في يوم القيامة، حينما تعمّ الفوضى ويكتنف الناس الخوف والهلع، يظل الله تعالى مجموعة من عباده تحت ظله، في نعمة وراحة لا يُحسّ بها سواهم، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ليبيّن لنا هؤلاء الأشخاص الذين سيكونون في معية الله، ويشملهم برعايته ورحمته، ومن بين هذه الفئات، نجد أناسًا قد لا يتوقعهم الكثيرون، لكنهم حصلوا على هذه الفضيلة بفضل أعمالهم الصادقة.

1. الإمام العادل

أول فئة يظلهم الله في ظله هو "الإمام العادل". فالحكم بالعدل من أعظم الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله، ويكافئه الله بظلّه يوم القيامة. وهذا يشمل القادة، الحكام، وكل من له مسؤولية في إدارة شؤون الناس وحقوقهم. العدل بين الناس والابتعاد عن الظلم هو ما يجعل الإمام في مكانة عظيمة عند الله.

2. الشاب الذي نشأ في عبادة الله

الشباب الذين نشؤوا في طاعة الله وعبادته، لم يغرقوا في متاع الدنيا، وكانوا يسعون لإرضاء الله في سن مبكرة، لهم مكانة خاصة. فهم مثال للمثابرة والإخلاص في العبادة، ويكافئون بظل الله يوم القيامة كأجر لهم على تمسكهم بدينهم.

3. الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد

من الفئات التي يظلها الله في ظله هو "الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد". هؤلاء الذين يحضرون الصلاة في المساجد باستمرار ويشعرون بالقرب من الله في كل لحظة، يتقربون إليه بإقامة الصلاة والذكر والعبادة. فلا شيء يبعدهم عن المساجد إلا العمل الصالح والتقوى.

4. رجلان تحابا في الله

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فئة خاصة من الأشخاص الذين يظلهم الله، وهم "رجلان تحابا في الله"، أي أن حبهم لبعضهم كان في الله، لا لأغراض دنيوية أو شخصية. هذا الحب الخالص لله تعالى يجعلهم في حماية الله ورعايته يوم القيامة.

5. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفض

الفئة الخامسة هي "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فرفض"، وقد يكون هذا النوع من الابتلاء من أصعب ما يواجهه الإنسان، ولكنه يُكافأ بالظل الإلهي لأنه اختار الله وطاعته على غيره. مثل هذا الرجل الذي غلبت تقواه وورعه على شهواته الشخصية، يجعل الله له مكانًا في ظلّه يوم القيامة.

6. رجل تصدق بصدقة فأخفاها

من الفئات التي يظلها الله تعالى في ظلّه يوم القيامة "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". هذا النوع من الإحسان هو ما يجعل العبد في درجة عالية من القرب إلى الله، خاصة إذا كان بعيدًا عن الأضواء، حيث يسعى لمرضاة الله فقط دون النظر إلى ما يراه الناس.

7. رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه

الفئة السابعة هي "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه". هؤلاء الذين يذكرون الله في خشوع ودموع، بعيدًا عن أعين الناس، هم من أكمل المؤمنين. دموعهم ليست من الخوف من الموت أو الضعف، بل هي دموع من خشية الله، تجعلهم في مكانة متميزة عند الله، ويتم تكريمهم بظل الله يوم القيامة.

فئة مفاجئة لن تخطر ببالك

قد يبدو البعض من هذه الفئات مألوفًا، ولكن هناك فئة قد تكون مفاجئة لك: "رجل جلس في مكان خالٍ وذكر الله تعالى، ففاضت عيناه". هذا الذكر في السر، بعيدًا عن الناس، هو من أصدق أنواع العبادة، حيث يكون العبد في حالة تفاعل عميقة مع الله، دون أن يكون هناك أي مظهر أو محاولة لظهور أو شهرة. هؤلاء البكاءون من خشية الله يجدون في يوم القيامة ظل الله ورعايته، كأجر لهم على الإخلاص في العبادة.

 

يظل الله في ظله سبعة أنواع من الناس في يوم القيامة، وهم أشخاص متنوعون في طبائعهم وأعمالهم، لكنهم يشتركون في الإخلاص والتقوى. إن فضل الله ورحمته يشمل أولئك الذين يسعون في حياتهم لرضاه، ويؤدون أعمالهم بخفاء بعيدًا عن الرياء. فلتكن هذه الفئات مصدر إلهام لنا جميعًا في سعينا للخير، ونعمل على أن نكون من هؤلاء الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله يوم القيامة النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم یوم القیامة بعید ا عن ظل الله

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: القرآن أولى عناية كبرى بما يحقق مصالح الناس

عبر الدكتور نظير محمد عيّاد- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في بداية كلمته خلال مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم عن خالص تحيَّته وتقديره لمن كان سببًا في هذا اللقاء المبارك ومع هذا الجمع المبارك والحدث المبارك، وخصَّ بالذكر بشكل عام أسرة محافظة بورسعيد بشكل عام، وبشكل خاص اللواء محب حبشي -محافظ بورسعيد- .
وأشار إلى أن الله تعالى أيد رسله بالمعجزات الباهرات والآيات البينات التي تدل على صدق نبوتهم ورسالتهم، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه، فلما جاءت رسالة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وخاتم النبيين كانت رسالة عامة وخاتمة فكانت معجزتها خالدة باقية بخلود وبقاء رسالته صلى الله عليه وسلم ألا وهي القرآن الكريم.
وقال : لقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات حسية عديدة كغيره من إخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومع ذلك كان لا بد لهذه الرسالة من معجزة تلائم طبيعتهم، فتتعدد وجوه إعجازها لتقيم الحجة على الخلق كافة وتستمر وتتجدد على مر الأيام لتظل شاهدة على الأجيال المتلاحقة بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وربانية رسالته.
 

وأكد المفتي أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى الدائمة للمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن معجزة حسية كمعجزات غيره من الأنبياء من قبله؛ لأن المعجزة المادية لا تؤدي هذا الدور ولا تصلح لهذه المهمة، وإنما كانت معجزته معنوية خالدة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء من نبي، إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".

وبين اختصاص القرآن الكريم وتفرده بأمور عديدة دون غيره من المعجزات، ومن هذه الأمور أنه معجزة عقلية جاءت موافقة لطور الكمال البشري ونضوج الإدراك العقلي والعلمي الذي وافق عصر النبوة وما تلاه، كما أنه حجة على كل من بلغته آیات هذا القرآن ووعى ما جاء فيه من دعوة إلى الله، فهو رسول في الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما اختص بتعهد الله تعالى بحفظه وصيانته من التحريف والتغيير والتبديل قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9].. ثم هو بعد كل ذلك مهيمن ومتضمن لما في الكتب السابقة من دون أن تتصادم حقائقه مع عقل صحيح ولا علم ثابت بيقين. 

ثم انتقل إلى بيان أن القرآن الكريم قد أولى عناية كبرى بكل ما من شأنه تحقيق مصالح البشر؛ فسن ما يحفظ على البرية كلياتها الخمس: نفسها، ودينها، وعقلها، وعرضها، ومالها، كما جاء بأمهات الفضائل وجوامع الأخلاق والآداب، وقرر المسؤولية الفردية ومسؤولية المجتمع كذلك، ومع أن القرآن قد أقر سنة التعدد والاختلاف بين الناس لكنه دعاهم للتعارف والتعاون فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: ١٣].

وأشار المفتي إلى أن القرآن الكريم قد حرر المرأة، وأعاد لها ما صادرته عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت من حقوق لا يتسع المقام لتعدادها وبيانها، وجاء بفلسفة جديدة تقوم على العدل والمساواة والشورى والاحترام، كما وجه العباد إلى كل خير، فأمرهم بأحسن الأخلاق، وأرشدهم إلى أقوم القيم، وأفضل المبادئ.

وأكد استحسانه لما فعلته محافظة بورسعيد عندما حرصت على إقامة مسابقة للقرآن الكريم تذكيرًا بفضله، وتأكيدًا على واجب الأمة نحوه، وتنبيها على خطورة هجره، وقبح الإعراض عنه، الأمر الذي يؤكد على أهمية التنافس في حفظه، والتسابق في القيام بأمره، والعمل بما فيه.

مقالات مشابهة

  • " علاء سمير " السروجى الكفيف حولت النقمة لنعمة
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج دفعتين لطب الأزهر بدمياط
  • دعاء شهر شعبان للميت.. اللهم أمنه من فزع يوم القيامة وهوله
  • كيف يكون النداء على الناس يوم القيامة بأبائهم أم أمهاتهم؟.. الإفتاء تكشف
  • حقيقة عديدة يس.. وكيف تحصن نفسك بالسورة الكريمة
  • مفتي الجمهورية: القرآن أولى عناية كبرى بما يحقق مصالح الناس
  • القبيلة اليمنية … استهدافها في الماضي ودورها في الحاضر والمستقبل
  • محافظ القليوبية يستجيب لطلب فتاة مقبلة على الزواج.. ماذا قدم لها؟
  • كيف كان النبي يستقبل شهر شعبان؟ أعمال مأثورة ومستحبة
  • المأثور عن النبي في شهر شعبان .. علي جمعة يوضح بالدليل