سودانايل:
2025-04-07@15:43:32 GMT

الكلام في زمن الحرب: الحال يغني عن السؤال

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

السلام عليكم، أهلا وسهلا، الخط ضعيف، يكون من الشبكة، الشبكة تعبانه، مرة في ومرة ما في. معاي منو؟ أنا حسن، إن شاء الله تكونوا كلكم بخير وعافية. فجأة يختفي الصوت بوجود الشبكة وإمكانية الاتصال. أنتظر ويدوم الإنتظار من دون رد. أسمع وأنا منتظر صوت نحيب ضعيف، تتلوه عبرات حزينة. أردف مرحبا، لعلكم بخير وما في شيء حاصل يا أختي.

يأتي الرد: كلنا كويسين يا حسن، لكن الحرب الابت تنتهي دي. عطلت علينا كل حاجة في حياتنا. والله ما عارفين نسوي شنو، لا لناس البيت، ولا للجيران، ولا للضيوف. وبتعرف صاحبك ولد فلان وفلانة، ودفعتك بنت فلانة وفلان. كلهم ماتو يا حسن وفي يوم واحد. أرد بحزن: لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا سلام، كنا بنمشي يوميا للمدرسة وبنرجع سوا، ويا سلام، دي كانت دفعتنا وامتحنا سوا من المرحلة المتوسطة للمرحلة الثانوية.
ألم صوتي بجهد وأعيد: لا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ربنا يرحمهم جميعا، ويتقبلهم أحسن قبول. ربنا يلزمنا ويلزم أهلهم الصبر في فقدهم المبكر. ربنا يعوضهم عن شبابهم بالجنة. يا لها من من فاجعة وخبر مؤلم. ويمر بي شريط الذكريات، وتنجلي لي كلماتهم الطيبة، وتترآى لي ابتساماتهم العذبة، وكأنهم يقفون الآن أمامي. يحتشي الرأس بالذكريات، ويحن القلب للأيام الخوالي ويهتز الجسد حزنا وضعفا. ولكني أحاول أن أتماسك حتى لا أظهر ضعفا لأختي التي تصغرني. أواصل الكلام في المحادثة حتى لا تنقطع بيننا أو يضيع الخط علي أو تضعف الشبكة وهلة. أحاول جاهدا ألا أضعف أمام أختي المكلومة. فهي أكثر حوجة مني لكي أشد من أذرها. أحاول جاهدا رغم ضعف صوتي، أن أبحث عن مركز قوة أخرى يكمن في دواخلي، لكي أخفف العبء عليها. فهي الآن في حال أسوأ من حالي أنا.
أسأل متوجسا عن بقية الناس، عن توفر الماء والغذاء والعلاج والسكن لهم. أطمئن عن أحوال الأهل والأقارب والجيران والأصحاب والزملاء القدام. أسأل عن كبار السن في الحي والمدينة والقرى والمدن القريبة والبعيدة. أسأل عن أصحاب أمي وأبي بعد الرحيل، وأوصي بأن يطمئنوا عن أحوالهم ويتأكدوا من أن كل شيء ضروري متوفر لهم في زمن الحرب الطاحنة. ولكم أن تتصورو ما كان يدور من حوار في محادثة بيني وبين أنثى لم تتعود على الحرب ووضرواتها ورؤية أهوالها. نسأل الله تعالى أن تنتهي هذه الحرب ولا تعود. الحرب التي داهمت المواطن السوداني في مضجعه وشردته وجعلته لاجئا في بلده وفي بلدان أخرى. لقد أبت النفس أن تكتب، وأبى القلم أن يكتب، ولكنا سوف نواصل الكتابة في زمن حرب لا معنى لها ولا فائدة منها – لا للمواطن، ولا للوطن، ولا لحاكم حاذق على مستقبل وطنه.

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عمر مرموش: أشعر بالراحة في جميع مراكز الهجوم.. وأستفيد من خبرة جوارديولا

كشف الاعلامي أمير هشام عن تصريحات عمر مرموش عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال مرموش: أشعر بالراحة في جميع المراكز الهجومية..مع منتخب بلادي ألعب على الجناح، وهنا ألعب كرقم 9، أو كصانع ألعاب، أو كجناح

وأضاف :"الفارق بين الدوري الإنجليزي والألماني؟ أعتقد أن الفارق الأكبر يكمن في شدة المباراة وجودة اللاعبين".


وأكمل :"أحاول دائمًا بذل قصارى جهدي والاستماع لما يطلبه المدرب مني، ولا أقول إن هناك جانبًا محددًا من أسلوب لعبي أعمل عليه، لكنني أحاول فقط التعلم من اللاعبين من حولي، وأحاول الاستفادة من الجميع وبالطبع من بيب جوارديولا".

وتابع :"جميع التعليمات التي يُقدمها لنا والخبرة التي يُخبرنا بها تُساعدنا، التعلم لا يتوقف أبدًا وأسعى دائمًا للتحسن كل يوم، آمل أن أتعلم الكثير من اللاعبين والمدربين".

مقالات مشابهة

  • عمر مرموش: أشعر بالراحة في جميع مراكز الهجوم.. وأستفيد من خبرة جوارديولا
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • الهجانة والصياد .. سينطقان قريباً .. لكن السؤال هل وجهتهم كردفان أم دارفور ؟
  • البركي: الكلام والشعارات والنيات الحسنة دون عمل لا تبني بلداً ولا تصنع استقراراً
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • ممر تحت أرضي جديد يعزز الشبكة الطرقية بالعاصمة الرباط
  • دعاء الفرج العاجل مجرب ومستجاب..احرص عليه عند ضيق الحال
  • أوباما يعترف بتأثير فترته الرئاسية على علاقته بزوجته: أحاول التعويض الآن
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • مسؤولون أميركيون: سنقضي على برنامج إيران النووي إذا رفض خامنئي المفاوضات