سودانايل:
2025-02-02@09:19:23 GMT

الكلام في زمن الحرب: الحال يغني عن السؤال

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

السلام عليكم، أهلا وسهلا، الخط ضعيف، يكون من الشبكة، الشبكة تعبانه، مرة في ومرة ما في. معاي منو؟ أنا حسن، إن شاء الله تكونوا كلكم بخير وعافية. فجأة يختفي الصوت بوجود الشبكة وإمكانية الاتصال. أنتظر ويدوم الإنتظار من دون رد. أسمع وأنا منتظر صوت نحيب ضعيف، تتلوه عبرات حزينة. أردف مرحبا، لعلكم بخير وما في شيء حاصل يا أختي.

يأتي الرد: كلنا كويسين يا حسن، لكن الحرب الابت تنتهي دي. عطلت علينا كل حاجة في حياتنا. والله ما عارفين نسوي شنو، لا لناس البيت، ولا للجيران، ولا للضيوف. وبتعرف صاحبك ولد فلان وفلانة، ودفعتك بنت فلانة وفلان. كلهم ماتو يا حسن وفي يوم واحد. أرد بحزن: لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا سلام، كنا بنمشي يوميا للمدرسة وبنرجع سوا، ويا سلام، دي كانت دفعتنا وامتحنا سوا من المرحلة المتوسطة للمرحلة الثانوية.
ألم صوتي بجهد وأعيد: لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ربنا يرحمهم جميعا، ويتقبلهم أحسن قبول. ربنا يلزمنا ويلزم أهلهم الصبر في فقدهم المبكر. ربنا يعوضهم عن شبابهم بالجنة. يا لها من من فاجعة وخبر مؤلم. ويمر بي شريط الذكريات، وتنجلي لي كلماتهم الطيبة، وتترآى لي ابتساماتهم العذبة، وكأنهم يقفون الآن أمامي. يحتشي الرأس بالذكريات، ويحن القلب للأيام الخوالي ويهتز الجسد حزنا وضعفا. ولكني أحاول أن أتماسك حتى لا أظهر ضعفا لأختي التي تصغرني. أواصل الكلام في المحادثة حتى لا تنقطع بيننا أو يضيع الخط علي أو تضعف الشبكة وهلة. أحاول جاهدا ألا أضعف أمام أختي المكلومة. فهي أكثر حوجة مني لكي أشد من أذرها. أحاول جاهدا رغم ضعف صوتي، أن أبحث عن مركز قوة أخرى يكمن في دواخلي، لكي أخفف العبء عليها. فهي الآن في حال أسوأ من حالي أنا.
أسأل متوجسا عن بقية الناس، عن توفر الماء والغذاء والعلاج والسكن لهم. أطمئن عن أحوال الأهل والأقارب والجيران والأصحاب والزملاء القدام. أسأل عن كبار السن في الحي والمدينة والقرى والمدن القريبة والبعيدة. أسأل عن أصحاب أمي وأبي بعد الرحيل، وأوصي بأن يطمئنوا عن أحوالهم ويتأكدوا من أن كل شيء ضروري متوفر لهم في زمن الحرب الطاحنة. ولكم أن تتصورو ما كان يدور من حوار في محادثة بيني وبين أنثى لم تتعود على الحرب ووضرواتها ورؤية أهوالها. نسأل الله تعالى أن تنتهي هذه الحرب ولا تعود. الحرب التي داهمت المواطن السوداني في مضجعه وشردته وجعلته لاجئا في بلده وفي بلدان أخرى. لقد أبت النفس أن تكتب، وأبى القلم أن يكتب، ولكنا سوف نواصل الكتابة في زمن حرب لا معنى لها ولا فائدة منها – لا للمواطن، ولا للوطن، ولا لحاكم حاذق على مستقبل وطنه.

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مصرع شاب سقط من الدور السادس فى الغربية


شهدت مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، سقوط شاب من الدور السادس بإحدى العمارات السكنية مما أدى إلى مصرعة فى الحال.

 

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية إخطارا من شرطة النجدة يفيد بسقوط شاب من الدور السادس بإحدى العمارات السكنية ومصرعة فى الحال.

 

وتبين أن الشاب هو محمد طارق يقيم بمدينة المحلة الكبرى بالقرب من نادى الشرطة، وأثناء وقوفة فى النافذة اختل توازنة وسقط مما أدى إلى مصرعة فى الحال.

 

تم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى المحلة الكبري العام وحُرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة للتحقيق.

مقالات مشابهة

  • أحاول أن أنسى
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • دعاء دخول شهر شعبان 2025
  • حوار مع السيد سعيد الصبيطي، قيدوم المستشارين الجماعيين بمقاطعة سيدي بليوط
  • مصرع شاب سقط من الدور السادس فى الغربية
  • ليلة ليلة .. وائل كفوري يغني مع محمد عبده أغنيته الشهيرة
  • هل الغسل من الجنابة يغني عن الوضوء.. دار الإفتاء تجيب
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • بعد زيارة الملايين لمعرض الكتاب.. ناشرون يجيبون عن السؤال الصعب هل الناس تشتري الكتب؟
  • ننشر نص الخطبة.. الأوقاف: «الحال أبلغ من المقال» موضوع الجمعة المقبلة