمة تاريخ ساحر هناك واحدة من أقدم المدن وأهم المواقع الأثرية، هي أبيدوس، وتحتوي مقابرها بطابعها الفريد وأهميتها التاريخية على قصص عن الملوك والآلهة والمعتقدات القديمة، ذُكرت حكاياتها ومحتواياتها في كتاب «سر الأهرامات» المُترجم لـ عالم المصريات التشيكي، ميروسلاف فيرنر، المتخصص في تاريخ وآثار مصر القديمة.
يقول عالم المصريات التشيكي كانت الفكرة الرئيسية لمقابر أبيدوس أكبر من مجرد ركام من الرمال، فهي مكان مقابر عصر الأسرات الأول بالتقاليد الدينية في مصر العليا في فترة ما قبل الأسرات، وعلى الجانب الغربي لأبيدوس بالقرب من مصب الوادي الكبير جبانة تحتوي على مقابر أقدم الملوك منذ نهاية فترة ما قبل الأسرات وبداية عصر الأسرات المبكر، ما يعني أنها مجموعة معمارية كاملة تقع في الصحراء.
الجزء السفلى من تلك المقابر عبارة عن حجرة دفن وحجرة أو أكثر للتخزين تستخدم في حفظ الأثاث الجنائزي، ويتكون الجزء العلوى منها من تل رملي منخفض، يتراوح ارتفاعها بين متر ومترين ونصف يحيط به سور، وبحسب وصف عالم المصريات فإن المنطقة يحيط بها مقابر فرعية بلغ عددها في عصر الملك «جر» 338 مقبرة، وقد دفن في تلك المقابر الفرعية خدم الملك وزوجاته، ويبدو أن العديد منهم قد تم ماتوا أثناء الطقوس الجنائزية ودفنهم مع الملك في الوقت نفسه.
فيما بعد دمرت الجبانة الملكية في أبيدوس وتم حرقها، ومن الصعب إعادة رسم شكلها الحقيقي وتحتوي أقدم جبانات أبيدوس على مجموعة كبيرة من كسرات أواني.
يوجد في كوم السلطان مكان عبادة الإله «خنتي أمنتي» ومن بعده الإله أوزير، وبها قلاع كبيرة يبلغ ارتفاعها الأصلى عن عشرة أمتار ومبنية من الطوب اللبن الجاف ومكسوة ومطلية باللون الأبيض ومزينة من الخارج، أما من الداخل فهي فارغة في معظمها ، فيما عدا بناء صغير من الطوب اللبن بالقرب من المدخل، ويعتقد بأن طقوس الدفن كانت تتم فيها في وقت من الأوقات، ويبدو أيضا أن تلك الأبنية كانت تهدم على عجل بعد انتهاء الطقوس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أبيدوس مقابر منطقة ابيدوس جبانة
إقرأ أيضاً:
أسرار مذهلة تُكشف لأول مرة في مقبرة توت عنخ آمون!
شمسان بوست / متابعات:
كشفت دراسة حديثة عن أسرار جديدة داخل مقبرة الفرعون توت عنخ آمون، والتي اكتشفت عام 1922 في وادي الملوك بمصر، واعتُبرت أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.
وعلى الرغم من مرور أكثر من مئة عام، لا تزال المقبرة تثير التساؤلات، حيث يزعم الدكتور نيكولاس براون، عالم المصريات بجامعة ييل، أن بعض القطع الأثرية التي وُصفت سابقا بأنها “متواضعة”، تحمل دلالات لم تكتشف بعد.
وأعاد براون تفسير الصواني الفخارية والعصي الخشبية التي وُضعت بالقرب من تابوت الفرعون، مشيرا إلى أنها لم تكن مجرد أدوات جنائزية تقليدية، بل كانت جزءا أساسيا من طقوس جنازة أوزوريس، إله العالم السفلي.
ويرجّح الباحث أن الصواني الطينية كانت تستخدم في تقديم قرابين سائلة، مثل صب ماء النيل، الذي اعتُقد أنه يساعد في إعادة الحياة إلى جسد المتوفى، بينما قد تكون العصي الخشبية، التي وُضعت بالقرب من رأس توت عنخ آمون، لعبت دورا في “إيقاظ” الفرعون طقسيا، استنادا إلى الأسطورة التي يُؤمر فيها أوزوريس بالاستيقاظ بواسطة عصيّ محمولة خلف رأسه.
ويقول براون إن ترتيب هذه القطع يحاكي طقوس صحوة أوزوريس، ما يشير إلى أن توت عنخ آمون كان ربما أول من ابتكر هذه الطقوس عند وفاته.
وتأثرت الطقوس الجنائزية في عهد توت عنخ آمون بسياسات سلفه أخناتون، الذي غيّر العقيدة الدينية للدولة لتركز على عبادة آتون، قرص الشمس، متجاهلا الطقوس التقليدية المرتبطة بأوزوريس.
ويوضح براون أن هذه التغييرات أثرت على طقوس البعث، لكن بعد وفاة أخناتون، استعاد توت عنخ آمون والمسؤولون من حوله المعتقدات الدينية القديمة، وأعادوا دمج أوزوريس في الطقوس الجنائزية الملكية.
وأثار تفسير الدكتور براون نقاشا بين علماء المصريات، حيث يوافق جاكوبس فان ديك، عالم المصريات بجامعة غرونينجن، على أن الصواني الطينية كان لها غرض طقسي، لكنه يقترح أن العصي قد تكون مرتبطة بطقس آخر يعرف باسم “تعويذة المشاعل الأربع”، حيث يمسك 4 أشخاص بالمشاعل عند زوايا التابوت لإرشاد الملك عبر العالم السفلي، قبل أن تطفأ المشاعل في الصواني الطينية المملوءة بسائل يشبه “حليب بقرة بيضاء”.
يذكر أن الاهتمام بمقبرة توت عنخ آمون استمر منذ اكتشافها عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، الذي دخلها لأول مرة بعد العثور على درجات تقود إلى مدخل مختوم بأختام هيروغليفية.
وفي فبراير من العام التالي، تمكن الفريق من فتح الحجرة بالكامل، ليكتشفوا التابوت الحجري المذهل الذي احتوى على مومياء الفرعون الشاب، وسط مجموعة من الكنوز التي صُممت لمرافقته في رحلته إلى الحياة الآخرة.
ورغم مرور قرن، لا تزال الدراسات تلقي الضوء على تفاصيل جديدة حول طقوس الدفن والمعتقدات الدينية لمصر القديمة، ما يثبت أن إرث توت عنخ آمون لا يزال حيا حتى يومنا هذا.
نشرت الدراسة في مجلة الآثار المصرية.
المصدر: ديلي ميل