يواصل التحالف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي على بلادنا قصف المقصوف، وتدمير المدمر، واستهداف المستهدف، في سياق عدوانهم الإجرامي المتواصل والذي يمثل ردا على عمليات الدعم والإسناد اليمنية البحرية والصاروخية والجوية لإخواننا في قطاع غزة، ظنا منهم بأن تلكم الاعتداءات ستؤثر في الموقف اليمني وستدفع القيادة الثورية والسياسية نحو التراجع والتوقف عن الواجب الديني والأخلاقي والإنساني في الدعم والإسناد لنساء وأطفال غزة، ولمجاهديها الأبطال الذين يواصلون رسم ملحمة الصمود الفريدة من نوعها أمام آلة القتل والإجرام والتوحش والإرهاب الصهيو أمريكي الذي أوشك على تجاوز شهره الثاني من عامه الثاني .
يقصفون الموانئ ومحطات الكهرباء ومخازن الوقود وكل ما يتعلق باقتصاد ومعيشة المواطنين في استهداف ممنهج للشعب اليمني الصابر الصامد الذي ضرب أروع الأمثلة في الصبر والصمود، وكل ذلك لأن اليمن لم يخنع، لأن اليمن لم يخضع، لأن اليمن لم يركع للبيت الأبيض، ولم يتوقف عن دعم وإسناد غزة والضفة وكل فلسطين ولبنان في معركة الحرية التي تخوضانها مع كيان العدو الإسرائيلي ، لأن اليمن لم يطبع مع المطبعين، ولم يتفرج مع المتفرجين، ولم يتآمر مع المتآمرين، ولم يجبن مع الجبناء، ولم يقف إلى صف الجلاد على حساب الضحية، لأن اليمن قالها على لسان قائده الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لأهالي غزة الصمود نحن معكم وثقوا بأنكم لستم وحدكم، لن نخذلكم كما فعل العربان من حولكم، لن نكون شركاء في حصاركم وتضييق الخناق عليكم لمصلحة الكيان الصهيوني .
سنواصل نصرتكم بالمال في زمن الضيق والشدة، وبصواريخنا ومسيراتنا وبكل ما نمتلك من قوة في زمن الخذلان، وسنواصل فرض الحصار على الكيان الصهيوني كما فرضه عليكم، لن تتوقف عملياتنا البحرية والصاروخية والجوية إلا بتوقف العدوان وإنهاء الحصار المفروض عليكم، هذا هو العهد والوعد الذي قطعناه على أنفسنا، بقناعة تامة، وبإيمان مطلق بصوابية ومشروعية ما ذهبنا إليه، وكلنا عزيمة وإصرارا على المضي في هذا المسار مهما كان الثمن، نحن لا نلعب بالنار كما يصور ذلك الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، بل على العكس من ذلك تماما نحن نسعى لإطفاء النيران المشتعلة التي تحرق أجساد أطفال ونساء غزة وتحيلها إلى أكوام من اللحوم البشرية المتفحمة، نحن من نسعى لإيقاف نزيف الدم الفلسطيني الذي يراق ويسفك بكل توحش وصلف على يد الصهاينة بدم بارد على مرأى ومسمع العالم قاطبة .
ومهما أغرق البغاة المعتدون في غيهم وإجرامهم وقصفهم وعدوانهم على يمن الإيمان والحكمة، يمن النصرة والدعم والإسناد والمدد لغزة فلن تزيدنا غاراتهم إلا ثباتا وصمودا وعزيمة وإصرارا على نصرة غزة ولبنان، ولن نقبل بأي مقايضة أو مساومة على ذلك، فمواقفنا كانت وما تزال وستظل ثابتة وراسخة رسوخ جبال عطان ونقم والنهدين التي أشبعوها قصفا واستهدافا ولكنها لم تنحني أو تنكسر وما تزال شامخة، ومهما استخدموا من أوراق، ومهما مارسوا من ضغوطات، ومهما شنوا من غارات، فلن توهن عزائمنا، ولن تنل من إرادتنا، ولن تغير من مواقفنا .
بالمختصر المفيد، حاضرون في كل ساح، وممسكون بالسلاح، لنحيل أفراح الصهاينة إلى أتراح، ونسقيهم السم الزعاف بالأقداح، وهيهات منا الذل والتراجع والانبطاح، واثقون بعون الله ونصره وتأييده بكل طمأنينة وانشراح.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فيلادلفيا.. محور الموت الذي يمنع أهالي رفح من العودة
غزة- منذ نزوحها قسرا قبل 10 شهور، لم تتمكن الفلسطينية هدية أبو عبيد من العودة لمدينتها رفح، حيث لا تزال إسرائيل تسيطر على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الممتد بين قطاع غزة ومصر.
ويفرض جيش الاحتلال بقوة النيران وعمليات التوغل المستمرة حدودا غير ثابتة لما توصف بـ"المناطق الحمراء" في رفح، صغرى مدن القطاع، ويستهدف كل من يحاول الاقتراب منها بعمق يصل لنحو كيلومترين اثنين.
وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، قتل الاحتلال نحو 50 فلسطينيا أثناء محاولتهم العودة لمنازلهم في رفح.
هذه المخاطر تمنع أبو عبيد (55 عاما)، والغالبية من حوالي 300 ألف نسمة من سكان رفح، من العودة إليها، ولا يزال أكثرهم يقيمون في خيام بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وتقول أبو عبيد، التي تقيم بخيمة مع أسرتها المكونة من 5 أفراد، للجزيرة نت "كل النازحين رجعوا إلى غزة والشمال ولكل المناطق، إلا نحن سكان رفح"، وتتساءل "فهمونا يا ناس، هل رفح خارج الاتفاق؟".
وتنتشر على حسابات سكان المدينة على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات كثيرة حول واقع رفح، وسط غضب كبير لعدم قدرتهم على العودة إليها.
إعلانوتعلم هدية أن منزلها في "مخيم يبنا" للاجئين الملاصق للحدود مع مصر قد دُمر كليا، وتقول "الاحتلال مسح المنطقة عن الوجود، ولكني أريد العودة لبيتي والعيش فوق أنقاضه، ليس هناك أجمل من رفح ولا أطيب من أهلها".
واحتضنت رفح، بعد الحرب، أكثر من مليون نازح لجؤوا إليها من مدينة خان يونس ومناطق شمال القطاع، ونزحوا عنها جميعا مع أهلها عشية اجتياح المدينة في 6 مايو/أيار الماضي.
وردا على سؤال حول توقعها بالعودة لرفح؟ قالت أبو عبيد "لا عودة دون انسحاب الاحتلال من الحدود، من حاول العودة قتلوه".
كارثة وقتلبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ينطلق الانسحاب التدريجي من محور "فيلادلفيا" بداية من اليوم الـ42 للمرحلة الأولى منه، وتستكمل إسرائيل انسحابها، على طول المحور الممتد 14 كيلومترا بين الحدود المصرية والفلسطينية، بحلول اليوم الـ50 من الاتفاق.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد نددت بخرق الاحتلال للاتفاق، وبعدم التزامه بالجدول الزمني للانسحاب من المحور.
وقالت، في بيان لها الاثنين الماضي، "لم يلتزم الاحتلال بالخفض التدريجي لقواته خلال المرحلة الأولى، وبالانسحاب بالموعد المحدد، وكان المفترض اكتمال الانسحاب في اليوم الـ50 للاتفاق، الذي يصادف التاسع من مارس/آذار الجاري".
وتعاني رفح، حسب وصف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من "كارثة إنسانية متجددة، إذ حولت الحرب الإسرائيلية معظم أحيائها إلى ركام، ورغم وقف إطلاق النار لا يزال الاحتلال يواصل هجماته العسكرية، ويسيطر على نحو 60% من المدينة، سواء عبر تمركز الآليات أو السيطرة النارية، ويستهدف المدنيين العزل بالقصف وإطلاق النار، ما يوقع يوميا مزيدا من الشهداء والجرحى".
ومنذ سريان الاتفاق، قتلت إسرائيل -وفق توثيق هيئات محلية ودولية- 150 فلسطينيا، وجرحت زهاء 605 آخرين، على مستوى القطاع، بمعدل 3 شهداء يوميا، ثلثهم من سكان رفح.
من جانبه، يقول المواطن فادي داوود للجزيرة نت إن أقارب وأصدقاء له استشهدوا وأصيبوا أثناء محاولتهم الوصول لـ"حي البرازيل" المتاخم للحدود مع مصر جنوب شرقي رفح، لتفقد ما تبقى من منازلهم في الحي المدمر كليا.
إعلانورغم قساوة النزوح، يفضل داوود (31 عاما) المتزوج حديثا، والذي يقيم مع زوجته الحامل بخيمة في خان يونس، البقاء مع أسرته على "المغامرة بالعودة إلى رفح".
ومنذ اندلاع الحرب، نزح داوود 5 مرات، ويقول "الحياة قاسية في الخيمة، خاصة وأن زوجتي حامل بابننا الأول، ونفتقد للخصوصية والاحتياجات الأساسية".
وأعلنت بلدية رفح، أمس الخميس، عن التوقف التام لخدمات فتح الشوارع وترحيل الركام، فيما أصبحت مولدات آبار المياه مهددة بالتوقف الكلي بسبب نفاد الوقود واستمرار إغلاق الاحتلال للمعابر منذ الثاني من مارس/آذار الجاري، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان.
وحذر أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح من أن المدينة تعيش أوضاعا مأساوية غير مسبوقة، حيث يواجه عشرات الآلاف من السكان خطر العطش وانتشار الأوبئة مع تصاعد أزمة المياه، مع شلل تام للخدمات البلدية الأساسية وتدمير البنية التحتية.
وأكد أن البلدية بذلت كل الجهود الممكنة للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات رغم الدمار الكبير، إلا أن نفاد السولار يهدد بتوقف تشغيل آبار المياه بالكامل، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين الذين يعتمدون على هذه "المصادر المحدودة" في ظل الحصار الخانق.
وتحولت رفح لمدينة "منكوبة" حسب صافي، بسبب الحرب والتشريد، وتواجه الآن خطرا مضاعفا بحرمانها من أبسط مقومات الحياة، وأكد أن عدم إيجاد حلول عاجلة قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن تداركها.
ويتمركز وجود أعداد محدودة من سكان المدينة حاليا بمناطق وأحياء تقع في الجهة الشمالية منها، بعيدة نسبيا عن الحدود الفلسطينية المصرية، غير أنهم يواجهون مخاطر ويكابدون معاناة يومية شديدة لتحصيل المياه وشؤون الحياة الأساسية.
إعلانويقول حذيفة عبد الله، الذي عاد مع أسرته قبل نحو شهر للإقامة بمنزله المدمر جزئيا في حي الجنينة شمال رفح، "للأسف يوميا يصلنا الرصاص، اليوم قذيفة مباشرة أصابت المنزل، ولا أحد يتحدث عن وضع رفح وما تتعرض له".