في تطور مفاجئ لدور الإسلاميين في الحرب الجارية الان في السودان و تزامنا مع خطاب الفريق البرهان بمناسبة العيد الستين للقوات المسلحة انتشر في الوسائط بيان صادر عن الحركة الإسلامية السودانية حيت فيه مجاهدات افراد الجيش السوداني وكشفت عن تقديمها ارتال من أبنائها كشهداء فيما اشارت اليه باسم معركة الكرامة و اكدت انها ستظل سندا للجيش في معركته مع القوى المتمردة .

وينظر لهذا البيان كاعتراف واضح و صريح بوجود كتائب من الإسلاميين تقاتل مع القوات المسلحة الامر الذي ظلت قيادة الجيش تنفيه نفيا قاطعا طيلة الفترة السابقة . كما يعتبر البيان بمثابة جرس انذار بان النظام البائد ما زال حاضرا في المشهد السياسي السوداني بقوة وانه بداء يستخدم ورقة كتائب الظل و الحركات الجهادية لرسم صورة جديدة للمشهد و خلق واقع جديد بقوم على توسيع رقعة الصراع و اخرجه من السياق المعروف كحرب الجيش مع مليشيا متمردة الى سياق اخر يقوم على توصيف الحرب بانها حرب ضد مشروع استئصال الدولة الدينية في السودان والذي يحتم اصطفاف كل التيار الإسلامي العريض (الذي يشمل الإسلاميين و التيار السلفي المتشدد و الحركات الجهادية ) دفاعا عن الدين ومكتسبات الامة حسب زعمهم. وقد اصبح الامر جليا الان بان مستقبل السودان سيكون ارض الجهاد الجديدة و معقل الحركات الإسلامية الجهادية التي ستقود الحرب ضد مليشيات عرب الشتات القادمة من الصحراء و المتحالفة مع تيار الدولة المدنية ( العلماني ) مما ينذر بطول امد الحرب في السودان .
لقد درج الإسلاميين في السابق و منذ قيامه دولتهم في السودان في عام 1989 على استقطاب التيارات الإسلامية الحركية من شتى انحاء العالم بغرض إعطاء زخم اعلامي لمشروعهم الحضاري المزعوم على الصعيد العالمي والترويج للسودان كحاضنة لتيار الإسلام السياسي والسلفي السني المتشدد و نموذج موازي لنظام الملالي الشيعي في ايران . وقد أدى هذا الانفتاح على التيارات الإسلامية الى هجرة مجموعات كبيرة من العناصر السلفية والحركية من المحيط الإقليمي والدولي صوب السودان خصوصا وان ذلك التوقيت قد توافق مع انتهاء الحرب الأفغانية وانهيار الاتحاد السوفيتي و رجوع ما يسمى بالمجاهدين العرب من أفغانستان الى بلدانهم والتي لم تكن راغبة في استقبالهم او الاستماع اليهم فبدأت في التضييق الأمني عليهم ودفعتهم الى مغادرة بلدانهم كرها وكان السودان هو الوجهة الملائمة في ذاك التوقيت .
واصبح السودان والذي لم يكن يوما بعيدا عن فكر وتاريخ الجماعات الجهادية ملاذا لحركات الإسلام السياسي حركة حماس الفلسطينية و حركة النهضة التونسية و الاخوان المسلمين من مصر و السلفية الجهادية التي كانت نواة للجماعات الإرهابية التي ظهرت في ما بعد.
قد عاش مجموعة من قادة هذه الحركات الجهادية في السودان ويعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ابرزهم فقد مكث عدة سنوات في السودان و كان له نشاط اقتصادي كبير و قد أسس عدة شركات عملت في مجالات مختلفة كالبناء والتشييد وتعبيد الطرق وبعض الأنشطة الزراعية و اعتبر الشريك الأكبر لمعظم المشاريع الحكومية في تسعينات القرن الماضي و اذكر ان ثاني اكبر مطار في السودان قد أنشئ في مدينتي بورتسودان بشرق السودان و كان يطلق عليه عندنا مطار بن لادن كما كانت له علاقات قوية مع قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية السودانية على راسهم الدكتور الترابي و الرئيس البشير وقد سهل له ذلك انشاء معسكرات لتدريب المجاهدين الذين مثلوا نواة تنظيم القاعدة الإرهابي ويعتبر هذا من المأخذ التي أدت الى وضع الحكومة السودانية في قائمة الدول الراعية للإرهاب من قبل الإدارة الامريكية .
في المقال القادم سأتناول الخطر المحدق على مستقبل الدولة السودانية في حال اخذ الصراع الحالي بعدا عقائديا .
يوسف عيسى عبدالكريم .

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

مجزرة (تكايا) الحلفايا ستقود السودان إلى حرب أهلية!

إن فوكس

نجيب عبدالرحيم أبوأحمد

najeebwm@hotmail.com

قلنا وسنظل نقول.. لا للحرب العبثية المدمرة المجهولة الحسم التي (تشابهت فيها ألوان الكاكي) والطاسة ضايعة والضحية المواطن وطال الإنتظار في (في محطة الموت) كنا نعتقد ان قواتنا المسلحة ستحسمها في سويعات حسب تصريحات قادة الجيش ونحن الآن في خواتيم العام الثاني وقوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر وارتكبت مجازر فظيعة واحتلت المنازل في مدينة ود مدني حاضرة الولاية ومدنها وقراها وقتلوا وسرقوا الممتلكات ودمروا كل مؤسسات الولاية الحكومية والمحال التجارية وشردوا أهلنا وأصبحوا نازحين والجوع والمرض قضى على الكثير منهم واصبح الأحياء منهم ك( المسافر بلا طريق) وعلى مرمى حجر من التسول والزوال وما نشاهده في الميديا عن المعارك شو إعلامي لا يمت باي صلة على أرض الواقع. وتحرير مدني الجزيرة أصبح ( حدوتة) ؟؟!!
التاريخ يعيد نفسه حيث نجد أن المواطن دائماً هو الضحية لهذه الحرب التي نشبت بين قوات الدعم السريع والجيش من أجل السلطة والاثنين من رحم واحد وآلة الحرب تحصد في ارواح المواطنين الابرياء العزل وهنا لا فرق بين ما تقوم به هذه المليشيات اللاإسلامية وقوات الدعم السريع التي كانت انشودة يتغنى بها الفلول (والقونات الكوزات) رغم انتهاكاتهم المستمرة قبل وبعد الحرب.
سبق أن نشرت مقال عام ٢٠٢٠م ابان فترة حكومة الثورة الديسمرية بعنوان: تفلتات (الدعم السريع) خنجراً في خاصرة المدنية https://www.alrakoba.net/31503373/%D8%AA%D9%81%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%AA-المقال
رابط المقال
في خضم الاحداث الدموية المتفرقة التي تشهدها البلاد شاهدنا فيديو نشر على منصات مواقع التواصل الإجتماعي لقوات متحالفة مع الجيش تتبع للحركة الإسلامية قامت بقتل عدد من الشباب المتطوعين العزل في مطابخ تكايا الحلفايا بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع والتمثيل بجثثهم ما قامت به هذه المجموعة الدموية نفس طريقة الغستابو (حاضنة الموت النازية) للزعيم النازي هتلر التي تقوم بمهمات عديدة.. التعامل الأمني مع الأحزاب السياسية المنافسة والحركات المعارضة للحزب النازي من أجل حماية الدولة ولديهم صلاحيات مطلقة وغير مراقبة قانونيا يعتقلوا يغتالوا المعارضين بالآلاف ودون أي إذن قضائي أو محاكمةوما يفعلونه يؤكد على أن قانون المليشيات وكتائب الظل التي تتبع للحركة اللاإسلامية هو الحاكم وقانون الدولة هو الغائب وتطبيق شريعة الغاب التي ستؤدي إلى حرب أهلية يفكر المواطن بحمل السلاح للدفاع عن نفسه وعائلته وممتلكاته والوطن سيكون نماذج للصوملة واللبننة والعرقنة والسورنة وتضاف إليهم (السودنة) التي تختلف عن السورنة بحرف الدال .
الجيش حامي الوطن وسياجه المنيع ومهمته الدفاع عن الوطن وثرواته وشعبه وارضه وليس الدفاع عن نظام قمعي إنما من أجل الكرامة والحرية التي سلبها نظام الإتقاذ منه على مدى ثلاثة عقود والآن يريد النظام من خلال المليشيات اللاإسلامسة التي تقاتل بجانب الجيش تصفير ثورة ديسمبر المجيدة وإلصاق التهم الكيدية ضد شباب لجان المقاومة التي أسقطت نظامهم الشمولي ولذا قاموا بتصفيتهم داخل المنازل وفي الميادين العامة والقصد من ذلك رسالة للثوار وكل من يقول لا للحرب خائن وعميل وتعد تهمة ثابتة وسنقتله ونسلخه مثل الشاة في رابعة النهار ليكون عظة للثوار الديسمبريون..
رسالة إلى النائب العام لحكومة بورتسودان حديثك لقناة الجزيرة أن النيابة العامة تملك أدلة تثبت تورط رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك وقادة تنسيقية (تقدم) في جرائم حرب وإبادة جماعية وتطالب الانتربول القبض عليهم يا عمك انت (بتتكلم جد) الكل يعرف ان قادة تقدم لا يملكون (نبلة) ولا عكاز وفي نفس الوقت المادة (٣) من القانون الأساسي للانتربول تمنع التدخل في أي ملف سياسيي أو عسكري أو ديني أو عنصري حتى ( الفارة) الداقس بلغة الراندوك وبكل اللغات يعلم ذلك .. ياسعادتك عندك ملف مجزرة تكايا الحلفايا جاهز مرئي ومسموع ولا يحتاج إلى شهود ... لماذا لم تصدر أمر بالقبض على أعضاء المليشيا التي ارتكبت المجزرة وظهروا في البث المباشر صورة وصوت وهددوا أي شخص لم ينداح معهم بالقتل و( تقنية الفار) موجودة.. يا سعادتك لا تنسى القبض على المتهمين المطلوبين للمحكمة الجنائية والقبض على العسكر و( نفس الزول) الحايم والغائب من قادة الجيش والدعم السريع والمليشيات الأخرى التي شاركت في مجزرة اعتصام القيادة العامة التي راح ضحيتها آلاف من الشهداء والقبض على قادة الفرقة الأولى مشاة الذين سلموا (مفتاح) مدينة ود مدني للدعم السريع و(حدث ما حدث) .
نحن نعاني ولا زلنا نعاني من المؤتمر اللاوطني المحظور الذي نشر الفساد والنعرات القبلية والجهوية المرتبطة بالعصبية القبلية والجغرافيا التي أصبحت تتحكم في مصير السودان ما يحدث الآن سيقود إلى حرب أهلية تؤدي إلى تقسيم السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ترفع السلام والكل مع السلام ولا للحرب *يجب على السودانيين المقيمين بالخارج دعم منبر جدة للسلام
* ما يسمى بمؤتمر الجزيرة من أنتم ومن الذي فوضكم؟ .
*التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) وتحية خاصة للمناضل عبدالفتاح الفرنساوي لن تكونوا لوحدكم .. سقوط الإنسان ليس فشلا ولكم لقاح لنصر قادم .. وغدا نعود وحتما نعود وتعود (ديسمبر) وترفع راية السلام

يجب على جميع السودانيين بالداخل وبالخارج دعم منبر جدة للسلام في أرض السلام
* سلم .. سلم .. حكم مدني .. ما قلنا ليك الحكم طريقو قاسي من أولو ….
*لا للحرب .. والف لا …. لا للحرب..
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك  

مقالات مشابهة

  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • مجزرة (تكايا) الحلفايا ستقود السودان إلى حرب أهلية!
  • الحركة الاسلامية السودانية وتفكيك الجيش القومي السابق والمؤسسة العسكرية السودانية
  • بعد نقل العاصمة السودانية لها.. ماذا تعرف عن منطقة عطبرة؟
  • رجال الدين في السودان.. صراع التأصيل للحرب ودعوات المحبة والسلام
  • حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم إسرائيلي لن يتحقق
  • قيادي في حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم لن يتحقق
  • القوات: جاهزون للتجاوب مع دعوة بري لانتخاب رئيس
  • أحداث رواندا وطلاب الجامعات السودانية
  • المتحدث باسم الخارجية الأميركية: المسؤولون الأميركيون في كل المستويات يعملون بلا كلل من أجل حل الأزمة السودانية