(2-2)
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
في هذا التحقيق، تستقصي «الاتحاد» جوانب من فرص زيادة فاعلية ورفع مهنية وتأثير وانتشار واستدامة رسالة الإعلام، من خلال توظيف استخدامات الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية، بتوفير البيانات الضرورية، واستقاء المعلومات من المصادر الرئيسة؛ بغرض إثراء وإغناء التغطيات الخبرية للأزمات الإنسانية.

وإنجاز مادة الرسالة الإعلامية والقصة الخبرية بمصداقية وموثوقية، وكشف جوانب التزييف وعدم الدقة الخبرية -إن وُجدت- في بعض الروايات أو البيانات، حيث يبرز هنا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة كمصدر لا ينضب لتعزيز جودة وفرص انتشار التحقيقات الصحفية، وتحفيز دورها وحضورها الإيجابي خلال مواكبتها للكوارث والأزمات الإنسانية.

عن تنامي دور الذكاء الاصطناعي والخوارزميات الذكية في صناعة الإعلام بصفة عامة، يقول الكاتب الصحافي أشرف مفيد، رئيس تحرير بوابة «مصر الآن»، وخبير تطبيقات الذكاء الاصطناعي: في تقديري الشخصي، أن التعاون بين خبراء الإعلام والتقنيين لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة حتمية لتحقيق نتائج فعّالة وملموسة في مجال التحقيقات الإنسانية، وهذا التعاون لم يعد رفاهية بل صار جوهراً أساسياً، حيث إن نوعية وفاعلية هذا التعاون هي التي تشكل المنتج النهائي، وتضمن أن يكون في خدمة القضايا الإنسانية بالدرجة الأولى. وأضاف: كما أرى أيضاً أن هذا التعاون يجب أن يرتكز على هدف طموح يتمثل في تقديم حلول حقيقية وواقعية للتحديات المعقدة التي قد يواجهها الإعلاميون المختصون في التحقيقات الإنسانية. فهذه التحديات تتزايد وتتطور. ولذا، يجب أن يكون هناك أيضاً تعاون ونظرة شاملة قائمة على فهم متبادل لأهداف وأبعاد العمل، وبناء حلول مبتكرة تستجيب لتلك التحديات بما يحقق أقصى استفادة ممكنة في المجال الإنساني.
وأضاف رئيس تحرير بوابة «مصر الآن»: من خلال تجربتي حينما قمت بتأسيس هذه البوابة، أرى أن الذكاء الاصطناعي يكاد يعيد تشكيل ملامح كل شيء بشكل جذري، وخاصة في مجال الإعلام، حيث إنه سيعيد صياغة مفرداته وعناصره بشكل شامل، وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل مباشر في تعزيز الشفافية والاستدامة في الإعلام، وخاصة منه ما يتصل بتحقيقات العمل الإنساني، من خلال توفير أدوات تتيح الوصول إلى المعلومات وتحليلها بدقة وسرعة. كما يمنح الإعلام قدرات غير مسبوقة في جمع المعلومات وإيصالها بشكل يتسم بالحياد والشفافية، ما يسهم في بناء الثقة مع الجمهور، وتحقيق استدامة أكبر في نقل الأخبار والتقارير الإنسانية.

انطباع واهم.. وغزو فضائي داهم!
 يرى سامح كعوش، إعلامي فلسطيني، أن ثمة انطباعاً لدى قطاعات من الجمهور عن الذكاء الاصطناعي وكأنه نهاية البشرية، أو غزو فضائي داهم سيقضي على الإنسان! مع أنه من صُنعه وإنتاج يديه ووعيه وفكره، ولكن هذا الانطباع بحد ذاته واهم وغير دقيق، فلا يمكن للإنسان إلا الاستئناس والانتفاع بما حوله من إمكانات وأدوات، فهل كان المحراث مثلاً مهدِّداً بإزالة البشر يوم اختراعه؟ وهل كان الدولاب كذلك؟ وهل كانت اللغات والكتابة، ثم الطباعة ثم البرق والهاتف والأجهزة المحمولة كذلك؟، الجواب بالتأكيد: لا. فالذكاء الاصطناعي في النهاية سيحاكي الإنسان في تصرفاته وأخلاقياته، ولن يخرج عن ذلك أبداً طالما أن المعايير الأخلاقية التي نزوّده بها هي نفسها التي نلتزم بها، وسيكون الذكاء الاصطناعي في المحتوى والإعلام أداة مهمة في تجويد صناعته وبيانه ولسانه. وسيُتيح للإعلامي أن يتعمق في صياغة تحقيقاته الإنسانية بأدوات التحليل والاستدلال وفرضيات الخطأ والصواب التي هي أساس كل قضية وتحقيق. واستطرد كعوش: من خلال تجربتي المتواضعة في هذا المجال، أنا أستفيد يومياً من حواراتي مع تطبيق الذكاء الاصطناعي، مستغنياً بالمعلومات التي يقدّمها عن آلاف الكتب والمخطوطات. كما أستفيد أيضاً من تطبيقات الترجمة التي تسهّل عملي، وإن كانت لا تحلُّ محلي قطعاً، لا الآن ولا مستقبلاً. ولا بدّ من تطوير سياسات وتشريعات مع كلّ مستجد في هذا المجال، وهي ضرورة تصدّت لها الإنسانية دوماً. وأعتقد أن هذه التشريعات ستؤدي دور الرقابة على أية استخداماتٍ غير ملائمة أو غير ذكية للذكاء الاصطناعي الذي هو أداةٌ مهمة لابدّ من الاستفادة منها في قطاع الإعلام والتغطيات والتحقيقات الاستقصائية بأنواعها، خاصةً الإنساني منها، في تعزيز الاستدامة والشفافية وبناء الفرضيات وتقديم الحقائق والأرقام والمعلومات كقواعد بيانات مرجعية مهمة في سياق الكتابة الإعلامية وصناعة المحتوى.

استراتيجيات ذكية.. وحلول مبتكرة
بدوره، بيّن الباحث والإعلامي عبدالله عبدالرحمن الحمادي، ضرورة تعزيز التعاون بين خبراء الإعلام والتقنيين لتطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية، وذلك يمكن أن يحدث من خلال استراتيجيات ذكية عدة، منها:
أولاً، بناء فرق متعددة التخصصات: تشكيل فرق عمل تجمع بين خبراء الإعلام والصحفيين الاستقصائيين مع التقنيين، مثل مهندسي الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات. ويمكن لهذا الدمج خلق بيئة للتعلم المتبادل، حيث يفهم كل جانب احتياجات وتحديات الجانب الآخر.
ثانياً، تحديد الاحتياجات الإنسانية: تحديد المجالات التي يمكن أن يُحدث فيها الذكاء الاصطناعي فرقاً واضحاً في التحقيقات الإنسانية، مثل تحليل البيانات الضخمة، واكتشاف الأنماط، وتقديم رؤى معمقة من البيانات غير المهيْكلة (كالفيديوهات، والتسجيلات الصوتية).
ثالثاً، ورش عمل وتدريبات مشتركة: عقد ورش عمل وجلسات تدريبية لخبراء الإعلام لتعريفهم بأدوات الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها في التحقيقات، وللتقنيين للتعرف على أساليب العمل الصحفي ومتطلبات التحقيقات الإنسانية.
رابعاً، التجريب والتطوير التكراري: تطبيق نهج التطوير التكراري لتطوير الحلول. ويعني ذلك إطلاق نموذج أولي، ثم جمع ملاحظات من الفرق المختصة لتحسينه بشكل مستمر. ويتيح هذا النهج التعاون المستمر ويضمن توافق الحلول مع المتطلبات.
خامساً، استخدام تقنيات تحليل البيانات المتقدمة: تطوير تقنيات تعتمد على معالجة اللغات الطبيعية (NLP) والتعلم العميق (Deep Learning) لتحليل المحتوى الصحفي أو السجلات العامة بشكل أذكى، مما يسهل على الصحفيين استقصاء المعلومات بسرعة.
سادساً، الشفافية والأخلاقيات: العمل على تطوير معايير أخلاقية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية، بما يضمن احترام الخصوصية، ويقلل من التحيزات المحتملة.
سابعاً، التمويل والدعم المؤسسي: توفير الدعم المادي من خلال شراكات مع المؤسسات الإعلامية، والمنظمات الإنسانية، والجامعات، والشركات التقنية، مما يمكن الفرق من العمل على حلول ذات تأثير إيجابي ملموس. فمثل هذه الاستراتيجيات يمكن أن تساعد على بناء نظام تعاوني فعال ومستدام، حيث يُسهم الذكاء الاصطناعي في تقديم رؤى جديدة، وتسهيل العمل الإنساني بطرق غير مسبوقة. ويختتم الحمادي قائلاً: على المؤسسات الإعلامية التي ترغب في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تحقيقاتها الإنسانية تحديد أهدافها بوضوح، والاستثمار في تدريب فرقها الإعلامية وكوادرها المهنية، واختيار أدوات متوافقة مع الاحتياجات الإنسانية، والتفاعل مع الجمهور وتعزيز الثقة لديهم، فبمثل هذا التوظيف الثنائي المشترك ما بين الذكاء الاصطناعي والإعلام، تكون للجهود والخطوات جودتها، وتصبح أكثر فاعلية في تحقيقاتها الإنسانية، وفي الوقت ذاته تحافظ أيضاً على القيم الإنسانية، والمبادئ الأخلاقية.

أخبار ذات صلة حميد النعيمي: علاقات أخوية وتاريخية بين الإمارات والمغرب «صندوق الحفاظ على الحبارى» ينتج 95 ألف فرخ خلال موسم «2022 – 2023»

المعايير الأخلاقية
بالنسبة للمعايير الأخلاقية، قالت الإعلامية ميسون عزام: لا يمكن فهم المعايير الأخلاقية التي يجب أن توجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الإنسانية بشكل مستقل عن الهيكل الأخلاقي الأوسع الذي تُبنى عليه التحقيقات بشكل عام، فهناك أطر محددة لمبادئ المواثيق الأخلاقية، توجه العمل الصحفي، وتعتمد على قوانين الإعلام وتشريعاته وميثاق الشرف الإعلامي، مؤكدة أن هذا الهيكل الأخلاقي يفرض ضوابط تتعلق بجمع البيانات، وتحليلها، واستخدامها بصدق وأمانة. كما أنه يضمن عدم التحيُّز في المحتوى التحليلي إن كان على المستوى الفردي أو على مستوى الذكاء الاصطناعي عندما يتعلق الموضوع بالتحيُّز الخوارزمي. وباختصار يجب تطبيق منظومة الأخلاقيات العامة في سرد القصص الإنسانية على الذكاء الاصطناعي كما الحال في المحتوى غير الناتج عن الذكاء الاصطناعي، أي بغضّ النظر عن التقنيات المستخدمة في إنشائه. وأشارت عزام إلى أن هناك قصوراً على المستوى العالمي في تعزيز التعاون والتنسيق المتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي على المستويات كافة، ومنها الأزمات الإنسانية. وبحسب خبراء في تدقيق المعلومات، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، في سبيل التحكم في السرد والمحتوى، بات إنتاجاً ممنهجاً. ولدينا الكثير من التجارب في منطقتنا العربية نشاهد من خلالها أحياناً تضليلاً واضحاً في الإعلام قفز على كل المواثيق التي حددت أخلاقيات العمل الإعلامي الإنساني. وعلى رغم هذا، لا يمكننا أيضاً إلا أن نثمّن جهود بعض الدول التي عملت على تنظيم العمل بالذكاء الاصطناعي وإن كان بشكل مستقل، فالحاجة ما زالت ماسّة لمزيد من التعاون والتنسيق لمواجهة المخاطر التي يمكن أن يحدثها الاستخدام الخاطئ للذكاء الاصطناعي على مجتمعاتنا وتماسكها واستقرارها.
التحيُّز الخوارزمي
ترى ميسون عزام، إعلامية فلسطينية، أن العمل على تطوير الحلول المبتكرة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يتطلب جهداً على المستويات كافة، الدولية والحكومية والمؤسساتية، وتحت مظلتها يبرز دور التعاون بين الخبراء الإعلاميين والتقنيين، موضحة حقيقة أن التحول التكنولوجي يسير بوتيرة غير مسبوقة، تصعب مواكبتها، تحتم على الجهات المعنية كافة التكاتف وبشتى المجالات، فالدراسات تتوقع بحسب «ريبورت لينكر» أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي إلى 312.4 مليار دولار أميركي بحلول عام 2027، ما يعكس تأثيره العميق على المستوى الاقتصادي وتبعاته على القطاعات كافة، ومن ضمنها الإعلامية الإنسانية، بطبيعة الحال.
وتابعت عزام: إذا ما نظرنا إلى الذكاء الاصطناعي، من ناحية التحقيقات الإنسانية، نجد أن تقنياته المبنية على البيانات، تعمل على إحداث تحول تدريجي في تغطية المواضيع الإنسانية، فهي قادرة على توفير فرصة تحليل كميات هائلة من المعلومات التي تنتجها مصادر مختلفة، مثل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد المعلومات ذات الصلة، والتحقق من صدقية المعلومة والخبر.
ويبقى التحدي الأكبر أمام المختصين الإعلاميين في رصد أوجه القصور في التطبيقات لطرح معالجتها من قبل الخبراء التقنيين، ويعتبر التحيُّز الخوارزمي وخصوصية البيانات من أهم التحديات التي قد تواجه المختصين الذين يسعون لوضع الذكاء الاصطناعي في خدمة التحقيقات الإنسانية وليس على حسابها.

الإعلام في فكر زايد.. مرآة صادقة تعكس صورة الوطن
آمن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأهمية الإعلام ودوره في بناء دولة الاتحاد، وتحقيق نهضة الوطن، وكان يرى أن الإعلام قاطرة تعزز مسيرة التنمية، وتنقل الحقائق والمتغيرات التي تشهدها البلاد إلى الناس، حيث كان الوالد المؤسس يتسم بحضور مميز في لقاءاته المباشرة مع الصحفيين ووسائل الإعلام، التي كان يحرص فيها على الإجابة المباشرة عن التساؤلات من دون إعداد مسبق، مؤمناً بحرية التعبير، مصغياً إلى الرأي الآخر بحرية وأريحية. وقد تطور الإعلام بشكل كبير على يد الوالد المؤسس، حيث بدأت دائرة الإعلام والسياحة كدائرة رسمية منذ أول أكتوبر عام 1968، وبدأت إذاعة أبوظبي في فبراير 1969، وكان نهج الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، قائماً على أن مسيرة التقدم والنهضة في البلاد يجب أن تواكبها نهضة علمية ونهضة ثقافية يضطلع الإعلام بالتعريف والترويج لهما، ومن أقواله الخالدة في هذا المقام: «إنني أؤمن بدور الإعلام، وأريد من كل مواطن أن يعبر عن رأيه بصراحة».

«المتحدث الذكي والصحفي الذكي» في «أبوظبي للإعلام»
عن تجربة المتحدث الذكي والصحفي الذكي في «أبوظبي للإعلام»، يقول محمد حبيب عبدالله، أخصائي نظم التطبيقات: تم تطوير نظام «المتحدث الذكي» من قبل إدارة تكنولوجيا المعلومات المؤسساتية في شبكة أبوظبي للإعلام باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو نظام تسجيل صوتي فريد يتيح ترجمة صوت المتحدث إلى لغات أخرى مع الحفاظ على نبرة صوته الأصلية. وهذا النظام يساعد المتحدث والمستمعين على التواصل بشكل أعمق وأكثر فعالية، إذ يمكّنهم من متابعة المحتوى الإعلامي بلهجاتهم ولغاتهم المختلفة، حيث يُعدّ «المتحدث الذكي» ابتكاراً مهماً في قطاع الإعلام في الإمارات، حيث يعيش في الدولة مجتمع متنوع يتحدث العديد من اللغات. وبفضل هذا النظام، تتمكن شبكة أبوظبي للإعلام من تعزيز التواصل الثقافي وتقديم محتوى أكثر شمولية للجاليات الأجنبية، ما يسهم في تعزيز تأثيرها وتوسعها على المستويين المحلي والإقليمي، ويدعم الإمارات كمركز عالمي للابتكار الإعلامي.
ويضيف: تم أيضاً ابتكار نظام «الصحفي الذكي» في شبكة أبوظبي للإعلام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم الكُتّاب في إنشاء محتوى مميز يناسب جميع منصات الشبكة. ويسهم هذا النظام في مساعدة الكتاب على توليد المحتوى، وتلخيصه، وتنقيحه بسرعة وكفاءة عالية، ما يسهم في تقليل الوقت والجهد المبذول في عمليات التحرير والكتابة التقليدية، كما يعزز النظام جودة المحتوى بفضل تقنياته المتطورة، التي تضمن تحقيق الدقة والشمولية في المعلومات المقدمة. ومن خلال «الصحفي الذكي»، أصبحت شبكة أبوظبي للإعلام قادرة على تقديم محتوى إعلامي متنوع ومبتكر، يواكب تطلعات الجمهور، ويعزز من ريادتها في المجال الإعلامي، ما يساهم في توسيع انتشارها، وزيادة تأثيرها في الساحة الإعلامية محلياً وإقليمياً ودولياً.
الإعلام.. وترسيخ أسس النهضة وقيم التسامح
تؤكد التجربة التنموية الرائدة لدولة الإمارات أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحكمته وبُعد نظره، كان واعياً بأهمية الإعلام ودوره الأساسي في ترسيخ ومتابعة التجربة التنموية الإماراتية، ومدّ إشعاعها في إطار قيم التسامح والانفتاح التي كان يدعو إليها، وهذا ما جعله يدعو المؤسسات الإعلامية كافة لكي ترسخ هوية الاتحاد وتعبّر عنه. ومن المفاهيم التي أرادها المغفور له الشيخ زايد للإعلام أن يعبر عن واقع المجتمع، وأن يكون حريصاً على حرية الرأي والانفتاح على الآخر.
ولذلك كان الإعلام بمفهوم الشيخ زايد وفي فكره هو الذراع اليمنى للمؤسسات والدولة، والعين التي يبصر بها المسؤولون، ولذلك يتوجب على الإعلام أن يتوخى الحقيقة والدقة والمهنية، وقد أكد أن الدور الأساسي لقطاع الإعلام هو نقل الأحداث والوقائع بحرّية، وبما يسهم في نهوض الأمة وتعزيز نهضتها وتطورها. كما كان الوالد المؤسس، يرى أيضاً أن وسائل الإعلام عليها دور في تعزيز الأمن الوطني بالحفاظ على تلاحم النسيج الوطني، والإسهام في بناء وعي وثقافة المواطن، وتعزيز الهوية الوطنية، ونشر قيم التسامح.
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يؤكد في أكثر أحاديثه أن الإعلام يجب أن يكون مرآة الناس، مثمناً دوره في تعزيز السلم والتعايش ونقل الصورة المثلى للارتقاء بالمحتوى الفكري والمعرفي لدى الإنسان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات الخوارزميات الكوارث والأزمات الإعلام استخدام الذکاء الاصطناعی شبکة أبوظبی للإعلام خبراء الإعلام الوالد المؤسس طیب الله ثراه ما یسهم فی فی تعزیز یمکن أن من خلال أن یکون فی هذا یجب أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية

يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات: الهدنة الإنسانية في السودان فرصة لتحقيق السلام خلال 4 أيام.. 23.72 مليار درهم صفقات «آيدكس» و«نافدكس» 2025 آيدكس ونافدكس تابع التغطية كاملة

أظهرت فعاليات معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» ريادة الإمارات في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية تلك التقنيات في تحقيق قفزة تقنية للعمليات الدفاعية، حيث يتم تسخير هذه التقنيات في مختلف المنتجات والأقسام الدفاعية، وفي مقدمتها أنظمة الرادار والقيادة والتحكم، لتعزز هذه التقنيات المتقدمة عمليات اتخاذ القرار، والخدمات اللوجستية.
ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بأفعال الخصم، وتحسين تخصيص الموارد، واختصار أوقات تحليل البيانات، كما سيتم فحص إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحويل الحرب في المجالات التكتيكية والاستراتيجية بشكل شامل.
ومع التهديدات المتزايدة للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرة حول العالم (CBRNE)، خصص معرض «آيدكس» هذا العام، جلسة يومياً لاستكشاف طرق عمل الذكاء الاصطناعي والرجال الآليين في التخفيف من أخطار هذه التهديدات، كما تمت مناقشة أنظمة الرصد والنمذجة التنبؤية ودعم القرار، إلى جانب التحديات في موثوقية الذكاء الاصطناعي، والمخاوف الأخلاقية، والحاجة إلى التعاون العالمي لتعزيز الدفاع ضد تهديدات الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، والإشعاعية، والنووية، والمتفجرة. 

دمج الذكاء الاصطناعي  
قال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لـ«بيانات للحلول الذكية» التابعة لشركة «سبيس 42»: «إن (سبيس 42) تكشف خلال مشاركتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025) عن الحلول التي تدمج بين الاتصال الفضائي والذكاء الاصطناعي والأنظمة الجيومكانية، كحل متكامل يعرض للمرة الأولى».
وقال: «إن الأنظمة الجيومكانية والذكاء الاصطناعي وأنظمة الفضاء لها استخدامات متعددة مثل الاتصال الفضائي، ورصد الأرض من الفضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى دمج القدرات بشكل متناسق لإتاحتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على استخلاص مجموعة من البيانات التي تدعم متخذي القرار في العديد من المجالات».
ونوّه بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم في مجالات الأمن الوطني، وإدارة الأزمات والكوارث، مثل رصد الكرة الأرضية من الفضاء، عبر مجموعة من المستشعرات تشمل التصوير الضوئي والراداري والحراري، ويتم استقطاب هذه البيانات تحت مظلة واحدة، ومن ثم استخدام الذكاء الاصطناعي لربط هذه البيانات وتحليلها لتعطي بيانات تنبؤية تدعم صانعي القرار.
وأوضح أنه في مثال لذلك، تشارك «سبيس 42» في منظومة إدارة الأزمات والكوارث قبل وأثناء وبعد الحدث، حيث تقوم أنظمة الرصد بالحصول على صورة كاملة للمنطقة المنكوبة ليبدأ الذكاء الاصطناعي استخلاص هذه البيانات لتحديد سياق تحركات الأشخاص والطاقم الطبي، ومن ثم أثناء الحدث تقدم صور المراقبة الفضائية صورة بانورامية لصانع القرار من الحدث، وأخيراً يتم تحليل تأثير الحدث على المديين القصير والطويل.

الممارسات الأخلاقية
قال باتريس كين، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاليس»: «علينا أن نفرق بين استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، والتطبيقات الصناعية، ومن جانبنا نهتم بالجزء الثاني الخاص بالأنظمة الصناعية والدفاعية».
وأضاف: «الشركة طرحت مبادرة CortAIx والتي تضم 600 مهندس وأكثر من 100 طالب»، لافتاً إلى أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في أكثر من 100 منتج دفاعي.
وأشار إلى أنه يمكن تقسيم هذه المنتجات على أربع فئات، أولها الرادارات، حيث تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقوية الأداء، حيث يستطيع الرادار التركيز على اتجاه قدوم الطائرة، كما تستخدم في أنظمة القيادة والتحكم لحماية أرواح العسكريين والمدنيين.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يستخدم في أبراج المراقبة، حيث يمكن تحديد مسارات معينة للطائرة لتقليص الانبعاثات البيئية، وأخيراً يتم تسخيره في التحكم بسرب الطائرات من دون طيار، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في التحكم في نمط سير هذه المسيّرات.
وقال: «إننا نحرص على ترسيخ الذكاء الاصطناعي الأخلاقي في قطاع الدفاع، بحيث يكون الإنسان هو المتحكم في الذكاء الاصطناعي وليس العكس».

طبقات جديدة
قال آميت كالياني، نائب رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب المشارك لمجموعة «بهارات فورج»: «إن الإمارات اتخذت خطوات مهمة في مجال الدفاع، حيث تقود العديد من الشركات الإماراتية التقدم في هذه الصناعة، لا سيما في مجال التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي». 
وأضاف أن جودة وتقدم المنتجات المعروضة في «آيدكس 2025» تعكس تركيز الإمارات القوي على نمو قطاع الدفاع، كاشفاً عن أن الشركة تخطط إلى تأسيس منشأة صيانة في دولة الإمارات لدعم إمداداتها من المعدات الدفاعية بشكل أفضل إلى أسواق أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال: «إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في إضافة طبقات جديدة من الذكاء، وجعل المنتجات العسكرية أكثر قدرة، مما سيؤدي إلى تقليل الأضرار الجانبية، وتعزيز الفعالية والكفاءة، وربما في نهاية المطاف تقليل الحاجة للقتال الجسدي».  
وذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية تستخدم عبر منصات مختلفة في القطاع الدفاعي، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين سهولة التنقل عبر ميدان المعركة والكفاءة التشغيلية، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية تتضمن ترجمة اللغات، وتحويل لغات متعددة إلى اللغة المطلوبة، بالإضافة إلى ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً رئيساً في تعزيز فاعلية أنظمة القيادة والتحكم العسكرية. ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً فعالاً في أنظمة التحكم في الحرائق للمركبات القتالية مثل الدبابات وبشكل عام، يوفر الذكاء الاصطناعي ميزة إضافية على الصعيد العسكري، مما يساعد على تطوير حلول دفاعية أكثر ذكاء وفعالية.

مقالات مشابهة

  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • كلية البريمي الجامعية تطرح تخصصات في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • الذكاء الاصطناعي.. قفزة تقنية في العمليات الدفاعية
  • برامج تعزز الابتكار.. انطلاق معسكر مستقبل الإعلام في الذكاء الاصطناعي
  • انطلاق معسكر “مستقبل الإعلام في الذكاء الاصطناعي التوليدي” بالتزامن مع المنتدى السعودي للإعلام
  • الذكاء الاصطناعي يُبكي هنا الزاهد على الهواء
  • أوبن إيه آي تغير تكتيكها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي بالقتل في غزة ولبنان
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غزة ولبنان
  • جامعة أسوان تطلق الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية.. آفاق جديدة للرياضة والذكاء الاصطناعي