قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي أكبر أحمديان، الجمعة، في معرض رده على سؤال بشأن عدم تصدي القوات الإيرانية لهجمات المعارضة السورية التي أدت إلى إسقاط نظام الأسد، إنه "لم يكن من المقرر أبداً أن تقاتل إيران مكان الجيش السوري في مواجهة تيار لا يشكل تهديداً حازماً ضد الجمهورية الإسلامية" الإيرانية.

وأضاف أنه "لو كانت هناك قوة قتالية جاهزة أو فرصة وإمكانية لنقل القوات والمعدات ولم يحصل الانهيار بسرعة، لكنا سنقاوم حتماً، شريطة مقاومة الشعب والجيش السوريين. كما أن الحكومة السورية حتى أيامها الأخيرة لم تطلب منها ذلك".

وتابع أكبر أحمديان، في مقابلة مع موقع "خامنئي دوت آي أر" التابع للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن بلاده بعد "إنهاء حكومة داعش قامت بإجلاء قواتها برغبة من الحكومة السورية، ولم يكن لها حضور عملياتي هناك لكي نقرر أن نسند أم لا"، مشيراً إلى أنه "لم تكن هناك أيضاً إمكانية لإسناد سريع إلا إذا كان الجيش السوري قد قاوم"، رافضاً القول إن إيران قد تركت الساحة، ومؤكداً: "نحن لم نكن هناك أبداً لكي نتركها".

وفي معرض رده على سؤال بشأن ما يقال إن الحضور الإيراني في سورية كان بلا جدوى، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني: "لسنا نادمين" من كلفة بشرية ومالية تحملتها طهران في سورية، مؤكداً أن "حضورنا وكلفتنا كانا لأجل أمننا، وقد تحققت مكاسب مرجوة، فلو لم يكن داعش قد انتهى في سورية والعراق لكان ذلك يكلفنا اليوم عشرات الأضعاف لقتاله في داخل البلاد".

وأردف قائلاً إن خروج المستشارين الإيرانيين من سورية جاء بعدما "تمكنا من تعزيز قدرات حزب الله وفلسطين"، قائلاً إنهم "لم يعودوا يتكئون علينا، واليوم حزب الله أصبح فصيلاً مستقلّاً بالكامل معتمداً على نفسه". غير أن أحمديان قال في الوقت ذاته في مقابلته إن دعم المقاومة "أصبح اليوم أكثر صعوبة"، مدافعاً عن الحضور العسكري الإيراني في سورية خلال السنوات الماضية، وقائلاً إنه كان مرتبطاً بثلاثة شروط هي "أن تقدم الحكومة الرسمية طلباً رسمياً"، و"عدم المواجهة مع الشعب"، بحسب قوله، والشرط الثالث هو "وجود مصالح أو قضية قطعية".

من جهته، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، الجمعة، على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، بشأن سقوط نظام بشار الأسد والدور الإيراني في أيامه الأخيرة، بوصفها بأنها "معلومات غير دقيقة"، قائلاً إنه "من غير الطبيعي أن تقدم الأطراف الضالعة في التطورات السورية رواياتها الخاصة بشأن أسبابها ودور مختلف اللاعبين فيها"، مضيفاً أن "بعض ما طرح بشأن الدور الاستشاري (العسكري) الإيراني في سورية في الأيام الأخيرة المنتهية إلى سقوط دمشق لا تعتمد على معلومات دقيقة".

ودافع بقايي في مقابلة مع وكالة إرنا الإيرانية الرسمية عن سياسات بلاده خلال السنوات الماضية في سورية، قائلاً إن اتخاذ القرار بشأن إخراج القوات العسكرية الاستشارية من سورية قبل سقوط الأسد كان "تصرفاً مسؤولاً" في ظل الظروف والملاحظات الموجودة في سورية أمنياً وعسكرياً وسياسياً، وواقع المنطقة.

وبشأن تصريحات بوتين حول إخراج 4 آلاف مقاتل إيراني من سورية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "هؤلاء كانوا أسر الدبلوماسيين والعاملين في الممثليات الدبلوماسية والقنصلية والثقافية الإيرانية في سورية والزوار الإيرانيين، وعدد من الزوار غير الإيرانيين الذين حضروا إلى سورية لتقديم العون للنازحين اللبنانيين"، مضيفاً أن "هؤلاء جميعاً قد انتقلوا إلى إيران عبر طائرات إيرانية عن طريق مطار حميميم بالتعاون مع روسيا". وتابع بقايي أن "إيران وروسيا تجمعهما علاقات مهمة في مختلف المجالات، والحوارات بينهما مستمرة على مختلف المستويات".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال أمس الخميس خلال فعالية "الخط المباشر" مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير، إن 350 عنصراً من مقاتلي المعارضة دخلوا حلب في وقت انسحب فيه 30 ألف جندي من قوات الحكومة والقوات الموالية لإيران من دون قتال، ومؤكداً أن القوات البرية المقاتلة على الأرض "كانت مكونة من الجيش السوري والمجموعات الموالية لإيران". وأضاف أن روسيا نظمت عملية إجلاء أربعة آلاف مقاتل إيراني من سورية بناء على طلبهم

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ارتباك في واشنطن.. مواقف متضاربة بشأن النووي الإيراني

لاحظت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين لديهما رؤى متضاربة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهما مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، متسائلة: "هل تسود الفوضى في إدارة ترامب؟".

وقالت القناة الإسرائيلية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستمرة في الضغط على إيران للدخول في مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، وفي الوقت نفسه، شهد يوم الأحد، تصعيداً في الخطاب ضد إيران، وللمرة الأولى، صرح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية صراحة بأن هدف إيران هو امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، ثمة افتقار حقيقي إلى الاتساق في الخطاب بين اثنين من أرفع الشخصيات في الإدارة الأمريكية. 

"الردع التلقائي".. مقترح إسرائيلي بضرب إيران لإيقاف الحوثيينhttps://t.co/MvF05fZFZE pic.twitter.com/ARrRe9uyxT

— 24.ae (@20fourMedia) March 21, 2025
ضرورة تفكيك النووي الإيراني بالكامل

وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز،  بأن الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وإلا ستكون هناك عواقب.

وتقول القناة إن ذلك التعليق يتناقض مع تصريحات أدلى بها ويتكوف نهاية الأسبوع الماضي، عندما قال في مقابلة إعلامية، إن إيران لديها برنامج نووي مؤكد، ولكنه لم يبد أي اهتمام بتفكيكه . 
وأكد والتز مجدداً أن "جميع الخيارات مطروحة، كما قال الرئيس ترامب"، مضيفاً أن هذه إشارة لإيران للتراجع تماماً عن رغبتها في امتلاك أسلحة نووية، وأكد أن الولايات المتحدة لن تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية. 
وأشارت القناة إلى أن كلمات والتز مهمة، لأنه لم يحدث  على مدى العقود القليلة الماضية أن قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية رسمياً وبشكل صريح إن هدف البرنامج النووي الإيراني هو تطوير الأسلحة النووية، لا سيما بعد الاعتماد على تقييم الاستخبارات الأمريكية الذي لم يتغير حتى اليوم، والذي ينص على أن إيران، في الوقت الحالي، غير مهتمة بتطوير أسلحة نووية. مستطردة: "من المرجح أن هذا التقييم نابع من غياب أي إجراءات فاعلة وواضحة من جانب إيران فيما يتعلق بالمراحل النهائية لتطوير الأسلحة، ومن غياب أمر صريح من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للقيام بذلك".

تفكيك برنامج الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية

وفي مقابلة أجريت معه، ذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي أن خططه تتضمن، إلى جانب التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، إزالة "برنامج الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية"، وأضاف: "إذا امتلكت إيران الأسلحة النووية فإن الشرق الأوسط بأكمله سوف ينفجر في سباق تسلح، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق في سياستنا للأمن القومي".

جدل داخلي حاد في إيران حول نوايا الولايات المتحدةhttps://t.co/oLvLXbZFHO pic.twitter.com/AQBEZBuuxL

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025 هجوم عسكري

وأخيرا، ألمح إلى إمكانية شن هجوم عسكري على إيران قائلاً: "لن أدخل في التفاصيل، ولكن إيران الآن في أسوأ وضع لها فيما يتعلق بأمنها القومي منذ ثورة 1979، بفضل حزب الله، وحماس، ونظام الأسد، وأيضا بفضل أنظمة الدفاع الجوي التي دمرتها إسرائيل". ورداً على سؤال عما إذا كان "لا يزال هناك مجال للدبلوماسية مع إيران"، أوضح: "بالتأكيد، قال الرئيس إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، لكن الوضع هو التخلي عن خطتك برمتها، وإلا ستكون هناك عواقب".

موقف مختلف لـ"ويتكوف" 

وليلة الجمعة الماضية، نُشرت مقابلة مع المبعوث ويتكوف، قال فيها إن ترامب "يريد التعامل مع إيران باحترام وبناء الثقة وتجنب الحرب"، مضيفاً أن الولايات المتحدة لديها القدرة على مهاجمة إيران عسكريا، لكنه أوضح أنه لا  يقول هذا  كتهديد.
وكشف ويتكوف تفاصيل رسالة ترامب إلى خامنئي، والتي، بحسب التقارير، حدد فيها مهلة شهر واحد للتوصل إلى اتفاق، وكتب: "أنا رئيس سلام، هذا ما أريده، لا داعي لتحويل هذا إلى صراع عسكري، فلنتحاور ولنبدد المفاهيم الخاطئة، ينبغي أن تمتلك إيران خطة نووية مؤكدة، حتى لا يخشى أحد من إمكانية امتلاك أسلحة نووية".
وأضاف ويتكوف أن "البديل ليس جيداً"، وهو يعتقد أن الحل الدبلوماسي ليس ممكناً فحسب، بل هو أيضا الأكثر منطقية، مشيراً إلى أن ترامب مهتم بالدخول في مفاوضات مع إيران "تعيدها إلى العالم وتؤدي إلى رفع العقوبات وازدهارها الاقتصادي"، كما أنه ليس هناك حاجة لخنق الاقتصاد الإيراني.

مقالات مشابهة

  • مذيعة سورية تشعل المنصات.. فماذا قالت؟ وكيف جاءها الرد؟
  • لهذه الأسباب.. لا تترك هاتفك في الشاحن ليلا
  • محكمة النقض الفرنسية تدرس مذكرة توقيف بشار الأسد
  • محكمة فرنسية تنظر في صلاحية مذكرة توقيف بحق الأسد
  • الأهلي يتقدم بتظلم للجنة الاستئناف لهذه الأسباب| بيان رسمي
  • ارتباك في واشنطن.. مواقف متضاربة بشأن النووي الإيراني
  • لهذه الأسباب عجزت أمريكا في البحر الأحمر!!
  • الكرملين: بوتين وترامب سيتحدثان مجدداً بشأن أوكرانيا
  • هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟
  • لهذه الأسباب ينجذب الناس للأخبار السيئة ويودون مشاركتها