الدبيبة: ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
قال رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، في كلمة له على هامش انعقاد المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، اليوم السبت، إن بلاده «تواجه تحديات أمنية كبيرة، وتسعى لاستعادة الأمن»، مشدداً على أنها «لن تكون ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».
وأشار الدبيبة، في كلمة خلال المؤتمر، الذي عقد في طرابلس بهدف تعزيز التعاون، بحضور مديري الاستخبارات في كل من الجزائر وتونس والسودان، وتشاد والنيجر، وسط غياب مصر، إلى رفض حكومته تحويل ليبيا إلى «ساحة لتصفية الحسابات أو ملاذاً للخارجين عن القانون»، لافتاً إلى أن بعض دول المنطقة تشهد متغيرات تفرض التكيف السريع.
وأضاف الدبيبة، في إشارة ضمنية، لمعلومات عن وصول قادة عسكريين سوريين سابقين إلى شرق ليبيا: «لن نسمح بتحول ليبيا إلى مأوى للعسكريين الهاربين من بلدانهم، أو استخدامها كورقة ضغط في أي مفاوضات أو صراعات»، مشدداً على «عدم التساهل مع أي جهة تسعى لزعزعة أمن المنطقة».
ليبيا دولة ذات سيادة تعمل على حماية مصالحها الوطنية
كما أكد رئيس حكومة الوحدة أن ليبيا «دولة ذات سيادة تعمل على حماية مصالحها الوطنية»، موضحاً أن المؤتمر «يمثل خطوة لتعزيز الشراكة والتنسيق الإقليمي لمواجهة التهديدات، ويعكس الوعي بالتحديات الأمنية المشتركة، مثل الإرهاب وشبكات التهريب».
من جهته، قال رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة، محمد الحداد، إن «التحديات الأمنية التي تواجهنا مع دول الجوار، من إرهاب وغيرها، تهدد أمن منطقتنا»، ودعا إلى «التعاون الفعال بين الأجهزة الاستخباراتية، وبناء قنوات اتصال لمواجهة التحديات».
بدوره، رأى مدير إدارة الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة الوحدة، محمود حمزة، أن بلاده تواجه ما وصفه بـ«تحدٍّ رباعي، يتمثل في الإرهاب، وتهريب المخدرات، وتهريب الأسلحة، والهجرة غير المشروعة»، لافتاً إلى الحاجة لتنسيق الجهود مع دول الجوار، بعد أن بدأ الإرهاب يضرب كل أنحاء المنطقة.
وبحسب حكومة «الوحدة»، فإن المؤتمر، الذي يعقد على مدار يومين، يستهدف تعزيز التعاون الإقليمي، وتنسيق الجهود الأمنية لمواجهة التحديات المشتركة، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
بموازاة ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة إن القائمة بأعمالها، ستيفاني خوري، قادت وفداً رفيع المستوى لزيارة مدينة الكفرة بالجنوب الليبي، للوقوف على أعمال الاستجابة الإنسانية للاجئين السودانيين.
وأوضحت خوري، مساء الجمعة، أن المناقشات كشفت عن الحاجة الماسة إلى عملية مصالحة وطنية، قائمة على الحقوق، تهدف إلى إعادة اللحمة إلى المجتمع المحلي، وضمان تنمية متكافئة في الكفرة، وكافة ربوع ليبيا.
في غضون ذلك، وصف القائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، توقيعه، مساء الجمعة، مع مدير مصلحة أملاك الدولة، بشير قنيجيوة، عقد إيجار عقار، يتيح الاستمرار في تطوير السفارة الجديدة في طرابلس، بأنه خطوة مهمة نحو استئناف العمليات الدبلوماسية الأميركية في ليبيا بشكل كامل، وأكد التزام الولايات المتحدة بتعزيز شراكتها مع ليبيا.
في شأن آخر، أدرج مجلس النواب الليبي اجتماع رئيس ديوانه، عبد الله المصري، مع بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر ومسؤول صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، مساء الجمعة، بمقر المجلس ببنغازي، في إطار التنسيق لعقد جلسة للمجلس في مدينة درنة، الاثنين المقبل.
كما أصدر رئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حماد، تعليماته العاجلة لوزارتي الداخلية والصحة، بالتنسيق مع الأجهزة العسكرية والخدمية لتوجيه كافة الجهات المختصة بمدن أجدابيا وسهل بنغازي، والمرج ومنطقة الجبل الأخضر، وصولاً لمدينة درنة، باتخاذ الإجراءات اللازمة استعداداً للأحوال الجوية السيئة المرتقبة، بينما طالبت «الاستقرار» المواطنين بأخذ الحيطة والحذر في أثناء التنقل على الطرق العامة، والابتعاد عن مجاري الأودية وتجمعات المياه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدبيبة ليبيا الحسابات الصراعات عبد الحميد الدبيبة دول جوار حکومة الوحدة
إقرأ أيضاً:
عنف وتجارة غير مشروعة.. كيف تحول أحد أحياء بروكسل إلى معقل لتجار المخدرات؟
في جنوب بروكسل، تواجه ساحة بيت لحم أخطر الأزمات الأمنية، حيث باتت بؤرة رئيسية لتجارة المخدرات، وسط مخاوف متزايدة من السكان وتحديات تواجهها السلطات. وقد وثّق فريق من قناة RTBF، عبر كاميرا خفية، الأنشطة غير المشروعة التي تجري في المنطقة التي تغيرّت بشكل جذري منذ أن أصبحت مرتعا لتجار المخدرات.
ولم تعد ساحة بيت لحم كما كانت في السابق. فقد أُجبرت المتاجر على الإغلاق تدريجيًا، فخلت الساحة للمجموعات الإجرامية. وينشط تجار المخدرات ليلا ونهارا في المنطقة. وتتولى العصابات حراسة المكان بواسطة مخبرين مهمتهم هي رصد التحركات الأمنية لتحذير تلك المجموعات من وجود الشرطة.
وكانت النتيجة أن أطفال الحي وجدوا أنفسهم مجبرين على اقتسام ساحة اللعب مع هؤلاء المخبرين والتجار ما زاد من شعور الأهالي بالقلق والخوف على سلامة صغارهم. فعلى مدار أكثر من عام، تحوّلت المنطقة إلى ما يشبه "سوبرماركت مفتوح" لتجارة المخدرات، مما دفع السكان إلى التراجع عن استخدام الفضاء العام، خوفًا من العنف المتصاعد.
وقد كشف جان سبينيت، عمدة منطقة سان جيل عن التغيير الذي طرأ فقال: "منذ جائحة كورونا، شهدنا ارتفاعًا غير مسبوق في استهلاك المخدرات، ما أدّى إلى تفاقم الوضع. قبل سنوات، كانت هذه التجارة محدودة النطاق، لكننا اليوم أمام صناعة إجرامية منظمة".
وعن المعاناة اليومية لسكان المنطقة، تقول إحدى السيدات المقيمات: "أمام منزلي يقف 30 تاجر مخدرات، الوضع مرعب. حاولت بيع بيتي، لكن الوكالات العقارية أكدت لي أن لا أحد يرغب في الشراء، وكأننا عالقون في مصيدة".
قُتل شاب في التاسعة عشرة من عمره برصاص في محطة مترو كليمنصو ببروكسل، في حادثة مرتبطة بعنف المخدرات المستمر. وتتعهد السلطات بفرض إجراءات أكثر صرامة مع تفاقم معدلات الجريمة.من جهتها، قالت إحدى الأمهات: "لا أعتقد أنهم سيؤذون ابني، لكنني لا أريد أن يكبر وهو يرى هذه المشاهد يوميًا. الأمر مخيف، خاصة مع ازدياد حوادث إطلاق النار في الفترة الأخيرة نتيجة الصراعات بين العصابات على مناطق البيع. نحن قلقون من أن تصيبنا رصاصة طائشة في أي لحظة".
ولم يقتصر التأثير على الجانب الأمني فقط، بل طال أيضًا الاقتصاد المحلي. فقد كانت ساحة بيت لحم، تمامًا كساحة بارفي سان جيل، تزخر بالمطاعم المزدحمة والزبائن الذين ينتظرون دورهم للحصول على مقعد. أما اليوم، فأصبحت تلك المتاجر والمطاعم تغلق أبوابها في فترة الظهيرة بسبب غياب الزبائن، ما يُنذر بانحدار اقتصادي حاد.
في هذا السياق، عبّر أحد السكان عن مخاوفه من انتشار الظاهرة إلى مناطق أخرى، قائلاً: "أشعر وكأننا في مرسيليا! الوضع يزداد سوءًا".
ومع تصاعد العنف وتفاقم الأزمة، باتت التساؤلات تُطرح حول مدى قدرة السلطات في بروكسل على احتواء الوضع واستعادة الأمن إلى المنطقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قريبا ستصبح بروكسل مقراً لمتحف فخر المثليين آخر حلقات مسلسل حرب عصابات المخدرات وسط بروكسل... إطلاق نار يخلف قتيلا أمام محطة المترو إضراب عام ومظاهرات في بروكسل احتجاجا على سياسة التقشف التي أعلنتها الحكومة الجديدة اعتداءات بروكسلشرطةاستهلاك مخدراتضحاياإعلامأمن