يمانيون:
2025-04-06@23:53:00 GMT

دعوها فإنها مأمورة

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

دعوها فإنها مأمورة

القاضي/ علي يحيى عبدالمغني

لا يخفي الغرب دهشته وإعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه حركة أنصار الله، وكيف استطاعت هذه الحركة التي تأسست في قرية يمنية صغيرة وبجهود فردية قبل عقدين من الزمن تقريباً أن تتوسع وتنتشر في اليمن عموماً بهذه السرعة، وكيف تبخرت تلك الأحزاب والجماعات التي وقفت بوجه هذه الحركة التي لا تمتلك شيئاً يذكر مما تمتلكه تلك الأحزاب والجماعات التي تأسست في اليمن منتصف القرن الماضي تقريباً، لم تتصور هذه الأحزاب والجماعات التي تنافست على السلطة وتقاسمت الثروة وشكلت إمبراطوريات اقتصادية وإعلامية أن نهايتها ستكون على يد هذه الحركة التي ظهرت في شمال الشمال تلعن اليهود وتنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل وتدعو بالنصر للإسلام، وهي لا تمتلك حزباً سياسيًّا ولا قائداً عسكريًّا ولا وسيلة إعلامية ولا مؤسسة اقتصادية ولا يعرفها الكثير من أبناء الشعب اليمني، هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى، ومن يتابع تاريخ حركة أنصار الله متى ظهرت وكيف نشأت وتطورت سيزداد إيماناً بوجود الله عز وجل، وأنه من بيده الأمر كله.

كان الفرس في تنافس مع الرومان حينما ظهرت الدعوة المحمدية في الجزيرة العربية، وكانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى ولم تكن أي منهما تتوقع أن زوالها سيكون من قبل هذه الدعوة التي أسسها طفل يتيم في مكة، لم تكن أي منهما تتوقع أن تخرج هذه الدعوة من حدود مكة وقد جندوا زعماء قريش لمواجهتها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت على أيدي اليمنيين وظهر أمر الله وهم كارهون، هذا باختصار هو تاريخ حركة أنصار الله التي أسسها ابن رسول الله الحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه؛ ففي ظل تنافس الروس مع الأمريكان للسيطرة على العالم ظهرت هذه الحركة في بادية من البوادي اليمنية، فحينما كانت كلّ إمبراطورية تعد نفسها لمواجهة الأخرى بدأت هذه الحركة تتوسع، ولم تكن أي من الإمبراطوريتين تتوقع أن هذه الحركة ستخرج من حدود صعدة لا سيَّما وقد جندت عملاءها وأدواتها في اليمن والمنطقة لمواجهتها والقضاء عليها، إلا أنها انتصرت وتوسعت وانتشرت وأصبحت قوة إقليمية، وفي مواجهة مباشرة مع الإمبراطورية الأمريكية وستنتصر عليها، لأنها تمتلك ما كانت تمتلكه الدعوة المحمدية، وهو الإيمان الراسخ بالله عز وجل والثقة بنصره.

هذه الحركة انطلقت من القرآن الكريم لذلك فهي لا تحسب حساباً إلا لله سبحانه وتعالى، ولا تخشى قوة إلا قوة الله؛ فحينما وصف رئيس النظام السابق أمريكا العصا الغليظة وصفها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بالقشة، وحينما قال رئيس النظام السابق بأن عليه ضغوطات من أمريكا أجاب عليه الشهيد القائد بقوله “ونحن علينا ضغوطات من الله عز وجل”، هذا الإيمان هو من جعل حركة أنصار الله تقف في وجه النظام السابق وتقاوم عشرات الألوية والمعسكرات التي حاصراتها من كلّ جانب، وتصبر على القصف والحصار والجوع والعطش حتى انتصرت، هذا الإيمان هو من جعل هذه الحركة تقف بداية الأمر بمفردها في وجه التحالف الدولي للعدوان على اليمن لعشر سنوات، هذا الإيمان وهذه التضحيات هو من جعل الشعب اليمني يلتف حول هذه الحركة الوطنية الصادقة المخلصة للدفاع عن الوطن، هذا الايمان وهذا الشعب هو من جعل القيادة الثورية والسياسية تتخذ قراراً تاريخيًّا عجزت عن اتخاذه كافة الدول العربية والإسلامية وهو الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وأغلق البحار في وجه المعتدين عليه واستهداف أساطيلهم وبوارجهم جهاراً نهاراً أمام العالم.

من دفع الشعب اليمني لاتخاذ هذا الموقف الذي حير العالم هو القرآن الكريم والثقة بالله عز وجل، فهذه الحركة لا تحسب لأمريكا أو غيرها أي حساب؛ بل إن هذه الحركة اعتبرت أمريكا وإسرائيل عدوها الوحيد منذ اليوم الأول لانطلاقتها، وتعتبر أن الحروب السابقة التي خاضتها ما هي إلا إعداد وتأهيل إلهي لهذا الشعب لخوض هذه المعركة التي انتظرها طويلاً، لا يوجد لأي حزب من الأحزاب ولا لطائفة من الطوائف ولا لنظام من الأنظمة فضل على هذا الشعب وهذه الحركة فيما وصلت إليه من القوة والعزة والتمكين وإنما الفضل لله وحده، لا تمنع هذه الحركة ولا تحمل في فكرها وعقيدتها ما يمكن أن يمنع أي حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات أو طائفة من الطوائف من الانتماء إليها وهذا ما جعلها تتوسع يوماً بعد يوم حتى باتت شعاراتها في بعض البلدان العربية والإسلامية، لذلك نقول للأعراب والمنافقين دعوا هذا الشعب وهذه الحركة فإنها مأمورة من رب العالمين، واتعظوا بما جرى لكم من قبل وبمن سبقكم في مواجهتها، ودعوها تكمل مسارها لتعيد للأمة عزتها ومكانتها وتستعيد أرضها ومقدساتها وهي إلى النصر أقرب من أي وقت مضى .

* أمين عام مجلس الشورى

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حرکة أنصار الله الله عز وجل هذه الحرکة هذا الشعب

إقرأ أيضاً:

من المضايف إلى المكاتب الإنتخابية.. كيف تحولت العشائر إلى أدوات سياسية؟

بغداد اليوم - بغداد

في تحول لافت شهدته الدورات الانتخابية الأخيرة أصبحت العديد من المضايف في مختلف المناطق تتحول إلى مكاتب انتخابية تحت رعاية ما يُعرف بـ "المشيخة الجدد"، في خطوة تهدف إلى كسب أصوات العشائر، لجأت بعض الأحزاب إلى ترشيح أفراد من العشائر المؤثرة أو أبناء الشيوخ أنفسهم، مما يعكس تحالفات سياسية تعتمد بشكل أساسي على دعم الزعامات العشائرية. 

هذه الظاهرة تثير تساؤلات حول تأثير النفوذ العشائري على العملية السياسية، وتثير الجدل حول مدى تأثير هذه التكتلات في توجيه النتائج الانتخابية لصالح أطراف معينة.

المحلل السياسي عدنان التميمي أوضح ، اليوم السبت (5 نيسان 2025)، أن بعض المضايف تحولت إلى مكاتب انتخابية تحت رعاية "المشيخة الجدد"، مشيرًا إلى أن الأحزاب تستخدم أفراد العشائر أو أبناء الشيوخ لكسب أصوات العشيرة ودعمهم السياسي، مما يعزز تكتلات سياسية معينة.

وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "الدورات الانتخابية الأخيرة كشفت أن من أهم عوامل بقاء القوى السياسية في المشهد الانتخابي والحفاظ على مكتسباتها هي اعتماد كل الوسائل المتاحة لكسب الأصوات، والحفاظ على وجودها داخل مجلس النواب، وبالتالي في الحكومة".

وأضاف أن "البُعد العشائري له تأثير كبير، وهو يمثل عاملاً مهماً في كسب الأصوات. لذا، لجأت القوى السياسية، خاصة الكبيرة منها، إلى ما يسمى بـ'المشيخة الجدد'، وهم شخصيات بدأت تظهر بشكل لافت، مستفيدة من المال السياسي وتأثيرها على المناطق الفقيرة والعشوائيات لتوجيه الناخبين نحو مرشحيهم وتكريس سيطرة سياسية محددة".

وأشار التميمي إلى أن "المشيخة الجدد هم في الغالب أشخاص عاديون يدعون المشيخة دون أي دلائل واضحة على ذلك، ويكثُر وجودهم في بعض المحافظات. هؤلاء استغلوا حاجة الأحزاب السياسية للأصوات وتوجهاتهم نحو الكسب المالي، وهو ما يفسر تحوّل البعض منهم إلى أطراف فاعلة، يتلقون أموالاً ضخمة مقابل أصواتهم في الانتخابات".

وأوضح أن "هذه العملية تعد بمثابة سمسرة سياسية ذات عوائد مالية كبيرة، فضلاً عن أنها تمنحهم نفوذًا متزايدًا في مناطقهم نتيجة قربهم من الأحزاب التي تمتلك أدواتها وسلطتها داخل مؤسسات الدولة. الأمر الذي يخلق مصلحة مشتركة".

وأكد أن "العديد من المضايف تحولت إلى مكاتب انتخابية خلال الدورات الانتخابية الأخيرة، تحت رعاية هؤلاء 'المشيخة الجدد'. مشيرًا إلى أن بعض الأحزاب لجأت إلى ترشيح أفراد من العشائر المؤثرة أو حتى أبناء الشيوخ أنفسهم، من أجل كسب أصوات العشيرة وتوجيه الدعم السياسي لهم، وهو ما يخلق مبررات لتأييد هذا التكتل السياسي".

وختم التميمي بالقول إن "القوى السياسية لا تتحرج في استخدام أي خطوة أو أداة من أجل كسب الأصوات، لأن الهدف النهائي هو الحصول على أكبر عدد من الأصوات في الصندوق الانتخابي، بعيدًا عن البرامج أو الرؤى الحقيقية التي من المفترض أن تضع حلولًا لملفات الأمن والاقتصاد والخدمات".

وتشكل العشيرة في العراق عقداً اجتماعياً ذا وظيفتين، اقتصادية ونفسية والعشيرة هي في أساسها الأول بنية بيولوجية تقوم على رابطة الدم والنسَب، وتعيد هذه الوظيفة إنتاج نفسها بشكل أحكام وأعراف وتقاليد وسلوكيات قائمة على التجانس العصبوي ضد العناصر الخارجية. 

وشكّلت النزاعات العشائرية في العراق إحدى أهم المشكلات التي واجهت حكام البلاد على مدى تاريخ الدولة العراقية، ما شجع الحكومات المتعاقبة، على ضم العشائر إلى العملية السياسية وإشراكها في القرار السياسي، وسُمح لها في ما بعد بالتسلح والمشاركة في الأحزاب والسلطة وامتلاك النفوذ السياسي.


مقالات مشابهة

  • "الخارجية الفلسطينية": جريمة إعدام الطفل ربيع نتيجة مباشرة لإفلات إسرائيل المستمر من العقاب
  • ابتكار روبوت كروي يؤدي مختلف أشكال الحركة
  • إقتراحات بناءة لجماعة صمود
  • الحركة العالمية: نحو 39,400 طفل بغزة فقدوا والديهم أو أحدهما منذ بدء الإبادة
  • المفتي قبلان: اللحظة للتضامن الوطني وليس لتمزيق القبضة الوطنية العليا التي تحمي لبنان
  • من المضايف إلى المكاتب الإنتخابية.. كيف تحولت العشائر إلى أدوات سياسية؟
  • صالحة الصالحة
  • قائد الثورة يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني
  • لبنان.. سلام يشدد علي وجوب ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها