تتناقل وسائل الإعلام إشارات الإيجابية عن قرب التوصل لاتفاق لوقف الحرب في غزة. إذ كشفت مصادر إسرائيلية أن بعض عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع تلقوا إشارات حياة من ذويهم.

كما أكدت أن تلك العائلات أبلغت بحصول تقدم ملموس ومن الممكن التوصل لاتفاق مبدئي خلال أسبوع إلى 10 أيام، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية.

إذ قيل للعائلات إنه تم إحراز تقدم حقيقي، وإنه يمكن التوصل إلى استنتاجات أولية في غضون أسبوع.

إلى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية أخرى أن “مسؤولي المفاوضات يريدون إعادة أكبر عدد ممكن من المحتجزين أحياء، خاصة خلال الجولة الأولى من صفقة التبادل التي ستشمل النساء، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا”.

وأضافت أن إسرائيل تحاول ضم الجرحى والمرضى من خارج هذه الفئات أيضاً لإخراجهم ضمن المرحلة الأولى من الصفقة.

فيما لا تزال بعض العثرات حول عدد الأسرى، ونسبة الانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع.

وبات ملف وقف النار وتبادل الأسرى يضغط على كل من الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس في الوقت عينه، لاسيما مع الدمار الهائل الحاصل في القطاع الذي بات شبه مدمر بشكل كامل، إثر الغارات الإسرائيلية التي لم تهدأ على مدى الأشهر الـ 14 الماضية.

ولا يزال حوالي 100 أسير إسرائيلي في غزة منذ أكتوبر العام الماضي (2023)، إلا أن بعض التقديرات الإسرائيلية أفادت بأن نصفهم لقوا حتفهم. في حين تحتجز إسرائيل في سجونها آلاف الفلسطينيين منذ أعوام.

طالبت إسرائيل، بأن تشمل المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، جميع المدنيين الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وكذلك المرضى والمصابين من العسكريين، فيما رفضت حركة “حماس” ذلك، وأصرت على إدراج العسكريين والرجال الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار المقرر.

وبحسب ما أكدته المصادر المطلعة على مسار المفاوضات في تصريحاتها لـ”الشرق”، فإن الجولة الأخيرة من المفاوضات شهدت خلافات بين الجانبين بشأن وضع اتفاق متكامل يشمل مراحل وقف إطلاق النار الثلاث، إذ طالبت “حماس” بنص واضح يتعلق بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الشامل والكامل من قطاع غزة في نهاية هذه المراحل، وهو الأمر الذي رفضته إسرائيل التي أصرت على الاتفاق على تفاصيل المرحلة الأولى، وترك المراحل التالية للجولات اللاحقة.

وتصر إسرائيل على حق “الفيتو” على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب “حماس” بإطلاق سراحهم، وعلى إبعاد من حكم عليهم بالسجن مدى الحياة إلى الخارج، وهو ما رفضته “حماس” مطالبة بأن يكون الإبعاد اختيارياً.

وأشارت المصادر ، إلى أن الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) يعدون لتقديم اقتراحات “حل وسط” في القضايا الخلافية، لافتة إلى أن المفاوضات قد تستغرق بضعة أسابيع.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، غادر العاصمة القطرية الدوحة، في وقت سابق من الخميس، فيما لا يزال الوفد الأميركي في الدوحة، رغم مغادرة بيرنز، حسبما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مصادر مطلعة.

وقال مسؤول في “حماس، في وقت سابق، إن إسرائيل ترفض الموافقة على الإفراج عن كبار الأسرى والقادة الفلسطينيين، في مفاوضات غزة، وتصر على ترحيل ذوي الأحكام العالية إلى خارج فلسطين، بينما تطالب الحركة بأن يتم تخيير الأسرى بشكل شخصي. ما يعني استمرار النقاط الخلافية في تعطيل إبرام الاتفاق، الذي كان يبدو “وشيكاً” بعد التقدم الذي تم إحرازه خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف المسوؤل، أن إسرائيل تريد اتفاقاً بدون توقيع، على غرار الحروب السابقة والاكتفاء ببيان قطري ومصري، فيما تشدّد “حماس” على أنها تريد اتفاقاً مكتوباً وتطلب ضمانات الوسطاء الدوليين بإلزام اسرائيل تطبيق كامل مراحل الاتفاق.

وأشار مسؤول “حماس”، إلى أن الحركة تصر على عدم وجود أي نقطة تفتيش إسرائيلية على طول طريق الرشيد، كما تصر الحركة على تسليم الأسرى الإسرائيليين المدنيين والنساء (بينهم 3 مجندات) الأحياء، وجثث كل المدنيين إلى مصر عبر نقاط يتم الاتفاق عليها، أو معبر رفح الحدودي، ويأتي دور الصليب الأحمر، ثم طاقم إسرائيلي لفحصهم قبل نقلهم إلى إسرائيل.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: اتفاق الهدنة غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا ظهر أسيران إسرائيليان في فيديو القسام بأرقام لا أسماء؟

بدا لافتا ظهور أسيرين إسرائيليين في فيديو كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بأرقام لا أسماء، في خطوة تحمل رسائل ودلالات مهمة للمجتمع الإسرائيلي، وفق محللين سياسيين.

وفي هذا الإطار، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني سعيد زياد إن الخطوة تمثل رسالة بليغة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يعرف أسماء هؤلاء الأسرى الأحياء في غزة".

ووفق زياد، فإن هؤلاء الأسرى يمثلون حالة من الفزع والكابوس والقيد الذي يضغط على نتنياهو، مشيرا إلى أن الأخير لا يريد التفاوض على الأسرى، بل سيسارع إلى قتلهم لو عرف مكانهم، إذ يفضل عودتهم جثثا لا أحياء.

وينظر نتنياهو إلى الأسرى الإسرائيليين بغزة على أنهم مجرد أرقام، وهو ما قاله الأسيران رقم "21" و"22″ في الفيديو بأنه كان لديهما في الأمس أسماء وهوية ولكن باتا اليوم مجرد أرقام.

وخلص زياد إلى أن المقاومة تستخدم هذه الفيديوهات للضغط على المجتمع الإسرائيلي والأسرى المحتجزين الذين خرجوا في عمليات التبادل السابقة بعدما قطعوا الأمل والرجاء من حكومة نتنياهو.

ويجد الأسرى الإسرائيليين بغزة العزاء في الأسرى المطلق سراحهم من أجل الحديث عن معاناتهم وضرورة المضي قدما في تنفيذ اتفاق غزة والضغط على الإدارة الأميركية، حسب الباحث في الشأن السياسي.

إعلان

وأعرب عن قناعته بأن الفيديو الذي سيغير المعادلة، هو ذلك الفيديو الذي سيوثق مقتل أحد الأسرى بقصف إسرائيلي قبل عودته بصفقة تبادل، مشيرا إلى أن الفيديو الجديد يعد الأول من نوعه في إطلاق مناشدة لأسير إسرائيلي أطلق سراحه.

ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، قبل أن تستأنف الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونصت هذه المرحلة على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا (من الأحياء والأموات)، وهو ما أوفت به الفصائل الفلسطينية بالفعل، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات مقابل خروج قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

دلالات الترقيم

بدوره، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك أهمية قضية الترقيم، إذ أرسلت حماس رسالة مفادها أن نتنياهو ينظر إلى الأسرى الإسرائيليين على أنهم أرقام ولا يعرف أسماءهم.

ووفق يزبك، فإن القيادة السياسية الإسرائيلية تتعامل مع أسراها مثلما تعاملت ألمانيا في حقبتها النازية عندما سجلت أرقاما على أيدي اليهود، مشيرا إلى أن الصحافة الإسرائيلية سارعت إلى ذكر أسماء الأسيرين اللذين ظهرا في فيديو القسام.

ويأتي نشر الفيديو في ظل الحديث عن مبادرة مصرية للعودة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إذ قال يزبك إن حماس أرادت إظهار أسرى على قيد الحياة في سبيل الدفع قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.

وتسعى حماس إلى الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين قدر الإمكان، لكنها لا تستطيع فعل ذلك في حال استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كما يقول يزبك.

إعلان

وحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية، فإن الأسرى المحتجزين يعانون من سياسة التجويع المفروضة على قطاع غزة في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

ولا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات إسرائيلية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: إسرائيل استفادت جيداً من كل أخطاء حماس خلال تسليم الأسرى
  • كان : إسرائيل تنتظر ردا رسميا من حماس على مقترح الأسرى
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة بـ50 ألف جندي
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة يشمل 50 ألف جندي
  • نتنياهو يعلق على فيديو أسيرين إسرائيليين
  • لماذا ظهر أسيران إسرائيليان في فيديو القسام بأرقام لا أسماء؟
  • بالأسماء: أبرز قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل في تصعيد الحرب الأخير
  • القسام تبث فيديو لأسيرين إسرائيليين ينتقدان استئناف حرب غزة
  • حصار إسرائيلي على المدنيين في حي تل السلطان في رفح
  • شينخوا: إسرائيل عرضت على حماس خطة من مرحلتين لتحرير الأسرى.. وهذا نصها