رسائل “الحشد المليوني” في ميدان السبعين
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
يمانيون../
للشهر الـ15 على التوالي يسجل أبناء الشعب اليمني أنصع صفحات العزة والكرامة والتضحية، من خلال الاحتشاد الأسبوعي دون كلل أو ملل في الساحات والميادين التي تحولت إلى رمز يستذكره اليمانيون الأجيال على مدى العقود القادمة.
فمنذ بدء عملية “طوفان الأقصى” البطولية والشجاعة التي لاتزال تدور رحاها حتى اليوم، أثبت الشعب اليمني بأنه الأجدر من بين شعوب الأمة في نصرة المستضعفين في الأرض، بعد أن قدم أنموذجاً مشرفاً في تحمل المسؤولية الإنسانية والعروبية والإسلامية من خلال دعم وإسناد غزة ومواجهة كل شركاء الإبادة، وفتح جبهة غير متوقعة أربكت العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وخوض معارك هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، بلسان قادة ومسئولين غربيين.
لأكثر من 440 يوماً يرسم اليمانيون لوحة مشرفة ناصعة العزة والكرامة، من خلال مشاركاتهم المليونية التي أذهلت العالم، في مسيرات التضامن والتعبئة والاسناد مع الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها مليونية “مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار.. وجاهزون لردع أي عدوان”.
ورغم الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، والحصار المتمثل في نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن المحتلة، إلا أن ذلك لم يعفِ أبناء الشعب اليمني، من القيام بمسئولياتهم وواجباتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه نصرة إخوانهم المستضعفين في فلسطين.
حمل الطوفان البشري لأولى البأس الشديد في ميدان السبعين هذا الأسبوع بمليونية حملت شعار ” مع غزة جهاد وتعبئة واستنفار.. وجاهزون لردع أي عدوان”، رسائل تحدٍ للعدو، لاسيما أن هذا المسيرات جاءت بعد ساعات من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على المنشآت الخدمية والحيوية داخل العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.
من أبرز الرسائل النارية التي حملها المشاركون في ميدان السبعين وبقية الساحات الأخرى، أنهم مشتاقون لقتال العدو الأمريكي والصهيوني، وأن اليمانيين يتحدونهم في البر والبحر والجو وأينما كانوا، مجددين في الوقت نفسه العهد لله ولرسوله وللسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وللشعب الفلسطيني، بأنهم على درب الشهداء العظماء ماضون.
ومن الرسائل التي حملها المشاركون في ميدان السبعين هي للحكام العرب المتخاذلين عن نصرة نساء وأطفال غزة، والابتعاد عن القضية الأساسية والمركزية للأمة وهي “فلسطين”، بعد أن أصبح أولئك الحكام راكعين وخانعين وصاغرين وأذلة أمام اليهود الصهاينة.
ومن الرسائل القوية، بأنه مهما قصف العدو الأمريكي والاسرائيل لإبعاد اليمنيين عن غزة، فلن يحيدوا أو يميلوا قيد أنملة عن قضيتهم الأساسية والمحورية “فلسطين” وعن نصرة واسناد غزة ومقاومتها البطلة الشجاعة، باعتبار ذلك مبدأ تربى وترعرع عليه الشعب اليمني منذ الصغر.
رسائل ميدان السبعين كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى، وكان من أبرزها، رسالة قوية ونارية لأحد المشاركين التي قال فيها: “أقول لـ ترامب الكلب ونتنياهو الحقير: أتهددوننا!؟ ألا تعلمون أن العيد عندنا هي الحرب؟، أتقولون أنكم ستغيرون من ملامح الشرق الأوسط.. أفتغيرونه ونحن في الوجود؟ هيهات هيهات.. فنحن الأنصار وأبناء الأنصار.. نحن السند والمدد.. نحن الأوس والخزرج.. نحن نفس الرحمن وعذاب الكفار، بل نحن من سيغير نظام هذا العالم الخانع الذليل الذي خضع لهيمنتكم.. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.
أما مشارك آخر فقد كانت رسالته بأن الخروج إلى ميدان السبعين هي استجابة للقائد، وإفشال للهزيمة التي يريد العدو أن يعززها في وجدان الأمة، وتأكيداً للسخط الكبير ضد العدوان الإسرائيلي الأمريكي المباشر، وتأكيداً على وحدة الموقف بين الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية وقواته العسكرية، ورسالة جهادية مساندة تثبت عظمة الموقف بعظمة الشعب والحاملين لوائها.
وأخيـــــراً .. تؤكد رسائل المشاركين في مليونية ميدان السبعين أن هناك 3 خلفيات أساسية لهذا الاحتشاد الأسبوعي الدائم الذي أصبح أيقونة النصر لعملية “طوفان الأقصى” وهي:
أولاً: هو يكسر النمط المعروف عربياً وإسلامياً الذي يتفاعل مع قضايا لفترة محدودة ثم ينتهي.
ثانياً: يظهر حالة التعاطف الدائمة الشعبية مع قضية غزة في ظل صمت عالمي.
ثالثاً: يظهر التأييد الشعبي الجماهيري الواسع على مدى أكثر من عام لعمليات اليمن المساندة لغزة.
فالاحتشاد اليماني غير المسبوق الذي يأتي استجابة لله ولرسوله ولدعوة السيد القائد العلم عبد الملك بدرالدين الحوثي، تمكن -بفضل الله- من كسر ذلك الانحراف الذي ارتكبه “الإخوان المسلمون” عندما جيروا الحراك الشعبي لمصلحتهم الشخصية، وللمطالبة بالهيمنة والسعي نحو السلطة، فاليمن اليوم بفعل خطابات السيد القائد وتكامله مع الجمهور يعدل ويصوب ذلك الانحراف، وها هو للشهر الـ15 يملأ ساحات وميادين الشرف والعزة والكرامة من أجل الشعب الفلسطيني والتضامن مع غزة وكل المستضعفين في الأرض.
– المسيرة – هاني أحمد علي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی میدان السبعین الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق رؤية الشاملة التي تحمل شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية.
وأضاف معاليه، أن الصندوق وفر للمشاركين بالبرنامج على مدى حوالي 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة للنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكدا أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.
جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي ” مستقبلي” وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.
حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي “مستقبلي”، الذي ينظمه صندوق الوطن ويشرف عليه عدد من الخبراء العرب والأجانب، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكدا أن الخريجين الذين تم تكريمهم اليوم، اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، حيث حصلوا على تدريب يتضمن تعريفهم بأهم الطرق المعمول بها عالميا لتحويل الأفكار والمبادرات لدى الشباب إلى مشروع أو شركة تستطيع العمل وتتعدد فرص نجاحها، وفق أفضل الممارسات، ثم تم عرض كافة الأفكار التي طرحها المتدربون عقب إتمام المرحلة الأولى من البرنامج على لجنة متخصصة لاختيار أفضل المشاريع، والتي كرم صندوق الوطن أصحابها، حيث قام صندوق الوطن بدعم المشروعات التي رشحتها اللجنة المتخصصة، إضافة إلى توفير سبل الإرشاد العملي والتوجيه المستمر لأصحاب هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك مشروعات بدأت فعليا وحققت نجاحات ومن ضمنهما المكرمون لهذا اليوم.
ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كافة الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية التي يوفرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكافة أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج “مستقبلي”.
ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكافة أبناء وبنات الإمارات لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الاعمال، إضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية وفق شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، مؤكدا أن هدف صندوق الوطن من تنظيم برنامج مستقبلي هو الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كافة الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، منوها إلى أن الصندوق يقوم بهذا الدور لتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم في داخل الدولة وخارجها، ما يجعل من برنامج “مستقبلي” تجسيدا عمليا لتوجهات مجلس إدارة صندوق الوطن.
من جانبهم، قال خريجو البرنامج إنهم محظوظون للغاية لمشاركتهم في البرنامج التدريبي مستقبلي، الذي أطلقه صندوق الوطن، لأنهم استطاعوا من خلال البرنامج الحصول على كم كبير من الخبرات والتعرف على سوق العمل عن قرب، إضافة إلى لقائهم بخبراء في مجال ريادة الاعمال، والذين أسهموا كثيرا في ترتيب أفكارهم وتعريفهم ببيئة العمل والمنافسة المتوقعة، وكيفية مواجهة التحديدات، بل والاستعداد لتقبلها، والعمل على تجاوزها.
وأكد خريجو “مستقبلي”، أن توافر الفرصة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب النجاحة أضاف لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحا ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها اطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.