بيان الحركة الإسلامية …. محاولة خلق سياق جديد للحرب الدائرة في السودان (1-2)
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
في تطور مفاجئ لدور الإسلاميين في الحرب الجارية الان في السودان و تزامنا مع خطاب الفريق البرهان بمناسبة العيد الستين للقوات المسلحة انتشر في الوسائط بيان صادر عن الحركة الإسلامية السودانية حيت فيه مجاهدات افراد الجيش السوداني وكشفت عن تقديمها ارتال من أبنائها كشهداء فيما اشارت اليه باسم معركة الكرامة و اكدت انها ستظل سندا للجيش في معركته مع القوى المتمردة .
لقد درج الإسلاميين في السابق و منذ قيامه دولتهم في السودان في عام 1989 على استقطاب التيارات الإسلامية الحركية من شتى انحاء العالم بغرض إعطاء زخم اعلامي لمشروعهم الحضاري المزعوم على الصعيد العالمي والترويج للسودان كحاضنة لتيار الإسلام السياسي والسلفي السني المتشدد و نموذج موازي لنظام الملالي الشيعي في ايران . وقد أدى هذا الانفتاح على التيارات الإسلامية الى هجرة مجموعات كبيرة من العناصر السلفية والحركية من المحيط الإقليمي والدولي صوب السودان خصوصا وان ذلك التوقيت قد توافق مع انتهاء الحرب الأفغانية وانهيار الاتحاد السوفيتي و رجوع ما يسمى بالمجاهدين العرب من أفغانستان الى بلدانهم والتي لم تكن راغبة في استقبالهم او الاستماع اليهم فبدأت في التضييق الأمني عليهم ودفعتهم الى مغادرة بلدانهم كرها وكان السودان هو الوجهة الملائمة في ذاك التوقيت .
واصبح السودان والذي لم يكن يوما بعيدا عن فكر وتاريخ الجماعات الجهادية ملاذا لحركات الإسلام السياسي حركة حماس الفلسطينية و حركة النهضة التونسية و الاخوان المسلمين من مصر و السلفية الجهادية التي كانت نواة للجماعات الإرهابية التي ظهرت في ما بعد.
قد عاش مجموعة من قادة هذه الحركات الجهادية في السودان ويعد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ابرزهم فقد مكث عدة سنوات في السودان و كان له نشاط اقتصادي كبير و قد أسس عدة شركات عملت في مجالات مختلفة كالبناء والتشييد وتعبيد الطرق وبعض الأنشطة الزراعية و اعتبر الشريك الأكبر لمعظم المشاريع الحكومية في تسعينات القرن الماضي و اذكر ان ثاني اكبر مطار في السودان قد أنشئ في مدينتي بورتسودان بشرق السودان و كان يطلق عليه عندنا مطار بن لادن كما كانت له علاقات قوية مع قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية السودانية على راسهم الدكتور الترابي و الرئيس البشير وقد سهل له ذلك انشاء معسكرات لتدريب المجاهدين الذين مثلوا نواة تنظيم القاعدة الإرهابي ويعتبر هذا من المأخذ التي أدت الى وضع الحكومة السودانية في قائمة الدول الراعية للإرهاب من قبل الإدارة الامريكية .
في المقال القادم سأتناول الخطر المحدق على مستقبل الدولة السودانية في حال اخذ الصراع الحالي بعدا عقائديا .
يوسف عيسى عبدالكريم .
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
«الحركة الوطنية»: استضافة مصر المنتدى الحضري العالمي يعزز مكانتها دوليا
أكد الدكتور محمد مجدي، أمين حزب الحركة الوطنية في الجيزة، أن استضافة مصر المنتدى الحضري العالمي يعزز من مكانة الدولة المصرية الرائدة في القضايا الحضرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة أن المنتدى يعد منصة لدعم رؤية مصر 2030، من خلال عرض تجارب مصر الرائدة في التحضر المستدام، مثل تدشين المدن الذكية وتطوير العشوائيات وبناء مدن جديدة تراعي المعايير البيئية وتواجه التغيرات المناخية وتحافظ على البيئة.
وقف إطلاق النار في غزة ولبنانوقال «مجدي» في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي عمل على استغلال هذا المنتدى الدولي في كلمته لحشد القوى الدولية لدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، من خلال توضيح المعاناة اليومية لشعوب دول بالمنطقة والتي تحتاج إلى سرعة استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار والشروع في البناء والتنمية، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي حرص على تدشين الاستراتيجيتين الوطنيتين للمدن الذكية والتحضر الأخضر ليؤكد على الطفرة النوعية التي تعيشها مصر في التوسع بالمناطق الخضراء التي تمثل خطوة مهمة في مواجهة التغيرات المناخية.
إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقراروأشار أمين حزب الحركة الوطنية في الجيزة، إلى أن الرئيس السيسي كشف مخاطر استمرار الحروب في المنطقة، خاصة أن الحرب في قطاع غزة ولبنان خير مثال على الخسائر الفادحة جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار، موضحا أن المنتدى الحضري العالمي منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعال بين جميع الفاعلين المعنيين حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية، ويعد خطوة في غاية الأهمية نحو تحقيق التنمية المستدامة في مصر، ويعزز من مكانتها كوجهة دولية للحوار حول القضايا الحضرية، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، ويؤكد قدرة مصر التنظيمية والبنية التحتية المتقدمة لاستضافة مثل هذه الفعاليات الكبرى.
وأوضح أن المنتدى يعزز جاذبية مصر للاستثمار الأجنبي، خاصة في مجالات التطوير العقاري والبنية التحتية والطاقة المتجددة، كما أوضح أن حضور آلاف الزوار والمستثمرين الأجانب سيدعم القطاع السياحي ويعزز من صورة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية، ويوفر منصة لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات العالمية في مجال التحضر المستدام، مما يسمح لمصر بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى، وتطوير نماذج حضرية تتماشى مع خصوصيات المجتمع المصري.