إلى شعبنا: ( مد الخطوه وأمشى، تلقى الصعب فات)
( لما الدنيا تبكينى باقول دى مصيرها مبتسمة )
( طعن الخناجر ولا حكم الخسيس في) أحمد فؤاد نجم شاعر للفقراء مصرى .

♦️تبذل قوى وشخصيات ديمقراطية جهد مقدر فى محاولة توحيد المدنيين، ولكى تلتف قوى الثورة حوله ويحظى بالنجاح نحتاج أن نسبر غوره بمزيد من الحوار والنقاش المثمر والمنتج دون تربص أو تخوين .


♦️طريقان يتقاطعان فى بناء الجبهة المدنية طريق يحسبه الظمآن ماء يخضع بناء الجبهة المدنية ويكيفها وفق متطلبات العملية السياسية، بما فى ذلك التعجيل بقيامها كتجميع شكلى للقوى المدنية وبمحتوى لا يبعد كثيرا أو قليلا لللحاق بسوق العملية السياسية ، وطريق آخر فى السعى لبناء جبهة مدنية كفاحية ونضالية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة واكمال مهام الثورة و مخاطبة جذور الأزمة وهنا فإن القيادة للشعب وقواه الحية فى جبهة مدنية وطريق صعب . إن نجاح بناء الجبهة المدنية شرط لإنجاح العملية السياسية بشكل مترابط وعضوى يكمن فى إختيار الطريق الثانى، رغم تعقيداته .
♦️الإنقلاب والحرب وجهان لعملة واحدة مصممة لإنهاء ثورة ديسمبر وإغراقها فى الدماء من قبل الفلول .
♦️طرح منبر جدة أطروحة وقف الحرب أولا ثم العملية السياسية ثانيا بمشاركة المدنيين، وهى أطروحة صحيحة فى تصميم عمليات السلام على طريقة وقف النزيف أولا ثم تشخيص المرض ومعالجته بعد ذلك ، ومن هنا تكاثرت الدعوات لبناء جبهة مدنية لمتطلبات العملية السياسية وهى قضية ذات سمات ومحتوى مختلف عن الجبهة التى تساهم فى إنهاء الحرب وتأسيس وبناء الدولة وإكمال الثورة وهى عملية نضالية ذات صله بثورة ديسمبر وإنجاز مهام الثورة السودانية عموما.
♦️إنهاء الحرب وعودة الحياة المدنية رغبة نبيلة تستحق الدعم والتأييد، لكن السؤال كيف تنتهي الحرب؟
ولمصلحة أى قوى إجتماعية؟
ووفق أجندة من ؟
وهل سنعيد النظام القديم ام نبنى نظاما جديدا ينهي الحروب؟
♦️تم تقسيم العمل بشبه إتفاق إقليمى ودولى بين منبرى جدة والإيقاد والإتحاد الأفريقي، بأن يتولى الأول وقف الحرب والثاني وحدة المدنيين فى إطار العملية السياسية وتشكلت كثير من المبادرات الداخلية والخارجية لتوحيد المدنيين لللحاق بالعملية السياسية بأكبر صف يتم تجميعه من القوى المدنية، والقوى المدنية ليس بالضرورة قوى الثورة والتغيير ، فهى عبارة بلا ضفاف تحتاج إلى ضبط وإحكام بما ذلك السؤال الهام حول من سيشارك فى إجتماع ٢٥ أغسطس ٢٠٢٣ الذى كان ينوى الإتحاد الأفريقي قيامه حتى قبل وحدة القوى المدنية نفسها، وحسنا أنه لن يقوم فى مواعيده دون تحضير كافي .
♦️يجرى الحديث عن توحيد المبادرات المدنية فى ٨ سبتمبر، السؤال على أى أساس؟ ووفق أى صيغة؟ وما هى القوى المكونة للوحدة ؟ وهل هو عمل من أعمال العملية السياسية؟
أم لتوحيد الحركة الجماهيرية ضد الحرب وتأسيس الدولة وإكمال مهام الثورة فعلا لا قولا !
♦️ تجرى محاولات خجولة وبعيدا عن الأضواء لضم واجهات ذات صلة بالمؤتمر الوطني المحلول والفلول، وهم إن لم يجدوا الميرى لا يستنكفون التمرغ فى ترابه .
♦️مكافأة المؤتمر الوطني على حربه مستيحلة ولن تنتج سلاما ، وهنا لا نقف ضد أى إسلامي إن وقف مع الحكم المدني وضد الحرب أينما وجد، والمؤتمر الوطني على كل حال ممثل مع أحد أطراف الحرب ودفع الله الحاج على هو الذى يقود أجندة المؤتمر الوطني بإسم ما تبقى من الدولة يساعده بخارى غانم أفندى الإسلامي وكادر الأمن من الدويم فى الخارج وفى الداخل أساطين المكر من البشير وعلى عثمان والجاز وهارون وكرتى وغيرهم ، فإنهاء الحرب بالفعل يجرى مع الإسلاميين الذين يسعون للدخول بصرفتين مع أحد أطراف الحرب وفى الجبهة المدنية إن أمكنا .
♦️وحدة القوى المدنية يجب أن تعنى فى الأساس وحدة قوى الثورة والتغيير قبل أن نصل إلى العملية السياسية، والعملية السياسية فى ظل الحرب ( عصيدة ملاحها فى الريف) فالمؤتمر الوطني يسعى لإطالة أمد الحرب وتحويلها الى حرب أهلية شاملة ويجب التصدى له .
♦️للوصول لعملية سياسية ذات جدوى يجب الفصل بين قيام جبهة مدنية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة وإستكمال الثورة كتطور لازم لإستنهاض الحركة الجماهيرية وثقتها فى قدراتها فى مواجهة الحرب والفلول معا بضم كل الراغبيين فى إنهاء الحرب وإستكمال الثورة .
♦️الجبهة المدنية هى إنتقال من صيغة ٢٠١٩ والحكومة الإنتقالية ومن ثم مناهضة الإنقلاب التى إنتهت فى ١٥ ابريل٢٠٢٣ بإندلاع الحرب إلى مرحلة ثالثة تضم قوى الثورة والتغيير ومناهضى الحرب دون ترك ثورة ديسمبر خلفنا ومكافأة الفلول والقوى الخارجية التى تدعمهم ، واى حل نئ سوف يرجعنا للنار مرة أخرى .
♦️تأسيس الجبهة المدنية ترياق ضد اللتق والتلفيق والتوفيق وإعادة إنتاج النظام القديم بمخاطبة جذور الأزمة وحتى لا تصبح قوى الثورة كالأيتام فى موائد اللئام فى أى عملية سياسية تصمم على شاكلة سوق عكاظ ومؤتمر كنانة و مؤتمر الحوار الأول والثاني ومؤتمر سلام روتانا وحتى لا نكافى الفلول على حربهم، وسردية حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ هى حرب الفلول وإم حروبهم الطويلة ضد الشعب السوداني.
♦️ أخيرا المبادرات الإقليمية والدولية تجد الترحيب والتقدير منا جميعا دون إستعجال أو تباطؤ ودن مزايدة أو تفريط ،فالتعويض والعوض الوحيد لما لحق بشعبنا من خسائر ودمار وإنتهاكات هو فى تغيير الإتجاه واستدامة الحلول ببناء دولة جديدة ديمقراطية للمواطنة بلا تمييز وتأسيس جميع المؤسسات بشكل مهنى غير محزبن وعلى رأس ذلك بناء القوات المسلحة.
سيكون شعبنا يوما ما يريد .
١٧ أغسطس ٢٠٢٣

 

//////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العملیة السیاسیة القوى المدنیة قوى الثورة جبهة مدنیة

إقرأ أيضاً:

العسكر يقرأون من نفس الكتاب القديم والقوى المدنية لم تتعلم الدرس

صديق الزيلعي

تمر علينا اليوم ذكرى عظيمة من نضال شعبنا. يوم خالد هزم فيه شعبنا مخطط اللجنة الأمنية للانفراد بالسلطة، وهزيمة ثورتنا. علينا ان نفخر ونحتفل بهذه المناسبة التاريخية. وفي نفس الوقت ننظر لتقييم ما حدث. واصل عسكر بلادنا انتهاج نفس الأساليب والخدع لعسكر مايو، للتمسك بالسلطة السياسية، كحق مشروع لهم. وصاروا يكررون، نفس التكتيكات، للاستمرار في القيادة. الأمر الذي يؤكد انهم يقرأون من نفس كتاب تعليمات موحد، يتم الاحتفاظ به في القيادة العامة، كمرجع عند كل منحى سياسي. أما القوى السياسية والمدنية، رغم تاريخها الطويل، وصمودها امام آلة القمع العسكرية، الا انها، لا تنظر للوراء، للتعلم من تجاربها الثرة. وكلما تنسم جيل مدني جيد مواقع القيادة، ينشغل بالمعارك السياسية الآنية، ويخوضها بشجاعة، ولكن لا ينظر لتجارب الماضي، للاستفادة منها، بتطوير ايجابياتها، وتجنب اخطائها. واليوم نحاول النظر لأحد تلك الدروس، التي ستفيدنا، في معركتنا الحالية لإيقاف الحرب، ومعاركنا القادمة لتأسيس الحكم المدني الديمقراطي.
استطاعت ثورة ديسمبر العارمة أن تحاصر نظام الاسلامويين، وتجعل ظهره للحائط، فتفتق ذهن دهاقنة التآمر، على اتباع الخطة ب. وكانت تلك الخطة تكليف اللجنة الأمنية بإزاحة البشير شكليا، وتنصيب أبن عوف، مع الاحتفاظ بكل اركان النظام. صمود الشارع أفشل تلك الخطة. فلجأوا لتمثيلية اعلان انحيازهم للثورة، وكان ذلك منهج تقية الانحناء للعاصفة، وإفشال الثورة من داخلها، بالأساليب الناعمة والخشنة معا. وكانت ضربة البداية اعلان ما سمي بالمجلس العسكري الانتقالي، الذي سيحكم الفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات العامة. وفي نفس الوقت التمسك بإبعاد قوى الثورة عن مواقع السلطة. من الجانب الآخر استخدموا الأساليب العنيفة والمجرمة لفض اعتصام القيادة، وكانت مجزرة القيادة هي انقلاب كامل لإسكات الشعب. وهنا كانت هبة الثلاثين من يونيو الرد الشعبي الرافض لكل تآمر العسكر، فتراجعوا في ذعر، ولجأوا للأساليب الناعمة والخادعة مرة أخري. فتمت المفاوضات ولم تستمع بعض قوى الثورة لنصائح على محمود حسنين وصديق يوسف برفض الشراكة مع العسكر، وانخدعت بعض القوى السياسية والمدنية بالكلام المعسول للعسكر، وصدقت ان عسكر الاسلامويين هو شبيه لعسكر ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل. واستمرت المفاوضات، التي لعب فيها ود لبات دورا محوريا في تمكين العسكر. وفي النهاية انتجت المفاوضات الوثيقة الدستورية المعيبة، التي دفعنا ثمنا غاليا لها، وندفع حاليا مزيد من الاثمان بهذه الحرب اللعينة.
اثناء تصاعد انتفاضة مارس ابريل، التي وصلت أوجها في موكب 3 أبريل، كان صغار ضباط الجيش يجتمعون ويضغطوا قيادة الجيش لكي تنحاز للثورة. كان سوار الدهب يصر على الولاء لنظام نميري، لأنه اقسم على ذلك. وعندما تصاعد ضغط صغار الضباط وتهديدهم باتخاذ موقف منفرد، انصاع سوار الدهب وبقية القادة، فأعلنوا إزاحة نميري وتسنم السلطة لأنفسهم تحت مسمى المجلس العسكري الانتقالي، وابعدوا صغار الضباط، صناع التغيير. لكن وحدة قوي الانتفاضة ووعي قادتها لم ينخدع بادعاءات العسكر وفرض وجود مجلس وزراء مدني كامل. ورغم تقاسم السلطة الا ان المجلس العسكري كان يتفاوض مع الاسلامويين من خلف ظهر قوي الانتفاضة. كما لعب دورا أساسيا في الحفاظ على مؤسسات النظام القديم وتعطيل انجاز اهداف الانتفاضة. وكان أوضح مثال لذلك قانون الانتخابات الذي صمم بشكل يدعم طموحات الاسلامويين بالوصول للسلطة.
إذا قارنا ذلك بما قام به عسكر اللجنة الأمنية للبشير، نجد انهم قرأوا نفس الكتاب، وعملوا على السير في نفس الطريق، رغم ان امكانياتهم وقواهم كانت أكبر من عسكر مايو. وفي الجانب الآخر لم تستوعب القوي السياسية والمدنية درس الانتفاضة ودور عسكر مايو في تخريبها. وبلعوا طعم ادعاء اللجنة الامنية الانحياز لثورة ديسمبر، بينما كانت تنفذ في الخطة ب للاسلامويين.
كتبت اليوم، باختصار عن التجربتين (انتفاضة 1985 وثورة 2019) ودور العسكر والقوى المنية خلالهما. الآن يجب ان نستوعب الدرس بعد انهاء هذه الحرب الكارثية. وان يكون لدينا وضوح تام بالا مكان للعسكر في السلطة السياسية أو اقتصاد البلاد. واتن انشاء جيش مهني هدف أساسي لاستقرار النظام الديمقراطي.

siddigelzailaee@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الجنابي والضاري يبحثان مستجدات العملية السياسية
  • تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان تردّ على دعوة مصرية
  • تحالف المستقلين يدعو إلى إصلاح المنظومة الانتخابية بدلاً من إجراء انتخابات مبكرة
  • «خوري وبوجناح» يناقشان تطورات العملية السياسية
  • نتنياهو: لا بديل عن النصر لإنهاء الحرب
  • انتخابات تشريعية تاريخية.. الفرنسيون يصوتون في الجولة الأولى من الانتخابات المبكرة
  • العسكر يقرأون من نفس الكتاب القديم والقوى المدنية لم تتعلم الدرس
  • احتمالات الحرب الكبرى في الجبهة اللبنانية
  • "وول ستريت جورنال" تتساءل ماذا سيحدث في غزة مع استعداد إسرائيل لإنهاء حربها الكبرى
  • ماذا سيحدث في غزة مع استعداد إسرائيل لإنهاء حربها الكبرى ؟