في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، تبرز سوريا كأحد أكثر النقاط الساخنة التي تستقطب اهتمام القوى الدولية والإقليمية، قدم مجموعة من الخبراء رؤى تحليلية حول المشهد السوري المعقد.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز "إيجيبشن إنتربرايز" تحت عنوان "التنافس الدولي على سوريا وأثره على النظامين الإقليمي والدولي"، و اعتبر المشاركون أن التنافس الدولي في سوريا لم يعد مجرد صراع بين القوى الكبرى، بل تحول إلى تجاذبات داخلية تتداخل فيها المصالح الإقليمية والدولية.

 

وأكد الخبراء على أن غياب رؤية عربية موحدة يزيد من تعقيد الوضع، مما يستدعي إجراء حوار أكاديمي معمق لفهم الديناميكيات المتشابكة التي تؤثر على استقرار النظامين الإقليمي والدولي.

             التنافس الدولي: من الخارج إلى الداخل

افتتح الورشة محمد عبد الحليم، مدير المركز، الذي أكد على أهمية الملف السوري كحالة دراسية للصراعات الدولية. وصرح قائلًا: "ما يحدث في سوريا هو نموذج مصغر للصراعات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، حيث تتداخل المصالح بين الدول الكبرى والفواعل من غير الدول، وهذا يتطلب منا دراسة معمقة لفهم هذه الديناميكيات".

قدم د. مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، مداخلة تناولت كيفية انتقال التنافس الدولي إلى داخل سوريا. وأشار إلى أن "الفراغ الاستراتيجي الذي تركه غياب رؤية عربية مشتركة ساهم في تفاقم الصراع". وتابع: "تركيا، الولايات المتحدة، روسيا وإيران تتصارع على الأرض السورية، مما يجعل من الصعب الوصول إلى حل شامل". وأكد على أهمية التفاهمات بين القوى الدولية في إدارة الملفات الحيوية مثل الحدود واللاجئين، مشددًا: "إن غياب التنسيق العربي يزيد الأمور تعقيدًا".

استعرض أحمد سلطان، مسؤول برنامج الدراسات التطرف، الفواعل الأكثر تأثيرًا في الصراع السوري، مع التركيز على دور تنظيمات مثل هيئة تحرير الشام وقسد. وقال: "الخطاب السياسي للجولاني شهد تحولات كبيرة، من التطرف إلى الاعتدال، وهذا يعكس مدى التغيرات في المشهد السوري". وأضاف أن التحالفات غير الرسمية التي تتشكل بين هذه الفصائل والقوى الدولية تعكس واقعًا جديدًا يجب مراعاته في أي استراتيجية مستقبلية.

                     تحديات مكافحة الإرهاب

فيما د. حمادة شعبان مشرف وحدة الرصد بمرصد الأزهر، التحديات المستقبلية لمكافحة الإرهاب في سوريا. وأشار إلى أن "التصريحات الأمريكية بأن مفاتيح الحل تبدأ من أنقرة تثير تساؤلات حول مستقبل سوريا". وتابع: "التحديات الأمنية كبيرة، خاصة في مخيم الهول، وإعادة تشكيل القوات المسلحة السورية، ما يجعل المهمة معقدة جدًا". واعتبر أن "التنسيق الدولي ضروري لمواجهة هذه التحديات".

وتناول درويش خليفة، الكاتب والمحلل السياسي، عبر سكايب، خطوات إعادة بناء سوريا، مؤكدًا: "لا بد من تشكيل برلمان مؤقت وإعداد دستور جديد يشمل جميع أطياف الشعب السوري". وأشار إلى أن التوجه نحو إعادة تشكيل المحليات على أساس جغرافي بدلاً الاعتبارات الإثنية أو الطائفية. يعد خطوة مهمة لتجاوز الفوضى الحالية.

وأوضح خليفة أن هذا النهج يهدف إلى تقليل التوترات الناتجة عن الانقسامات الإثنية والطائفية، حيث يعيد توزيع السلطات المحلية بطريقة تعزز الوحدة الوطنية، من خلال التركيز على الجغرافيا بدلاً من الإثنية، يمكن أن تساعد هذه الخطوة في تعزيز مفهوم المواطنة المشتركة، مما يدعم الهوية الوطنية السورية بشكل أوسع.

                      تأثير سقوط نظام الأسد

أوضح د. أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية، أن سقوط نظام الأسد قد يؤدي إلى تحولات جذرية في التوازنات الإقليمية والدولية. وصرح: "سقوط النظام يعني انتهاء الهيمنة الروسية والإيرانية على سوريا، وقد يؤدي إلى فوضى جديدة في المنطقة". وأكد على ضرورة الانتباه إلى "الالتفاف الشعبي حول شخصيات مثل الجولاني، حيث يمكن أن يعيد إحياء الجماعات الجهادية"

في ختام الورشة، أكد هاني الاعسر، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدراسات، على أهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي قد تترتب على سقوط نظام الأسد. وقال: "رغم تحفظاتي الأخلاقية على نظام الأسد، إلا أن سقوطه قد يدخل المنطقة في مرحلة جديدة من الفوضى". وشدد على أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب رؤية استراتيجية واضحة للتعامل مع الوضع المتغير في سوريا، قائلًا: "يجب أن نكون مستعدين لمواجهة الأزمات الناجمة عن هذا التحول".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سوريا اطماع الغرب التنافس الدولی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

علوم جنوب الوادي تنظم ندوة توعوية حول التنمر الإلكتروني وأثره على الشباب الجامعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقيمت بكلية العلوم في إطار سلسلة الندوات التوعوية التي تنظمها جامعة جنوب الوادي تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس الجامعة  ندوة توعوية بعنوان" التنمـر الإلكتروني وأثره على الشباب الجامعي " بحضور الدكتور جمال عبد الله أحمد عميد كلية العلوم والدكتورة نهى التايه وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومحمد وليد مدير عام إدارة رعاية الطلاب.

 التنمر الإلكتروني وأثره على الشباب الجامعي 

حاضر في الندوة الدكتورة هالة خير سناري أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بالجامعة حيث تحدثت عن التنمر الالكتروني وقدمت امثلة عليه وأوضحت خلال الندوة مخاطر التنمر الإلكتروني.

على مجتمع الشباب وضرره على سلوكياتهم الاجتماعية في التفاعل مع الأحداث والأخبار وقد بينت الندوة طرق التنمر الإلكتروني الذي يتعمد الإساءة للآخرين من خلال اللون والشكل يتعرض أيضا للقيم الاجتماعية والوجدانية ويتخذ أسلوب السخرية والاستهزاء وعدم احترام قواعد التعليق والنشر في هذه المواقع مما يسبب ضررا للآخرين لا سيما الشباب وقد طرحت عدة حلول منها أساليب إلكترونية للتخلص من التنمر تتيح للمتنمر عليه اللجوء إليها لغرض اشعار المسؤولين بخطورة هذه الطروحات وبعضها شخصي في الحذر من التعاطي مع الرواد السلبيين وتجنبهم.

حث الطلاب على المشاركة الفعالة

رحبت الدكتورة نهى التايه وكيل كلية العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة في بداية الندوة بضيوف الندوة والحضور وحثت الطلاب على المشاركة الفعالة في الندوة لتحقيق الاستفادة المطلوبة.

شهد الندوة التوعوية عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس و الهيئة المعاونة بالكلية وحضور طلابي كبير ومجموعة من الجهاز الإداري بالكلية.

مقالات مشابهة

  • علوم جنوب الوادي تنظم ندوة توعوية حول التنمر الإلكتروني وأثره على الشباب الجامعي
  • دولة عربية تخطط لسداد ديون سوريا للبنك الدولي
  • تقرير: المملكة العربية السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى البنك الدولي
  • مصدر مطلع لـCNN: السعودية تخطط لسداد ديون سوريا لدى البنك الدولي
  • السعودية تستعد لدفع ديون متأخرة على سوريا للبنك الدولي
  • وزير المالية يبحث مع وفد من البنك الدولي سبل تحديث القطاع المالي والمصرفي السوري
  • مصادر: السعودية تخطط لسداد 15 مليون دولار تدين بهم سوريا للبنك الدولي
  • أردوغان يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • سوريا تحضر في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن
  • جامعة حلوان التكنولوجية الدولية تحصد جائزة أفضل الأبحاث في المؤتمر التكنولوجي الدولي الثاني