22 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في المشهد السياسي العراقي، تتصاعد الأحاديث حول “التعديل الوزاري” وكأنه حلم مؤجل، يواجه تعقيدات كبيرة بين مطالب التغيير وضغوط القوى السياسية.

وآخر التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تكشف عن أزمة سياسية عميقة تهدد بتقويض أي محاولة جدية لإجراء التعديلات المرتقبة.

السوداني، الذي بدا واثقًا من تقييماته بشأن استبدال ما بين 4 إلى 6 وزراء، أشار في تصريحات الخميس الماضي إلى أن “عرقلة مقصودة” تقف حائلًا دون تحقيق ذلك.

وقال في مؤتمر صحفي إن بعض القوى السياسية طالبت بتعديلات “شكلية” فقط، وهو ما وصفه بغير المقبول في ظل تقارير الأداء التي أكدت حاجة بعض الوزراء إلى استبدال. ومع ذلك، يبدو أن معارضة القوى المتنفذة، خاصة تلك المحسوبة على “الإطار التنسيقي”، قد أغلقت الباب أمام أي تحرك في هذا الاتجاه.

في حديثها على منصة “إكس”، كتبت مواطنة تدعى لمياء الحسن: “البلد يعاني من أزمات اقتصادية وتعليمية وصحية، والسوداني يتحدث عن تقييمات.. أين الحلول الفعلية؟ التعديل الوزاري ليس رفاهية، بل ضرورة!”. تغريدة الحسن عكست إحباطًا شعبيًا يتصاعد مع استمرار الجمود السياسي.

وقال مصادر  إن “الكتل السياسية تخشى أن تؤدي التعديلات إلى إضعاف نفوذها داخل الحكومة. هناك وزراء لا يمكن المساس بهم لأنهم يمثلون مصالح فئوية وطائفية”. وتابعت أن “السوداني يحتاج إلى دعم أقوى من القوى المعارضة للإطار التنسيقي لتمرير التعديلات، وهو ما يبدو صعبًا في الوقت الحالي”.

وفي منشور على “فيسبوك”، أشارت تغريدة إلى أن “استمرار العجز عن إجراء التعديلات يعكس افتقار الحكومة لحرية القرار. التوازن السياسي الذي جاء به السوداني إلى السلطة هو نفسه ما يقيده اليوم، ويدفع بالشارع العراقي نحو مزيد من الاستياء”.

بينما قال المواطن عبد الله الموسوي من بغداد عبر فيسبوك: “إذا كانوا يعجزون عن تغيير وزير فاشل، كيف سيتخذون قرارات أكبر؟ كل شيء في العراق يتمحور حول الصفقات السياسية، والشعب هو من يدفع الثمن”. تعليق الموسوي يتماشى مع حالة عامة من انعدام الثقة في الطبقة السياسية.

وافادت تحليلات أن الأزمة الحالية ليست مجرد أزمة تعديل وزاري، بل هي انعكاس لصراع عميق داخل “الإطار التنسيقي” نفسه، حيث تختلف المصالح وتتصادم الرؤى بشأن كيفية إدارة الحكم.

ووفق معلومات فإن بعض قوى الإطار ترى في أي تعديل وزاري تهديدًا لتوازنات حرصت على بنائها منذ تشكيل الحكومة.

على الجانب الآخر، يرى مراقبون أن السوداني ربما يراهن على الضغط الشعبي، أو حتى على التفكك التدريجي لتحالف القوى الرافضة للتعديل، لتحقيق اختراق ما.

وقال تحليل إن “الأزمة قد تدفع السوداني لتفعيل أدوات دستورية أخرى، مثل الاستجوابات البرلمانية، التي قد تخلق زخمًا سياسيًا يسمح بتمرير تغييرات محدودة على الأقل”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء إسبانيا: نرفض تهجير سكان غزة.. وندعم الحلول السياسية المطروحة من مصر

قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إنّ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إسبانيا مهمة للغاية، في ظل الظروف القاسية والمعقدة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في قطاع غزة.

وأضاف سانشيز، خلال كلمته في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، نقلته قناة «إكسترا نيوز»: «نعرب عن رفضنا الشديد والحاسم لتهجير الفلسطينيين خارج غزة، غزة للفلسطينيين ومستقبلها فلسطيني، وطردهم أمر غير أخلاقي ويتعارض مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وسيكون سببا لزعزعة الاستقرار على الصعيد الإقليمي والدولي».  

وتابع: «من إسبانيا سنواصل دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي وصولا إلى حلول سياسية وتحديدا حل الدولتين».

مقالات مشابهة

  • الانتخابات والمتغير السوري يؤججان مطالب القوى السنية بإخراج الحشد من المدن
  • ديكارلو: الجمود السياسي يهدد الاستقرار في ليبيا والحاجة ملحة لحل الأزمة
  • التعديلات الدستورية في السودان- ما بين مطرقة العسكر وسندان الانتقال الديمقراطي
  • نصف خطوةٍ لليسار، خطوتان لليمين – مبادرة الحزب الشيوعي السوداني
  • الحركة السياسية لم تفهم الدرس بعد !
  • ايران وقطر يؤكدان أهمية إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا
  • رئيس وزراء إسبانيا: نرفض تهجير سكان غزة.. وندعم الحلول السياسية المطروحة من مصر
  • الأعرجي والعامري يشددان على أهمية استمرار التعاون من قبل القوى السياسية كافة
  • السيرك السياسي السوداني في نيروبي: آل دقلو والفلنقايات الجدد
  • المالطي: اجتماع القاهرة هدفه وضع خارطة طريق واضحة لإنهاء الجمود السياسي