يمانيون../
واصلت القوات المسلحة، رفع مستوى ضغط المرحلة الخامسة من العمليات المساندة لغزة إلى مستويات قصوى غير مسبوقة، في إطار تصعيد سريع صنع حالة صدمة ويأس كبيرة داخل كيان العدوّ، حيثُ شملت سلسلة الضربات التي لم تتوقف من مساء الأربعاء هجومًا إضافياً على يافا المحتلة (تل أبيب) وهذه المرة مع توثيق دقيق للإصابة الدقيقة وللفشل الذريع للمنظومات الدفاعية “الإسرائيلية” واعترافات رسمية بذلك الفشل وبالعجز عن التعامل مع الجبهة اليمنية؛ الأمر الذي يعكس نجاحاً في إجبار العدوّ على التعاطي مع السياق الرئيسي للتصعيد والمتمثل في الضغط لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه في غزة واللجوء إلى صفقة تبادل الأسرى، وهي الدعوة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية إلى اليمن مؤخراً.

الضربة الجديدة التي أعلن عنها متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع صباح السبت، ضربت “هدفاً عسكريًّا للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا المحتلةِ وذلك بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتيٍّ نوع فلسطين2” وقد أكّد سريع أن “الصاروخ أصاب هدفَه بدقةٍ ولم تنجحِ الدفاعاتُ والمنظوماتُ الاعتراضية في التصدي له” وهو ما صدّقت عليه مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل إعلام العدوّ الصهيوني ومستوطنوه، والتي وثقت من عدة زوايا وبوضوح شديد عبور الصاروخ بسرعة فائقة إلى هدفه، متجاوزاً محاولات الاعتراض، التي أكّدت وسائل إعلام عبرية أنها شملت مختلف المنظومات “الإسرائيلية” بما في ذلك منظومة (السهم) التي يسميها العدوّ (حيتس) بعيدة المدى والتي يبلغ قيمة الصاروخ الواحد منها أكثر من 3 ملايين دولار، بالإضافة طبعاً إلى المنظومات متعددة الطبقات التي يعتمد عليها العدوّ خارج الأراضي المحتلة، على امتداد عدة دول عربية وعلى طول البحر الأحمر، ومنها منظومات حاملة الطائرات الأمريكية الجديدة (هاري ترومان).

المشاهد الواضحة التي وثقت فشل محاولات الاعتراض ووصول الصاروخ بسرعة مدهشة إلى هدفه لم تترك مساحة أمام جيش العدوّ لاختلاق أي عناوين تضليله كعنوان “الاعتراض الجزئي” ودفعته للاعتراض الصريح بالفشل، حتى أن إذاعة جيش العدوّ نفسها نشرت مشهداً لما حدث وعلقت: “هذا توثيق للمحاولات الفاشلة لاعتراض صاروخ الحوثيين الليلة، حيثُ اتّجه صاروخان اعتراضيان نحو الصاروخ وفشلا في التصدي له ودمرا نفسيهما على ما يبدو في الهواء، وبعد ذلك مباشرة، سقط الصاروخ في يافا”.

وفي التفاصيل أوضحت إذاعة جيش العدوّ أن “التحقيق الأولي أظهر إطلاق 3 صواريخ اعتراضية من منظومتين دفاعيتين وفشلت في الاعتراض” مشيرة إلى أنه “في البداية أطلق صاروخ من منظومة (السهم) الدفاعية خارج الغلاف الجوي وفشل، ثم أطلقت القبة الحديدية صاروخين اعتراضيين إضافيين وفشلا أيضاً”.

ويبدو أن الفشل لم يكن فقط في الاعتراض الصاروخي، بل شمل أيضاً الإنذار المبكر الذي تعتمد عليه ما تسمى “الجبهة الداخلية” للعدو كإجراء أمني أساسي، حيثُ نقل موقع “واي نت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” عن مستوطنة صهيونية تقيم بالقرب من موقع وصول الصاروخ قولها: “إن الانفجار وقع قبل انطلاق صافرات الإنذار، ولم أتمكن من الوصول إلى الملجأ، لقد اهتز المنزل وتحطمت النوافذ، وكان الأمر مرعبًا ومخيفًا”.

وقال مستوطن آخر: “استيقظت لأخرج قطتي وفجأة حدث انفجار قوي، لو لم أقم، لتحطمت كل الزجاجات على السرير، القطة أنقذت حياتي، ولو لم تكن موجودة كنت سأصاب بالتأكيد” مضيفا: “لم نسمع الإنذار على الإطلاق، كان ضعيفًا جدًّا”.

إلى جانب الفشل الموثق والمشهود لمحاولات الاعتراض، والذي أكّد بما لا يدع مجالاً للشك امتلاك الصاروخ اليمني (فلسطين2) تقنيات متطورة قادرة على تجاوز الطبقات الدفاعية للعدو بشكل متكرر، فقد أفادت وسائل إعلام العدو بإصابة حوالي 30 مستوطناً جراء الهجوم، وهو ما يضع مستوطني العدوّ بشكل غير مسبوق أمام الواقع الجديد المرعب المتمثل في انهيار “الأمن” المعتمد على حزمة الإجراءات الوقائية المتمثلة في منظومات الرصد والاعتراض وتفعيل الإنذارات المبكرة، وهو واقع برزت ملامحه بوضوح مع أول ضربات التصعيد اليمني الأخير نهاية الأسبوع المنصرم؛ الأمر الذي يمثل زلزالاً مفاجئاً وسريعاً، لأن تضليلات العدوّ كانت قد حاولت أن تبقي مسألة التهديد اليمني في مكان أدنى من هذا المستوى إعلامياً.

وقد سلطت صحيفة “يديعوت أحرنوت” بعض الضوء على هذا الزلزال المفاجئ، حيثُ قالت إن “حالات فشل الاعتراض المسجلة هذا الأسبوع كشفت عن خرق خطير في طبقات مختلفة من الدفاع الجوي”.

ولكن تأثير هذا الزلزال لا يقتصر على المستوطنين فقط، بل على كيان العدوّ بأكمله؛ فانهيار الدفاعات بشكل متكرر أمام الصواريخ اليمنية يعني أن “إسرائيل” تواجه اليوم ما يمكن أن يقال عنه جبهة استراتيجية جديدة لا يمكن احتمال استمرارها بالنظر إلى حساسية العمق الذي تصل إليه هذه الصواريخ، وبالنظر إلى أن العقيدة القتالية الرئيسية للعدو تستند في جزء كبير منها على هذه الدفاعات، وهذا ما يمثل أكثر من مجرد “خرق” أمني خطير، بل يعتبر زلزالاً استراتيجياً واسع التأثير، ويتركز تأثيره الأكبر على القرار السياسي والأمني المتعلق بالحرب الجارية في غزة، بالنظر إلى أن الوسيلة الوحيدة المضمونة أمام العدوّ الآن لوقف التصعيد اليمني المفاجئ والمربك هي الاستجابة للشرط المعلن المتمثل بوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني؛ لأنَّ محاولة “تحمل” تصعيد بهذه الكثافة والخطورة يمثل مغامرة هائلة الكلفة ومخاطرة بانهيار أمني واقتصادي واستراتيجي كبير.

هذا أيضاً ما أكدته وسائل إعلام العدوّ التي جدّدت التعبير عن اليأس من جدوى البحث عن أي طرق أخرى للتعامل مع التهديد اليمني، حيثً نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً اعتبرت فيه أن الضربة الصاروخية الأخيرة “أثبتت أكثر من أي شيء آخر أن إسرائيل لا تعرف كيف تواجه اليمن” مضيفة أن “إسرائيل لم تكن مستعدة استخباراتياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن، ولم تضع خطة حقيقية ضدهم”.

ووفقاً للصحيفة فإنه “يجب النظر إلى الواقع بعيون مفتوحة والقول بصوت عالٍ إن إسرائيل غير قادرة على التعامل مع تحدي الحوثيين من اليمن، وإنها فشلت وتأخرت كثيراً في مواجهتهم، وهي تجرّ أقدامها بضعف في استجابتها لهذا التهديد” مؤكداً أن هذا الفشل يشمل “الجوانب الدفاعية والهجومية”.

وذكّرت الصحيفة بأن اليمن “يتسبب منذ أكثر من عام بأضرار جسيمة للاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص” مشيرة إلى أنه “منذ بداية الحرب، أطلق الحوثيون على إسرائيل 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة مفخخة”.

وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي والمجتمع الاستخباري استيقظا متأخرين جدًّا للتهديد، والآن فقط يحاول الموساد وأمان جمع المعلومات هنا وهناك وبناء صورة استخبارية حول الحوثيين، ولهذا السبب كانت ضربات سلاح الجو على الحوثيين أشبه بعروض علاقات عامة مع قليل من الفعالية العسكرية الحقيقية التي تلحق ضررًا استراتيجيًا وتخلق توازن رعب أو نوعًا من الردع”.

وأكّدت الصحيفة أن “التحسينات في الصواريخ الباليستية [اليمنية] تجعلها تتغلب على صواريخ (حيتس) التابعة للصناعة الجوية الإسرائيلية، ومشروع الدفاع الجوي الإسرائيلي حصل أربع مرات متتالية على تقييم (فاشل) في اعتراض الصواريخ الباليستية بنجاح، ثلاث مرات من اليمن ومرة واحدة من لبنان”.

وأضافت: “نحن الأن نطبع مع إطلاق الحوثيين للصواريخ، ولكن هذه المرة، مع كلّ صاروخ، يركض مليونا مواطن، بعضهم من سكان (تل أبيب)، إلى الملاجئ، ومن المثير للاهتمام ما إذا كان هذا التطبيع سيكون قصير الأمد أم لا”.

وقالت إن “قصف خزان وقود أو بعض القاطرات القديمة في ميناء صغير باليمن يشبه قصف كثبان رملية في غزة أو مواقع كرتونية لحماس قرب ناحال عوز” في إشارة واضحة إلى انسداد أفق أية محاولة لردع اليمن من خلال القصف الجوي.

المسيرة – ضرار الطيب

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: وسائل إعلام أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.

واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.

وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.

وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.

وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.

وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.

واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.

وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.

وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.

بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.

وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.

وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.

وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.

وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.

وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.

مقالات مشابهة

  • وردنا للتو.. صنعاء تدشن العمل بهذا القانون الجديد لأول مرة في تاريخ اليمن
  • اليمن والموقف الحازم.. تحديات المنطقة في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية
  • العليمي: معركة اليمن ضد الحوثيين مستمرة حتى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب
  • محافظة صنعاء تشهد وقفات نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • محافظة صنعاء تشهد مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • صنعاء.. مسيرات ووقفات حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني وتأكيدا على الجهوزية
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • مكتب رئيس وزراء إسرائيل: نتنياهو سيعقد تقييما أمنيا عقب الانفجارات بتل أبيب
  • تل أبيب تحت الصدمة.. انفجارات متتالية تستهدف حافلات في بات يام!