بائس يائس محبط .. هذه ملامح الكائن الصهيوني وهو يقوم بقصف منشآت مدنية مرتبطة بحياة الناس.
استهداف مباشر متعمد للقانون الدولي، لا معسكر ولا مسلحين، ولا مخازن أسلحة، أو بطاريات إطلاق، ولكنه هدف مدني خالص. فعلٌ يؤكد أن اليمن كان على حق، فالكائن الإسرائيلي ومعه الأمريكي باتا اضعف من يستعيد زمن الاستفراد ورسم ملامح الغضب على الوجه لمرة واحدة كي ترتعد على إثرها فرائص التابعين ويفعلوا بما يؤمرون.
فمن يُقنع أمريكا وإسرائيل أن اليمن عصيّ على الاستسلام، اليمن حضارة التاريخ وعزة الحاضر ورحابة المستقبل، لن يسبّح بحمد هذه المسوخ البشرية. ولن يكون احدى ضحايا مخالب هذا «الزومبي» الأمريكي، أو يكون سهل الاستساغة لكاتب مثل بوب وودوورد كي يذهب إلى تلفيق ما يشاء من الترهات فيُظهر إنسانية، لأمريكا، وفي عين الوقت تفردها بالقوة على مستوى العالم.
تقاتل المسوخ الأمريكية والإسرائيلية بلا شرف وبلا أخلاق وبلا رجولة، فتضرب طائراتهما حياة الناس، وتسفح دماء الأبرياء في مجازر جماعية وحشية ولا تشعر بالحرج من ذلك. وستتمادى هذه الكائنات في امتصاص دماء شعوب العالم، بلا ضمير ولا رادع ولا أهداف أخلاقية.
يحسبون في شعوب العالم فوائض بشرية، وإما أن تكون هذه الشعوب في خدمتها أو قتلها، لا شيء فيهم يمتّ للإنسانية بصلة.. فعلَهم، ثقافتهم، سلوكهم، عطشهم للدماء، وللتدمير، والإحراق ولكل ماهو فوضوي، لا يشير إلى انهم كائنات سوية تفهم الحياة.
وليس أقل منهم درجة ولكن في النقيض الحاد جدا مع كثير من الشعور بالانهزام، أنظمة المجتمع الدولي المحتجبة خلف الأنظار تسترق الرؤية إلى ما يجري، ثم تسدل القبعة على عينيها، أنظمة بلاستيكية، قسم منها جاهز فقط للرد عندما تصلها مخالب هذه الحيوانات الضالة، فهي لا تقوى على حمل قيادة العالم، وليست اكثر من ظواهر، وفرقعات قد تنفجر حين تصل هذه المخالب ولا نرى في رد الفعل ما يرقى إلى مستوى حديث التهديد لمكانة الكائن الأمريكي في تصدر العالم.. وقسم، مسلوب الوعي والإرادة، غائب عن إدراك مقاصد ما يجري، وعن خريطة التفاعل، متقوقع في إطاره، ليس له في أي شيء، شيء، وكأنه حتى ليس جزءا من الأرض ومن المنظومة الدولية، وقسم ثالث هناك هو الأكبر، من الأنظمة المسبحة بأسماء الولايات الأمريكية، تحسب في الخوف والولاء والطاعة أكبر مظاهر تأمين الذات من جنون وطيش الكائن الأمريكي الضال..
لم يقرأوا في كل ما حدث خلال السنوات الماضية من فوضى عارمة اجتاحت العالم وأسقطت أنظمة وسحقت شعوب، انه لا لقاح من البلطجة الأمريكية، حتى التسابق لتقديم الولاء، لن يكون حاميا بقدر ما يؤجل فقط موعد الإقصاء، فاذا ما «خاست» الرؤوس وما عاد منها جدوى لخدمة المشروع الصهيوني كان قطافها.
يتنقل الأعداء في الاستهداف للدول العربية من دولة إلى أخرى، وهؤلاء لم يدركوا بعد، ويظنون في الجُبن السلامة، واليمن، منذ عقد من الزمن يحاول منفردا تقديم نموذج لإمكانية المواجهة، فقوة الأعداء ليست إلا ضجيجاً إعلامياً، ثم تعاون فيما بينهم على العرب والمسلمين والشرق عموما، يتداعون لنجدة بعضهم وليت أنظمتنا تستفيد من هذا الفعل.
في الهجوم الصهيوني الأخير، اليمن يزيد في حصد النقاط، فطائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية والفرط صوتية، لم تتوقف قبل وبعد العدوان وإنما زادت وتيرتها، واليمن كشف وعزز حقيقة النزعة الحيوانية لدى الأعداء الذين يتعمدون فقط ضرب الأهداف المدنية، واليمن قدم النموذج المحمود للثبات على الموقف فامتلك زمام قراره، أما تماديهم في العدوان فلن يجلب لهم إلا مزيداً من الخزي والعار، فاليمن لن يتراجع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حقوق الأنسان تنتقد التحول الجذري في التوجهات الأمريكية وتدعو دول العالم لمواجهة السلطة المطلقة
قلق حيال تزايد نفوذ " أوليغارشية التكنولوجيا"على البيانات الشخصية والتلاعب بحياة الناس
جنيف"وكالات": أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك اليوم عن قلقه البالغ من "التحول الجذري" في توجّهات الولايات المتحدة منذ عودة دونالد ترامب إلى السلطة، منددا بـ"السلطة المطلقة" لـ"أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين".
وعبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلق عميق بسبب "تحول جذري" في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وتابع قائلا "يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.وقطعت إسرائيل مثل الولايات المتحدة صلتها بالمجلس وعللت ذلك بأنه منحاز ضدها.
وفي خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وجّه تورك انتقادات تعد الأقوى التي تصدر عنه حتى اللحظة للتحوّلات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وقال "كان لدينا دعم من الحزبين في الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بحقوق الإنسان على مدى عقود طويلة". وأضاف "أشعرالآن بقلق بالغ من التحول الجذري في التوجهات محليا ودوليا".
وأوضح أن "السياسات الهادفة لحماية الناس من التمييز باتت تصنّف الآن على أنها تمييزية"، من دون أن يأتي على ذكر ترامب بالاسم.
وقال "تم إلغاء التقدّم الذي تحقق في ما يتعلق بالمساواة المرتبطة بالنوع الاجتماعي. يحمل التضليل والترهيب والتهديدات، خصوصا تجاه الصحافيين والموظفين الحكوميين، خطر تقويض عمل الإعلام المستقل وأداء المؤسسات".
وتابع تورك "يُستخدم خطاب مثير للانقسامات للتشويه والخداع وإثارة الاستقطاب.. يولّد ذلك الخوف والقلق في أوسط كثيرين" مؤكدا أن مكتبه سيواصل "تاريخنا الطويل في التواصل البنّاء بشأن هذه القضايا وغيرها".
ولم تشارك الولايات المتحدة في الجلسة، بعدما وقّع دونالد ترامب مرسوما بسحب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان.
- "غير منتخبين" -
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير، وقّع ترامب 79 أمرا تنفيذيا بشأن مسائل تتراوح من السياسة الخارجية إلى حقوق المتحولين جنسيا.
وفي ظل امتلاك حزبه الجمهوري غالبية ضئيلة فقط في الكونغرس وسعيه للتحرك سريعا لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، أصدر ترامب مراسيم تستهدف التجارة والحقوق المدنية والوظائف الفدرالية.
وعيّن مالك "إكس" و"تيسلا" إيلون ماسك رئيس ما أطلق عليها "إدارة الكفاءة الحكومية" "دوج" موكلا إياه مهمة خفض التكاليف.
وفي هذا الصدد، عبّر تورك عن قلقه حيال تزايد نفوذ "حفنة من أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين" قادرة على الوصول إلى البيانات الشخصية للناس، من دون أن يذكر اسم ماسك.
وفي تصريحات لا تقتصرعلى الوضع في الولايات المتحدة فحسب، حذّر مفوض الأمم المتحدة من أن أوليغارشية التكنولوجيا "يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وظروفنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا. يعرفوننا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. ويعرفون طريقة التلاعب بنا".
وحذّر من أن "أي شكل من أشكال السلطة غير المنظّمة يمكن أن يؤدي إلى الاضطهاد والإخضاع وحتى الطغيان: قواعد اللعبة التي يستند إليها المستبدون".ودعا دول العالم إلى "التأقلم سريعا" لمواجهة هذه التطورات.
وقال "على الدول تأدية واجبها المتمثل بحماية الناس من السلطة المطلقة والعمل معا لتحقيق ذلك".
من جهته، قدّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التراجع في عمليات التحقق من المنشورات وإدارة المحتوى على بعض الشبكات الاجتماعية يهدد بـ"الحد من حرية التعبير"، متخذا وجهة نظر معاكسة لإيلون ماسك ومارك زاكربيرغ، بعد إعلان رئيس "ميتا"، وهي الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، التخلي عن برنامج تقصي الحقائق في الولايات المتحدة.
كذلك، انضم جيف بيزوس، مؤسس أمازون ومالك صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "بلو أوريجين" للفضاء، علنا إلى مواقف ترامب.وعلى غرار "ميتا"، انضم إلى الهجوم على سياسات "التنوع والمساواة والإدماج".
- روسيا والصين -
ولا يقتصر هذا الهجوم على الولايات المتحدة.وقال تورك "بشكل عام، أشعر بالقلق إزاء عودة ظهور أفكار سامة حول الذكورية في بيئات معينة. من الأنظمة الاستبدادية إلى الديموقراطيات، تُحرم النساء والفتيات من حقوقهن بطرق متعددة".
في الوقت نفسه، تستمر انتهاكات القانون الإنساني الدولي في كل أنحاء العالم فيما تتزايد الصراعات، من غزة إلى أوكرانيا مرورا بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وفق ما أضاف.
وأشار إلى أن الحريات مهددة أيضا بسبب الهجمات ضد الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، مثل روسيا حيث "اعتُمدت قوانين صارمة لخنق حرية التعبير".كما جدّد المفوض السامي التعبير عن "مخاوفه البالغة" بشأن الوضع في الصين، خصوصا في التيبت وشينجيانغ.
ومنذ توليه السلطة في 20 يناير، أصدر ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتفكيك وإيقاف برامج لدعم التنوع والمساواة والشمول في مؤسسات اتحادية وفي القطاع الخاص. كما أوقف برامج الوكالة الأمريكية للتنمية 90 يوما لحين مراجعة إدارته لمدى مناسبتها لسياسة "أمريكا أولا".
وسيتفاقم نقص التمويل المزمن الذي يعاني منه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب خفض الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية. وتبرعت الولايات المتحدة بمبلغ 35 مليون دولار العام الماضي وهو ما يوازي نحو 15 بالمئة من المساهمات الإجمالية التطوعية في 2024.
وقال تورك "التخفيضات الكبيرة لشبكات الأمان الاجتماعي المحلية وتمويل ملفات تغير المناخ والمساعدات الأجنبية انتكاسة ضخمة لحماية حقوق الإنسان ولمنع الصراعات وللاستقرار العالمي".
وفي مراجعته لأوضاع حقوق الإنسان في العالم، حذر تورك من خطر انهيار جوهر نظام دولي، قال إنه أرسى استقرارا غير مسبوق، في وقت يشهد فيه العالم احتدام 120 صراعا.كما تطرق إلى مخاوف تتعلق بقوانين الأمن القومي التي تقلص مساحة العمل المدني في هونج كونج وقال إنه سيثير هذا الأمر وملفات أخرى مثل شينجيانغ والتبت مع السلطات الصينية.