الزكواني يكشف لـ"الرؤية" عن التطورات الجديدة في عالم الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على قطاعات الأعمال
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
الرؤية- سارة العبرية
قال المهندس رائف بن علي الزكواني مدرب معتمد ومختص في الذكاء الاصطناعي، إن مجال الذكاء الاصطناعي شهد في الآونة الأخيرة تطورات ملحوظة تعكس التقدم المستمر والتأثير المتنامي لهذه التقنية في مختلف القطاعات، لافتاً إلى أن من أبرز هذه التطورات ما أعلنت عنه شركة إكس.أيه.أي (xAI) المملوكة للملياردير إيلون ماسك، عن جمع تمويل قدره 6 مليارات دولار من خلال إصدار أسهم، بهدف تعزيز قدرات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة من خلال توسيع حاسوبها العملاق "كولوسوس" في ممفيس بولاية تينيسي، ليضم مليون وحدة مُعالجة رسومية على الأقل، وذلك ضمن الاستثمارات في تسريع الأبحاث وتطوير مختلف المجالات بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة والروبوتات الذكية.
وأضاف أنَّ شركة "أوبن إيه آي" أعلنت إطلاق نموذجها الجديد "سورا (Sora)" الذي يتيح للمستخدمين تحويل النصوص المكتوبة إلى مقاطع فيديو متكاملة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة؛ من أجل تمكين الأفراد والشركات من إنتاج مقاطع فيديو بجودة احترافية دون الحاجة إلى معرفة تقنية متخصصة أو تحمل التكاليف الباهظة التي عادة ما تصاحب إنتاج الفيديوهات التقليدية، مبينًا: "يتميز سورا بسهولة الاستخدام؛ حيث يمكن لأي مستخدم إدخال نص مكتوب ليقوم النظام بتحويله إلى فيديو يحتوي على مشاهد متحركة وشخصيات وتأثيرات صوتية وبصرية تتناسب مع السياق، وتعتمد التقنية على نماذج تعلم عميق متطورة، مما يُمكنها من فهم النصوص وتحويلها إلى محتوى مرئي يتسم بالإبداع والدقة".
ويتابع قائلاً: "يتوقع أن يفتح سورا آفاقًا واسعة لصناع المحتوى في مجالات متعددة، من بينها الإعلام والتسويق والتعليم والترفيه، ويمكن استخدام هذه التقنية لإنشاء فيديوهات تعليمية وإعلانات تجارية، وحتى إنتاج القصص القصيرة المصورة، مما يوفر حلولاً فعالة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي قد تكون غير قادرة على تحمل تكاليف الإنتاج الاحترافي".
وفي مجال الأمن القومي، يُبيّن الزكواني أن شركتي "بالانتير" و"أندوريل" أعلنتا عن شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي وتحسين قدرات التحليل والتنبؤ والردع في مواجهة التهديدات الأمنية".
وفي السياق، يقول المهندس رائف الزكواني إن "جوجل" كشفت عن حاسوب كمي جديد قادر على حل مسائل معقدة في دقائق، مما يمثل قفزة نوعية في هذا المجال، وهذا التقدم يساهم في تسريع الأبحاث العلمية وتطوير تطبيقات جديدة في مجالات مثل التشفير والذكاء الاصطناعي، مضيفا: "أطلقت جوجل عبر مختبرها المتخصص في الذكاء الاصطناعي "ديب مايند"، نموذجا جديدا للتنبؤ بالطقس يُدعى "GenCast" والذي يتميز بقدرته على تقديم توقعات جوية تمتد حتى 15 يومًا بدقة تفوق النماذج التقليدية الرائدة، إذ يعتمد على التعلم من أربعة عقود من البيانات التاريخية للطقس، للتعرف على الأنماط الجوية والتنبؤ بها بدقة عالية".
وذكر الزكواني أن شركة أمازون أعلنت عن تأسيس مختبر "أمازون إيه جي آي سان فرانسيسكو" في مدينة سان فرانسيسكو، لتطوير تقنيات رائدة في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي، حيث يقود هذا المختبر ديفيد لوآن، أحد مؤسسي شركة أديبت الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي استحوذت عليها أمازون في وقت سابق من هذا العام، ويركز المختبر على ابتكار وكلاء قادرين على أداء مهام معقدة عبر مختلف البرامج، متصفحات الويب، وحتى التطبيقات في العالم الحقيقي، إذ تضع هذه المبادرة أمازون في قطاع الذكاء الاصطناعي الوكيل التنافسي، والذي يُقدر محللو الصناعة نموه إلى 31 مليار دولار بحلول نهاية 2024.
ويوضح "يأتي مختبر "أمازون إيه جي آي سان فرانسيسكو" في إطار دفعة أوسع من قبل كبرى شركات التكنولوجيا لتطوير أنظمة مستقلة مماثلة، مع التقدم الذي تحرزه شركات منافسة مثل "أوبن إيه آي"، "أنثروبيك"، و"جوجل" في هذا المجال، يُبرز المختبر الجديد التزام أمازون بأن تكون رائدة في الموجة القادمة من ابتكارات الذكاء الاصطناعي".
وعن شركة ميتا، يوضح الزكواني: "أطلقت الشركة عن نموذج جديد للذكاء اصطناعي يحمل اسم "ميتا موتيفو" (Meta Motivo)، يهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين في عالم الميتافيرس، ويتيح هذا النموذج التحكم في حركات الوكلاء الرقميين المشابهين للبشر، حتى يعزز واقعية التفاعلات داخل البيئات الافتراضية، ويركز هذا النموذج على معالجة تحديات التحكم في حركات الصور الرمزية الرقمية، ليسمح بأداء أكثر واقعية يشبه حركات الإنسان، ومن المتوقع أن يسهم هذا التطوير في تحسين تجربة المستخدمين في الميتافيرس، من خلال تمكينهم من التفاعل مع وكلاء رقميين يتحركون ويتصرفون بطرق طبيعية وأكثر واقعية".
ويرى الزكواني أن هذا النموذج سيؤثر بشكل كبير على قطاعات متنوعة مثل الألعاب، والتجارة الإلكترونية، والتعليم، لاستخدام النماذج ثلاثية الأبعاد لتحسين التفاعل وتجربة المستخدم، إذ تسعى ميتا من خلال هذه الابتكارات إلى تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الميتافيرس، وجذب المزيد من المستخدمين إلى منصتها عبر توفير أدوات متطورة تسهل إنشاء وتجربة المحتوى الافتراضي بطرق جديدة ومبتكرة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أبوظبي.. إطلاق "فالكون 3" لتعزيز الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر الأجهزة الخفيفة
أطلق معهد الابتكار التكنولوجي، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة في أبوظبي، "فالكون 3" الإصدار الأحدث ضمن سلسلة النماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر، ما يتيح وصولاً أوسع إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدِّمة من خلال تشغيل النموذج بكفاءة على أجهزة خفيفة.
ويتيح هذا الإصدار وصولاً أوسع إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدِّمة من خلال تشغيل النموذج بكفاءة على أجهزة صغيرة مثل الحواسيب المحمولة. ويُرسي "فالكون 3" معاييرَ جديدةً بتفوُّقه في قدرات الاستدلال وإمكانات التخصيص.
وصُمِّم "فالكون 3" ليتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي عالية الأداء للجميع، مقدِّماً نماذج تجمع بين القوة والكفاءة، ودُرِّب على 14 تريليون رمز توكين، أي ما يزيد على ضعف تدريب الإصدار السابق الذي اعتمد على 5.5 تريليونات رمز فقط، ما يمنحه تفوُّقاً ملحوظاً في مختلف المعايير.
ويمتاز "فالكون 3" بأنه أحد أفضل النماذج عالمياً، القادرة على العمل بكفاءة باستخدام وحدة معالجة رسومات واحدة فقط. وحقَّق المركز الأول على قائمة منصة Hugging Face العالمية للنماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر، متفوِّقاً على نماذج أخرى بحجم مشابه.
معهد الابتكار التكنولوجي، التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، يطلق فالكون 3، الإصدار الأحدث ضمن سلسلة النماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر، ما يتيح وصولاً أوسع إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من خلال تشغيل النموذج بكفاءة على أجهزة خفيفة مثل الحواسيب المحمولة. pic.twitter.com/3YkfJF3Rfb
— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) December 19, 2024 عصر جديد من الابتكاروقال فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة ومستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة: "لا يمكن إنكار الأثر التحويلي الكبير للذكاء الاصطناعي، واليوم نعزِّز ريادتنا في مجتمع الذكاء الاصطناعي، لا سيما مجال المصادر المفتوحة، من خلال إطلاق سلسلة النماذج النَّصية "فالكون 3". ويُمثِّل هذا الإصدار امتداداً طبيعياً لما بدأناه مع "فالكون 2"، وخطوة أساسية نحو عصر جديد من الابتكار في الذكاء الاصطناعي. وإنَّ التزامنا بجعل هذه التقنيات المبتكرة متاحة للجميع يعكس رؤيتنا لتحقيق المساواة العالمية ودفع عجلة الابتكار للجميع".
وقالت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: إنَّ تفانينا في البحث العلمي المتقدِّم وجذب الكفاءات المتميِّزة قد أثمر عن إطلاق "فالكون 3"، الذي يُجسِّد رؤيتنا في تحقيق التميُّز العلمي، مع تعزيز الكفاءة ووضع معايير جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال الدكتور حكيم حسيد، كبير الباحثين في وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي: "في ظل التقدُّم السريع الذي تشهده تقنيات الذكاء الاصطناعي، نفخر بدورنا الفاعل في هذه الرحلة المبتكرة. يمثِّل "فالكون 3" خطوة نوعية تدفع حدود النماذج اللغوية الصغيرة إلى آفاق أوسع، معزِّزاً مجتمع المصادر المفتوحة عبر تقديم ذكاء اصطناعي عالي الكفاءة. ونحن على ثقة بأنَّ هذا الإصدار سيفتح آفاقاً لا حدود لها، وسيحقِّق فوائد ملموسة، ما يتيح للشركات والأفراد استثمار قدرات الذكاء الاصطناعي بطرق جديدة وغير مسبوقة".