وقع الإعلامي محمد الشقاء كتابه الجديد “تشريح إعلامي” في معرض الكتاب الدولي في جدة حيث حظي بحضور واهتمام من الوسط الإعلامي والمهتمين بالقضايا الإعلامية وصناعة المحتوى.

الكتاب الذي يقع في نحو 145 صفحة وصادر عن دار جداول للنشر يحوي آراء المؤلف في صناعة المحتوى وإستراتيجيات وتحديات الإعلام كما يحتوي على أربعة أبواب.

الشقاء ناقش في كتابه جملة من الموضوعات توزعت بين إستراتيجيات الاتصال، والإعلام في مؤسساتنا الإعلامية، وحتى إدارات الإعلام في منظّماتنا الحكومية والخاصة، وأيضًا ما يتعلق بصناعة المحتوى، إضافة إلى التّحديات التي تواجه الإعلاميين، والموضوعات عن الثّقافة الإعلامية التي يرى ضرورة أن يتسلَّح بها الإعلاميون وخاصة الجدد منهم.

وحاول الإعلامي محمد الشقاء  أن يكون سرده مختصرًا وخاليًا إلى حد ما من لغة التوجيه، وقام بسرد بعض المواقف والتجارب التي شاهدها أو عاشها خلال مشواره الإعلامي، كما حاول من خلال الموضوعات المطروحة أن ينطلق بفكرة مختلفة وقضية ذات قيمة لدى المنتمين للإعلام والاتصال بشكل عام.

ويشير المؤلف إلى أن صناعة وإنتاج المحتوى أعظم تحدٍ لإدارات ومراكز الإعلام في منظّماتنا الحكومية أو الخاصة، وهو النتاج الذي لا يستوعب أو يفهم حجم تأثيره وقوته صُنّاع القرار بتلك المنظمات؛ لاختلاف تخصصهم؛ فكثير منهم لا يهمه المحتوى والمخرج بقدر ما يهمه ما يحققه ذلك لأهداف جهته، ولا يشعر بأهمية وجودة المخرجات الإعلامية أو التسويقية إلا مَن هو في إطارها ويعمل في مجالها؛ لذا قلّ أن يفهم صناع القرار الدور المهم لمراكز وإدارات الإعلام، بل إن بعضهم يتخّوف من هذا الدور، ويجعله في آخر اهتماماته، جرّاء ضعف الثقة أو الخوف من محتوى قد يتسبب في إحراجه منظمته، فتجده يختار الطريق الأسلم، وهؤلاء قلة؛ لكنهم يتحملون تراجع جهاتهم إعلاميًا، وضعف التسويق لمخرجاتهم مقارنة بغيرهم، من هنا تظهر جليًا أهمية فهم الدور الحقيقي لإدارات أو مراكز الإعلام أو إدارات التسويق وتأثيرها البالغ في إظهار مؤسساتنا بالشكل المناسب ودورها الكبير في رسم الصورة الذهنية وتحقيق الأهداف المتضمنة في إستراتيجياتها، انطلاقًا من الإستراتيجية الاتصالية، وأهدافها التي هي بالأصل مستمدة من الإستراتيجية الكبرى المنظّمة.

اقرأ أيضاًالمنوعاتفي ظل مخاوف انخفاض الطلب و”الفائدة الأمريكية”.. النفط والذهب يتجهان لتسجيل تراجع أسبوعي

وبيّن أن على كاتب المقال إن أراد أن يكون ذا قيمة وتأثير؛ أن يأتي بفكرة جديدة مثيرة للانتباه والاهتمام، كما أنه مُطالب بنقل تجربته ومعرفته وفكره للمجتمع ولصناع القرار.

وتطرق الشقاء إلى “الذّكاء الاصطناعي” الذي أصبح يقوم بمعظم أعمال صانعي المحتوى، ويُعتبر مرجعًا موثوقًا يحوي معلومات دقيقة يمكن الاستناد إليها والإشارة إليها في محتواها الصحفي، وفي هذا إشكالية يجب التنبه لها، وهي أن مخرجات الذكاء الاصطناعي ما هي إلا مصادر (تحتاج إلى تدقيق)، ولا تُقارن بمحركات البحث الاعتيادية؛ فهذه الأخيرة عادة نتائجها صحيحة؛ لأن المصدر والمرجع واضح وبعضه مرتبط بالصفحات الرسمية للجهات صاحبة المعلومات الأصلية، ويمكن القول: إن الذكاء الاصطناعي ليس ذكيًا على كل حال، فهو يعتمد على مدخلات ويخرج بنتائج لمعلومات وحقائق متداخلة، وطريقة عمله أشبه “بـحاطب ليل”، فهو لا يستخدم عقله وذاكرته، بل عينيه في توليد المعلومة.

ومما جاء في الكتاب أن الصحافة الاستقصائية فنّ عظيم لم يعد حكرًا على المؤسسات الصحفية، بل وُجد صحفيون يمارسون ذلك على منصّاتهم ونجحوا، وحاولت مؤسسات إعلامية الاستحواذ عليهم؛ خاصة بعض القنوات الإخبارية، ولا شك أن الصحافة الاستقصائية تحتاج إلى جهد وعمل مُضن ٍ كبير ولا تتوقف مصادرها على المصادر المفتوحة، بل تتعداها إلى الملفات المغلقة ودهاليز المنظمات والبيانات الضخمة المتاحة، وإلى كل معلومة ووثيقة مختبئة لم يسبق أن رأت النور، وأكّد محمد الشقاء حاجة مؤسساتنا الصحفية إلى مزيد من الصحفيين الاستقصائيين، وإلى توسيع دائرة هذا الفن وتشجيعه، واكتشاف المزيد من المهتمين بهذا الشأن، سواءً في جامعاتنا أو من خلال البحث عن من لديه علامات نضج بتبنيه وتحفيزه من خلال ابتعاثه وتدريبه من قبل الهيئات والمنظمات المعنية؛ لأن مثل هؤلاء هم من سيكونون واجهة البلد الإعلامية ووجهها المشرق وخط دفاعها الإعلامي الأول مستقبلًا.

من جانب آخر دشن الإعلامي الشقاء في ذات اليوم كتابه الأخير “مع محمد الوعيل.. ذكريات وحكايات” والصادر عن دار صوت المؤلف الذي وثق فيه الكاتب حياة ومسيرة ومهنية الراحل الوعيل وذكريات الشقاء معه خلال عمله معه في عدة محطات صحفية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية تكرّم 26 فائزًا في النسخة الثالثة من جائزة المحتوى المحلي تحت شعار “نحتفي بإسهامك”

المناطق_واس

احتفت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية بتكريم 26 فائزًا من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، إضافة إلى عدد من الأفراد، وذلك خلال حفل جائزة المحتوى المحلي في نسختها الثالثة، والذي أُقيم تحت شعار “نحتفي بإسهامك”، برعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة الهيئة الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريّف، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين من مختلف القطاعات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم وتحفيز المساهمين في تنمية المحتوى المحلي من مختلف الشرائح، نظير جهودهم في الالتزام في تطبيق متطلبات المحتوى المحلي، بما يعزز الإمكانات المحلية، وتعظيم الفائدة من القوة الشرائية لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

أخبار قد تهمك هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية تعلن آلية التفضيل السعري الإضافي لقطاع الأدوية والمستحضرات الطبية 6 فبراير 2025 - 4:17 مساءً هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية تُعلن إضافة 122 منتجًا في القائمة الإلزامية 29 ديسمبر 2024 - 1:57 مساءً

وشهد الحفل كلمةً لمعالي رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، أكد من خلالها أن المحتوى المحلي هو ترجمة عملية لإحدى المبادرات الوطنية الرائدة التي ابتكرها سموّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في خطوة فريدة عالميًا من حيث الشمولية ووضوح الرؤية والهدف.

وأضاف معاليه، أن سياسات المحتوى المحلي أسهمت في رفع نسبة المحتوى المحلي في المشتريات الحكومية منذ بدء تطبيقها في عام 2018م من 28% إلى 47%، بالإضافة إلى تشكيل 396 فريقًا لتنمية المحتوى المحلي داخل الجهات الحكومية، تعمل على تحقيق مستهدفات المحتوى المحلي في مختلف القطاعات.

وأشار معاليه إلى مساهمات الشركات المملوكة للدولة، حيث أدرجت 270 شركة ضوابط المحتوى المحلي ضمن لوائحها الداخلية، مما نتج عن رفع نسبة إنفاقها إلى 50.7% خلال العام المنصرم 2023م، وبارتفاع يقدر بـ 3% عن العام السابق.
وتضمنت النسخة الثالثة 21 جائزة، و5 شهادات تكريم، شملت الجهات الحكومية، والشركات المملوكة للدولة، والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، والأفراد، حيث يكرم القطاع غير الربحي لأول مرة في هذه النسخة، وإبراز جهودهم في تحقيق مستهدفات المحتوى المحلي.

وجاء محور الجهات الحكومية تحت مسارين رئيسيين و3 مراكز فرعية، ففي مسار جائزة التميز في المحتوى المحلي للجهات الأعلى إنفاقًا، فازت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمركز الأول، وحصلت وزارة النقل والخدمات اللوجستية على المركز الثاني، وفي المركز الثالث حازت عليه الهيئة السعودية للمياه.

وفي مسار جائزة التميز في المحتوى المحلي للجهات ذات الإنفاق المتوسط والمنخفض، حصلت وزارة الخارجية على المركز الأول، وتليها بالمركز الثاني الهيئة العامة للطرق، وفي المركز الثالث حازت عليه هيئة الحكومة الرقمية.

وتضمن محور الشركات المملوكة للدولة على مسار واحد، يشمل جائزة وشهادتي تكريم؛ ويهدف هذا المحور إلى قياس مدى تميز الشركات المملوكة للدولة بتفضيل المحتوى المحلي في أعمالها ومشترياتها، حيث فازت مجموعة STC على جائزة التميز في تفضيل المحتوى المحلي في المركز الأول، ويليها ثانيًا شركة المياه الوطنية، وحازت الشركة السعودية للكهرباء على المركز الثالث، كما حصل المركز الثاني والثالث على شهادة التميز في تفضيل المحتوى المحلي.

وحققت منشآت القطاع الخاص التي تميزت في رفع نسبة المحتوى المحلي ضمن إنفاقها، حيث تضمنت جائزة التميز في المحتوى المحلي للمنشآت الكبيرة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ففي المنشآت الكبيرة فازت شركة أبراج الاتصالات في مجموعة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، وشركة ناصر منيع الخليوي للمقاولات ضمن مجموعة البناء والتشييد والصناعة والنظافة والتشغيل، وكذلك شركة الأمن والأمان للحراسات الأمنية المدنية في مجموعة الخدمات العامة، وأيضًا شركة سواعد لخدمات الأعمال في مجموعة الخدمات المالية والخدمات الاستشارية والمهنية، وشركة تصنيع مواد التعبئة والتغليف ضمن مجموعة الصناعات التحويلية والتعدين، وأخيرًا الشركة السعودية للكهرباء في مجموعة الطاقة والمياه.

وفي المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فقد حازت عليها شركة سوار التقنية المحدودة في مجموعة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، والشركة السعودية لإدارة المرافق في مجموعة البناء والتشييد والصناعة والنظافة والتشغيل، وكذلك الشركة الوطنية لخدمات التسجيل العيني للعقار ضمن مجموعة الخدمات العامة، وشركة كفاءة التميز التجارية في مجموعة الخدمات المالية والخدمات الاستشارية والمهنية، وأيضًا شركة إنترا للتقنيات الدفاعية المندرجة تحت مجموعة الصناعات التحويلية والتعدين.

واستكمالًا لمنشآت القطاع الخاص، فازت شركة رؤى المدينة القابضة في مجموعة المشاريع الكبرى الذي يُعنى بالمشاريع الواعدة والنوعية ضمن رؤية السعودية 2030، وحصلت شركة تقنيات إنترنت الأشياء لتقنية المعلومات على شهادة تكريم في مسار التطور في المحتوى المحلي الخاص نظير تميزها في تحقيق أعلى نسبة تطور في المحتوى المحلي خلال عام واحد.
وعلى مستوى محور القطاع غير الربحي، فقد فازت مؤسسة ريف الأهلية بجائزة التميز في المحتوى المحلي، والتي تُعنى بتكريم المنظمات غير الربحية المتميزة في نسبة المحتوى المحلي.

ومن بين هذه الجوائز، شهد الحفل تكريمًا لمحور الأفراد؛ تقديرًا لمساهمتهم في التوعية بالمحتوى المحلي وأثره على الاقتصاد الوطني، حيث فازت المشاركة لمى فهد الحسين على المركز الأول، إلى جانب جائزة نقدية بقيمة 150 ألف ريال، وجاء في المركز الثاني المشارك عبدالمجيد حسين مرزوق إذ حصل على شهادة تكريم وجائزة نقدية بقيمة 100 ألف ريال، وفي المركز الثالث حاز المشارك هشام بدر العماش، حيث حصل على شهادة تكريم وجائزة نقدية بقيمة 50 ألف ريال.

يذكر أن هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية تهدف إلى تحفيز مختلف الشرائح الاقتصادية على تبني ممارسات تسهم في تعزيز المحتوى المحلي وتمكين الكفاءات المحلية تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العسكري في السودان يكشف تفاصيل تقرير عن المؤسسات الإعلامية
  • “البيئة” تحقق المركز الأول لجائزة التميز في المحتوى المحلي للجهات الأعلى إنفاقًا
  • جمعية الصحفيين الإماراتية تنظم جلسة بعنوان: “الإعلام بين الحرية والمسؤولية”
  • منصة “سماوي” توقع اتفاقية تعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية
  • “هيئة الطرق” تحقق جائزة المركز الثاني للمحتوى المحلي لمسار الجهات الحكومية متوسطة الإنفاق
  • ترأس اجتماع مجلس “هيئة الإذاعة” الأول لعام 2025.. الدوسري: نجاح «منتدى الإعلام» يدفعنا لنسخة استثنائية العام المقبل
  • هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية تكرّم 26 فائزًا في النسخة الثالثة من جائزة المحتوى المحلي تحت شعار “نحتفي بإسهامك”
  • طيران ناس يطلق النسخة الثانية من برنامج “عدسة ناسنا”… لتمكين الرحالة من صناعة المحتوى السياحي
  • “الشورى” يطالب “التلفزيون” بتطوير المحتوى
  • مجلس الشورى يناقش جذب جمهور الشباب وتطوير المحتوى الإعلامي