يمانيون:
2025-04-30@12:19:42 GMT

دعوها فإنها مأمورة

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

دعوها فإنها مأمورة

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

لا يخفي الغرب دهشته وإعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه حركة أنصار الله، وكيف استطاعت هذه الحركة التي تأسست في قرية يمنية صغيرة وبجهود فردية قبل عقدين من الزمن تقريباً أن تتوسع وتنتشر في اليمن عموماً بهذه السرعة، وكيف تبخرت تلك الأحزاب والجماعات التي وقفت بوجه هذه الحركة التي لا تمتلك شيئاً يذكر مما تمتلكه تلك الأحزاب والجماعات التي تأسست في اليمن منتصف القرن الماضي تقريباً، لم تتصور هذه الأحزاب والجماعات التي تنافست على السلطة وتقاسمت الثروة وشكلت إمبراطوريات اقتصادية وإعلامية أن نهايتها ستكون على يد هذه الحركة التي ظهرت في شمال الشمال تلعن اليهود وتنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل وتدعو بالنصر للإسلام، وهي لا تمتلك حزباً سياسيًّا ولا قائداً عسكريًّا ولا وسيلة إعلامية ولا مؤسسة اقتصادية ولا يعرفها الكثير من أبناء الشعب اليمني، هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى، ومن يتابع تاريخ حركة أنصار الله متى ظهرت وكيف نشأت وتطورت سيزداد إيماناً بوجود الله عز وجل، وأنه من بيده الأمر كله.

كان الفرس في تنافس مع الرومان حينما ظهرت الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية، وكانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى ولم تكن أي منهما تتوقع أن زوالها سيكون من قبل هذه الدعوة التي أسسها طفل يتيم في مكة، لم تكن أي منهما تتوقع أن تخرج هذه الدعوة من حدود مكة وقد جندوا زعماء قريش لمواجهتها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت على أيدي اليمنيين وظهر أمر الله وهم كارهون، هذا باختصار هو تاريخ حركة أنصار الله التي أسسها ابن رسول الله الحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه؛ ففي ظل تنافس الروس مع الأمريكان للسيطرة على العالم ظهرت هذه الحركة في بادية من البوادي اليمنية، فحينما كانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى بدأت هذه الحركة تتوسع، ولم تكن أي من الإمبراطوريتين تتوقع أن هذه الحركة ستخرج من حدود صعدة لا سيَّما وقد جندت عملاءها وأدواتها في اليمن والمنطقة لمواجهتها والقضاء عليها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت وأصبحت قوة إقليمية، وفي مواجهة مباشرة مع الإمبراطورية الأمريكية وستنتصر عليها، لأنها تمتلك ما كانت تمتلكه الدعوة المحمدية، وهو الإيمان الراسخ بالله عز وجل والثقة بنصره.

هذه الحركة انطلقت من القرآن الكريم لذلك فهي لا تحسب حساباً إلا لله سبحانه وتعالى، ولا تخشى قوة إلا قوة الله؛ فحينما وصف رئيس النظام السابق أمريكا العصا الغليظة وصفها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بالقشة، وحينما قال رئيس النظام السابق بأن عليه ضغوطات من أمريكا أجاب عليه الشهيد القائد بقوله “ونحن علينا ضغوطات من الله عز وجل”، هذا الإيمان هو من جعل حركة أنصار الله تقف في وجه النظام السابق وتقاوم عشرات الألوية والمعسكرات التي حاصراتها من كلّ جانب، وتصبر على القصف والحصار والجوع والعطش حتى انتصرت، هذا الإيمان هو من جعل هذه الحركة تقف بداية الأمر بمفردها في وجه التحالف الدولي للعدوان على اليمن لعشر سنوات، هذا الإيمان وهذه التضحيات هو من جعل الشعب اليمني يلتف حول هذه الحركة الوطنية الصادقة المخلصة للدفاع عن الوطن، هذا الايمان وهذا الشعب هو من جعل القيادة الثورية والسياسية تتخذ قراراً تاريخيًّا عجزت عن اتخاذه كافة الدول العربية والإسلامية وهو الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وأغلق البحار في وجه المعتدين عليه واستهداف أساطيلهم وبوارجهم جهاراً نهاراً أمام العالم.

من دفع الشعب اليمني لاتخاذ هذا الموقف الذي حير العالم هو القرآن الكريم والثقة بالله عز وجل، فهذه الحركة لا تحسب لأمريكا أو غيرها أي حساب؛ بل إن هذه الحركة اعتبرت أمريكا وإسرائيل عدوها الوحيد منذ اليوم الأول لانطلاقتها، وتعتبر أن الحروب السابقة التي خاضتها ما هي إلا إعداد وتأهيل إلهي لهذا الشعب لخوض هذه المعركة التي انتظرها طويلاً، لا يوجد لأي حزب من الأحزاب ولا لطائفة من الطوائف ولا لنظام من الأنظمة فضل على هذا الشعب وهذه الحركة فيما وصلت إليه من القوة والعزة والتمكين وإنما الفضل لله وحده، لا تمنع هذه الحركة ولا تحمل في فكرها وعقيدتها ما يمكن أن يمنع أي حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات أو طائفة من الطوائف من الانتماء إليها وهذا ما جعلها تتوسع يوماً بعد يوم حتى باتت شعاراتها في بعض البلدان العربية والإسلامية، لذلك نقول للأعراب والمنافقين دعوا هذا الشعب وهذه الحركة فإنها مأمورة من رب العالمين، واتعظوا بما جرى لكم من قبل وبمن سبقكم في مواجهتها، ودعوها تكمل مسارها لتعيد للأمة عزتها ومكانتها وتستعيد أرضها ومقدساتها وهي إلى النصر أقرب من أي وقت مضى .

* أمين عام مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حرکة أنصار الله الله عز وجل هذه الحرکة هذا الشعب

إقرأ أيضاً:

انتخابات 2025: معركة الحقيقة في زمن الفبركة الرقمية

29 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:  يشتعل النشاط السياسي في العراق مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، وتتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة معارك إعلامية محمومة.

وتنتشر الأخبار المفبركة بسرعة مذهلة، مستغلة ضعف الثقافة الرقمية لدى شرائح واسعة من المجتمع، مما يهدد نزاهة العملية الانتخابية وثقة الناخبين.

وتتعدد أشكال التضليل من أخبار كاذبة عن المرشحين، ووثائق مزورة، وفيديوهات مفبركة بتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “Deepfake”، إلى تسريبات صوتية بعضها حقيقي وأخرى مختلقة .

وتعتمد بعض الأحزاب والجهات السياسية على “جيوش إلكترونية” وحسابات وهمية لنشر محتوى مضلل، بهدف تشويه سمعة الخصوم أو إسقاط مرشحين واعدين.

وتستغل هذه الحملات الحساسيات الطائفية والعشائرية لتأجيج التوترات، مما يزيد من استقطاب المجتمع.

وأكد خبراء أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد نصوص وصور مزيفة أصبح شائعًا، مما يصعب كشف الفبركة.

وتشير تقارير إلى أن 60% من العراقيين يثقون بالمعلومات الواردة من أقاربهم أو مجموعات التواصل أكثر من الإعلام الرسمي، مما يعزز انتشار الشائعات.

ويبرز المال كأداة رئيسية لاستقطاب الناخبين، حيث تعتمد القوى التقليدية على نفوذها المالي لتقديم خدمات شخصية، مثل فرش الشوارع أو نصب محولات كهربائية، بدلاً من برامج وطنية.

وتتلاعب هذه القوى بمشاعر المواطنين عبر استغلال حاجاتهم الأساسية، مما يدفع الناخب لاختيار حزب دون قناعة سياسية.

كما تشهد الساحة انشقاقات داخل الأحزاب والمكونات، مدفوعة بالمصالح الشخصية، كما أشار سلام الزبيدي، المتحدث باسم ائتلاف النصر، مؤكدًا أن “المواطن ما زال فاقد الثقة بصناديق الاقتراع”.

وتؤكد تجارب الانتخابات السابقة (2018 و2021) تفاقم الظاهرة، حيث انتشرت مقاطع فيديو مزيفة تزعم تزويرًا، وصور مفبركة لمرشحين مع شخصيات مثيرة للجدل.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • انتخابات 2025: معركة الحقيقة في زمن الفبركة الرقمية
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • وقفة قبلية في سنحان لإعلان الجهوزية لمواجهة العدوان الأمريكي
  • ابناء مدينة البيضاء يعلنون النفير العام دعما لفلسطين وتنديدا بالعدوان الأمريكي
  • الإعلام العالمي يناقش أسرار الفشل الأمريكي في مواجهة اليمن (الحقيقة لا غير)
  • وزير العدل: سلاح حزب الله لم يحمِ الشعب اللبناني!