الجزيرة:
2025-02-19@00:40:55 GMT

هل صارت الخدمات من أدوات الصراع السياسي في السودان؟

تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT

هل صارت الخدمات من أدوات الصراع السياسي في السودان؟

الخرطوم- بعد أكثر من 20 شهرا من الأزمة السودانية، صعدت قوات الدعم السريع من اتهامها للحكومة، باستخدام الخدمات والتعليم واستبدال العملة وإصدار الأوراق الثبوتية، سلاحا ضد المواطنين الذين يعيشون في مناطق سيطرتها، مما عده مسؤول حكومي كبير تبريرا سياسيا لإيجاد مسوغات لتشكيل حكومة موازية.

وبدأ بنك السودان المركزي، منذ 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري ولمدة أسبوعين، عملية استبدال الفئات الكبيرة من العملة الوطنية (500 و1000 جنيه) لتصبح بعدها غير مبرئة للذمة.

وحدد مراكز للاستبدال في مدن آمنة بعد تعذر عمل المصارف في مناطق سيطرة الدعم السريع بعد نهبها وتدميرها وغياب الأمن وإغلاق الطرق منذ الأيام الأولى للحرب مما يجعل نقل السيولة النقدية غير ممكن.

من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم المكلف أحمد خليفة عمر، خلال مؤتمر صحفي في بورتسودان -اليوم السبت- اكتمال الاستعدادات لإجراء امتحانات الشهادة الثانوية المؤهلة للجامعة للدفعة المؤجلة ( للعام 2023) بسبب الحرب، مشيرا إلى وجود أرقام احتياطية لكل الولايات لتمكين كافة الطلاب الراغبين من أداء الامتحان.

 

اتهامات

وأفاد الوزير خليفة عمر بأن عدد الذين سيجلسون للامتحانات بلغ 343 ألفا و644 طالبا أي بنسبة 83% من الطلاب الذين سجلوا قبل الحرب، وهم أكثر من 570 ألفا، سيجلسون في 2300 مركز في داخل البلاد و59 مركزا في 15 دولة بها 46 ألفا و553 ممتحنا، بالإضافة إلى 120 ألفا و721 طالبا نازحا من 11 ولاية.

إعلان

وحددت وزارة التربية المناطق التي سيمتحن بها الطلاب في الولايات المتأثرة بالحرب وتكفلت الحكومة بترحيلهم وإيوائهم وإعاشتهم خلال فترة الامتحانات التي تستمر 12 يوما.

من جهتها، اعتبرت قوات الدعم السريع أن قرار استبدال العملة تنطوي عليه "مؤامرة خبيثة" تستهدف تقسيم البلاد، وقررت منع التعامل مع إجراءات الاستبدال، مؤكدة سريان التعامل بالعملات الحالية. كما أعلنت رفضها إجراء امتحانات الشهادة الثانوية في 28 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

واتهمت منظمات حقوقية، منها هيئة محامي دارفور ومرصد حقوق الإنسان وناشطون، قوات الدعم السريع بمنع الطلاب في مناطق سيطرتها من الانتقال إلى الولايات الآمنة لأداء الامتحانات بعدما سجلوا إلكترونيا وشجعتهم أسرهم على السفر، وبفرض رسوم على بعضهم في مقابل السماح لهم بالمغادرة، حسب منصة وسط السودان.

وقال مسؤول في المكتب الإعلامي للدعم السريع إن "حكومة بورتسودان" تعاقب المواطنين في مناطق سيطرتها وتحرمهم من التعليم والصحة واستبدال العملة، واعتبرتها سياسة ممنهجة.

وفي حديث للجزيرة نت، يوضح المسؤول -الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته- أنهم لم يمنعوا الطلاب من مغادرة مناطقهم لأداء الامتحان، لكن يخشون اعتقالهم من "سلطات جيش وأمن البرهان" التي تصنف كل من يأتي من مناطق سيطرتها متعاونا معهم وتحاكمهم بالسجن.

مزاعم

في المقابل، يقول مسوؤل حكومي كبير إن قوات الدعم السريع تحاول الترويج لمسوغات سياسية لتشكيل سلطة في مناطق سيطرتها مع جهات سياسية "تحت مزاعم حرصها على حقوق المواطنين التي منعوا منها". وأضاف للجزيرة نت أنه "طوال تاريخ السودان تجري امتحانات الشهادة الثانوية في أوقات الحروب بالمناطق الآمنة، ويتم نقل الطلاب من مناطق الصراع إلى الأقاليم الآمنة".

وتم الترتيب لطلاب إقليم دارفور وبعض مناطق إقليم كردفان بعد تسجيل مواقع وجودهم إلكترونيا، وصدرت أرقام لهم لكن قوات الدعم السريع منعتهم من مغادرة مواقعها مما يشير إلى أنها تريد استخدامهم ورقة سياسية وليس حرصا عليهم، وفقا للمتحدث الذي رفض الكشف عن هويته.

إعلان

واتهم المسؤول ذاته الدعم السريع بنهب وتدمير المدارس والمصارف في مناطق سيطرتها، و"لذا لا يمكن أن تعمل المصارف ولا يمكن توصيل السيولة النقدية إليها، وتم تحديد مواقع لاستبدال العملة حتى لا يتضرر المواطنون في الولايات المتأثرة بالحرب".

ويقلل المتحدث نفسه من حديث الدعم السريع عن حرمان مواطنين من الحصول على جواز سفر "لأن مكاتب إصدارها لا تفرق بين المواطنين، وليس من سلطتها رفض إصدار جواز إلا في حال صدر قرار بحقه من النيابة".

آلية صراع

من ناحيته، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف أن الامتحانات صارت من آليات الصراع في الحرب وتهدد مصير جيل من الطلاب بسبب التوظيف السيئ، مما يؤسس لشرخ في الوجدان السوداني. واتهم ما سماها "سلطة الأمر الواقع في بورتسودان" بعدم مراعاة التركيبة الديمغرافية للسكان فيما يتصل بالامتحانات، مما يحرم أكثر من 30% من الطلاب منها.

وفي تسجيل عبر فيسبوك، يرى الكاتب أن قضية الخلاف حول إجراء امتحانات الشهادة الثانوية اختبار أخلاقي لأطراف النزاع تجاه وحدة السودان، ودعا إلى تجاوز عوامل الصراع والتوافق على خطوات لضمان إجراء كل الطلاب للامتحانات.

غير أن الباحث والمحلل السياسي فيصل عبد الكريم يقول إن تأجيل الامتحانات للدفعة العالقة، منذ مايو/أيار 2023، يهدد جيلا كاملا ويحدث إرباكا في التعليم العام والعالي، لأن دفعة 2024 كان ينبغي أن تجلس للامتحان في يونيو/حزيران الماضي لكن تم إرجاؤه حتى مارس/آذار 2025.

ويقول عبد الكريم للجزيرة نت إن استبدال العملة عملية اقتصادية وأمنية بعد نهب أموال المصارف المعدة للتداول من مطابع العملة، حيث "قدرت السلطات أن ما نهبته قوات الدعم السريع يتجاوز ما يعادل 350 مليون دولار"، إلى جانب تفشي التزوير. كما أن وجود مناطق غير آمنة لا تستبدل فيها العملة -برأيه- لا يعني استهداف مواطنين في مناطق سيطرة الدعم السريع.

إعلان

ووفقا له، فإن قيادة الدعم السريع تسعى إلى استخدام مشكلة الخدمات لمواجهة الحكومة بهضم حقوق مواطنين في خارج مناطقها للتغطية على ما ارتكبته من جرائم وانتهاكات رصدتها المنظمات الحقوقية، والتأسيس لفرض واقع سياسي بعدما عجزت الإدارات المدنية التي أنشأتها في مناطق سيطرتها عن تقديم أي خدمة للمواطن أو توفير الأمن.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات امتحانات الشهادة الثانویة قوات الدعم السریع فی مناطق سیطرتها

إقرأ أيضاً:

بمسيرات.. الدعم السريع يستهدف محطة كهرباء بالنيل الأبيض

المناطق_متابعات

استهدف الدعم السريع عبر مسيرات انتحارية محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان فجر اليوم.

ووفقا لـ  “العربية”  أدى الاستهداف إلى تضرر 3 محولات بالمحطة.

أخبار قد تهمك اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم 31 مايو 2024 - 11:45 صباحًا الدعم السريع: مستعدون لفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من الفاشر 18 مايو 2024 - 8:12 صباحًا

وأفاد سكان محليون بعدد من مدن ولاية النيل الأبيض بانقطاع التيار الكهربائي بالتزامن مع هجوم المسيرات على المحطة الحرارية الأكبر لتوليد الكهرباء في السودان.

وبينما لم يصدر تعليق رسمي من السلطات في ولاية النيل الأبيض، أفاد مصدر سوداني مسؤول بتضرر ثلاثة محولات بالمحطة اثنين منهما تضررا بشكل كبير بينما تضرر الثالث بشكل أقل.

ويعد الهجوم هو الثاني من نوعه حيث استهدفت سبع مسيرات انتحارية في الثاني والعشرين من يناير ذات المحطة بحسب ما أعلنت الفرقة 18 مشاة التابعة للجيش بولاية النيل الأبيض في ذلك الوقت.

مع استمرار الحرب في السودان منذ 15 أبريل 2023، اشتدت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل يومين، وسط العاصمة الخرطوم.

حيث استأنف الجيش عملياته العسكرية في محور وسط الخرطوم ووصلت الاشتباكات إلى محيط القصر الجمهوري، وفق مراسل “العربية/الحدث”.

كما تصدت قوات الجيش لهجوم من قبل الدعم السريع في النواحي الشرقية لمحيط القيادة العامة مع استمرار عمليات القصف المدفعي من جانب الجيش عبر المدفعية الثقيلة التي اتجهت نحو تمركزات الدعم وسط العاصمة.

مناطق مهمة

وكان الجيش قد أحرز تقدماً نحو وسط الخرطوم الجمعة، حسب ما أفاد المراسل.

كما أضاف، نقلاً عن قيادات عسكرية ميدانية بالجيش، أن القوات المسلحة وصلت لمناطق مهمة وسط العاصمة باتجاه مقر القصر الجمهوري.

كذلك أردف أن الجيش سيطر على الجهة الشرقية من جسر سوبا بالخرطوم.

مقالات مشابهة

  • السودان: قوات الدعم السريع قتلت 433 مدنيا بولاية النيل الأبيض
  • مقتل 433 شخصا جراء هجمات لـ ميليشيا الدعم السريع بولاية النيل الأبيض
  • هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"  
  • هجمات قوات الدعم السريع على قرى “الكداريس” و”الخلوات” أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص
  • السودان: سلطة موازية مرتقبة في مناطق سيطرة «الدعم السريع» خلال أيام
  • «سلطة موازية» في مناطق «الدعم السريع» خلال أيام «إطار دستوري» يضم مجلس سيادة وحكومة وبرلماناً
  • شاهد بالفيديو.. بعد ألقت قوات العمل الخاص بالجيش القبض عليه.. إعلامي معروف بالدعم السريع يعترف:(استخدمتني المليشيا للترويج لها ونتمنى الجيش يحرر كل السودان من ويلات دولة آل دقلو الإرهابية)
  • الجيش يتهم الإمارات .. «مسيّرة» لـ «الدعم السريع» تلحق أضراراً كبيرة بمحطة كهرباء في السودان
  • قوات الدعم السريع ترحب بانطلاق المؤتمر الإنساني لدعم السودان
  • بمسيرات.. الدعم السريع يستهدف محطة كهرباء بالنيل الأبيض