شركة إسرائيلية مسؤولة عن اختراق WhatsApp
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
في سابقة مهمة، وجدت محكمة كاليفورنيا أن شركة NSO Group الإسرائيلية لصناعة برامج التجسس مسؤولة عن اختراق خوادم WhatsApp في دعوى قضائية رفعتها المنصة المملوكة لشركة Meta في عام 2019. ستحدد المحكمة الآن الأضرار.
خلصت محكمة مقاطعة شمال كاليفورنيا إلى أن مجموعة NSO انتهكت قانون الاحتيال وإساءة استخدام الكمبيوتر (CFAA) وقانون الوصول الشامل إلى البيانات الحاسوبية والاحتيال في كاليفورنيا (CDAFA) وقانون العقوبات الكاليفورني، وانتهكت عقدها مع WhatsApp باستخدامها لإرسال "رمز ضار" واستخدام WhatsApp لأغراض غير قانونية.
في دعواها القضائية، والتي كانت الأولى من نوعها حيث سعى عملاق وادي السليكون إلى محاسبة شركة من صناعة القرصنة القوية في إسرائيل، قالت منصة التشفير من البداية إلى النهاية المملوكة لشركة Meta إن برنامج Pegasus التابع لمجموعة NSO تم استخدامه لإصابة الهواتف المحمولة لنحو 1400 شخص في جميع أنحاء العالم. وشمل ذلك ما لا يقل عن 121 هنديًا، بما في ذلك العديد من حالات Bhima Koregaon المرتبطة بما في ذلك محامي Surendra Gadling، Nihalsingh Rathod.
في عام 2021، كشفت تقارير صادرة عن اتحاد من المنشورات في جميع أنحاء العالم أن العديد من أعضاء المعارضة بما في ذلك راؤول غاندي، ومفوض الانتخابات السابق أشوك لافاسا، ووزير تكنولوجيا المعلومات الحالي أشويني فايشناو، كانوا من بين أولئك الذين كانوا على قائمة الأهداف المحتملة.
ومع ذلك، لم تقبل الحكومة الهندية أو تنكر بشكل قاطع التعاقد مع مجموعة NSO، بما في ذلك في المحكمة العليا. لقد أكدت دائمًا أن جميع عمليات التنصت التي تقوم بها تتم بشكل قانوني.
تم التعرف على برنامج التجسس Pegasus، المعني، لأول مرة في عام 2016، وعندما تم زرعه على جهاز محمول، فإنه يسمح للمخترق بالوصول عن بعد إلى الجهاز. يمكنه التحكم في كاميرا الجهاز والميكروفون، وتتبع الموقع، وقراءة الرسائل المرسلة من وإلى الجهاز، بما في ذلك الاتصالات عبر iMessage وWhatsApp. وقال مختبر Citizen Lab، وهو جزء من كلية Muck بجامعة تورنتو، إنه مصمم للتهرب من التحليل الجنائي والكشف. في حين كان في البداية عبارة عن استغلال بنقرة واحدة، أصبح فيما بعد استغلالًا بدون نقرة يمكن تثبيته على هواتف الضحايا باستخدام نقاط ضعف في نظام تشغيل الهاتف والتطبيقات (مثل تلك الموجودة في FaceTime وWhatsApp) دون أي مشاركة من المستخدم.
يعتبر Pegasus قويًا بما يكفي بحيث يتم تنظيم بيعه من قبل وكالة مراقبة الصادرات الدفاعية الإسرائيلية (DECA)، وهي جزء من وزارة الدفاع الإسرائيلية. هذه المتطلبات المتعلقة بالترخيص والقيود المفروضة على التصدير مماثلة لتلك المفروضة على الأسلحة العسكرية وأنظمة الأمن القومي في إسرائيل.
لطالما أكدت مجموعة NSO أنها تبيع فقط للحكومات ووكالات إنفاذ القانون المصرح لها، وليس لديها حق الوصول إلى المعلومات التي تم جمعها لدرجة أن الشركة زعمت في وقت مبكر من جلسات الاستماع أنها نظرًا لأنها تعمل نيابة عن سياديين أجانب، فهي محصنة من الإجراءات القانونية في الولايات المتحدة بموجب قانون حصانة السيادة الأجنبية. رفضت المحكمة حجة NSO بأن Pegasus يديرها عملاؤها وبالتالي لم تجمع أي معلومات. لدى الشركة عملاء في 45 دولة على الأقل.
بعد دعوى WhatsApp، بدأت الشركة في يونيو 2021 في إصدار تقرير الشفافية والمساءلة. في تقريرها لعام 2023، ادعت الشركة أنها في العامين السابقين، أوقفت/أنهت حسابات ستة عملاء بناءً على مراجعة من قبل لجنة الحوكمة والمخاطر والامتثال، مما أدى إلى خسارة في الإيرادات بلغت 57 مليون دولار أمريكي.
وفقًا للمذكرات التي قدمتها واتساب في الأول من نوفمبر وتم الكشف عنها في الرابع عشر من نوفمبر، فرضت واتساب على عملائها ما يصل إلى 6.8 مليون دولار أمريكي مقابل ترخيص لمدة عام واحد لاستخدام ناقلات البرامج الضارة في واتساب وحصلت على 31 مليون دولار على الأقل في الإيرادات في عام 2019.
بناءً على الأدلة، خلصت المحكمة إلى أن رمز بيجاسوس تم إرساله عبر خوادم واتساب في كاليفورنيا 43 مرة في مايو 2019، مما أدى إلى "اقتحام ودخول خادم في كاليفورنيا".
في نوفمبر 2021، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على مجموعة NSO من خلال إدراجها في قائمة الكيانات.
بينما كما رفعت شركة عملاقة أخرى في وادي السيليكون، وهي شركة آبل، دعوى قضائية ضد مجموعة إن إس أو على أسس مماثلة في نوفمبر 2021، وفي سبتمبر من هذا العام، سعت إلى رفض دعواها لأنها قررت أن متابعة القضية من شأنها أن تعرض معلومات أمنية حيوية للخطر وتشكل خطرًا كبيرًا على برنامج الاستخبارات التهديدية لشركة آبل، وبالتالي تقويض خصوصية وأمن مستخدميها. في 12 نوفمبر، وافق القاضي جيمس دوناتو، قاضي المحكمة الجزئية في المنطقة الشمالية من كاليفورنيا، على التماس آبل برفض القضية دون تحيز.
بعد إعلان الحكم في وقت مبكر من صباح يوم السبت، نشر ويل كاثكارت، رئيس واتساب، على Threads، "هذا الحكم هو فوز كبير للخصوصية. لقد أمضينا خمس سنوات في عرض قضيتنا لأننا نعتقد اعتقادًا راسخًا أن شركات برامج التجسس لا يمكنها الاختباء وراء الحصانة أو تجنب المساءلة عن أفعالها غير القانونية. يجب أن تكون شركات المراقبة على علم بأن التجسس غير القانوني لن يتم التسامح معه. لن يتوقف واتساب أبدًا عن العمل لحماية الاتصالات الخاصة للأشخاص ".
في البداية، سعت مجموعة NSO إلى رفض الدعوى القضائية بحجة أن المحكمة الكاليفورنية ليس لديها اختصاص في هذه المسألة. واستشهدت مجموعة NSO برفض دعوى شركة Apple، ودعوى قضائية رفعتها زوجة كاتب العمود المقتول في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي، ودعوى قضائية رفعتها مجموعة من الصحفيين الذين عملوا في صحيفة في السلفادور، ودعوى قضائية رفعها مالك كازينو إيطالي يدعى فرانشيسكو كورالو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دعوى قضائیة بما فی ذلک فی عام
إقرأ أيضاً:
المفسدون فى الأرض.. كيف خلصت 30 يونيو الجامعات من اختراق الإخوان؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظرت جماعة الإخوان الإرهابية بحقد شديد للكتلة الطلابية فى الجامعة المصرية، وتربصت بها فى وقت مبكر، لما لهؤلاء الطلاب من أهمية كبيرة، فهم وقود الثورات، والمخزون النشط لأي حزب سياسي قوي، والرقم الأصعب فى أى معادلة سياسية.
وبحسب وصف الراحل فكرى أباظة فإن التنظيمات الطلابية كانت جيش الوفد، لذا أرادت الجماعة الوليدة آنذاك أن تدخل عالم الجامعة وتخترق صفوف الطلبة وتسحبهم إلى عالمها لينقضوا على حزب الوفد، الحزب الشعبى الأقوى أمام الملك وضد الإنجليز.
وحول ظروف نشأة جماعة الإخوان، رأى المفكر الراحل طلعت رضوان، أن الجماعة تمثل بامتياز نموذجا للوعي الزائف والحل السحري لعودة المحتل الأجنبي، ويعتقد "رضوان" أن نمو الوعي القومي في أعقاب ثورة المصريين ١٩١٩ شكلَّ خطرًا كبيرا على الوجود الإنجليزي في مصر، ما دفع المحتل للبحث عن حلول سحرية لمواجهة مثل هذا الوعي بوعي بديل زائف يمكن تغذيته لضمان وجودهم وشعورهم بالأمان، فكان الحل في دعم جماعة الإخوان لتمكين شعارات الانتماء للدين بدلا من الانتماء للوطن الذي يسهل معه الجمع بين كل طوائف الشعب في هدف واحد.
كرست جماعة الإخوان الإرهابية بمساعدة بقية التيارات المتطرفة دورها فى اختراق الجامعات وإفراغ الحركة الطلابية من دورها الوطنى، واستغلت التجمعات الطلابية لبث أفكارها، وتجنيد الطلاب الذين جاءوا للجامعة من مناطق بعيدة، لضمان انتشار أفكارهم لكل مكان في ربوع الوطن، خاصة وأن هؤلاء الطلبة هم الذين يتولون الوظائف والمناصب في الدولة.
وفى الوقت الذى نادى فيه طلاب حزب الوفد مثلا بالعودة لدستور ١٩٢٣ ورفض دستور ١٩٣٠، فإن أعضاء الجماعة يتظاهرون أنه لا دستور إلا القرآن، وهى محاولة لضرب الحركة الوطنية التى تحرز مكتسبات وترفض التفريط فيها، لصالح نقل المعركة إلى ساحة أخرى وأن تكون المعركة حول القرآن فتضيع المكتسبات، وتخطو الحركة الوطنية مع الجماعة آلاف الخطوات إلى الوراء.
وفى اللحظة التى يهتف فيها الطلبة للوفد أو للحياة النيابية بتنوعها نلاحظ طلاب الإخوان يرفعون شعار حسن البنا المؤسس والمرشد الأول للجماعة وهو «لا للحزبية»، وهو شعار يروجه لضرب الحياة الحزبية وقطع الطريق أمام أى مكتسبات ديمقراطية لتكون فى صالح الحزب الواحد.
والملاحظ لتاريخ الجماعة، فإن مرشدها الأول نادى بحل الأحزاب، وهي المتنفس الصحي للمشاركة في الحياة السياسية في الأنظمة الديمقراطية، إنما نادى بحلها لصالح الحزب الواحد، والملاحظ أيضا حاليا أن الجماعة انقلبت على أفكار مؤسسها، وأصبح للجماعة حزب أو أكثر في كل دولة، وهو المنطق النفعي الذي تعمل به الجماعة الإرهابية دائما.
ويستطيع المراقب لنشاط وتاريخ الجماعة أن يلمس انتهازيتها ببساطة وطريقها لتخريب الجامعات وتفريغها من دورها العلمى والوطنى وإبطال مفعولها وتحويل طلابها لكتائب غاضبة وحاقدة مستعدة للمشاركة فى المظاهرات وتنفيذ مطالب الجماعة لاستغلالهم فى الصفقات السياسية، وللمزيد من الأضواء حول طريق جماعة الإخوان فى اللعب بمشاعر الطلبة وتحويل قضاياهم لقضايا شكلية، ومن معركة حول تحرير الوطن والنهوض به إلى معركة حول استعادة الخلافة ونصرة الإسلام، والتكريس فى ذهن الجموع باستمرار أن هناك قوى تتربص باستمرار بالإسلام لتقضى عليه مما تجعله مستعدا ومتحمسا للمشاركة فى الجهاد والدفاع عن الإسلام ونصرته، فى تجاهل تام للأوطان التى تسقط سريعا بمثل هذه الأفكار فى يد هذه الجماعات المتطرفة والعميلة.
فى كتابه «الإخوان أحداث صنعت التاريخ»، يعترف مؤرخ جماعة الإخوان محمود عبدالحليم أن تأثيرهم فى طلاب الجامعة كان محدودا للغاية وغير مقنع، فالطلبة لم يستجيبوا للشعارات الكاذبة التى أطلقتها الجماعة حول ما أسموه بـ«الفكرة الإسلامية» وهو مصطلح يحبذون استخدامه للتعبير عن مجمل أفكار ومشروع الجماعات الإسلاموية.
يحكى عبدالحليم، أنه بمشاركة آخرين توجهوا لإدارة كلية الزراعة وكان طالبا بها، للمطالبة بتجديد فرش المُصلى للطلبة لما بها من حصير متهالك.
كما طالبوا بإنشاء مساجد فى الكليات وأولها كلية الآداب، وغير المطالبة بالمساجد تمسك الإخوان بالحديث باستمرار عن القضية الفلسطينية فوجدوا التفاتا شديدا من الطلبة وغير مسبوق مما دفعهم إلى الإطالة والتمسك بموضوع فلسطين لما وجدوه فيها من حيلة وخدعة تنطلى على الطلبة، وهو ما يلفت إليه مؤرخ الإخوان محمود عبدالحليم بقوله إن الإخوان اختصروا كثيرا من الوقت لمجرد أن رددوا هتافات من أجل فلسطين، ولم تختصر فى رأيه الزمن لانتشار الإخوان داخل الجامعة فحسب بل وفرت عليهم الكثير من الخطب والمحاضرات التعريفية. وقال: «لو ١٠٠ خطيب راح يشرح معانى الفكرة الإسلامية والإخاء والجهاد للناس لما كان له تأثير مثل خطب الجمعة عن بيع فلسطين وواجب إنقاذها وجمع التبرعات لها».
وقفزا إلى الأمام، تاركين مرحلة التأسيس مع حسن البنا وطلاب الجامعة فى مرحلة مبكرة، لنلاحظ بعض الأمور التى استقرت وتكرست بشدة فى ذهن أعضاء الجماعة وهى سحب بساط الطلبة من تحت أقدام أى فكر وطنى أو قومى لصالح فكر يبحث عن القضايا التى لا طائل منها، وهى حماسية وتلعب على المشاعر وليست حقيقية أبدا، فلقد عملت على المطالبة بإنشاء أماكن للصلاة وهتفت فى قضية فلسطين لأنها اكتشفت أن مثل هذه الأمور تزيد من التفاف الطلاب حولها وتختصر لها الوقت اختصارا.
حاولت جماعة الإخوان أن تحرج الرئيس جمال عبدالناصر بإطلاق الشائعات وبثها بين الطلبة وبين الفئات الشعبية المحبة للزعيم ناصر، فقالت إنه جعل الإنجليز يحتفظون بقاعدة عسكرية في السويس لضمان عودتهم، ووقفوا يبثون الشائعات ضده أثناء المفاوضات مع الإنجليز، فكانوا ضد الجلاء، وادعوا أنهم يفضلون الكفاح المسلح. ووسط الصراع الدائر بين الجماعة من ناحية وبين الضباط الأحرار من ناحية، جرى تجنيد واستغلال الطلبة ضد المشروع الناصري آنذاك، ولم يشغلهم أن يطلقوا المزيد من الأكاذيب والشائعات لضمان إحراج ناصر أو الوصول إلى السلطة.
شرح علي عشماوي، قائد التنظيم الخاص والمنشق عن الجماعة لاحقا، في كتابه "التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" كيفية استغلال الجماعة لمفاوضات الجلاء من أجل إحراج ناصر، قائلا: "الواقع أن اختلاف الإخوان في هذا الأمر (يقصد الجلاء) كان نابعًا من إحساسهم بخروج عبدالناصر ومن معه على قيادتهم، وقد تم اختيار هذا الموضوع ليكون سببا للصدام لما له من ثقل وطني في حس الناس، مما يعطي للإخوان تأييدًا شعبيًا في صدامهم مع رجال الثورة".
وأضاف: "بدأت المنشورات توزع على الإخوان في الشُعب وفي أماكن تجمعهم تشرح الخلاف من وجهة نظر الإخوان، فقد كانوا يرون أن احتفاظ الإنجليز بقاعدة قناة السويس هو بيع للقضية وأن الإخوان يفضلون الكفاح المسلح".
في مذكرات عشماوي، يلاحظ القارئ الشائعات التي أطلقتها الجماعة بعد مظاهرات عابدين فبراير ١٩٥٤، منها أن الحكومة تنوي اغتيال المرشد العام، فوضعت الجماعة حراسة له.
تحدث عشماوي تفصيليا عن خطة الصدام ومؤامرة الإخوان لتنفيذ انقلاب دموي يطيح بمجلس القيادة يتمثل في: أولا، تأمين الجيش عن طريق بعض الإخوان الذين كانوا في الخدمة ولا يعلم بهم عبدالناصر، وكان على هؤلاء واجب تحييد الجيش فقط والتأكد من عدم تحرك وحدات أخرى لقمع الحركة الشعبية المخططة. ثانيا، القبض على بعض الشخصيات المهمة والتي لها ثقل عند الصدام، وإذا لم يتمكن من القبض عليهم هناك خطة بديلة لاغتيالهم. ثالثا، قيام جميع الإخوان على مستوى الجمهورية بالاستيلاء على أقسام البوليس والمباني المهمة كلٌ في حدوده مستعينا بأقل عدد من الإخوان المدربين. رابعا، تقوم المجموعات الوافدة إلى القاهرة بالانضمام إلى إخوان القاهرة في عملية الاستيلاء على المباني الحكومية ذات التأثير مثل مبنى الإذاعة، أقسام البوليس، قطع الطرق المؤدية من ثكنات الجيش إلى داخل القاهرة، قطع الطرق الداخلة إلى القاهرة من جهة الإسماعيلية. خامسًا، حصار الطلبة بعد مظاهرات مسلحة للقصر الجمهوري والاستيلاء عليه.
وفي النقطة الأخيرة تجدر الإشارة لانتفاخ الجماعة بعد المظاهرات التي وقفت أمام قصر عابدين ولم تهدأ إلا بعد استعانة الرئيس محمد نجيب بعبدالقادر عودة، أحد قيادات الجماعة، الذي لمحه في الصفوف يلوح بقميص ملوث بالدماء، هذه الحادثة أشاعت وسط الإخوان أن هذه اللحظة كانت فرصة للانقضاض على القصر وإلقاء القبض على مجلس قيادة الثورة، ومن ثم الانفراد بالسلطة، ما سيجعلهم يفكرون بجدية في استعادة هذه الفرصة مجددا.
وبالقفز إلى مرحلة السبعينيات نلاحظ فى كتاب «عبدالمنعم أبوالفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر» لمؤلفه حسام تمام، فإن أبوالفتوح يحقد لكون الجامعة فى هذه الفترة كانت مليئة بالتيارات القومية والناصرية واليسارية، هى التى تسيطر على الجامعات واتحادات الطلاب فيها وكانت أفكار هذه التيارات خاصة اليسارية بمثابة الصدمة لى ولأمثالى من الشباب البسيط المتدين.
ويروج أبوالفتوح فى شهادته لهذه الصدمة، ويزعم أن هذه التيارات كانت تتعمد العداء للإسلام والسخرية منه وسبه ومثل هذه التهم التى هى من عادة جماعة الإخوان أن تلصقها بأى تيار مخالف لها مهما كان موقفه من الدين، فيقول إن "مجلات الحائط التى يعلقها اتحاد الطلاب تنتقد الإسلام وتخوض فيه بجرأة". وهذا الزعم أيضا يؤيد فكرة تجييش الشباب لما يسمونه بنصرة الإسلام وما هو إلا هجوم على أحزاب مخالفة أو عقد صفقات سياسية.
ويعترف أبو الفتوح أن اللقاء بين تيار الإسلاميين فى الجامعة وشباب التيارات الأخرى ينتهى بفوز الشباب، فيوضح: «كان أن تصادمنا مع اليساريين والشيوعيين فى حوارات كنا الذين ننال الهزيمة فيها غالبا نظرا لثقافتنا القليلة السطحية وعدم خبرتنا بالحوار والجدل النظرى فلم تكن لدينا القدرة على الرد أمام القضايا التى يثيرها هؤلاء الطلاب المثقفون المدربون جيدا على مثل هذه المناقشات».
من ضمن اعترافات أبوالفتوح، ما قاله عن اللجنة الفنية: «هدفنا من الترشح للجنة الفنية والفوز بها هو إيقاف المنكر والانحلال الذى تبثه بين الطلاب ومن ثم عطلنا عملها بمجرد أن فزنا بها، ولا أتذكر لها نشاطا يذكر لسنوات حتى بدأنا وقتها بالأناشيد الثورية والجهادية».
وهكذا فقد كرست جماعة الإخوان الإرهابية بمساعدة بقية التيارات المتطرفة دورها فى اختراق الجامعات وإفراغ الحركة الطلابية من دورها الوطنى والعلمى لصالح الجماعة التى انطلقت لتمكين مشروعها التدميرى لا فى الجامعة فحسب، بل فى الوطن ككل وفى كامل المنطقة، وهو ما استطاعت مصر أن تتخلص منه مع ثورة الثلاثين من يونيو فى العام ٢٠١٣، كى تستعيد عافيتها مجددا بعيدا عن فصيل متواطئ لا يرضى بغير الخراب والتدمير.