مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار: مصر عانت من الإسلام السياسي
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن سقوط سوريا بيدي هيئة تحرير الشام بمثابة سقوط من وجهة النظر المصريين للدولة السورية، لاسيما وأن مصر عانت من الإسلام السياسي والدور الذي لعبه على حدود مصر، وجميعنا رأى ماذا فعل في لبنان والسودان وغيرها.
جاء ذلك خلال ندوة ينظمها المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار «بيت الفكر» بالتعاون مع حزب الاتحاد، ندوة سياسية بعنوان: «مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا وتأثيراته على الأمن القومي المصري».
يأتي ذلك بمشاركة الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار والكاتب والسيناريست الدكتور باهر دويدار، والمستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، ومحمد الشورى نائب رئيس الحزب، يدير الندوة الكاتب الصحفي محمد مصطفي أبو شامة.
وأوضح "أبو شامة" أن مسألة سقوط سوريا التي تضمنها عنوان الندوة أثار لغط كثيرا جدا، مضيفا أن فكرة أن نقبل سقوط سوريا في يد جماعة إسلام سياسي بسهولة أمر غير وارد، وهذا ليس حبا في بشار الأسد، فمصر متعاطفة مع الشعب السوري، ولم تتورط في الدم السوري وهي من الدول العربية القليلة التي لم تنجر ولم تجلس على طاولة تتقاسم الجسد السوري، فهي دائما ما تتعامل مع سوريا بمنتهى الحياد وكانت وطنا ثانيا للسوريين.
وشدد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، أن مسألة وجود جماعة ذات تاريخ طويل معروف للجميع، أمر مثير للقلق، وهذا حق لمصر لا يزايد عليه أحد.
وأشار محمد مصطفى أبو شامة، إلى أن هناك فرق ما بين الرؤية الخاصة بالدولة المصرية، ورؤية الشعب المصري، فمصر كدولة لها علاقات طيبة تربطها بالجميع تحكمها مصالح مشتركة، ودليل ذلك تنظيم مصر لقمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، والتي جمعت تركيا وإيران على طاولة واحدة.
وأضاف: أما على المستوى الشعبي، فهناك حسابات أخرى تحكمها ارتباطات معينة جزء منها متعاطف مع السوريين، مشيرًا إلى ارتباط ذلك أيضا بحالة الإحياء والتجدد التي تحاول الجماعات التملق بها.
وأكد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار أن مصر لا تعاير السوريين باختياراتهم، التي أوصلتهم إلى هذا المطاف.
وأشار إلى أن تأثيرات سقوط نظام بشار الأسد كثيرة ومتعددة، وله أبعاد ومستويات على الأمن القومي المصري والعربي، ربما يكون أخطر ما فيه أن حجم الخلاف بين الدول العربية والدول المتفقة سيكون كبير في الملف السوري، وهو ما اتضح من التحركات التي جاءت بعد سقوط نظام بشار.
ولفت إلى أن تشابكات المشهد في سوريا ما بين تركيا وإسرائيل وامريكا وإيران وروسيا، تجعل المشهد السوري مؤثر على الأمن القومي العربي والمصري لأنه سيعيد تشكيل التحالفات وفقا لما سيحدث في العلاقات مع سوريا، موضحا أن مجيء ترامب سوف يعمق من هذا التفكك وسيجعل موقف مصر في وضع صعب وشديد التعقيد في تعاملاتها للمشهد في سوريا.
ولفت إلى أن تخطيط المجموعة الحاكمة في سوريا مثير للقلق بسبب مرحلة الإنتقال السلسل للسلطة، وهو ما سيلقي تداعيات على المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام محمد مصطفى أبو شامة سقوط سوريا المزيد أبو شامة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اختيار الإسكندرية أول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط
قال أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، إننا "نفخر باختيار الإسكندرية كأول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة المتوسط لعام 2025"، مؤكدا أن الإسكندرية لطالما كانت ملتقى للحوار والتبادل بين الثقافات في البحر المتوسط.
جاء ذلك خلال محاضرة ثقافية بعنوان "البحر الأبيض المتوسط: تراثنا المشترك، مستقبلنا المشترك" بمكتبة الإسكندرية، القاها أندريه بلينكوفيتش رئيس وزراء جمهورية كرواتيا، بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.
وأشار إلى أن محافظة الإسكندرية هي مدينة الثقافة ومنارة المعرفة والحضارة والتاريخ، وعاصمة مصر الثانية والمركز الرئيسي للصناعة والتجارة والخدمات، وهي أهم مركز تجاري في مصر، حيث تستضيف أكثر من 40٪ من صناعات مصر، بالإضافة إلى ذلك، يمر أكثر من 60٪ من التجارة الخارجية لمصر عبر موانئها البحرية الرئيسية، مما يعزز أهميتها الاستراتيجية.
وقال إن "العلاقات التاريخية الطويلة بين مصر وكرواتيا تنعكس في رؤيتنا المشتركة لمختلف القضايا الدولية والإقليمية والعديد من مجالات التعاون المشترك، ومن بين الشواهد على الشراكة القوية هو ما شهدناها مؤخرا لافتتاح منتدى الأعمال المصري الكرواتي وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم بين وزراء البلدين بهدف تعزيز الاستثمارات والتعاون الثنائي والاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي كبوابة للأسواق العربية والأفريقية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين ميناء الإسكندرية وميناء دیکا البحرى لخلق فرص موسعة للتصدير والاستثمار عبر مناطق اقتصادية متنوعة".
وفي كلمته، قال رئيس وزراء كرواتيا إنه "من دواعي الفخر الوقوف اليوم في مكتبة الإسكندرية التي تحمل إرث واحدة من أكبر مراكز المعرفة في التاريخ، وتظل بعد إحيائها عام 2002 منارة لتبادل المعرفة والثقافة ودليل على أن الحضارات لا تزدهر بالقوة فقط بل أيضًا بالحكمة والحوار والسعي وراء المعرفة".
وعن علاقة الصداقة القوية التي تجمع مصر وكرواتيا والتاريخ الطويل من التعاون، أوضح أن هذه العلاقة ترتبط بشكل كبير بالبحر الأبيض المتوسط والتقاليد البحرية الثرية والالتزام المتبادل بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأكمله..لافتا إلى أن موقع كرواتيا الجغرافي يمنحها العديد من المميزات ويدفعها لتعزيز التعاون التجاري مع مصر وخاصة الإسكندرية.
وقال إن مصر هي ركيزة للسلام ومحرك أساسي للتقدم في المنطقة، مؤكدًا أنها تتعامل مع التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط بحكمة بالغة وقدرة على الاستشراف الاستراتيجي.
وشدد على أن مصر حققت إنجازات كبيرة في الوقت الحاضر، منها قناة السويس الجديدة وتطوير العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات البنية التحتية، مشيرًا إلى أن هذه الإنجازات هي خير دليل على قدرة مصر على تحقيق التقدم والازدهار في المستقبل.. معربا عن سعادته بتواجد وفد كبير من رجال التجارة والأعمال خلال زيارته إلى مصر للعمل على تقوية الشراكات الاقتصادية وخلق فرص تعاون جديدة في المستقبل. وأكد التزام كرواتيا بالشراكة الاستراتيجية مع مصر؛ أكبر دولة في المنطقة.
وقال إن أحد أهم محاور التعاون في منطقة البحر المتوسط هي الأمن والاستقرار، والتقدم الاقتصادي، وحماية البيئة.
وعن التحديات التي تواجه المنطقة، ومنها قضية الهجرة، أكد أن كرواتيا تثمن الجهود المصرية في الحد من الهجرة غير الشرعية، واحتواء عدد كبير من اللاجئين.
وفي الإطار ذاته، أكد أن كرواتيا ترحب بوقف إطلاق النار في غزة، وتطالب باستكمال المفاوضات لتنفيذ الاتفاق، مشددًا على أن أي دعوة للتهجير القسري غير مقبولة، وتتنافي مع القانون الدولي.
وفي ختام كلمته، قال رئيس وزراء كرواتيا إن "البحر الأبيض المتوسط ليس مجرد بحر، بل مكان لتفاعل الثقافات والأديان والتاريخ.. واليوم نواجه تحديات ملحة، فتغير المناخ يهدد سواحلنا، والهجرة تختبر تضامننا، وعدم اليقين العالمي يختبر وحدتنا وقيادتنا، لذا يجب أن نستثمر في التعليم والبحث والتنمية المستدامة وتعزيز الروابط بين الشعوب".
جاء ذلك بحضور نينا أوبولجين، وزيرة الثقافة والإعلام بجمهورية كرواتيا، وتوميسلاف بوسنياك، سفير كرواتيا لدى مصر، وعزيز إف حسنوفيتش رئيس المشيخة الإسلامية لجمهورية كرواتيا، والدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ.
وفي ختام زيارته الرسمية لمصر، رافق محافظ الإسكندرية، رئيس وزراء جمهورية كرواتيا خلال توديعة بمطار الإسكندرية الدولى ببرج العرب.. مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الثنائي المشرك بين مدينة الإسكندرية وكورواتيا ، كما تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
بسيو/س ا م ي